الحياة رتيبة من حولي
رتيبة جدا

تبدأ من الاستيقاظ توسطا بالعمل انتهاء بالنوم ثم المزيد من ذلك
ألم أقلكم .. رتيبة جدا

عند الاستيقاظ .. أنتاول الإفطار أتجهز للعمل و أركب السيارة ، يوميا يتكرر هذا
ألم أقلكم .. رتيبة جدا

في العمل .. أستمع إلى أشباه مواطنين بنصف أذن و نصف عقل و أحاول تقديم المساعدة بعدمها !
لأن المساعدة تعني مزيدا من العمل و هذا ما لا أطيقه

عند العودة للمنزل .. أتناول الطعام ثم أجلس ، أتناول العشاء ، و أنام هكذا يوميا
ألم أقلكم .. رتيبة جدا

وصلت إلى مرحلة لم أعد أستطيع فيها تحمل المزيد من هذه الرتابة
مللت الحياة و كرهت نفسي

حتى عندما كرهتها
شعرت بالرتابة !
فقد اعتدت على كراهية نفسي !

لذلك .. أصبح الشعور بالرتابة رتيبا بحد ذاته !

أخيرا .. فكرت بالانتحار جديا
لكن المشكلة التي تواجهني ، أنني لا أريد أن يكون انتحاري رتيبا
حبل مربوط بالرقبة رتيب ، القفز من العمارة رتيب أكثر ، رمي نفسي أمام سيارة مسرعة رتيب جدا

لم يتبقّ طريقا للانتحار إلا و قد سلكها المنتحرون من قبلي
هل غادر المنتحرون من متردم .. :: .. أم هل عرفت الموت بعد توهم

انشغلت بالتفكير بطريقة الانتحار حتى أصبح التفكير به رتيبا للغاية
لم أعد أطيق نفسي بكل رتابة

أخيرا ..

بدأت تتبلور في ذهني فكرة لم يتطرق لها أي منتحر للانتحار
لكن المشكلة أنها طرقت ذهني بكل رتابة !

فكرت في أن المنتحرين ممن سبقوني قد فكروا بالموت للتخلص من الحياة
لكنني سأتخلص منها بالعيش فيها

و هكذا ..

وجدوا جثتي بكل رتابة !