حكاية الجنية

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: حكاية الجنية

العرض المتطور

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,307
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكاية الجنية

    قرقعة الكعب العالي لأنثى تسبِّب رعبًا بالغًا لشابَّين يتمسَّكان ببعضهما في رعب هائل! سواء عندهما أكانَت هذه الأنثى من بنات الإنسان أم بنات العفاريت! ثوان قليلة وتدخل الجنِّيَّة مجال الرُّؤية تمامًا؛ لتكون المواجهة الأولى الفريدة من نوعها، بين جنِّيَّة تغنِّي بلغة العفاريت، تتنزَّه ليلًا بموقد النَّار، وبين الشَّابَّين اللذين أيقنا بالهلاك الأكيد!
    ها هي الجنِّيَّة أمام الصَّفِّ تمامًا، هذه عيونها المخيفة، هذه هي المواجهة النَّاريَّة، ولكن لا! استدارت الجنِّيَّة، أولَتِ الصَّفَّ ظهرها ووضعت موقدها أرضًا، وبدأت تتمتم بكلام غريب، تدمج فيه كلمات بالعربيَّة، تذكر عدَّة أسماء، من بينها اسم عادل الثُّنائيَّ، إذًا عماد لم يكذب! لكن لا، هذا ليس اسم عادل الثُّنائيَّ، بل اسم والده الثُّلاثيَّ، ولكنَّ الأمر يتخطَّى دهشة عادل وذهوله، إلى ما هو أخطر من ذلك بكثير، الجنِّيَّة تذكر أسماء غريبة، وتقول: احضروا، احضروا، وأسألُكَ بفلان أن تحضر يا ... (اسم شيطانيٌّ غير مفهوم)! هل ستحضر قبيلة من الجنِّ الآن؟ كيف سنواجهها؟ يا للهول! هذه هي النِّهاية المريرة، ولا شكَّ في ذلك!
    رغم الرُّعب الشَّديد، تحرَّكت بديهة عادل بغتةً ليحفظ الأسماء كلَّها، اثنا عشر اسمًا تذكرهم هذه الجنِّيَّة، اثنا عشر اسمًا من أسماء الموتى في القرية، ثمَّ انتبه عادل إلى أمر غريب جدًّا، هذه ليست جنِّيَّة! هذه ساحرة القرية، السَّاحرة اللعينة، وبغتة بلا مقدِّمات، أمام عينَي عماد المذهولتين، هجم عادل عليها في وحشيَّة ارتجف لها عماد، لو لم تكن هذه جنِّيَّة، لكنَّها ساحرة، أي أنَّها لا تقلُّ تخويفًا عن الجنِّيَّة، لكن لدهشته صرخت السَّاحرة في رعب، وعادل ينهال عليها ضربًا في عنف شديد، وهي ترجوه أن يتوقَّف عن ضربها!
    حاولت السَّاحرة أن تنكر ما تقوم به، لكنَّ عادل لم يرحمها، حتَّى اعترفت بكلام مخيف: لسْتُ أنا من قتلهم، صدِّقني، بل أهلهم! ويا لها من صدمة عنيفة على عادل، أهل من قتلوا من؟ أمُّه قتلت والده؟ للأسف نعم، هذا الرَّجل لا يريد أن يدفع مهرًا لامرأته، فلجأ إلى السِّحر لقتلها، هذه لا تريد لزوجها أن يتزوَّج عليها، فلجأت إلى السِّحر لقتله، صاح عادل، وماذا عن فلان؟ يقصد أباه، وردَّت السَّاحرة فلان؟ امرأته قتلته! طلبت منِّي سمًّا زعافًا لتتخلَّص منه، ولبَّيْتُ طلبها، و...
    لم تتفوَّه السَّاحرة بأيَّة كلمة بعد ذلك، لقد خبط عادل رأسها بالحائط عدَّة مرَّات حتَّى قتلها، أو أغمي عليها ربَّما، ثمَّ أحرقها بالنَّار، وفي ذهنه تتردَّد مشاهد باكية، مشاهد أمِّه تبكي أمام فراش والده حيث يتمدَّد الأخير يتأوَّه في ألم هائل، ويتمتم في صعوبة بالغة إنَّه يشعر بالموت، ويدعو الله بالرَّحمة والمغفرة، عادل طفل صغير يرتجف ويبكي، ينادي: أبي، لا تذهب، أبي، لا تَمُتْ (كأنَّ الأمر في يد الأب! لكن هذه عقليَّة طفل صغير خائف حزين)، لكنْ، ماذا؟؟ أمُّه الَّتي كانت تبكي آنذاك، هي الَّتي قتلت أباه! كيف استطاعت أن تخدع ابنها، بل كيف استطاعت أن تخدع زوجها بمظهر المرأة الحزينة عليه، وهي التي قتلته!!!
    عاد عادل وعماد إلى بيت الأوَّل، ذهب عادل إلى أمِّه يواجهها، أنكرت الأمُّ بادئ الأمر واستنكرت، ثمَّ اعترفت، لكن لا يا ولدي! كنت أريد سمًّا ليضعف والدك ويتهالك جسديًّا، ولا يفكِّر في أن يتزوَّج عليَّ، لكن هذه السَّاحرة هي الَّتي تحبُّ قتل النَّاس، صدِّقني! أيَّة امرأة تذهب إليها لأيِّ أمر بسيط، تعطيها السِّحر الأسود القاتل مباشرة! سحر أسود؟ قاتل؟ مباشرة كذلك؟ بما أنَّكِ تعلمين ذلك فلِمَ ذهبْتِ إليها؟؟ ويا لها من نظرة كراهية وبغض من عيني عادل يرمق بهما أمَّه، وكأنَّه يتمنَّى لو يقتلها كما قتل السَّاحرة، وبدون أيَّة كلمة استدار عادل ليخرج، تمسَّكَت به أمُّه تصرخ: لا! أنا أمُّك! أنت ابني! ابني الوحيد! ليس لي غيرك! أرجوك لا تتركني، أنا أحبُّك! سالت دموعها، وهي تردِّد في انهيار: أحبُّك! صدِّقني! نظر إليها عادل في جمود، ارتجفت شفتاه، بلع ريقه في صعوبة شديدة، لكنَّه لم يبقَ معها، مستحيل أن يراها أمًّا له، وهي الَّتي قتلت أباه بلا رحمة، فقط لأنَّها ظنَّت أنَّه قد يتزوَّج عليها يومًا ما، رغم ما يعصف بنفسه من الآلام، انصرف عادل، وأمُّه تتوسَّل إليه أن يبقى، وتبكي!
    في الليل المظلم، مشى عادل وعماد، عادل يبكي في صمت، وعماد لا يستطيع التَّعليق أو مواساته حتَّى بكلمة، وأيَّة كلمة يمكن له أن يواسيه بها بعد هذه الصَّدمة العنيفة؟؟ ثمَّ هل جنَّ عادل؟ ها هو يكرِّر أسلوب الجنِّيَّة، أو السَّاحرة، وينطق بالأسماء من جديد، وهو يمسك يد عماد، ترى هل تقمَّصته روح السَّاحرة؟ طبعًا هذا هراء، لكنَّ الرُّعب في نفس عماد جعله يتوهَّم الخرافات!
    كرَّر عادل الأسماء عدَّة مرَّات، وأخيرًا همس عماد بكلمة واحدة، ارتاح لها عادل، همس عماد: "فهمت"، ردَّ عادل: "أعتمد عليك"، وانصرف مبتعدًا في الظَّلام، وكانت هذه آخر مرَّة يراه فيها عادل، بل آخر مرَّة يراه فيها أيُّ شخص في هذه القرية، لقد اختفى عادل من بعدها إلى الأبد! لم تره أمُّه ولم تعرف عنه شيئًا من بعدها، أمَّا عماد فأصيب بحالة من الشُّرود والذُّهول، بدا كأنَّ عنفوان مراهقته وإثبات ذاته قد تبخَّرا تمامًا، لكنَّه فعل ما ينبغي فعله، دوَّن الأسماء الَّتي كانت تنطق بها السَّاحرة وحفظها عادل، وأرسل رسائل إلى الأهل، ابنكم قتلته امرأته بالسُّمِّ، ابنتكم قتلها زوجها ليتهرَّب من مهرها، ابنتكم قتلها ابنها... وكان لهذه الرَّسائل ضجَّة كبيرة في القرية، ومن المجرمين من انهاروا واعترفوا، وسط ذهول الجميع، هذا الرَّجل الَّذي كاد ينتحر من حزنه على امرأته الَّتي يحبُّها، هو الَّذي سمَّمها وقتلها؟ هذه المرأة الَّتي أصيبت بانهيار عصبيٍّ بعد موت زوجها هي الَّتي قتلته بلا رحمة؟
    كثيرون ألقَتِ الشُّرطة القبض عليهم، ومنهم أمُّ عادل كذلك، تلك المرأة الَّتي لم تظنَّ يومًا أنَّ ابنها سيثأر لوالده بأن يوقع بها في يد العدالة، لم يطلب عادل من عماد استثناء أمِّه من الرَّسائل، لم يطلب منه أن يتغاضى عنها، وكم كانت صدمة أولاد عمِّ والده قاسية، حينما علموا أنَّ هذه المرأة هي الَّتي سمَّمت قريبهم، ولا نعلم هل تمَّ إعدامها وسائر القتلة، أو ما كان الحكم عليهم بالتَّحديد، لكنْ، بعضهم نال أحكامًا قاسية جدًّا، لكن لا نعلم مصير أمِّ عادل من بينهم...
    أين ذهب عادل؟ أين اختفى؟ هو لا يملك نقودًا، وليس لهم أقارب خارج القرية، هل تمكَّن من الاندماج في حياة جديدة؟ هل مات جوعًا؟ هل تشرَّد في الليالي ومات بأنياب حيوان مفترس في ليلة ما؟ لا علم لنا بذلك!


  2. #2

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,621
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Actions Go Next View Icon رد: حكاية الجنية

    سبحان الله كشفت نفسها!
    هل جنت؟!
    ومن ثم حرقها!!، قَالَ صلى الله عليه وسلم :[
    إنَّهُ لا ينْبَغِي أنْ يُعَذِّب بالنَّارِ إلَّا ربُّ النَّارِ]
    لكن لست آسفة على موتها!
    ما توقعت أمه مجرمة!!
    اعترفت!
    ثم ماذا جرى له؟!
    ذهب ولم يعد!
    ربي يكفنا الأشرار ويبعد عنا كل سوء يارب العالمين،
    ناس تخدع بهم وسبحان الله يكشفهم الله في غفلة!
    ستدفع الثمن الآن أو لاحقا!
    فلا تظن أنك ستفلت بعملتك!
    قال تعالى:{
    وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}
    اللهم نسألك العفو والعافية يارب العالمين,,

    بوركت يارب على جمال القص والسرد!
    زدت فضلًا وقدرا!،
    في حفظ المولى،،
    ~

  3. #3

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,621
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حكاية الجنية

    نسيت أقول أني حسبتها جنية بس قلت شلون!!
    وقلت ما تقدر تضرهم إذا ذكروا الله!
    ومن نقل الكلام وهل هو صدق!!
    وهكذا من الأفكارxD,
    هداك الله
    ~

  4. #4


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,307
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكاية الجنية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    نسيت أقول أني حسبتها جنية بس قلت شلون!!
    وقلت ما تقدر تضرهم إذا ذكروا الله!
    ومن نقل الكلام وهل هو صدق!!
    وهكذا من الأفكارxD,
    هداك الله
    ~

    طبعًا لن تكون جنية وإلا ما استطاعا رؤيتها
    لكن في غمرة الخوف والرعب ظنا أنها جنية
    لذا أخذنا بهذا الأمر ووسعنا فيه قليلًا بأسلوبنا لزيادة التشويق فحسب!
    دامت الابتسامة لكم...

  5. #5

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,621
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Actions Go Next View Icon رد: حكاية الجنية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ. عمر مشاهدة المشاركة

    طبعًا لن تكون جنية وإلا ما استطاعا رؤيتها
    لكن في غمرة الخوف والرعب ظنا أنها جنية
    لذا أخذنا بهذا الأمر ووسعنا فيه قليلًا بأسلوبنا لزيادة التشويق فحسب!
    دامت الابتسامة لكم...
    لا ممكن يرونها إذا تمثلت لهم على صورة بشر!
    ربي يكفينا الشر،
    ويحفظنا بحفظه،
    ~

  6. #6


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,307
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكاية الجنية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة

    لا ممكن يرونها إذا تمثلت لهم على صورة بشر!
    ربي يكفينا الشر،
    ويحفظنا بحفظه،
    ~

    صحيح، لا يمكن رؤيتها على شكلها كجنية، لكن في حال تمثلت في هيئة إنسان يمكن رؤيتها
    غاب ذلك عني، شكرًا لكِ للتذكرة، وندعو الله بأن يحفظنا بحفظه من كل شر، ومن كل شيطان إنسي أو جني

  7. #7


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,307
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكاية الجنية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    سبحان الله كشفت نفسها!
    هل جنت؟!
    ومن ثم حرقها!!، قَالَ صلى الله عليه وسلم :[
    إنَّهُ لا ينْبَغِي أنْ يُعَذِّب بالنَّارِ إلَّا ربُّ النَّارِ]
    لكن لست آسفة على موتها!
    ما توقعت أمه مجرمة!!
    اعترفت!
    ثم ماذا جرى له؟!
    ذهب ولم يعد!
    ربي يكفنا الأشرار ويبعد عنا كل سوء يارب العالمين،
    ناس تخدع بهم وسبحان الله يكشفهم الله في غفلة!
    ستدفع الثمن الآن أو لاحقا!
    فلا تظن أنك ستفلت بعملتك!
    قال تعالى:{
    وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}
    اللهم نسألك العفو والعافية يارب العالمين,,

    بوركت يارب على جمال القص والسرد!
    زدت فضلًا وقدرا!،
    في حفظ المولى،،
    ~
    أكيد
    لا ينبغي لأحد أن يعذِّب أحدًا بالنار
    الأرجح في هذه القضية أنه أحرقها بعد أن ماتت فعلًا
    لكن في الحالتين ليس له أن يفعل هذا الفعل
    وفي النهاية ذهب ولم يعد، أما أمه فحسبنا الله في أمثالها

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...