فتح الله كولن ( جولان ) ... والوجه الأخر لتركيا

عندما نسمع كلمة تركيا نصاب بأنفصام عقلي داخلي ما بين فكرتين متداخلتين تصارع كلاً منهما الأخرى .. فالأصل عندنا هي تركيا المقر الرئيسي وصاحبة الخلافة العثمانية الإسلامية التي كانت دوما نبراساً مضيئا للأمصار المجاورة والأمم الأخرى والتي مازلنا نحلم بعودتها من جديد لتوحد صفوفنا وقولوبنا وألواننا وطوائفنا لنكون جسداً واحدا .. لا يُفلّ فيه الحديد ولا تنخر فيه الأفكار المسمومة من جديد ، ولكننا أيضاً لا نستطيع أهمال وتغافل نقطه مهمة في تاريخها المشرف بعد أن دنسه مصطفى كمال أتاتورك بأفكاره ولوثه بمعتقداته الضالة وعلمانيته المنحطه ، وقد أطلقوا عليه اسم ( الذئب الأغبر ) حيث أصبحت تركيا بعد ذلك منطقة تكتل علماني يحاول اليهود إلى يومنا هذا إستثماره لمصلحة الأجندة الصهيونيه .

ومما لا شك فيه أن تركيا وحتى يومنا هذا لازالت تعاني من أعراض هذا المرض العضال الخبيث بأشكال مختلفة في شتى نواحي الحياة العامة ، ولكننا من باب الإنصاف لا يجدر بنا إغفال الفئة الأخرى الموجوده في تركيا والتي تناضل في سبيل المحافظه على الهوية الإسلامية ودحر الفكر العلماني المنتشر ، وإذا تحدثنا عن هذه الطائفه فلا يحق لنا أن ننسى علماً من أعلام هذا التوجه المبارك الكريم الذي كان ومازال يقاوم الفكر العلماني ، ألا وهو ( محمد فتح الله كولن ) الشهير بِـ( فتح الله كولن ) ويقال عنه أيضا ( جولان ) .. هذا النبراس الكبير المحب للأسلام المضحي في سبيله بكل غالٍ وثمين ، هذا الرجل البكّاء الذي ما أن يسمع اسم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى تجد عيانه وقد أغرقت بالدموع وأجهشت بالبكاء حباً في لقائه وحزناً على ما آل إليه حال المسلمين من بعد وهجران ونسيان للمهمة الأولى التي شرفهم الله بها وهي تبليغ هذا الدين إلى مشارق الأرض ومغاربها .

وأحب هنا أيها السادة الكرام أن أطوف بكم تطوافة سريعة على بعض أعمال هذا الشيخ الداعيه الجليل وذكر غيض من فيض من أعماله التوقيفيه لله سبحانه وتعالى ، فقد بنى آلاف المدارس الإسلامية داخل وخارج تركيا ومدارس في الإتحاد السوفيتي والبلقان ومصر وأمريكا وغيرها كثير الغرض منها توعية النشأ الجديد وتعريفه بالإسلام الحق وتدريسه العلوم الإسلاميه من فقه وتوحيد وتفسير وقراءة القرأن الكريم ، وله عشرات المجلات الإسلاميه التي تطبع بشكل دوري داخل تركيا يصل عدد النسخ الموزعه إلى مليون نسخه كما له مجله بأسم (حراء) تنشر في مصر أيضا،ً كما لديهم عشرات المستشفيات المجهزة على أعلى مستوى تكنولوجي يناطح فيها المستشفيات الأمريكيه والأوروبيه ، ويرى ( قتح الله كولن ) أن كل مسلم مكلف على سبيل الوجوب تبيليغ هذا الدين إلى كل أقطار الأرض ما أستطاع إلى ذلك سبيلا كما ورد ذلك في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – (( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل و النهار و لا يترك الله بيت مدر و لا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل يعز بعز الله في الإسلام و يذل به في الكفر )) ويرى أنّ هذا ليس مجرد قول على سبيل الخبر فقط بل يحتوي على فعل الأمر لكي ينهض الناس ويبذلوا أرواحهم لتبليغ هذا الدين ، كم تترقر عينيك بالدموع والشجن ويخفق قلبك بالتضرع والخشيه حين ترى فتح الله كولن وهو ينهار بالبكاء وتنصبُّ دموعه مدراراً على حالنا وحال المسلمين وتستشعر مدى إخلاصه وتواضعه في ذلك ، كما أن له مؤلفات عده ترجم منها الكثير للّغة العربيه منها كتاب للسيرة النبويه .

وما أجمل مورديه الذين يدفعون بسخاء لإتمام هذه الأعمال الخيرية دون مقابل أو أنتظار كلمة شكر على ملايينهم المبذولة من الأموال .

الخلاصة : ـ بما أنّ هذا الدين سينتشر سينتشر بنا أو بغيرنا .. فيجدر بنا أن نكون ممن يسطرون علامات ويضعون بصماتهم لإعلاء هذا الدين القويم ونكون أصحاب إحياء النفوس من جديد حتى نلقى الله وينادى علينا أن خذوا كتابكم بيمينكم وأقرأوه فنجد فيه سطورنا التي سطرناها وبصماتنا التي تركناها في الدنيا .. ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ الله