" أكثر إنسان ترك بصمة فى حياتك "

[معتزة بديني]

حياكم الله وبياكم ، وجعل الجنة مثواكم
أهلا ومرحبا بكم إخوانى وأخواتى
سكان هذا الكوكب المسومسى الرائع

جئت إليكم اليوم بفكرة طرأت فى ذهنى وأنا أفكر فى موضوع ما فقلت لما لا أشرككم معى فى هذا الموضوع ،،،، وهو ببساطة ودون كلام كثير عن أكثر إنسان ترك بصمة فى حياتنا ، وكان له أثرا ملموساً فى تكوين شخصيتنا ، ،،،

فبالتأكيد كل منا لديه هذا الشخص ،،، فأود أن تشاركونى ، وأن يضع كل منك لمحة بسيطة عن الشخص الذى ترك فيه أثراً ، ولكن أحب أن أذكركم ونفسى بألا نخرج بكلامنا عن حدود الدين والأدب واللباقة و أن نكتب بصدق دون تجريح فى شخص ما ، وألا نتخذ الموضوع ضحك ولهواً ،،، عسى أن يستفيد أخرون مما نكتب ،،، وأن نضع أمام أعيننا هذه الأية :

" مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "

وبالطبع سأبدا أنا اولاً ،،، معذرة سأضطر أن أروى إليكم الموضوع سبب هذه الفكرة وهو ليس موضوعاً بل درس للشيخ محمد حسان
كان يتكلم عن معنى كلمة " حدثنى أبى " وما تتركه من أثراً فى نفسية وشخصية الإبن أو الابنة ،،، فعندها تذكرت والدى رحمه الله
وجعل الجنة مثواه فبالرغم من إنى لم أعش معه كثيراً حيث وافته المنية وعمرى أربعة عشر عاماً ولكن ما تركه من اثراً فى نفسى
وأعتبره أهم الأعمدة التى بنيت عليها شخصيتى ودفعتنى إلى إتخاذ طريقاً واحداً فى حياتى وهو طريق تعلم الدين بكل نواحيه من
معرفة كتاب الله وحفظه ، معرفة بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، مدارسة العقيدة والحديث والفقة ، والسيرة ،إلى أخره ..." فكان
رحمه الله ينادى على ويجلسنى أمامه وهو يقراء القرآن ويشرح لى ما فى الآيات بإسلوب سهل يستوعبه عقلى الصغير فكنت فى
الخامسة من عمرى وكان يلح على والدتى رحمها الله أن أصوم رمضان كاملاً فى هذه السن وأن أودى الصلوات كلها بسننها ومع
تقدمى فى مراحلى السنية علمنى كيف أصلى الليل وما مقدار حلاوة تلاوة القرآن فى وقت السحر ،،،،وأهم ما علمنى هو

" أن أكثر ما يميز البنت ويجعلها بنتاً هو حياؤها "

يعيش المرء ما استحيا بخير **** ويبقى العود ما بقى اللحاء

فلا والله ما فى العيش خير **** ولا الدنيا إذا ذهب الحياء

وعلمنى أيضا أن أحترم كل من هو أكبر منى سناً أو أصغر ، وإن اخطأت وجب على الإعتذار بغض النظر عمن سأعتذر له وأن يكون بأدب وعدم زيادة فى الكلام ، وأن أشكر كل من يسدى إلى معروفاً وأن أدعو الله له ،وعلمنى وعلمنى وعلمنى أشياء كثيرة لن تسعها صفحات كثيرة ولن يكفيها موضوع واحد ،،،، ولم يكن رحمه الله شيخاً ولا داعياً إلى الله بل كان إنسان بسيط ،،، لطالما وددت أن أجلس معه ثانيا وأن أستمع إلى كلامه وتوجيهاته لى ..
أعتذر إليكم فلن أستطيع أن أكمل فلقد ".........". فأنا أدين بالفضل لله ثم إليه على ما أنا عليه الان.

أترك إليكم المجال مفتوحا الأن لتتحدثوا عن أنفسكم ... ولكن تذكروا ما نبهتكم عنه.
وجزاكم الله خيرا ،،، على صبركم للوصول إلى هذا الجزء من الموضوع ...

تم الكلام وربنا محمودُ ***** وله المكارم والعلا والجود

وعلى النبى محمد صلواته ***** ما ناح قُمرىٌ وأورق عود

اسأل الله أن يحفظنا وإياكم بحفظه وأن يحفظ علينا أنفسنا
واسأله تعالى أن يرحم والدّى كما ربيانى صغيرا ، وأن يجعل الجنة مثواهم
وأن يغسلهما بماء وثلج وبرد ، وأن يجعل قبرهما روضة من رياض الجنة
ولا يجعله حفرة من حفر النار ، وأن يجمعنى وإياهم فى دار الخلد بحوله وقوته
فهو سبحانه مولى ذلك والقادر عليه ..