آمال حطمت و أحلام هدمت و حنان الأم سرق و الأمان في بيتي عدم .. ماذا فعلت أنا ؟!
ما ذنبي أنا ؟! أصرخ بلا صوت , أبكي بلا دموع , أنـــادي الــــعــــالــــم .. أنـــادي أمـــة الإســــلام ..
ولكن .. دون مجيب .. أتراهم يسمعون صوتي ؟!! أم هم يتجاهلون؟!!

هذا أنا الطفل الفلسطيني كامل حجازي أبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما قبلت أمي و خرجت أصلي العصر و كنت قد إتفقت مع أصدقائي أن نلعب كرة القدم سويا في حارتنا و أمام باب بيتي ...

خرج ذلك المسكين مودع أمه دون أن يعلم أنه وداع فقط أعدمته صواريخ الغدر و الخيانه و قطعت جسده الطاهر أشلاء تناثرت في كل مكان ..

و أنا الطفل الرضيع محمد ناصر البرعي أبلغ من العمر 6شهور كنت في أحضان أمي الدافئه لكن فجأه..

قصف طال بيتهم و تحول الأمان إلي رعب و ظلام حالك ... أم محمد تصرخ أين محمد ؟ قبل ثوانٍ كان في أحضاني !! صوت المذياع يقول تم التعرف علي الشهيد إنه الطفل الرضيع محمد ناصر البرعي ... الأم تصرخ إنه إبـــــــنــــــي ... بكت و بكت و بكت ... لكن لا جدوي فالبكاء لن يعيد محمد ....


مــن يـسـمــع تـلـك الــصــرخــات ... مـن يـسـمـع تـلـك الآهــــات ... مـن يـمـسـح الــدمــعـــات ...
مــن يـنـقـذ بــراءة الـــطــفــولـــة ... مـن يـنـقـذ تـلـك الـضحـكـات ... التي تغيب مع غياب الشمس ...


آهٍ و ألف آآآآآآآآآآآآآه بدأ والد الشهيد ديب دردونه البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما حديثه بالآهات سمحت له بالخروج و لم أكن أعلم أنه خارج و لن يعود .. ما ذنبه حتي يقتل ؟!! و الله كان يلعب مع أبناء عمه لم يكن يحمل صاروخا و لا مدفعية ... أين عروبتكم يا عرب أطفالكم تذبح .. تقتل .. تعذب .. أين أنتم ؟!! حــــــــســـــبـــــي الــــــلـــــــه و نـــــــعـــــــم الوكــــــيـــــل


و طفل لسان حاله يقول لم يستطيعوا قتل براءتي و لم يستطيعوا قتل ضحكتي فبحثوا عن طرق تعذبني ..
فماذا فعلوا ؟!!! قصفوا بيتي , قتلوا أمي و أبي علي أمل أن يروي دمعتي لكنهم لن يفلحوا فأنا الطفل الفلسطيني صاحب أقوي عزيمه و يا ويلهم مني ... الأيام بيني و بينهم و سنري من الذي يذرف الدمع ندما .

دمعاتهم لا زالت مرسومة في ذاكرتي و كلماتهم أبكت عيني من شدة الألم و صورهم قطعت قلبي من الحزن . لا أجد الحروف و لا الكلمات مهما كتبت لن أوصل الصورة المألمه التي رأيتها .

كانت هذه بعض عذابات الطفولة الفلسطينيه التي قصها لنا الواقع . طفولة تحلم بنومٍ آمن , بسلام مشرق
بمستقبل واعد , بدفء أم دائم , بعطف أبٍ حاني , بنشيد العصافير و ضحكاتٍ نابعت من القلوب .

أنا الطفل الفلسطيني سأظل أروي ترب وطني من دمي حتى ذاك اليوم الذي تشرق فيه شمس الصباح مبشرةً بأمل جديد .