بسم الله الرحمن الرحيم ..
.
.



" يا مصريين يا عُبط بتحلموا بالمونديال .. يا جزائري يا أهبل عايز تتأهل للكاس في المشمش .. الفوز لروندا و لتخسأ مصر .... إلخ "


ما قرأتموه كان غيضاً من فيض لبعضِ التعليقات في إحدى المواقع الإخبارية لأخبارِ الرياضة التي كانت تُصبحُ عليّ يومياً فأقوم بالقراءة حتى يحترقَ قلبي مما أدى بي لحجبِ الموقعِ السخيف عن الصفحةِ الرئيسية ..



لم أهتم يوماً بالرياضة فقط معلومات عابرة إلى أن بدأتُ أرى في الآونة الأخيرة تلكَ الصفحة فأدخُلها ..




كانت تحملُ عناوين غريبة مثل :




الاتحاد الدولي يحذر اللاعبين من أداء الصلوات المسيحية والسجود ..فتوى سعودية بعدم جواز سجود اللاعبين تثير جدلاً بين علماء الأزهر




طبعاً لكوني جاهلة بما يتحدثون فأدخُل لأرى و إذ بالعنوان الأول بعدما قرأ القارءون يكتبَ بعضُهم ما بين مؤيديٍ ومُعارض
"و السجود بدعة في الملعب وأرض الملعب غير طاهرة و بطييخ و و و و .."



حتى بدأ إخوتُنا في الله يُفتون حتى وصلَ بِهم الأمر لتقول إحدى المُعلقات المهووسات بالرياضةِ البائسة :




معظم الذين اعلنوا رفضهم لسجود الشكر يستندون الى معلومات مغلوطة ..فمنهم من قال ان الملعب ليس مكان طاهر..ويبدو انه لم يقرأ قول الله تعالى(((وجعلنا لك الأرض مسجدا وطهورا)) ..



وجعلنا لكَ الأرض مسجداً وطهورا .. ؟!؟!؟!؟!؟!




بالطبع تملكني الذُهول و بدأتُ أتساءل أينَ وردت تلك الآية في القُرآن بالضبط .. ؟!




لم يقرأ قول الله تعالى ..!




أصبحَ قولاً للهِ إذاً .. ؟!




{ أتقولون على الله مالا تعلمون }..؟!




لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله




أصبحَ اختراع آياتٍ هذهِ الأيام أمراً عادياً إن كان فيه دعمٌ للكُرةِ أو الفن .. !!




و الأسوأ من هذا أن لا أحدَ علقَ على تلكَ البائسة .. ؟!




ماذا لو كانَ ابن بازٍ بيننا .. ؟!




ماذا لو كانَ ابنُ عبد الوهابِ بيننا .. ؟!




ماذا لو كان ابنُ تيميةٍ بيننا .. ؟!




بل ماذا لو كان النبي عليهِ أفضلُ صلاةٍ و أزكى تسليمٍ بيننا .. ؟!




ماذا كان سيفعل .. ؟!




ماذا كان سيفعلُ وهو يرى هؤلاء يؤلفون الآيات و هؤلاء يتنازعون بينهم على لُعبةٍ لم تُحرر فلسطين .. ؟!




ماذا كان سيفعل إن رأى شعبيين عربيين مسلميّن ينهشُ بعضُهم لحمَ الآخر لأجلِ لُعبة .. ؟!




و بعدَ هذا للُعبةِ كُرةِ قدم و حين صدرت تلك الفتوى "التي لا نقاشَ لنا فيها" قال بعضُ المُعلقين :




" خلاااااااااااااااااااااااااااااااااص المسلمين راحت عقولهم وصارت الفتاوى هي من يتحكم بهم ويحركهم واخزيااااااااااااااااااااااااااااااه ..... الي الامام يا علماءنا ،العالم بعث برحله الي المريخ ،واخترع سياره يتسير بالكهرباء وعلماؤنا يتناقشوا في الدين "




و قال آخر :




"حتى الكورة دخلتو فيها الدين.. "


إذاً نُصبحُ كالبهائم .. ؟!




و نُصبحُ بِغالاً فحينَ نلعبُ الكُرة لا دخلَ للدين بِنا .. نكفُرُ حينها .. !!




و خارج الكُرة نحنُ مُسلمون .. !




لا إله إلا الله ..




وا حسرتاهُ على عُمر من أفنى عُمرهُ في فتحِ القُدس و نشرِ الدين .. !!




و هؤلاء .. ؟!




و هؤلاءِ يتناقشون على لعبِ فُلان و كأنهُ سيُحرِرُ فلسطين بل و أكثر لرُبما سيُدمرُ إسرائيل مثلاً بلعبه .. ؟!




باتت الفتوى بينهم أمراً عادياً و اختراعُ الآيات أمراً لا بأس به إن كان في مصلحةِ الكُرة .. !!




(( أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار )) , (( من كذبَ عليّ مُتعمداًفليتبوأ مقعدهُ من النار )) .. !!




و ماذا بعدَ هذا الوعيد .. ؟!




و غيرُ هذا كثير .. كثير .. يؤلمُ القلب .. !!




فحينَ قارنتُ بينَ التعليقاتِ على المواضيعِ الرياضية و بينَ التعليقاتِ على المواضيع المُتعلقة بفلسطين كان الفرقُ شاسعاً فلا داعي للذكرِ بأن الأول كان عددُ التعليقاتِ به يتعدى المائة و الآخر لم يتعدى العشرين .. !




طبعاً أخذني الحُنق لأكتُبَ هذا الموضوع الذي لو قرأهُ أحدُ العُقلاء لماذا فعل .. ؟




أتمنى منكُم عدم التحدُث في أخبارِ الرياضة لكونِ هذا ممنوعاً هُنا و الاكتفاء بمُناقشتي حول من نغصوا عليّ بسمتي ..




و الرجاء الالتزام بأدبِ الحوار حتى لا ينتهي حالُ الموضوعِ كحالِ أي موضوعٍ نقاشي ..




.




.




فيـ أمان الله