لا حول ولا قوة إلا بالله، أبعد كل تلك الأدلة، وجهد الأعضاء في بيان الحق ولا زلت مصرا على إنكار أمر أجمع عليه أهل السنة والجماعة وضل فيه قوم آخرون من أهل البدع ، من المعتزلة العقلانيين.
أخي بارك الله فيك، إن الهداية ليست بأيدينا، إن علينا إلا البلاغ ، وسأستمر في هذا البحث، وأسأل الله أن يردك للصواب في هذه المسألة، فما نريد لك إلا الخير وأن تكون متبعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وإليك تعريف الصرع والمس:الصرع لغة: الطرح بالأرض، والصرع علة معروفة والصريع المجنون، نقول غصن صريع: ساقط إلى الأرض وصرع الشجر إذا قطع وطرح ورأيت شجرهم صرعى ومصرعات ونبات صريع: لما نبت على وجه الأرض وغير قائم، والصرع: علة تمنع الأعراض النفسية من أفعال منعاً غير تام وسببه سدة تعرض في بعض بطون الدماغ وفي مجاري الأعصاب المحركة للأعضاء من خلط غليظ أو لزم كثير فتمنع الروح عن السلوك فيها سلوكاً طبيعياً فتتشنج الأعضاء.
وعرفه وحيد عبد السلام بالي بأنه {عبارة عن اختلال يصيب الإنسان في عقله بحيث لا يعي المصاب ما يقول، فلا يستطيع أن يربط بين ما قاله وما سيقوله صاحبه بفقدان الذاكرة نتيجة اختلال في أعصاب المخ، ويصاحب هذا الاختلال العقلي اختلال في حركات المصروع فيتخبط في حركاته وتصرفاته فلا يستطيع أن يتحكم في سيره وقد يفقد القدرة على تقدير الخطوات المتزنة لقدميه أو حساب المسافة الصحيحة لها} وقاية الإنس من الجن والشيطان/ ص:51.
أما المس فيقال: مسسته بالكسر أمسه مساً: لمسته، وماس الشيء الشيء مماسة ومساساً: لقيه بذاته، والمس الجنون ورجل ممسوس به مس من الجن، وعرفه الدكتور عبد الله محمد الطيار بقوله: {أذية الجن للإنس من خارج جسده أو من داخله أو منهما معاً وهو أعم من الصرع} فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين/ ص:161.، وعلى ضوء هذه التعريفات يمكن القول إن المس أعم من الصرع: فالمس يصاب فيه الإنسان بالجنون أو الصرع أو تشنج عضو من الأعضاء أو تعطل حاسة من الحواس الخمسة أو كثرة الوساوس القهرية والخوف الشديد والقلق والغضب أو غيرها من أعراض المس، أما الصرع فهو أن الإنسان يغمى عليه ويفقد ذاكرته وأسباب هذا المس أو الصرع غزو روح شرير للإنسان فيخرجه عن طبيعته العادية ويسبب له أمراضاً عصبية ونفسية وحتى عضوية.
ولي عودة إن شاء الله.
المفضلات