السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ...



على الأقل أحط كلمتين من عيد لعيد ... ... كل عام و أنتم بخير و أسأل المولى عز وجل أن يديم عليكم الصحة و العافية في كل عيد فبدونها لا طعم للعيد مهما كان.

اليوم يوم الذباحين و الخراف أو الخرفان إن جاز التعبير ...حرب مستعرة بين الذباح و بين معشر الخراف ... لكنها حرب نتيجتها موثقة و معروفة دائماً و الناجي و الفائز هو دائماً الذباح ... منذ اللحظة التي يخرج بها الخروف إلى وجه البسيطة حتى يبدأ معترك الحياة لديه بالبحث عن الطعام ليؤمن حياته و يضمن بقاءه حياً ... يصارع الأحوال الجوية و الأمراض و أوامر الراعي ... وتبدأ قصص معمري الخراف بالتغلغل في ثنايا خلاياه العصبية لتنذره بالمصير القادم ... فإما أن يأخذ شرف الذبح في العيد كأضحية أو أن يكون وليمة سريعة في يوم حار لضيف عابر ! لن ينجو من هذا المصير غير الخروف الأعرج و المريض ... هي حربٌ ... بل مجزرة لا تشبهها مجزرة ... ففي يوم واحد ملايين النعاج و الخراف يُضحى بها تقرباً لله تعالى في هذا اليوم الأغر ... ما أن يسن الجزّار سكينته و يمسح بها على ظهر الأضحية حتى يشهق الخروف شهقة تتبعها شلالات دموية و ركلات عشوائية في محاولة يائسة للنهوض و الهرب و العودة للحياة ولكن هيهات ... فهاهي أنظمة الجسم تفشل الواحدة تلو الأخرى و تتوقف عن العمل مسببة إرباكاً هو الأعظم من نوعه في النظام المتناسق مما يشل حركته و تخر قواه لتخرج الروح إلى بارئها في ثوانٍ معدودة ... إن تفكرت بالأمر لوجدت أن هذا الخروف كان يتنفس و يتحرك ويرى و يلمس و يأكل قبل عدة دقائق ثم غدا جثة هامدة لا فائدة منها بعد خروج الروح ... لا مكان للروح في الجسد إن فقد وظائفة الرئيسية التي تعينه على المتابعة ... فبقطع الرأس يختل النظام و يتوقف كل شيء ...

تذكر أخي المسلم ... هذه اللحظة آتية لكل واحد منا إن لم تكن الآن فعما قريب ... اللحظة التي تجد نفسك فيها إما على فراش المرض، ملقى في الشارع في حادث ... فقط تذكر اللقطة الأخيرة التي تنظر من خلال عينك إلى الدنيا ... تلك اللقطة الأخيرة التي ينظر فيها الخروف إلى الجزار و المضحين و عيناه تترامى فيها النظرات ولا تعرف إلى أين توجهها ... إنها النهاية !

" كل نفس ذائقة الموت "


محمد شريف