اليكم:::
اكمل سامي كلامه بسيل من الدموع يجري على خديه: (حرمني من والداي, والداي اللذان لم اعرف لهما شكل حتى الان, والداي اللذان لا اعرف عنهما شيء, وانا متاكد تماما انهما لا يعرفان عني اي شيء, انه بالفعل امر صعب جدا, صعب جدا الا تعرف من هما اللذان انجباك, وهذا هو السبب الذي جعلني اتي الى هنا, اريد من كل قلبي ان اراهما, ان اعرفهما, لا ان امضي حياتي ماشيا في كذبة...)(سامي, من الذي اخبرك بانهم هنا؟)(لقد اخبرني بالامر جدي, ولكنه اخفى عني الكثير, الكثير من الامور, والتي اعتقد انها من اهم التفاصيل)(تعتقد ذلك؟)(اجل)(..... افترض الان انك تريدني ان اخبرك عن قصتي, اليس كذلك؟)(لم اطلب ذلك, ولكن اذا اردت ذلك فتحدث)(ان قصتي مختلفة كثيرا عن قصتك, قد تكون غريبة, ولكن لا شيء غريب في هذه الغابة, هل تعلم؟ عندما كنت طفلا, كنت مكروه من قبل اطفال القبيلة, لم اعرف السبب ابدا, ظننت في البداية اني ناقص او شيء من هذا القبيل, او حتى مختلف, وكنت اسال والدتي كثيرا عن ذلك, ولكنها لم تكن تجيب علي, فكنت منعزلا عن الخارج, وكنت اقضي معظم الوقت وحدي, اتساءل واتساءل, حتى ضعفت ثقتي بنفسي, ولم اعد اريد ان اخرج من المنزل حتى لا اتلقى الكلام القاسي, استمرت هذه الحالة حتى اصبحت في الخامسة عشرة من عمري, وحينها, حدث الذي اخبرتك به والدتي, اذ كنت انا هو ذلك الذي خرج من ذلك السجن, في الواقع, لقد كنت اريد ذلك لامرين, الاول والاهم هو ان اثبت للجميع ذاتي, والثاني ان احرر القرية, فمع كل تلك المضايقات, كنت لا اعلم لماذا اكن لهم بعض المشاعر ولم افكر مرة في الخروج منها, ولكني في الواقع اردت الامرين من كل قلبي, فلقد فكر الناس بالامر, وقالوا ان هذا الشخص الذي سيخرج لابد من ان يكون شجاعا, فاغتنمت تلك الفرصة لاثبت للجميع انني شجاع بمعنى الكلمة, فخرجت من هناك بدون علم احد, فانا اذكر, انه كان هنالك رجل لم ار ملامحه قط, كان متخفيا وراء الاشجار, وكان الليل قد خيم على المكان, خرجت, ولم استطع العودة مرة اخرى, ولكني اظن ان ذلك الرجل هو هذا الساحر) صمت رامي, فعلم سامي انه قد انهى حديثه فقال:(رامي, اذكر اثناء شجارنا انك قلت مضطر لاحترام ذلك الشخص, مالسر وراء هذا يا ترى؟) (انه هو الذي يتحكم هنا كما تعلم, وبامكانه ان يجعلني اعود الى القرية بعد ان تعود المياه الى مجراها, هذا اذا عادت الامور كما اكنت, لذا, عندما اعود ساكون قد اثبت هذا الامر للجميع) قال سامي متسائلا: (ولكن الم يمر وقت طويل منذ ان خرجت من القرية؟ الا تظن انهم قد نسوا امرك؟) (لقد مر وقت طويل بالفعل, ولكني لا اظن انهم قد نسوني, لاني املهم الوحيد كما تعلم, كما انهم سيكونون ممتنين لي كثيرا)ساد الصمت المكان, وبدا ان كل واحد منهما قد سرح في عالم اخر, وبدون سابق انذار, تقدم نحو الاثنان ضوء مشع, فعلم رامي ما كان ذاك:(عادت تلك اليراعات, يبدو انها جاءت ومعها ذلك التفصيل الذي قالت بانها ستخبرنا به) (يبدو ذلك) اقتربت الحشرات من يد سامي التي كانت ممسكة بالورقة, وكانها تطلب منه ان يفتحها, وفور فتحه للورقة بدات اليراعات تذهب اسفل الورقة, فيظهر ما كتب عليها: (وكان المكتوب مخفي بحبر سري)(لا ادري) بداية, لم يكن الكلام واضحا, فقال سامي: (انه غير واضح, هل تستطيع رؤية المكتوب يا رامي؟) حاول رامي ان يركز في الورقة, ولكنه لم يفلح:(لا اظن انني استطيع الرؤية جيدا في هذا الظلام الحالك)بدات الحشرات تختفي خلف الاشجار: (انها تبتعد, فلنتبعها قبل ان نفقدها, فان ضاعت, ضعنا معها) بدا الاثنان باللحاق باليراعات, فاذا برياح عاتية تعصف بالمكان:(مالذي يجري؟)واثر تلك الرياح, تطايرت الرمال من حولهما من حيث لا يعلمان: (من اين جاءت هذه الرمال يا رامي؟) (لا اعلم, ولكن لا توجد رمال هنا) استمر الاثنان باللحاق باليراعات, فاذا بالرمال تزداد, والاشجار تقل:(يبدو ان هذه نقطة انتقالنا من هذه المنطقة الى منطقة اخرى) (يبدو ذلك)
ترقبوني في الجزء القادم في الشهر القادم في العام القادرم <<<< امزح
المفضلات