السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


ألا تزالون تدردشون في هذا المنتدى حول اليابانية، تسألون عن الفرق بين الهيراجانا والكاتاكانا ليجيب أحدكم ليُسأل ثانية عن الفرق بين الهيراجانا والكاتاكانا... لا بأس حقيقة في التكرار ففيه فوائد إحياناً فهو ينحت الفكرة في الدماغ كما تنحت قطرات الماء المتكررة الصخر، فنحن نأكل إفطاراً في الصباح ثم ننام في المساء، نصحو لنأكل إفطاراً، ثم ننام، نُعيد أنفسنا، والتاريخ بمجمله هو تكرار لنفسه ولحوادثه السابقة، وهذا ما يفسر مثلاً الهزائم تلو الهزائم التي لحقت بنا... الإنسان جُبل على حب التكرار لأن التكرار هو مثل الكود البرمجي الجاهز مُريح لا تحتاج للتفكير فيه، فقط تنسخه دون أن تتعب عقلك، ويقال علمياً بأن الأشياء في الكون (بما فيها عقل الإنسان) تسلك في سيرها أقل المسارات إستهلاكاً للطاقة، ولهذا تم إختراع ما يسمى بالأمثال (فقط نسرق ما قاله الآخرون دون عناء التفكير بكيفية ترتيب الفكرة لدينا) ولهذا أيضاً إخترعنا الأسئلة المتكررة في المنتديات ،وأنتم تعلمون عناء البحث وإستهلاكه لطاقتنا... وتستطيع أن تلاحظ صحة تلك النظرية أن أيضاً إن أردت أن تصعد إلى عمارة وخُيرت بين المصعد والدرج... ولا يشذ عن هذه القاعدة من الناحية العلمية سوى سائق التاكسي (تاكسي العداد)، فهو يسلك أطول الطرق - وبالتالي أكثرها إستهلاكاً للطاقة - ليصل إلى المنطقة التي يرغبها الراكب المسكين.



وعلى سيرة التاكسي ولكوننا في منتدى لتعليم اللغة اليابانية فلا بد أن نطعّم حديثنا بشيء يمت للمنتدى بصلة بين الحين والآخر، ولو من باب رفع العتب، لذا سأتحدث قليلاً عن التاكسي في اليابان... التاكسي في اليابان تسمى タクシー، وهي كما ملاحظ تكتب بالكاتاكانا لأنها مأخوذة من الإنجليزية، وتسمى هذه الكلمة بال カタカナ語 أو 外来語 ومعنى الكلمة الأخيرة هو حرفياً - كلمة جاءت من الخارج - وهذا هو إقتباس من كتاب الأستاذ محمد ممتاز وذلك للأمانة العلمية.



والتاكسي في اليابان هو مثل بقية تكاسي العالم إلا إن فيه بعض الطرافة، على الأغلب يكون سائقه 運転手 رجل كبير السن (أو ما يسمى بالعامية じじ، وهي كلمة عادة لا يستخدمها سوى الأطفال والشباب)، لذلك هم لا يعاكسون الفتيات، ويمكن إعتبارهم مَحْرم في جميع الأحوال (أنظر هامش رقم 1)... والتاكسي قد تكون هنا تابعة لشركة أو يملكها شخص بعينه والصنف الأخير عادة ما يكون من طرازات رفيعة جداً وترى عليه عبارة 個人 (أي خاص، أي أنه تكسي يملكه شخص وليس مكتباً)... ومن الصفات الأخرى التي تراها في تكاسي日本国:


1. تستطيع إستخدام بطاقة الإئتمان クレジットカード في التاكسي.


2. عندما تريد الركوب أو النزول من التاكسي فلا تحاول فتح الباب بيدك، الباب يفتح أوتوماتيكياً من زر يتحكم به السائق (لربما لمنعك من الهروب وعدم دفع الأجرة، أنا أمزح هنا، فهذا هو من باب السلامة العامة، فاليابانيون عندهم فوبيا تسمى فوبيا السلامة العامة ولها شعار 安全第一 ، أي السلامة أولاً).


3. يكون هناك يافطة كهربائية على الزجاج الأمامي للسيارة مكتوباً عليها 空車 وتلفظ くうしゃ(هامش رقم 2) وهذه الكلمة تعني (مركبة فارغة)، إن كانت مضائة فذلك يعني بأن السيارة فارغة وتستطيع إيقافها للركوب بها... وهذه هي الإشارة الوحيدة التي يملكها سائق التاكسي لإبلاغك بأنه يحتاجك، لا زامور يصمّ إذنيك، ولا يطلّ عليك من شباك (نافذة) السيارة ليقول لك :طالع يا أبو الشباب؟ (باليابانية おい、若い者のお父さん、乗るの、乗らないの) عندما يراك تتسكع ماشياً على غير هدى كما هو الحال هناك.


4. تكون سيارات التاكسي العامة (أي تلك تلك التي تمتلكها مكاتب وليست 個人) مزودة بجهاز لاسلكي، وهذا ينطبق أيضاً على الباصات وبقية وسائل النقل في معظم الأحوال، وذلك الجهاز هو للإتصال وتلقي التعليمات من غرفة العمليات في المكتب (لتوجيه السائق لمنطقة ما أو لراكب ما قام بالإتصال بالمكتب طالباً تاكسي أجرة، أو لإبلاغ السائق عن حالة الطرق وإكتظاظها ليسلك أقلها إكتظاظاً، وكذلك لإعتبارات أمنية)، وهنا إن لم تكن تسكن في مدينة كبيرة وتحتاج لتاكسي ولا تملك جهاز خلوي، فقم فقط بالذهاب إلى أقرب هاتف عمومي 公衆電話 للإتصال بمكتب التاكسي، لا تحتاج للإتصال بهم أن تضع نقوداً أو أن تستخدم بطاقة فالمكالمة هي toll free أي مكالمة تقوم الشركة صاحبة الرقم المتصل به دفع ثمنها، أما باليابانية فهي تكتب بالكاتاكانا フリーダイヤル، وهذه الكلمة ليست مأخوذة من أي لغة أخرى بل قام اليابانيون بخلقها من كلمة dial وكلمة free الإنجليزيتين (تجد الكثير من تلك الكلمات في اللغة اليابانية وتسمى和製英語 أو和製語، أي كلمات –إنجليزية..الخ- صنعت في اليابان).



وأرقامهم (أي أرقام هواتف مكاتب التاكسي) مكتوبة عادة على يافطة كبيرة داخل كشك الهاتف تحت الأرقام الضرورية (الشرطة وسيارة الإسعاف)، وهذه عادة فقط في المناطق غير المكتظة وليس في جميع أكشاك الهاتف، أو تستطيع أن تذهب لكشك الشرطة 交番 وتطلب من الشرطي هناك أن يتصل بهم من أجلك (سيقوم بذلك مسروراً وهو يبتسم وكأنك تدغدغه، وسيحني لك رأسه بالتأكيد، لن يعتقلك لتطاولك على ذاته المقدسة).



5. التاكسي غال جداً في اليابان وما يسمى ب (فتحة العداد) في الأردن أي المبلغ الذي يظهر على Taximeterタクシーメーターفي لحظات ركوبك للتاكسي هو حوالي 650 ين ياباني (يختلف هذا المبلغ من منطقة لأخرى، ولكنه ضمن هذه الحدود)...


6. معظم تكسيات الأجرة مزودة ب كاميرا カメラ أمنية أو ما تسمى監視カメラ،واحدة على الأقل، واحدة تغطي الطريق وأخرى تغطي مكان الراكب، الأولى يستخدمونها كدليل عند وقوع الحوادث أو الإشكاليات المرورية الأخرى، وهذه الكاميرات عادة ما تكون مزودة بها جميع سيارات النقل العام لأن الشركات تخشى كثيراً من الدعاوي القضائية وقد تعلم اليابانيون للأسف من الشعب الأمريكي في السنوات الماضية أن يرفعوا الدعاوي على الشركات طمعاً بالمال (أنظر الهامش رقم 3)، أما الكاميرا الثانية فهي للسبب الماضي وأيضاً لحماية السائق وهي تغطي منطقة الراكب، الكاميرا الثنية لا تتوفر في كافة التكاسي ولكن إن توفرت فيجب أن يكون هناك تحذير مكتوب ومطبوع يستطيع الراكب أن يعرف من خلاله أن هناك كاميرا (وهذا هو قانون يحكم كاميرات السكيوريتي لحماية خصوصية الإنسان)، والعبارة تصفعك (وبالتالي الكاميرا) حيثما ذهبت في اليابان، تراها في المصعد، والتاكسي، والمتجر، والطريق، والبنك (لا أعلم حقاً لماذا يحتاجونها هنا)، وتخلوا منها الحمامات トイレ والحمدلله رب العالمين..تراها عادة مكتوبة هكذا: 防犯カメラ録画中 وكلمة 防犯 هي تعني (منع الجريمة)، وكلمة録画 هي تعني تسجيل تلفزيوني أو فيديو، أما المقطع ويلفظ هنا ちゅう وليس なか فيعني (تحت، جاري)... أي (جاري التصوير بكاميرا منع الجرائم، أو : جاري تسجيل لقطات فيديو لمنع الجريمة..ألخ)... لذلك إحذر فالقانون هنا لا يرحم ويطبّق على الإمبراطور قبل ال 外人، ولا تجعلنك كلمة (منع الجريمة) تظن أن الجريمة هي فقط القتل أو السرقة، الجريمة هنا قد تعني أن تدخن في الطريق ورمي أعقاب السجائر كما هو مطبق في الكثير من المدن الكبرى (أو في بعض شوارعها المكتظة بشكل دقيق).


سائق التاكسي مهندم بالطبع هنا، يلبس زياً موحداً على الأغلب وحذائة لمّاع، غالباً لا يبدأ بالحديث معك، فيجب أن تبدأ طالباً منه الذهاب إلى المنطقة التي ترغبها، فقط تستطيع أن تذكر إسم المنطقة التي تريدها أو حتى رقم الهاتف، فيقوم السائق بإدخال المعلومات في جهاز ال NavigatorGPS وباللغة اليابانية عادة ما يسمىカーナビ للإختصار ( و カー كما هو ملاحظ هي لفظ car و ナビ هو إختصار navigator)، وهذا نادر الحدوث لأن سائق التاكسي يعرف تقريباً كل معالم المنطقة الذي يعمل بها (من شروط العمل كسائق أجرة هنا في اليابان هو خضوعه لإمتحان في المنطقة التي سيعمل بها للتأكد بأنه يعرفها جيداً).


إن بدأت بالدردشة مع سائق التاكسي وهو ما لم يحدث على الإغلب، فإن أول عبارة قد تسمعها منه هي:


日本語が上手ですね إن كنت لا تجيد اللغة اليابانية.


أو 日本に長いですか إن كنت تجيد اللغة اليابانية.


العبارة الأولى تعني (لغتك اليابانية رائعة، أو أنت متقن للغة اليابانية)، وهي عبارة على الأغلب لا تسمعها من سائق التاكسي أو من الإنسان الياباني بشكل عام إن كانت لغتك اليابانية جميلة، فقط يقولها لك من باب التشجيع إن نطقت بكلمة أو كلمتين يابانيتين، أما إن كنت تتحدث اللغة اليابانية ぺらぺら فإنه على الأغلب سيقوم بسؤالك (هل إقامتك طويلة باليابان) وهو معنى العبارة اليابانية بشكل غير حرفي، أو بشكل حرفي (لا بد أن تكون إقامتك طويلة في اليابان لذا فأنت تتقن اللغة اليابانية، فشكلك غبي ولا يمكنك إتقانها في فترة قصيرة)... يجب إن تكون إجابتك على السؤال الأول هو بالطبع いいえ、まだ、まだ حتى ولو كنت فعلاً متقنناً للغة اليابانية، لا تقم بشكره على الإطراء فذلك يعتبر تعجرف وتكبر وكأنك تقول (نعم أن أتقن اللغة اليابانية). أما للإجابة على السؤال الثاني فقم بإستخدام ما تيسر من سنوات وعبارات تعلمتها، مثلاً もう十年ぐらいです.


وبهذا ننهي حديثا عن التاكسي مع أن في الجعبة الشيء الكثير، ولربما سأحدثكم في حلقة أخرى كيف أنني إستخدمت سيارة تاكسي لمدة عشرة أيام متتالية... لا، لست غنياً إلى هذه الدرجة، فتلك حكاية طريفة وطويلة، وكانت تلك هي عبارة عن شكل من أشكال الإعتذار من قبل الشركة بعد سوء تصرف من قبلهم، وأذكر حينها بأنني في أحد أيام العطلة إتصلت بهم فقط ليأخذوني إلى سوبر ماركت لأشتري سلعة لا يزيد ثمنها عن 300 ين... إستهلكتهم وعاقبتهم بشدة في تلك الفترة وجعلتهم يلعنون ال 外人 ليلاً نهاراً.



رجعت الليلة الماضية من زيارة معبد 善光寺، معبد ضخم وقديم جداً، يقام فيه مهرجان ضخم يمتد على ما أظن لشهرين متتابعين، وهذا المهرجان لا يحدث إلا مرة واحدة في كل سبع سنوات، وذهبت هناك إلى قلعة جميلة، وذهبت إلى ينابيع حارة 温泉 كبريتية مشهورة، وبت ليلة مع عصابة الإصدقاء في فندق ياباني الطراز 旅館... أخذت معي بالطبع رفيقة عمري، أقصد كاميرا الديجتال وليس زوجتي (تسمى الديجتال كاميرا هنا بالデジタルカメラ وهي كما ترى كلمة إنجليزية بحتة مع أن اليابايين هم من إخترعوها، والسبب في هذا يحتاج لشرح طويل ولربما لمقال بمفرده) والتقطت صور كثيرة، بعضها جميل وبعضها طريف، في هذه المرة إلتقطت حوالي غيغابايت من الصور وتفانيت لألتقط كل شاردة وواردة لأنني تذكرتكم وتذكرت وعدي لكم ببعض الصور.... أخوتي، في هذه اللحظات، إتصل بي ال配達人 (يشبه موزع البريد ولكن يتبع شركات خاصة تسمى 宅配便 وتلفظ たくはいびん) وأبلغني بأنه سيصل بيتي خلال دقائق... إنتظروني فأنا أعلم بأن الكنز قد وصل......آه لقد رجعت، وكما توقعت لقد وصلني الطرد من أخي وحبيبي م.ز (إقرأ هنا للتفصيل)، بعثه لي عن طريق Aramex من السعودية، لا عدمنا أمثالك يا أخي م.ز فمثلك من يشعرني بأن ما نقوم به هو مقدّر ولم يذهب سدى... أنا بشوق لأتصفح كتاب السيد محمد ممتاز (نعم ذلك هو الطرد، وربما توقعتم ذلك، وهنا هنا أفترض قراءتكم لمرثيتي السابقة)، سأقوم بتأجيل بعث صور رحلتي إلى مقال آخر أثرثر به معكم عند رجوعي من سفرة عملي إلى طوكيو 出張 (التي لم أكملها بالطبع بسبب الإجازة)، لم أكمل حديثي السابق بسبب مكالمة هاتفية، وكذلك حديثي هذا، تصادف 偶然 وليس عذراً للهروب منكم فأنا أعشق الثرثرة. سأراكم بعد حوالي العشرة أيام بإذن الله، وإن وجدت وقتاً في طوكيو فإنني سأبعث لكم من هناك فزورة يابانية... صحبتكم السلامة ولا تنسوا أن تدعوا على محمد ممتاز (أنظرو الهامش رقم 4) الذي حرمكم في هذه الحلقة من رؤية الصور التي إلتقطتها في رحلتي... أدعوا عليه بأن يشل الله يديه ولسانه، أدعوا عليه وعزّوني... على فكرة، لقد قمت مساء الأمس بالتحدث هاتفياً مع محامي في مصر أرشدني إليه أخي وحبيبي الدكتور محمد عباس (أرجوكم أن تدخلوا وتقرأوا مقالاته لتروا بأن أهل مصر ليسوا سواء، أنقر هنا)... أراكم على خير، فأنا في عجلة وشوق.



هوامش

1. سائق التاكسي: أما لماذا كبار السن، لسبب وحيد وهو أن قطاع التاكسي في اليابان هو قطاع غير مربح ولذلك فرواتب سائقية متدنية نسبياً وبالتالي لا يقبل على هذه الوظيفة سوى المتقاعدون الذي يريدون إفناء سويعات حياتهم الأخيرة في عمل منتج مدر للدخل، او هرباً من الملل، أما الشباب فهم يتجنبون هذا القطاع... أما إن كنت أخي القاريء من عشاق نظرية المؤامرة فربما تفسر ذلك بأن شركات (مكاتب ) التاكسي لا توظف سوى كبار السن لأنهم يسوقون كالسلاحف وهذا يعني بالطبع أن المشوار الذي يجب أن يكلف 2000 ين ياباني سيكلفك 4000 الآف ين.


2. 空車 : المقطع هو المقطع المعروف ويلفظ くるま بمفرده ويعني سيارة، أما إن جاء مع مقطع كانجي آخر فالأغلب أن يلفظ しゃ كما في كلمة 自動車 مركبة، سيارة، 電車 قطار كهربائي..الخ، والمقطع يعني فراغ، ويلفظ في كلمتنا هذه くうوعندما يأتي مفرداً فعلى الأغلب يلفظ そら بمعنى سماء، ولربما أدركتم هنا أن الفراغ و السماء هما يحملان نفس المعنى في عقلية الإنسان الياباني لكون مخترع ذلك المقطع لم يكن في غابر الزمان يعلم بأن السماء ليست فارغة ففيها هواء وليس عَدَم... طبعاً هذا قبل أن تمتليء بالأقمار الصناعية والطائرات والصواريخ العابرة للقارات (والأخيرة لا تسقط سبحان الله إلا في بلادنا وكأنها –أي أوطاننا- مغناطيس كوني هائل وليس تراب وصخور كبقية البلدان).


3. قرأت خبراً بأن شخص ياباني قام برفع دعوى قضائية على سلسلة متاجر شهيرة لأنه ذهب ليشتري شيئاً ولم يجد فرعهم مفتوحاً في تلك الساعة، إعترفت تلك الشركة بأن مدير الفرع قد أغلقه قبل عشر دقائق من الموعد المحدد لأنه كان نهاية الشهر وقام بإستعجال عمل الجرد وكذلك لأنه لم يوجد هناك أي زبون في المحل في تلك اللحظة، وجاء إعتراف الشركة بعد أن وضعت المحكمة يدها على كاميرات المراقبة في مدخل المحل... خطأ قاتل... ولربما سمعتم أيضاً بالشخص الذي كسب دعوى قضائية في الولايات المتحدة بقيمة ثلاثة ملايين دولار ضد سلسلة starbucks لأن قهوتهم كانت ساخنة جداً وأحرقت لسانه... والشركات في الدول المتقدمة مرعوبة بهذه القضية، وفي اليابان زاد الطين بلة أن الشعب الياباني إن سمع من شركة ما خطأ فإنهم عادة يتجنبون التعامل معها على الإطلاق وهذا يؤدي إلى إفلاسها، هنا تستطيع أن تشتري أداة كهربائية وتستخدمها لمدة أشهر وترجعها للشركة دون أن تكلف نفسك عناء حتى الذهاب إليهم، تتصل معهم فيقومون بسؤال شركة 配達 للذهاب إلى منزلك لإحضارها على نفقتهم الخاصة، فيقومون بإستبدالها بقطعة أخرى ويبعثونها لك بنفس الطريقة، وهذا بالطبع إن كان فيها عيباً وخاصة بعد أن كثرت السلع المستوردة من الصين... ويمكنك أن ترجع السلعة دون إبداء الأسباب ولكن ذلك مستبعد الحدوث فالإنسان لا بد أن يفسر مثل تلك السلوكيات... تستطيعون أن تبحثوا في الإنترنت عن طرائف بهذا الأمر (أي عن الرعب الذي خلقه المستهلك لتلك الشركات) وخاصة طرائف التحذيرات التي تضعها الشركات على سلعها خوفاً من أن يستغلها المشتري لرفع قضية ضدها... أذكر بأنني قرأت في الإنترنت تحذيراً عن سشوار شعر تحذر فيه الشركة المستخدم من إستخدامه أثناء النوم، حاول أن تستخدموا غوغل للإطلاع على بعضها (ويوجد على ما أذكر مواقع كاملة تتحدث عن تلك الأمور).


4. خلال إقامتي في فندق ال 旅館 رأيت حلماً  أو بالأحرى كابوساً悪夢 ، الصور فيه إختلطت ولم أعد أتذكر منها إلا إن محمد ممتاز قام بسرقة محفظتي خلال نومي وفوق ذلك وبعد أن مسكته متلبساً كان يطالبني بإعطاءه بطاقة الإتمان خاصتي... ها ها، أنا أمزح هنا، فهو أصغر من أن أحلم به، ولكنني لا أخفيكم بأنني مسكون في هذه الفترة بسرقته لي.