اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ. عمر مشاهدة المشاركة



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كم كان ثاقب البصيرة رحمه الله في ما توقعه...
لم يقم ببناء شخصيتها على مدار سبع عشرة سنة ليعودها الاعتماد على أبنائه الكبار...
أبناؤه أبناؤها، فهي بمنزلة أم لهم ولو كانوا أكبر منها سنًّا، وهذا ما حاولت امرأة أبيها أن تتجاهله، وهي تتكلم على الفضائح لو بقيت شمس وحدها في بيت زوجها المرحوم، وكأنها لا تفهم في الأصول أو لا تعرف أن عدة المرأة على الأقل، في بيت زوجها...
يبدو أن بريق الأموال أعمى عينيها، وقد فعلت ذلك من قبل، حين أرغمت شمس على الزواج بأخيها سعيد، الرجل الضخم المعاق ذهنيًا، الأخرس، وبعد موته سرقت كل ثروته...
أما أولاد شمس فكانوا أطفالًا آنذاك، أما أولاد الرجل، فشمس تشهد بأنهم كانوا يحترمونها ويقدرونها كثيرًا، حتى شعرت بأنها أختهم الحقيقية...
عجيب هذا الرَّجل، تمكن من بناء شخصية أبنائه السبعة وتمكن من النهوض بنفس مدمرة تمامًا، وأعاد بث الأمل والحماسة فيها، وأشعرها بأنها إنسان له كرامته...
كم كانت امرأة أبيها قبل ذلك تفتري عليها الأكاذيب وتتكلم على الفضائح، وكم كان الأب أحمق وهو يصدق كل كلمة وينقلب على ابنته، بدلًا من أن يكون سندها الذي تحتمي به من الظلم والعدوان...
حين دخلت المرأة تلطم وتصرخ، دخل خلفها زوجها، والد شمس،وبالفعل وافق امرأته على كلامها أن تفضلي يا شمس إلى بيت أبيكِ، كي لا تتسببي في الفضائح لنا...
لكن، شمس لم تستسلم، لم تلقِ نفسها من جديد في هاوية المهالك، ولم تفرط في أولادها...
لقد صنع زوجها - رحمه الله - في نفسيتها سدًا منيعًا يرفض الظلم والطغيان، فوقفت تواجه امرأة أبيها في غضب وصرامة، سكتت الأخيرة وتوقفت عن إصدار أصواتها المنكرة، ثم تكلمت شمس، واجهت والدها تسأله عن كل ما فعله بها من قبل، ضربها، حرمانها مدرستها، تزويجها مجنونًا، حرمانها ميراثها، تزويجها بمن هو أكبر منها بأربعين سنة، من دون عرس حتى، واستيلاء امرأة أبيها على مهرها، ما موقفه من كل هذا؟ بأي حق يأتي الآن يريد المشاركة في تدمير أولادها؟
لا أظن أن الأب تكلم بشيء، لكنه خرج تتبعه امرأته، وعيناهما في الأرض...
أذكر إفادة لشمس قالت فيها بما معناها: إنه لا يمكنها تصنيف امرأة أبيها بين بني البشر...
أذكر، ربما، أن شمس أنشأت مؤسسة خيرية كذلك في بلدها...
أبناء زوجها لم ينكروا حقًّا لها، ونالت نصيبها من الميراث بأكمله من دون أن ينقص ريالًا واحدًا حتى، وقد سارت على خطا زوجها رحمه الله في عمل الخير...
بفضل الله تعالى، ثم بفضل هذا الرجل - أحمد - كان الأمل متسعًا في حياة كريمة، كان الأمل مزدهرًا في الانطلاق نحو تحقيق مستقبل جديد، ملؤه الأمل، الأمل وحده، من دون آلام ولا أحزان...

هداك ربي أخفتني في مقدمتك وأنت كنت تزدري كلامي!xD,
وأنا حزنت من جد، أشفقت على حالي!،
الأب تصرفه أناني جدًا!،
وزوجته قهرتني مرا!،
المهم أنها حافظت على حياتها، والحمدلله أولًا وأخيرا،

بوركت يارب
على جمال السرد!
زدت فضلًا وقدرا,,
في حفظ المولى،،
~