.
.
أن لا تكون لك قدرة على الغضب او رغبة فيه.. يعني أنك غادرت شبابك لا غير أو أن تلك الحرائق
غادرتك خيبة بعد أخرى.. حتى أنك لم تعد تملك الحماس للجدل في شيء.. ولا حتى في قضايا كانت
تبدو لك في السابق من الأهمية أو من المثالية بحيث كنت مستعدًا للموت من أجلها !

.
.

كذلك الأشياء التي فقدناها والأوطان التي غادرناها والأشخاص الذين اقتلعوا منا, غيابهم لا يعني ا
ختفائهم إنهم يتحركون في أعصاب نهايات أطرافنا المبتورة يعيشون فينا كما يعيش وطن.. كما تعيش امرأة
كما يعيش صديق رحل.. ولا أحد غيرنا يراهم وفي الغربة يسكنوننا ولا يساكنوننا , فيزداد صقيع أطرافنا
وننفضح بهم برداً ..!!
.
.


لم أسمع بزهرة صداقة نبتت على ضريح حبّ كبير .. عادةً أضرحة الفقدان تبقى عاريــة..
في تلك المقابر، لا تنبت سوى أزهار الكراهيّة. ذلك أنّ الكراهيّة، لا الصداقة، هي ابنة الحبّ !

.
.


في خضم الحياة وضجيجها.. ننسى الأبواب مشرعة.. فيتسلل البعض إلى أغوار نفوسنا ومشاعرنا..
تاركين أثرًا بالغًا من الذكريات المريرة.. وبين الفينة والأخرى نجتر هذه الذكريات المشحونة بالألم والدموع..
فلا استطعنا مع الأيام والسنين نسيانهم..ولا هم حزموا أمتعتهم وغادرونا !


.
.


الفاجعة.. أن تتخلى الأشياء عنك، لأنّك لم تمتلك شجاعة التخلي عنها.

"أحلام مستغانمي"

.
.