.....
....
...
..
.

آهـَ " الحَمُد لله " كَـان حُلمَـاً
" اللهُ أكَـبر اللهُ أَكـبر .... اللهُ أكَـبر اللهُ أَكـبر "
صَـوت جَـميلٌ رَيان طَـرق أُذنِـي إنه صَـوتُ أذانِ الفَجـر .. قُمـت مِن عَـلى الـأَرض حَـيثُ المَـكان المُفَـضل لِفرَاشي إتجَـهت نَـحو الحَـمام تَوضـيتُ وَ خَـرجت أَقصِـدُ المَـسجِد ، مَـررتُ بجَـاري وَ هُـو شَـيخٌـ بَلغـ مِن الكِـبر عـتيا ألقيتُ التَحـيه ٍرَد عَـليَّ بصَـوتِه الذي يُجَـاريه العُمـر . تبِعتَهُ بِخُـطواتِ مٌتثَاقِله تَليقُ بعُمـرهِ فقد تَـعوَدتُ كُلمَـا خَـرجتُ للصَـلـَاه أن أَسيرَ خَـلفهُ لـأننا نَـخـرُج فِـي نَفس الوَقتِ تَقـريباً فقَد كُـنتُ أُحِـس بـأنهُ سيسقُط فِي أي لَحظـه إذ أن خُـطواتِه المُتعَـثرِه تُوحـى بِهَـذا .. إنتَهَـت الصَلـاه ، سَلمـتُ عَـلى بَعض الشَـباب ممـن أَعـرِفَهُمـ وَ رجَـعتُ إلـى أَخـر المَـسجِد صَـليتُ رَكعَـتين وَ أتـأكَـتُ بظَـهري عَـلى أحـد الـأَعمـِده وَ شـردت .

عُـدتُ إلـى البيتَ تنَـاولتُ كَـوبِي وَ معـه مَـا رزقَني اللهُ بـِه وَ أتجَـهتُ نَحـو حَـاسوبي الذي يَـجلس فِـي زَاويه الغُـرفه وَ قَـد إحتَـل مُعظمهَـا فَتحَـتُ جَهَـازي فـإذا بِرسَـالهِ عَـلى الـإيمـيل .
ألقيتُ نَظـره سَـريعَه عَـلى مَـا إعتـدتُ أن أراهـ حَـتى صِـرتُ أفعَـلهَا دُون أَن أدرِي وَ بدأتُ أتجَـول ...

حَتى كِـدتُ أن أَنسى - وَ يَا لـِكَـثره مَـا أفعَل - أمر الرِسَـاله التِي عُنوِنت بـ( دَعوه) بَـادَرتُ بِفتحَها ...... بِسم الله " اللهُمَ أجعَلـهُ خَيرا "

..........
......................
..............................
........................
..................
؟!

يَـا للعَجـب !! ... أنى يَكـون هَـذا ؟!!
أدارتَ دَائِـرهُ الـزَمنِ وَ أَنا غَـافِل ؟
أَم أن هُنَـاكـ مَـن يعَـبثُ مَعي ؟
سُـؤالـاتُ حَـيرى دَارت بِذهِني عِندهَا وَ لَـكن قبل أَنْ أَفـرحَـ وَ أُهَلل لَـابُد مِن أن أتَـأكـد ... إفتحَـ يَـا قُـوقل ضَـربت أصَـابعِي عَـلى الـَأزرارِ بسُـرعَهٍ عجَـبتُ أنا مِنهَـا... أَيـا رَبي الخَـبرُ صَحـيحـ !
ذَهـبتُ لـأنقُل البُشـرى لـأحـدهِم لَكن وَجدتَهُ وَ قـد غَطا عَـليهِ شَـبحـ النَوم فَـأنصَـرفت إلى جِهَـازي وَ أغلقتَهُ وَ حـزمتُ أورَاقي نَـاوياً الرَحيل وَ قد أليتُ ألـا يُثنيني أَحـد
إقتَـربت السَـاعه مِن التَـاسِعَه صَباحَـاً حينَمـا أَوقفتُ المُحَـركـ أمَام مَبنى السفَـاره الـهُولنديه إستَقبلني مُـوظَفِي الـإستِقبَال وَ طَالبوني ببَعض الـأوراق مِن بينهَا مَـا جَـاءني عَلى الـإيميل أبرزتُ مَا أرَادُوا ... صَكـوا لِي خِتمَـاً عَلى كُـل الـأوراق وَ طَـالبوني بالعَوده مُجَـدداً عِندمَـا أنوي السَفـر .

مَـرت إسبوعَين كُنت خِلـاهَا أَغلي كَالمِرجَل لَيس لـي هَم إلـا أَجلس أقـرأ الـإيميل للمَـره السَابعه وَ العِشرين بَعد الـألف أَو أُطَالعِ مَوقِعـ الجَزيره وَ أنـا أرى رِدود أفعَال العَالم الذي بدأ يتهَـاوى عَلْى رَأسِ أَحـدِهم .

مَـررت الليالي كَـأنهَـا سنِين وَ أنـا أنتَظِر هَـاذان الـإسبوعين مَتى ينقَضِـيا وَ لَكم وَدِدتُ حِينهَـا أَنْ لَـو كَان جُـول فِـيرن قَد أحَـال أفكَـارهُ حَـياه لَكُنتُ قَـد قطَعتُ أَوصَـال السَـاعاتِ وَ أنـا أَطويهَـا لَكن مَا بقَى لِـي مِن كُـلِ هَـذا إلـا عَلقمِ الـإنتظَار أَتجـرَعهُ رُغمَـاً عَني حَتى بَقِـي عَلى المَوعِد يَومين عِندهَا بَلغـ بي السَيلُ الذُبى فَلم أَعُـد أُطيقُ صَـبرا فَـودعتُ أفَـراد العَائله وَ أنطَلقت .....

حَطت الطَائره بِركَـابِهَا فِي مطَار شِيفول الدُولِـي أَكبر مطَارات هُـولندا ... ( لَـا أُريدُ أن أَصف مَـا يُوصَـف ) فقط أكمَلتُ إجـراءت الخِـروج مِن سجـن الطَائرات ذَاكـ وَ غَـادرتُ إلي إستراحَه تُناسبُ حَالي فغَـداً لِي رِحلَـهٌ سهِرتُ مِن أجلهَا لَيالِي وَ أيَام

وَ لعَـلَ مَا يُثير أَن الكُل هُناكـ يتَحـدثُ عَنها ، لَم أهتَمـ وَ لم أُجَادِل فقطَ تنَـاولتُ غَـدائي وَ صَعـدتُ لـأخـذَ شيئاً مِن ذَلـكـ الذي يُـدعى " رَاحـه " .

حَان المَوعِدُ المُنتظَر رَكِبتُ القِطَار وَ إتجهَـتُ غَرباً نَحـو مَدينه السيطَره الحَكُوميه وَ أنا فِي القِطَار عَلِمـتُ أنني لَستُ الوَحيد الذي أُختير ليَكُون شَـاهداً عَلى تِلكَـ اللحظَات فهُناكـ المِئات غَـيري مِمن قَدِمـوا لنَفس الغَـايه تُحَـركَهم أَوشاج المَحبه وَ القُـربى

تَوقف القِطَار حَـيثُ كَانَ مُقرراً لَهُ أن يفعَل نَزلنا جَميعنا لـأكتَشف أن مُعظم الرُكَاب يقصِـدون مَا أقصِـد أسرعَتُ نحَـو إحـدى سيَـارات الـأجـره أَطلعتهُ عَلى العِنـوان ... أنطلقنَا نَجـوب الطُرقَات بحَـثا عَن مَـقر المحكمه الجِنائيه حَـيث تَدور رَحى المُحَاكمه الـأكثر جَدلـاً فِي التَاريخ

أبرزتُ أوراقِي لِمَـن هُم بالمَدخَل فقَـادني أحدهَمـ إلى قَاعه يئنُ المكَان بحجمهَا وَ تئن هِي بِمن فيهَا حَاولتُ الجلوس بَاقـربِ مقعَد وَ لكِني إكتشفتُ أن المقَاعد مُـرقمه بـأرقَام الدعَـواتِ التي نحمِلُهَا بَحثتُ عَن مِقعَدي فـإذا هُو بالصَف الرَابِعـ . مَـررت دَقـائق وَ بدأت أحـدَاث الجَلسه الخِتَاميه .

دَخل القَاضي الـأَصلع وَ هُـو يرتدي سلِسله يتَدلى مِنهَا شِعَـاراً لَم أتبينه وَ لكنهُ أَثـار حفيظه مَن هُم بالـأمام وَ ثاروا بينمَا صفق مَن هُم بالجَانِب الـأَخـر هُنا وَقف القَاضي وَ حَـيا مَن صفق وَ طرق بمِطَرقتِه مُطَالباً بالهِدوء ممن ثَار مُلَوِحَـاً بِعصَـا القَانون .

جَمع القَاضِي أوراقهُ وَ طَالب بـإخـراج المُتهَم مِن قفص الـإتهَام لَـأنهُ خَدم البشريه كَثيرا وَ لـا يَصحُـ حَبسهُ هَكـذا خَـرج المُتهَمـ الـأَصلعـ مِن القفص وَ إنحَنى للقَاضي وَ تفل فِي جِهَتنا .

طَالب القَاضي الجِهَه المُقَدمه للشَكـوي بالتقَدُمـ وَ طرحِهَا ، قَام ثَلـاثَ اشخَاص فقطَ ليقَدمـوا الشَكـوى فطَالب القَاضي بَتوكيل وَاحـدِ ِمنهُم ليُقدم مَا لديهُم وَ ذلِكَ لِضيق الوَقثِ كمَا فَـسر تَواكَـل الثلـاثه فَكُلٍ يُطَالب الـأَخر بالتَقدم ليٌلقي مَا بجُعبتِهم عُمـوماً طَال النِقَـاش وَ سَخُـن وَ تدخَلت فِيه اُمـور شَخـصيه ليُحسَم الـأَمـر بالتَصويت وَ يتَقدم أَحـدهم وَ قد بدأ مُـرتَبكَـاً
بـدأَ كَـلـامُه بإلقَاء التَحيه عَلى الحَـاضرين وَ أنعَـرج يذكُـرُ لَـنا شطَـراً مِن إحـدى المَراجِع التَاريخيه وَ عـرج بعَدهَا للمَوضوع الـأصل وَ قد بدا الحُـزن عَلى وجه كُـل مَن هُم حَـولي و عَـدم المُبالـاه على وَجه الباقين اَماالقَاضي فقَد تعَمـد إخفاء وَجهه فَـلـا يُرى مِنه شيئا
أَتم الخَطيبُ كَـلـامهُ وَ أمسكـ بهَاتفه يَجـوب الـأَقطَار يُفَـسر خِطَابه بِغَـير مَـا بدا عَليه ....

دَون القَاضي بعض الكَلمَات فِي أوراقِه وَ طَالب الدِفَاع بالتَقدم هُنا ثَارت القَاعه بالضجيج فقَـد وَقف مُعظم الحَاضرين وَ بدأوا بالتَكُلمِ بلسَانٍ وَاحِـد ... يَـا للعَجب !!! وَ كأننا فِي حَلقه تَحفيظ !

أنصَـت لَهُم القَاضي وَاحـداً ًبعَـد وَاحِد بَعـد أن جَلس مَـع كِبارِهم وَ حَـاورهم فِي الـأمـرِ ظَهـراً وَ بطن وَ بعـدهَا فض الجَلسه عَلى أَنْ تَجتَمِع بَعـد رُبع سَـاعه للنُطق بالحُكُم

مَـرت الدقَـائق سَرِيعَـه وَ مليئه بـالـأَحـداث المُخـزِيَه
دخَل القَاضِي وَ أمسكَـ أَوراقِـه وَ تَلى :
" يُفـرج عَنْ المُتَهم لِعَدم كِفَايه الـأدِله "
هُنـا سَاد صَمت لِثَـوانٍ وَ فجَـأه إختَلط الحَـابلُ بالنَابل فقد ثَار القَليل وَ صفق الكَـثير
إختَلطت الـأوراق وَ بدأت القُبل وَ العِنَـاق فقَـد باركَـ العَالم وُجـودهَم

وَ لـكن يَـا للغَـرابه وَ قف أحدٌ مِن جَانِبنا خَلفه إمـرأتان وَ أخـذ يُجعجِعُ وَ يغَلي وَ يثـور وَ يَهتِف وَ نَادى بالوِحـده وَ جلس .
بَعـدَهَا خَـرجنا وَ نحـنُ نُـرَدد : " جَائِـز ظَلـَام الليل .... "

:

" مَا هُم بأمهِ أحمـدِ لَـا وَ الذَّي خَلق السَماء "
مَا هَـذا ؟
إنه جَـوالي يَـرن فَهَـا هُو أبِي يسَـأل عَن سبب تَأخُري بصَلـاهِ الفَـجر أَجبت : صَليتُ وَ غَفـوت بَعـدهَا فِي المَسجد .
وَ لكن الشيئ الوَحيد الذي لَـم أندَمُ عَليه هُو أنَني قَـد مَكثتُ للشِروق .