يومُ التجربة..بعدَ المغرب..وحتى العشاء..
.
.
بعدَ صلاة المغرب مباشرة دخلتُ عالم الظلام..
دخلتهُ بدون شيء يعصب عيني..لذا كلما خشيتُ الاصطدام بشيء ما..
تُفتحُ عيني لا إرادياً !!
لذا ربطتُ شيئاً يمنعني من الرؤية..مهما خشيت وخشيت...
وأنا أمثلُ الدور...
لا أصطدم بمن يصدرُ أصواتاً..فقط أصطدم بالأشياء الجامدة..
لذا خطر على بالي..الخفافيش !!
تذكرتُ لمَ هيَ تصدرُ أصواتاً....ولقد علمتُ مدى أهميتها..
كنتُ أقولُ في نفسي لو أني خفاش..
لأصدرتُ صوتاً فأعرفُ إن كان أمامي شيء أم لا..
أعرفُ إن كان بعديداً أم قريباً...فسبحان الله العظيم الذي أعطاها هذه القدرة..
في هذه الأثناء..كانت أمي تعدُ القهوة..فشعرتُ بعجزي..
لأني لا أستطيع دخول المطبخ وأنا أتلمسُ الأشياء..
لأن أمي لا تحبُ من يعيقها أو يزاحمها في المطبخ..
بعدَ أن اجتمعنا لشرب القهوة..أمسكتُ الفنجان..وأنا لا أعرف من سكبها لي !!
وبعد أن أنهيته لا أعرف من سأعطيه لكي يسكب لي مرة أخرى !!
هنا قالت لي أمي:كفى تمثيلاً..وانزعي ذلك الشيء الذي حول عينيك..
هنا..نزعته..يا إلهي ما أروع النور !!
وما أقبح ذلك الشعور..الشعور بأنك عالة على أهلك لا تنفعهم إلا بالشيء اليسير..
يا إلهي إنها مدة قصيرة تلك التي ادعيتُ بها أني كفيفة..
فما بالُ أولئك..الذين لم يرو النور أبداً ؟؟
إذا فكرتُ أنهم لا يعرفون شيئاً اسمه نور و ألوان..ولا ملامح أمهاتهم وآباءهم وإخوانهم !!
فالحمدُ لله كثيراً على هذه النعمة..
الحمد لله..الحمد لله..الحمد لله
.
.
تقبلوا تحياتي ~
المفضلات