لم يقتلوا البشر فقط، قتلوا حبّة القمح السمراء المعجونة بقطرات من العاصي.. العصيّ عن الخنوع..
قتلوا الرّغيف، طعام الفقراء، ورمز الحياة لدى الشعب..
قرروا أن تستشهد السنبلة، وقطرة الماء وأن يتشظى الرغيف، وقبل ذلك كله، قرروا أن يهدروا الدم البريء، لا لذنب إلا لأنهم ممن قالوا لا إله إلا الله محمد رسول الله..
بأيديهم يحاولون قتل كل شيء يستند عليه هذا الشعب الطيب، هذا الشعب الذي يمتلك ما يقوّض أركانهم، ويزلزل حكمهم، ويقتل جبروتهم..
هذا الشعب المسلّح بلا إله إلا الله، لديه الخيار، إما أن يلقي عنه هذا السلاح فيستسلم للنحر بأساليب مختلفة، أو يأخذ كتابه بقوة، ويثأر لحقول القمح وعذوبة الأنهار، وطهر التراب الذي منه ولد وإليه يعود..
ولعله يدرك يوماً أن هنالك فرق شاسع بين العودة للتراب بعزّة، وبين أن يُعفّر وجهه في التراب ويقضي العمر ذليلاً..

إيمان محمد