السلام عليكم أخي صاحب الموضوع العزيز وكل من على طاولة الحوار..
عندما رأيت أول ردين على موضوعك هممت أن أدلي برأيي في هذا الموضوع لكني ترددت في ذلك، لكن الآن وبعد احتدام النقاش فسأدلي بدلوي..
أولاً حسبما عنوان هذا الموضوع أنك ستذكر رأي أهل العلم في البرمجة اللغوية العصبية NLP..
و(أهل العلم) هناك منهم من عارضها كن ذكرت وهناك من وافقها..
ومن عارضها كان قد وافق على عدد من جزئياتها..
لأوضح كلامي أبين لك أخي أنني قبل سنة تقريباً كنت في مركز صيفي ووكلت بعمل بحث عن حكم تعلم البرمجة اللغوية العصبية، فاستعنت بالله وبحثت عن المراجع وآراء أهل العلم حتى خلصت إلى 23 ورقة هي خلاصة بحثي الذي استغرق قرابة الشهر..
كان هناك نقاط كثيرة في البحث ألخصها هنا:
أولاً: بداية هذا العلم ابتدعه 3 من الرجال اثنان منهما ساحرين والثالث خبير تنويم مغناطيسي، وقعّد هؤلاء الثلاثة لهذه البرمجة القواعد المبدئية ثم أخذت بالتطور حتى وصل إلى ما وصل إليه (سأرجع للبحث لآتي بأسماء هؤلاء الثلاثة).
ثانياً: أصول هذا العلم موجودة لدينا في الكتاب والسنة، كالتفاؤل والبدء بالأولويات وغيرها ولو أنا تفرغنا لتتبع سنة نبينا والتمسك بشرعنا لما احتجنا إلى مثل ذلك. (إن كنت حضرت بعض دورات البرمجة تجد بعض المدربين بعدما يشرح قاعدة معينة يذكر آية أو حديث فيه هذه القاعدة)..
ثالثاً: هذا العلم في بدايته لا غبار عليه، ومن يأخذ الدورات الأولى فيه سيجد كثيراً من علم النفس وإدارة الذات والوقت وما إلى ذلك. لكن عندما يبدأ الإنسان بالتعمق فيه فإنه بلا شك سيواجه ما يقدح في دينه ويؤول بالأمر إلى الحرمة المطلقة من الوصول لهذه المستويات.
الأمر هكذا واضح (يجوز في بدايته ويحرم في المستويات المتقدمة) لكن الإشكال فيما إذا خلط بين المستويات المتقدمة وبداية تعلم هذا العلم، فهنا يكمن سبب دعوة عدد من العلماء إلى تركه رغم ما فيه من المهارات المفيدة والتي لا تخالف الشرع.
ولقد جلست مع أحد علماء المنطقة الشرقية لمدة ساعة بعد صلاة الفجر لآخذ رأيه في هذه البرمجة وسجلت لقائي معه واستعنت برأيه كخاتمة لبحثي، حيث قال بأن هذا العلم فيه خير وفيه شر وهو كأي علم آخر يرد على الأمة الإسلامية، وينبغي على من أراد تعلمه أن يفطن للأشياء التي قد تقدح في عقيدته وليحذر كلما تعمق فيه، وأصحاب هذه البرمجة يأتون أحياناً بتلاعبات بالألفاظ وحيل بسيطة يدركها من له قدر من العلم.. إلخ.
أخيراً:
هذا العلم يحتاج إلى أسلمة حتى يستفيد أهل الإسلام من تجارب غيره ويبدؤا من حيث توقف الغير لا من الصفر.
إذن، لا نستطيع القول بالحرمة مطقاً ولا بالإباحة مطلقاً..
لكن من أراد تعلمه فليحذر ولا يقبل كل ما هب ودب!
شكراً ألف..
المفضلات