جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 20 من 20
  1. #1

    الصورة الرمزية Intrax

    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المـشـــاركــات
    326
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)


    السابع والعشرين من شهر آب.. أي بعد إثني عشر يوماً من يوم ميلادي الواحد والعشرين.. تم إعتقالي بالإضافة إلى كثير من الأشخاص بتهمة المطالبة بالحرية، ربما كنا نسنحق ما جرّمنا به. كنت طوال العشرين يوماً أفكر في خروجي.. وأنني حال خروجي سأدون ما حصل داخل هذا المعتقل وما حصل لي ولأصدقائي الذين تعرفت عليهم في الداخل، غير أنني حين خروجي أصبت باليأس فحققت أهدافهم فور خروجي.. ما يرغبون به هو بث الرعب في قلوبنا.. كنت أبكي لساعات كثيرة كبكاء طفل يتوق للعودة إلى رحم أمه .. أبكي لا أجد مكان أجلس فيه وحدي أواسي ألمي فيه.. أذكر فيه اسم الله ووالدي.. والدتي عائلتي التي كنت بأمس الحاجة لها.

    الثامن والعشرين من شهر آب وبعد يوم كامل من التحقيق والترهيب والذل.. تم الوصول إلى أننا نحن من سببنا الخراب لهذه البلد وأنهم هم من قاموا بعمارها طوال هذه الأربعين عاماً، ولأننا كنا مختلفين عنهم بكل شيء فبنظرهم نحن العبيد لا يحق لنا النظر للأعلى، لا يحق لنا المطالبة بحق مشروع، لم نكن نطالب بالحرية منذ البداية ولم نكن نرغب بها ولكن ما كنا نرغب به حقاً هو العيش بكرامة العيش دون خوف من أشخاص لا يخافون، كنا نرغب بالدفاع عن شرفنا عن كرامتنا، ولأنهم أشخاص لا يعرفون الله.. أشخاص حاقدين يسعون للقضاء علينا.. كانوا كوحوشٍ مستميتة بلا مخالب مهووسة بالقتل مهووسة بذل العباد وممارسة كفرهم في وجوهنا، أشخاص لا أعتقد أنهم عرفوا الله يوماً ما!! لم يعلموا أننا نحن أصحاب الحق وهم أصحاب الباطل، لم يكن في بالهم أن تنتفض الثورة ويقوم الشعب بالإلتفاف حولها بالنسبة للخوف الذي زرعوه في قلوبنا على مدى الأربعين عاماً نحن من أخرجنا فرنسا والعثمانيين منذ قرون ألن نستطيع الآن أن نتخلص منهم وبسهولة.

    التاسع والعشرين وقبل يوم أو أكثر من عيد الفطر، وبالنسبة لنا نحن المسلمين نسعد بقدومه، ولكننا في الداخل كنا نتمنى تأخر العيد هذه السنة علنا نخرج من هنا ونعود إلى أهلنا ولكن وللأسف.. كنا كما ذكر المحقق لي سابقاً أننا قمنا بحرمان الأمن من إحياء ليلة القدر ومن الأستمرار في عباداتهم.. في هذه اللحظة ورغم خوفنا منهم شعرت برغبة غامرة في الضحك من صميم قلبي.. كيف لأشخاص كفار لا يعرفون الله.. لا يعرفون أحد، أغبياء لدرجة الهذيان أن يقوموا بأحياء ليلة القدر، كيف له أن يتكلم هكذا ونحن المظلومون وهم الظالمون، يعتقدون أنهم هم المظلومون، نحن من قمنا بخراب البلاد وتهديد أمنها ولكن في داخل المعتقل وجدت أشخاص شرفاء، أشخاص وهبوا حياتهم لتحرير البلد صدقوا ما عاهدوا الله عليه، تخلوا عن كل شيء مقابل الحصول على كرامة وطنهم.

    الثلاثين من شهر آب والموافق وللأسف من أول أيام العيد.. مصطفى شاب في الثلاثينات يتحرق شوقاً للقاء أهله.. يرغب في الخروج من هنا ليقوم بتحرير بلده من أشخاص لم يعرفوا الحضارة والتطور أخبرني أنه كان عندما يخرج للتظاهر يشعر بأنه على قيد الحياة، ماالخطأ في الدفاع عن حريته وكرامته ولماذا كانت حرية المواطن محط نظر نظام بكامله.. مالخطأ في الدفاع عن شرفه برغبته بتحرير أرضه ووطنه. كان كل ما يخشاه أهلي في ذلك الوقت أن أخرج من هناك وأنا فاقد لإبتسامتي.. كان هنالك أفكار جامحة في رأسي كان لا بد من تنفيذها وكان عليهم وبدورهم المعتاد القضاء علينا.. كيف لا وهذه أرضهم أو باب رزقهم.. كيف لشخص أو مجموعة أشخاص من عائلة واحدة أعتقدوا أنهم بوصولهم للحكم أنهم أستورثوا الأرض من أصحابها واستوطنوا فيها.

    الواحد والثلاثين من شهر آب وما زلنا نقضي أيامنا الأولى في المعتقل في زنزانة لا تتعدى أبعادها الثلاثة أمتار طولاً بمترين عرضاً كنا فيها حوالي الثلاثين شخصاً نحاول جاهدين أن ينام نصفنا ويقف نصفنا الآخر في محاولة منا لتجاوز الأزمة.. كانوا يسعون دائماً لنشر التفرقة والفتن بيننا ولكن ولحسن حظنا كنا أصحاب وعي أستطعنا تنظيم أنفسنا بشكلٍ جيد. ولكن ولسوء الحظ فقد كان علينا قضاء حاجتنا ثلاث مرات فقط كل يوم بعد كل وجبة طعام .. الذل الذي مررنا به أثناء ذلك لم أستطع تحمله.. أثناء التبول يقومون بالدخول عليك أو برمي الماء من الأعلى.. نعم كنت كطفل صغير أضاع طريق العودة إلى منزله، ما الخطأ في ذلك.. هل تأخرنا في يقظتنا.. هل كان علينا الإستمرار في سباتنا.. ظلم وفساد وعدوان وقضاء على الفكر وبرجوازية ورأسمالية وكل ذلك وأكثر كان موجود لدينا في سوريا .. تعرضنا للأضطهاد للظلم للقسوة أشخاص لم يعرفوا يوماً الرحمة لا يخشون أو لم يتوقعوا يوماً أن تنقلب الأمور لغير صالحهم، كان الهواء يدخل إلى ما يمكن تسميته منفردة فيها ثلاثين شخص كان يدخل الهواء حسب مزاجهم.. يمنعون عنا الهواء متى أرادوا ويقطعونه متى أنزعجوا.. ممنوع الكلام ممنوع النوم ممنوع أداء العبادات ممنوع أي شيء. لذا كان لزاماً علينا الصبر والصبر في ظل هؤلاء الكفرة الذين يخشون من مجموعة من عامة الشعب ليخرجوا ويرددوا كلمة حرية بشكل سلمي.



    يتبع...

  2. 2 أعضاء شكروا Intrax على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2

    الصورة الرمزية Intrax

    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المـشـــاركــات
    326
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    اليوم الأول من الشهر التاسع أيلول وبالوصول لليوم الثالث من عيد الفطر بدأنا نفقد الأمل من خروجنا.. أو من بقائنا على قيد الحياة ولكن ما زلنا بانتظار رحمة الله على أمل بالخروج من هذا المعتقل الذي كان أشبه بالجحيم الذي لم أنسى لحظة منه وأنا في أشد الحزن والأسى على واقع البلد المؤلم الذي بدأت معالمه تضح لدينا.. إعتقدنا في الداخل أننا لو كنا معتقلين في فلسطين على أيدي اليهود.. أفضل لنا فعلى الأقل نعرف عدونا ولا يهمنا ما يفعل بنا وأيضاً لأن اليهود يؤمنون بوجود الله.. على عكس ما شاهدنا بالداخل، أبو رامز في الأربعين من العمر وهو شخص متزوج له أربعة أطفال لا يملكون مأكلاً أو مشرباً لأنه قال لشخص في المعتقل أبو حمزة أعطني الماء قام السجان بضربه ولكن ما السبب؟؟ قال السجان وهو يقوم بذمه وضربه: نحن يا حيوان لسنا في تنظيم قاعدة إننا في فرع للمخابرات تابع للنظام الممانع.

    اليوم الثاني من شهر أيلول وانتهى العيد وانتهت جميع آمالنا المعلقة به، ربما لن تصدقوا ولكنني ما زلت أتذكر أمي وأبكي.. أتذكر لحظاتٍ أكون فيها في لحظات إكتئاب مقيت أنهض فأقبل يدها وأضمها فيذهب عني الحزن والآسى، أتذكر الوقت الذي كنت فيه أجلس ساعات وساعات دون ذكر الله واستغفاره وأنا الآن بأشد لحظات الحاجة لربي عله يغفر لي ويفرج همّي، لا أعتقد أن ما حصل في الداخل حقيقة أستطيع تخيلها بعد خروجي.. بدأت أدون وأدون كالمجنون كل لحظة كل دقيقة كل ثانية، رغبت بمشاركتها مع العالم ليكون على معرفة بالحقيقة، قناع بل وضعوا على أعينهم غشاوة أن يروا ما يحصل هنا من إنتهاك للحقوق والأعراض والكرامات.. نحن أصحاب الأرض ندفع الآن ثمن صمت آبائنا وأجدادنا، لا مانع من السرقة ولكن أن تقتلوا أطفالنا وتغتصبوا نساءنا!! لا يوجد عاقل يقبل بهذا الكلام، سرقوا ضحكتنا الطفولية.. إغتصبوا الماضي والمستقبل.. عشرون يوماً من العزلة كانت أشبه باستفزازٍ للذاكرة ، كل ما كنت أتمناه في الداخل أن لا يكون أحد من أخوتي قد جن جنونه وقاموا باعتقاله لأخرج من هناك أجد مصيبة أخرى في إنتظاري وهي إعتقال أحد أخوتي.

    اليوم الثالث من شهر أيلول، علينا الأستيقاظ مع بدء الدوام الرسمي في السابعة والنصف صباحاً في النهار ممنوع التكلم ممنوع النوم ممنوع عن أي شيء، لا ننام حتى يخبرونا بذلك، إن أردنا الصلاة نذهب إلى زاوية من الزواية نقوم بالتيمم وبعدها بالصلاة، ويا ويلنا إن قاموا برؤيتنا، ومن شدة غبائهم، رامي كان معي في الداخل حدثني أنه قام حاجز بتفتيش حقيبة كان يحملها في داخلها حاسوب محمول فقام عنصر من الأمن بسؤاله "معك فيس بوك!!" لإعتقاده أنه جهاز أو سلاح معناه حرية أو إسقاط نظام مستبد يريد نشر الديموقراطية والممانعة في بلد إقتصادها من أقوى دول العالم.. فهي على مدى الأربعين عاماً يتم نهبها وسرقتها وتهميشها وإغتصاب أرضها وحتى الآن ما زالت صامدة من ناحية الإقتصاد، كل من كان معي في الداخل مثقفون، من أطباء إلى طلاب حقوق إلى مهندسين معماريين ومدنين وطالب شريعة وما إلى ذلك، سأل أحد السجانين طالب في كلية الحقوق "بدك تدافع عن حقوق الإنسان ولا حيوان!!" بينما كان معي صديق آخر من إخواننا المسيحيين أخبرني أنه كان يخرج للتظاهر كثيراً في رمضان وفي صلاة التراويح ومن أمام المساجد نظراً للوضع الأمني وقام المحقق في الفرع بسؤاله "بدك إمارة إسلامية ما هيكي!!" تخيلوا معي لدقيقة.. لا بل لثانية تفكير محقق منهم في فرع للمخابرات.

    اليوم الرابع من شهر أيلول، في أيامي الأولى إمتنعت عن الطعام الذي كنا نتشاركه مع صراصير الزنزانة، كنت أقول في نفسي أنني بإذن الله لن أطيل البقاء هنا، يومين أو أكثر أخرج وآكل طعام والدتي المميز ولكن أشد آلام معدتي وفكري أنه كان من تقاليد أهالي الشام وفي اليوم الأول من العيد تقوم الوالدة الكريمة بإعداد الشاكرية، لذا بدأت أتخيلها وأذوب في التفكير بها، بقيت أكثر من خمسة أيام على الماء والخبز فقط وفي النهاية لم أستطع التحمل وبدأت بالأكل كالمشرد الجائع الذي لم يذق كسرة خبز منذ أشهر، كنت قبل النوم أقوم بالإستغفار أنا وصديق لي تعرفت عليه هناك وبعدها نخلد إلى النوم.. نلجأ إلى أحلامنا.. لأرى ما تمنيته ولكن بشكلٍ مختلف، أرى نفسي بين أهلي أقبلهم وأحدثهم عن ما حصل معي وأعتذر عن ما سببته لهم من أذى، ولكن وخلال حديثي معهم يأتي أحد رجال الحرس ويقومون بطرق باب الزنزانة لنستيقظ كالمجانين.. والله العظيم حتى الآن وكل يوم وفي كل ليلة أخشى حين أذهب للنوم أن أستيقظ فأرى نفسي هناك بعيداً عن أهلي ومنزلي وكل شيء.

    اليوم الخامس من شهر أيلول، كان معنا أشخاص من حلب.. أخبرني أحدهم أنهم هنا لأنهم فكروا مجرد تفكير أنهم يريدون الوقوف بجانب الثورة والمساعدة في نصرتها، أيام قليلة من تفكيرهم حتى أصبحوا هنا، قال لي أنت على الأقل لست متزوجاً.. أنا أملك زوجة وطفلة لم تحفظ وجه أبيها بعد.. لا أعلم هل سأعود وأراها أم سأطرق الباب لأراها فتاة في العشرين من العمر لأخبرها أنني والدها وأبدأ بالتبرير لها غيابي طوال هذه المدة.. ولكنني لست محظوظاً.. إعترفت له أنني رجلٌ ضعيف، أحن وأشتاق وأبكي وقد أشهق أحياناً ولكن ضمن حدود الحياء، ودائماً سراً دون أن يعلم بي أحد، أخبرت المحقق أنني أعاني من مرضٍ في القلب وأنني لا أستطيع التظاهر أو الهرب كما يحصل، قال لي هذه مشكلتك أنت وعلى الله أن يعافيك أنا هنا للتحقيق معك وليس لسؤالك عما تعاني منه، وفي النهاية أخبرني أنه قام بتصديقي ولكنه مضطر لإتهامي إما الإعتصام أو التظاهر!! سألته ما ذنبي، فأنا لم أفعل شيئاً قال لي بلهجة حقيرة "ذنبك يا حيوان أنك رحت عالجامع، مرة تانية صلي ببيتك أو لا تصلي بالمرة!!".

    (إن مر أسبوع ولم أقم باستكمال الكتابة فهذا معناه إما أنني قد قتلت أو أخفيت في هذا العالم)

    يتبع...

  4. #3

    الصورة الرمزية Intrax

    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المـشـــاركــات
    326
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    اليوم السادس من شهر أيلول.. أصبح في داخلي شخصٌ لا ينام، شخص متيقظ في حال دخل أحد من السجانة وبدء بالضرب لأننا لم نقف إكراماً له حين دخوله، لا يوجد شخص يستمع للحماقات كالذي في داخل المعتقل، هل كان علينا إنهاء علاقتنا بالوطن والتخلي عنه؟! كيف لا وما أن تبدأ بالكلام عن حرية وحقٍ مسلوب حتى يأتي حفنةٌ من الأشخاص يريدون ضربك.. والذي حصل بداية خروجي من مسجد لا ذنب له إلا أن المصليّن من مطالبي الحرية فقد تمت إحاطة المسجد من كل الجهات ولم يستطع الأمن أقصد الهمج إقتحام المسجد واستمرينا بالتظاهر داخل حرم المسجد من إسقاطٍ للنظام إلى إعدام الرئيس وهذا حتى إتصل إمام المسجد بشخصٍ ذو مكانة من الحكومة لأخراج الحشود من المسجد بأمان بدون أن يتم قتلهم أو إعتقالهم.. كنت أنا من أوائل الخارجين من المسجد بالإضافة إلى الأمام، غير أنني كنت قد أمسكت يده وفي الخارج لم نجد ولا عنصر من عناصر حفظ النظام الذين كانت مهمتهم للقضاء على النظام فقط، وما أن تحركنا عشرة أمتار حتى قامت العناصر بمحاصرتنا من الأمام أردنا الرجوع إلى المسجد لأرى العناصر تركض كالكلاب المسعورة ومعها من الأسلحة والعصي الكهربائية وما إلى ذلك، حوصرنا.. كنت ممسكاً بيد الشيخ وما أن حوصرنا إلا حتى تجمع حولي وبدون مبالغة عشرون من رجال الأمن قاموا بإمساكي من يدي الأثنتين وشرعوا في ضربي بجميع الأماكن.. هنا أنا توقفت عن الشعور كل ما كنت أعرفه أنني سأترحم على روحي. تم تعصيب عينيَ وربط يدي الأثنتين إلى الخلف والمشي بي بإتجاه باص للأمن رموني داخله كأكياس بصلٍ فوق بعضها، ناهيك عن الضرب أثناء المشي وحتى الوصول إلى الباص للتوجه بنا إلى فرع المخابرات. وبداية دخولنا لم أشعر أين تم ضربي، كل ما حصل أنهم أخذوا أسمائنا وكل ما نملك من جوال إلى محفظة، نقود وساعة، تم طلبي من أول ساعة للتحقيق وحينها سألني المحقق إن رددت شيئاً فأجبت بالنفي وسألني إن كنت أعرف خدام والأتاسي وإن كنت تواصلت معهم.. أيضاً أجبت بالنفي ولم أعط المسألة حقها وحصل مالم أتوقع.

    اليوم السابع.. تم نقلي أنا وثلاثين شخصاً من مجرمي الرأي من المنفردة إلى مهجعٍ أكبر كان أيضاً عبارة عن خمسة أمتار طولاً بستة أمتار عرضاً ويحوي على أربعين شخصاً بتهمٍ مختلفة وأضافونا إليهم ليصبح عددنا سبعين شخصاً.. أشخاص جرمهم مضحك أكثر من واقعنا.. الأول جرمه توزيع الماء والعصير على المتظاهرين.. الآخر شاب أو فتى في السادسة عشر من عمره تهمته حيازة مدفع رشاش وقبض خمسون ألف ليرة من الجماعات المسلحة التي لم يشاهدها أحد ولكن ولأجل سخرية الموقف تحدثت معه فأخبرني أن المحقق قام بمواساته وإخباره أن لا تحزن فإنه بعد تحويله للمحكمة للمثول أمام القضاء أن أنكر كل ما اعترفت به هنا وأخبره أنك إعترفت تحت التعذيب فيقوم القاضي بتصديقك والإفراج عنه.. الآخر شاب في الخامسة والعشرين من عمره من شباب درعا الأبطال، أخبرني وهو يستشهد بالله أن درعا لوحدها حتى الآن فيها أكثر من ثلاثة آلاف شهيد، أخبرني أن من يستشهد يذهب أهالي الحي كله للمباركة لوالد هذا الشهيد باستشهاده،كان جرمه هو توزيع ثمانين ربطة خبز على المتظاهرين قال له المحقق: "إعترف يا أبني، فخلال هذا الأسبوع سيصدر عفوٌ عام" وصدر عفوٌ وآخر ولم يخرج أحد من سجناء الرأي والحرية!!

    اليوم الثامن من شهر أيلول.. العرب يشاهدون.. العالم يتابع المجازر كأنها فيلم هوليوودي بإنتاج سوري وبتمويل النظام.. لا أحد يحرك.. أستحلفكم بالله أين أنتم من جرائم هذا النظام تذكرت قصة الحاكم المستبد وقضية إعدام بزرجمهر عندما تجمعت الحشود لمشاهدة إعدامه وقد أبدع فيها خليل مطران "ما كانت الحسناء ترفعُ سِترها لو أن في هذي الجموعِ رجالا"
    الجميع يتاجر بالدم السوري.. الكل يستغل الأزمة لصالحه.. الشعب يموت والحكومة تعيش، غزاة الديار تقتحم المدن والمنازل وتسرق ما فيها وتهتك الأعراض. في بداية الأزمة لي صديقٌ عزيز من فلسطين أسمه ماهر.. أخبرني أنه يخشى بعد سقوط النظام الممانع في سوريا أن يتم تهجيره إلى بلد آخر.. من استقبل الفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين.. الشعب السوري فقط، إنما النظام قام بالمتاجرة بهم واستخدامهم ورقة رابحة في حل ازماته من اليهود وأمريكا. لماذا كل من كان في الداخل وكان همه الوحيد بناء الوطن.. في وقت كنا فيه بأوج قوتنا وشبابنا، بدلاً من أن نفكر في إعمار البلد.. نقبع في بهوٍ للمخابرات، لأننا صرخنا بالحرية.. ها أنا ذا بعد أيام وقد بدأنا ننسى أمر خروجنا من هنا الذي بات مستحيلاً.. أخبرني صديقي أننا في الخارج سنكلفهم أكثر من بقائنا هنا لذا لا مانع لديهم..كان هناك وبمثابة والدي أستاذ للغة العربية، مثقف، متفهم.. ولا مانع لديه من البقاء هنا وعند سؤالي عن السبب.. أخبرني أنه في عام ألفان وأربعة تم إستحضاره إلى هنا، التهمة.. كانت لأنه يملك كتاباً لأبن تمام كان ممنوعاً من التداول في سوريا..(لأنه يهدد الأمن القومي) وبالسؤال عن مدة مكوثه أنذاك أجابني: سنة وسبعة شهور!! أيعقل؟؟ كل هذه المدة لأجل كتاب؟؟

    اليوم التاسع من شهر أيلول.. في اليوم السابق حين قام السجان بفتح الباب لنقلنا إلى المهجع قام بوضع قميصه على أنفه لأنه إختنق من رائحتنا الكريهة على مدى العشرة أيام الماضية، في هذا الوقت تم الإفراج عن جميع أصدقائي الذين دخلوا معي من المسجد.. بإستثنائي!! هنا أصابني الجنون.. حينها توقف الزمان بالنسبة لي..جمعت شجاعتي.. تجرأت وسألت مساعد الضابط السجان أنني أتيت معهم ولم أخرج معهم وربما مر إسمي بدون سماعه بحجة معرفة ما يحصل.. عاد محمرَ الوجه والشيطان وقد هرب خوفاً منه، فتح باب المهجع ودخل يسأل عني، فتح يده.. رفعها للأعلى وهطلت على وجهي صفعاتٌ متتالية وعلى كتفي وظهري قمت بعدها بالسقوط على الأرض.. لم يكتفي ذلك المخلوق من ضربي بل رفع قدمه وقام بضربي كمشهدٍ شاهدناه منذ منذ سنوات يقوم شخصٌ صهيوني بتفعيسِ مواطن فلسطيني.. بعد أن اكتفى من ضربي قام باستدعاء السجان وأخبره أن يقوم بالحلاقة لي على الصفر عقاباً لي.


    اليوم العاشر.. أجلس وحدي مع حفنةٍ من المثقفين الذين أرادوا الحرية والكرامة.. وإعدام الرئيس، حسناً.. ما الذي فعله؟؟ شرب من دمنا وصنع منه خمراً وجعل من جماجم الشهداء نعالاً لأحذيته.. ذبح ودمر واستباح أعراض الشعب السوري.. ملأ بلادنا أسى وحزن، حرّم الحلال وحلل الحرام وسجل نفسه في التاريخ بعدل وممانعة لا سابق لها.. لو أن أحدً من النعاجِ العرب المرسومةِ على كراسي الحكم قد وقف في وجهه لأصبح من زعماء العرب الحقيقيين الذين قاموا بنصرة الشعب السوري وهم من تسجل أسمائهم في محافل التاريخ. علمت حينها أننا أخطئنا بسلمية الثورة في ظل نظام كهذا.. وفي مساءِ هذا اليوم هجمت عليّ كآبة لم أعرف مصدرها.. ولمواساتي أقترب مني شخص من دير الزور الأبية أصبح الآن من أعز أصدقائي.. قال: في أول يومٍ لي هنا أخبرت المحقق أن لي شهادة مجاستير في الأقتصاد فقام بضربي حينها بكبلٍ كهربائي ذو أربعة خطوط.. قال لي هل تعلم أن كبرى الشركات في دبي وقطر تسعى لتوظيفي لخبرتي وسعة معلوماتي في هذا المجال.. فقط في هذه البلاد وفي ظل حكومةٍ كهذه فإن أي شخص يرفع رأسه لأعلى قليلاً ويبدأ بفتح فمه والمطالبة بحقه فيقومون مباشرة بقص الجزء المرفوع من رأسه كأننا عبيد لديهم.. كأننا ملكهم كأننا لا نملك أي حق، فنحن نضحك عندما نسمع أن العالم كله قام بالتوقيع على إتفاقية للحد من تجارة العبيد ولكن الواقع غير ذلك فالشعب هنا وهنالك عبيد لطائفة الحاكم وحاشيته، رأس المال محصور في طبقة محددة، غلاء الأسعار لأفراد الدخل المحدود فقط، كلٌ يخشى على كرسيه ويلتصق به.


    اليوم الحادي عشر.. لا نملك سوى الصلاة والصيام للصبر على ماحل بنا، الواقع نفسه، ولكن الجميل في الأمر وما كان ينسينا الواقع المر أنه وقبل دخولي بشهر دخل شخصان من درعا كانا قد تم إتهامهم بتهمٍ مختلفة من حيازة أجهزة إتصالات حديثة وتمويلٍ لجماعاتٍ إرهابية.. الأول يصلي ويقرأ القرآن والشخص الآخر لا يعرف الصلاة أبداً، حين دخوله ومشاهدته أن الجميع يقوم بالصلاة.. إستحى من ربه وطلب من زميله تعليمه الصلاة وما إن بدأ بتعلمها وتطبيق ما تعلمه حتى جاء اليوم الذي بدأ الصلاة بشكلٍ نظامي من صلاة الصبح إلى العشاء وفي نفس اليوم تم إطلاق سراح الشخصين.. الذي تعلم الصلاة والذي علمه. لذا كانت مصادفةً أدهشتنا حكمة الله فيها. عرفنا حينها أننا لن نمكث هنا طويلاً.. لن نخاف شيئاً، لن نخشى شيئاً لأن الله معنا.. مهما جلسنا في المعتقل ومهما تمادوا في طغيانهم فإن هذا الباب من المستحيل أن يغلق إلى الأبد، فالمسألة مسألة وقت.. إنني لأستغرب من هؤلاء الذين يدافعون عن نظام فاشستيٍ منافٍ للدين للأخلاق للمبادئ للقومية العربية.. لكل شيء!! إلا إذا كان صاحب فائدة فأنا أعذره وأحمله هو ومن معه دم جميع الشهداء.


    يتبع...





  5. #4

    الصورة الرمزية Intrax

    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المـشـــاركــات
    326
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    اليوم الثاني عشر من شهر أيلول بدأنا نفقد الإحساس بالوقت.. صديقي قال أن اليوم الأثنين والآخر قال الثلاثاء وغيره قال الخميس.. على حائط المهجع كنا نرى كتابات لأشخاص سبقونا في الدخول إلى هنا مع تواقيعهم.. "تسعين يوماً لأجل سوريا" الآخر كتب "مللت العد لأنني حين وصلت إلى الرقم مئة وخمسون بدأ عقلي بالأنهيار" حين قرائتنا لهذه الكتابات ونحن نعتقد أننا أسبوع أو أكثر وسنخرج ولكن لا أكثر من ذلك.. أصابنا نوعٌ من الجنون، نوعٌ من الهذيان.. تجد كل شخص يحدث نفسه "ما الذي ورطت نفسي به.." ناهيك عن العذاب النفسي فقد قاموا بانتزاع روحنا ووجداننا.. مشاعرنا وأحاسيسنا، دمروا مستقبلنا.. أعادونا أكثر من خمسين سنةً للوراء، شرائع الكون جميعها لا تقبل بتصرفات كهذه، ربما كانت شريعة الغاب أفضل بالنسبة لنا
    أصبحت حين يدخلون علينا أختبئ حول الأشخاص طويلي القامة حتى لا يراني ذلك الضابط المساعد الذي قام بضربي سابقاً، يرددون كلمات سوقية تدل على تربيتهم وأصلهم.. كلمات ومذمات لم أسمعها أبداً في حياتي ولا حتى أحتمل سماعها من شدة سوقيتها.. أصبح مدلول كلمة حرية هي سجن وتعذيب.. فاعلموا عند قرائتكم لهذه الأسطر أن الثورة السورية مختلفة عن غيرها.. طبعاً لا أقصد التقليل من باقي الثورات العربية المشرفة التي تعلمنا واستقينا منها كسوريين، ولكن إن من يخرج في سوريا ولو لم يردد كلمة حرية وحصل أنه لم يعجبهم شكله فإنه من المغضوب عليهم.. قتله حلال، سائق الباص الذي مهمته فقط قيادة الباص برجال الأمن المتعجرفين لإن حصل وتمت إصابته برصاص الأمن نفسه.. يذهب إلى مشفىً للأمن العسكري ليسجل إصابته ويحصل على تعويض وتسجيل تلفزيوني مميز لعرضه على وسائل الأعلام. كنا عندما نذهب للمسجد لأداء فرض صلاة الجمعة.. يكون قلبنا بين أقدامنا، فربما نتدلع مظاهرة بعد الصلاة.. ربما تحصل حملات إعتقال عشوائية، ربما وربما كثير من الإحتمالات.. أما من خرج مظاهرة.. فإنه يضع في إعتباره الأول أنه قد يعود وقد لا يعود وأنه قد حمل لافتة في يده اليمنى والكفن في يده اليسرى.. صديق لي يقوم بالتظاهر لا أعلم عن حاله الآن فمن الممكن أنهم يقومون بمراقبتي.. من الممكن أنهم قاموا بتعيين عنصرين على الأقل لتسجيل تحركاتي بعد خروجي.. هذا الصديق قامت والدته ومن خوفها عليه بالغضب عليه إن قام بالتظاهر.. ولكن ولخيارين أحلاهما مر عليه الأختيار بين التضحية برضى والدته والخروج للتظاهر أم التضحية بالوطن ومستقبل أطفاله والحصول على رضى والدته التي خسرت أخيه الأكبر في حرب النظام ضد الأخوان المسلمين في الثمانينيات.

    اليوم الثالث عشر.. لا ربما يكون الرابع عشر.. لا أدري في أي يومٍ نحن ولكن وعلى كل حال.. تم إستدعائي صباح هذا اليوم مرةً أُخرى للتحقيق!! بعد أكثر من أسبوعين.. ولكن هذه المرة محقق أحمق يدعي الفهم والذكاء ومعرفة كل شيء، كانت أصعب التهم التي من الممكن أن تواجه موقوفاً في فرع المخابرات هي أن يكون عميل لجهة خارجية ولسوء الحظ كان هذا نصيبي.. التهمة كانت التراسل والتواصل مع جهات خارجية عميلة هدفها إضعاف الأمة وتهوين نفسيتها!! كيف ولماذا لا أعلم.. كل ما أعلمه أنه حين طلبوا مني حساب الفيس بوك مع كلمة المرور كنت قد أعطيتهم حسابً وهمي لا وجود له ورغم ذلك أخبرني المحقق أنه على حسابي وجدوا مراسلاتٍ خاصة بي وبالجهة الخارجية وأنهم وحسب سجلاتهم وجدوا تأكيداً على هذا منذ سنتين لدخولي على موقع لهذه الجهة لمراتٍ عديدة وفي تورايخ مختلفة ذكرها لي.. حسب معلوماتي في سوريا كلها لن تجد هذه الخدمة الآن كيف وقبل سنتين ولكن ليس في جعبتي سوى الإنكار وهو في دوره يريد مني الإعتراف وهو ميقن أنه يكذب ويريد توريطي!! حينها وقفت والدمعةُ تملأ أعيني توجهت لرب العباد وقلت "أن يا رب نجني وأعدني إلى أهلي كما أعدت سيدنا موسى إلى والدته.. يا رب أحلل عقدةً من لساني يفقوا قولي،إنهم قومٌ لا يعجزونك"
    في الداخل كل من سمع قصتي هذه أصابه الجنون.. كيف لشاب لم يكمل تحصيله الجامعي بعد وبعمري هذا أن أكون عميل وخائن لوطني.. بينما هم من قاموا ببيع الجولان منذ سنين عديدة نظام ممانع وقومي! في نفس اليوم مساءً تم إستدعائي من قِبل ضابطٍ ذو رتبةٍ رفيعة.. قام بسؤالي نفس السؤال عن الجهة الخارجية ومدى تورطي بها.. أخبرته أنني سمعت أسم هذه الجبهة أول مرة هنا عندما قمتم بسؤالي ولا علاقة لي أبداً لا بقريب ولا بعيد، وأنه إن حصل وثبت ما يدّعون فأنا مستعد لأن يعدموني.. لم أعد أريد الخروج من هنا، ما أردته أنذاك التخلص من هذه المشكلة القذرة.

    اليوم الرابع عشر.. يومٌ كغيره من الأيام أيقظونا في السابعة والنصف.. ممنوع الكلام والنوم فالوقت الآن وقت دوامهم الرسمي ولماذا نحن المجرمين ننام وهم مستيقظون!! حان وقت الإفطار، الكل يأكل بدون شهية.. حتى لا يموتوا، حتى يستطيعوا على الأقل أداء الصلاة، رغم تقبلنا لوجود الصراصير والحشرات الغير معروفة إلى جانبنا فإننا لم نتقبل الإهانة والتكفير من قِبل رجال الأمن والحرس الخاص بالفرع.. الساعة التاسعة صباحاً يأتي الحارس ليسلمنا مخصصات الخبز الخاصة بهذا المهجع.. طبعاً في كل مرة يدخل أحد علينا، على الحميع بدون إستثناء النهوض والتوجه إلى مقدمة المهجع ووضع يدينا في الخلف والنظر للأرض او الحائط ومن يخالف هذا الأمر فستثكله أمه!! كان معنا شخص من حماة.. ينادوه الشيخ خالد، كان بمثابة الأخ الأكبر بالنسبة لي، وفي الساعة الحادية عشر تم فتح باب الزنزانة وتوجه الجميع إلى المقدمة وبدأ مساعد ضابط السجن بقراءة أسماءِ من سيفرج عنهم.. في هذه اللحظة أمسكت يد خالد وعصصت عليها بكل قوة في اللحظةِ نفسها التي قرأ فيها إسمي، حينها رغبت بالخروج بشدة ولكن برغبة أقوى بقيت ممسكاً بيدِ خالد.. لم أرغب في الخروج لم أرغب في تركهم وحدهم في الداخل.. قرأ إسمي مرة آخرى .. أجبته "حاضر سيدي" ولأنه إضطر لتكرار إسمي مرتين قام بضربي على رقبتي وقال منرفزاً : "حيوان ولا.. ماعما تسمع إسمك!!" بقيت صامتاً وأدركت أن من في الداخل قد سرّ لسماع إسمي كأنهم خرجوا أنفسهم.. القشعريرة تسري في جسدي الكل ممسكٌ لأحذيته في يدهِ وقاموا بإخراجنا للحديقة الخلفية.. هناك أحضروا أوراقاً جاهزة، تعهد لكل شخص بعدم التظاهر أو الإساءة للنظام بأي شكلٍ من الأشكال.. بعدها تم إحضار أماناتنا وتوقيعنا على ما استلمنا.. من نفس الزنزانة خرجت أنا وشخصاً أخر كان من درعا.. لا يملك سوى هويته لأنه جاء إلى هنا نتيجة حملة إعتقالات تمت هناك في درعا بشكلٍ عشوائي .. كنت قد خططت في الداخل أنه فور خروجي وبسرعة سأركب في تكسي وأتوجه إلى المنزل ولكن حين خروجنا ورؤيتنا للشمس بعد أكثر من أسبوعين لم أقاوم الرغبة في البكاء والشكر لله تعالى.. توجهت انا وصديقي من درعا ليقوم بالتهاتف مع أهله في درعا وإعطاءه ما تيسر من المال لعودته سالماً..

    يتبع...





    التعديل الأخير تم بواسطة Intrax ; 18-10-2011 الساعة 10:41 PM

  6. #5

    الصورة الرمزية Intrax

    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المـشـــاركــات
    326
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    Unhappy نهاية مأساة..

    نــهــايــة مــأســاة

    الحب.. مفهومٌ يختلف من شخص إلى آخر، بالنسبة لي كنت كطفل صغير في الخامسة من عمره فقدَ حنان والديه وبقيت ذكراهم، لم أكن أذكر تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل ذهابي للمسجد إلا أنَ والدتي طلبت مني ألا أتأخر ووالدي تمنى لي التوفيق والعودة سالماً، لم يكن أحدٌ يدرك مافي عقلي سوى القليل من أصدقائي.. لحظات أفتقد فيها الحنان وأنا بعيد عنهم، كم من الأوقات التي لم أرغب فيها بالجلوس معهم، كم مرة قمت بالإزدراء منهم بأنني على صواب وهم خطأ، تمنيت وقتها لو أعود وأعتذر منهم وأطلب رضاهم وبعدها لا يهمني مايحصل معي، أردت الإعتذار منهم.. أردت أن أعتذر عن لحظات الأسى التي سببتها لهم بغيابي ولكن كل السيناريوهات التي توقعتها لم يكن أحدها ما حصل عند دخولي.
    من هول الصدمة لم يكن أخي الصغير قد تعرّف عليّ، ولكن قلب الأم تعرف على روحي قبل أن تراني وصرخت بإسمي..وجه والدتي كان يبدو كوردة ذابلة إختزنت الحنان الأمومي مدة كافية لتترك وصمة في الذاكرة فأنهلت على والدي ووالدتي بالضم والتقبيل وأخذت أقبل أقدامهم وأطلب منهم مسامحتي.. أبي الذي لم يبكي حين وفاة والده يبكي الآن لفرحه بعودة فلذة كبده، لكم أحزن حين أرى أنني كنت سبباً في سقوط دموع أهلي، إعتذرت منهم وطلبت منهم عدم البكاء حتى أنني قاومت رغبتي القوية بالبكاء حتى لا أحزنهم. أخذت الهاتف وناولته صديقي لكي يقوم بمهاتفةِ أهله والإطمئنان عليهم.. قمت بتوديعه توديعاً حاراً لأننا مررنا بنفس التجربة وأن يعتني بنفسه. عدت إلى المنزل والأجواء مضطربة كانوا قد عانوا أيام العيد كعزاءٍ من نوعٍ خاص، لم يكن بالنسبة لهم مجرد أيامٍ مضت.. كانت الساعة كيوم واليوم كشهر والشهر كسنة، عدت وقبلتهم مرة أخرى سألوني عن حالي وسألتهم عن حالهم وبلحظاتٍ معدودة قاموا بإخبار الأهل بعودتي سالماً من فرعٍ للمخابرات السورية الذي من يدخله لا يخرج منه إلا ميتاً.. دقائق وتجمع الأهل من كلِ حدبٍ وصوب، الكل يبكي فرحاً بخروجي. تناولنا الغذاء ومازالت أمي لم تشبع من رؤيتي ضمتني مرةً أخرى وأخرى وعينها تدمع في كل مرة تضمني.. إستحلفتها بالله أن تتوقف عن البكاء ولكن قلب الأم وما أدراني به.. ما تناولته على الغذاء لم يكن شيئاً يذكر.. تفاجئت بقدوم موسم الفاكهة كالعنب والتفاح.. وكان تفكيري لا يزال مشوشاً فالكل يسأل عن حالي، وأنا لا أعلم عن حالي شيئاً، أردت زيارة جدتي أطال الله بعمرها.. رفض والدي ذهابي وخروجي من المنزل، حتى ذهب معي إثنين من إخوتي وخالٍ لي حتى ذهبنا لمدة عشر دقائق نصفها كان بكاء جدتي على عودتي سالماً.. في المساء بقيت مستيقظاً وحدي حتى الساعة الثالثة ليلاً.. أخشى أن أنام لأجد نفسي هناك.. لأجد نفسي عدت للذل والإهانة والتعذيب، حاولت النوم مراراً وتكراراً، حاولت النوم على السرير فلم أستطع فوضعت وسادتي على الأرض ونمت والخوف يملأ قلبي من مستقبلٍ أجهله، النوم على الأرض كنت قد إعتدت عليه في الفرع ولكن بدل الوسادة كنا نقوم بوضع أحذيتنا تحت رؤوسنا وننام. في صباح اليوم التالي إستيقظنا صباحاً.. والدي لم يذهب إلى عمله لأنه لم يشبع مني في اليوم الماضي وما زالت العائلة تتوافد لتطمئن على حالي، في الواقع كنت أظهر عكس ما أبطن وعكس ما حصل.. أحسنوا إطعامنا، عاملونا بشكلٍ جيد، كنا ننام طوال النهار، الأكل كافٍ ولا بأس به، نظافة وأدوية وما إلى ذلك، إنني بحالٍ جيد، لم أعاني من أي شيء.
    رغم أنني كدت أصل أو وصلت إلى درجة كانت أشبه بالجنون والهذيان.. بؤس لا زال يلاحقني ولا أعتقد أنني سأتخلص منه بسهولة، لازلت أبكي حتى وبعد خروجي بأيام.. حياتي أصبحت مقيتة، حالما أجلس وحدي أقوم بالبكاء، أحاول المقاومة حتى لا يراني أحد من عائلتي ولكنني لا أستطيع.. فأمامهم أمرح وأضحك وأتكلم وأناقش، كل يوم قبل النوم أجلس ساعاتٍ أقنعُ نفسي أنني سأستيقظ في نفس المكان ونفس الزمان.. كل صباح أتمنى أن لا تواجهني أية مشاكل في الطريق أو في أي مكان، أمشي وأنا خائف.. أفكر هل أركب التاكسي وأصل إلى منزلي بسرعة ولو كنت قريباً جداً.. ما الذي عليّ فعله إذا قامت مظاهرة بجانبي.. هل أبدأ بالتظاهر أم أهرب بسرعة أو أسير بشكلٍ عادي؟ هل أترك الجامعة وأبقى في المنزل؟ هل أترك كل شيء؟ هل عليّ السفر خارج البلد؟
    روحي أصبحت مضطربة.. حياتي أصبحت خالية.. أصبحت في حالة ضياع.. لم أعد أريد إكمال دراستي لم أعد أريد بناء الوطن لم أعد أريد بناء مستقبلي لم أعد أريد أي شيء.. أريدهم فقط أن يدعوني وشأني.. أريد أن أتنفس.. إنني أختنق!
    في السابع من تشرين الأول في الساعة الثامنة مساءً قام صديقٌ لي بمهاتفتي.. كان في هذا اليوم قد أطلق سراحه.. أمضى ستون يوماً داخل هذا المعتقل نصفهم كان معي، أثناء محادثتي له وجدت الموت يخرج من صوته، كل ما أراده أن يطمئنني بخروجه لم يكن يريد إعادتي للوراء وقد قمت بالبكاء على الهاتف وسررت لخروجه وحمدت الله على سلامته وطلبت منه أن أراه بأقرب وقتٍ ممكن.. الجميع يرانا لم نتغير ونشكر الله على ذلك، ولكننا تغيرنا من الداخل.. مللنا هذا الواقع.
    كثيرون غيري مروا بظروفٍ أصعب ولم تواجههم حالتي نفسها.. أعتذر على ما سببته لكم هنا، لم أقصد أن أجرح أحداً أو أن أخطأ بحق أحد، تكلمت وتكلمت وتكلمت.. بقي أن يتكلم العرب.
    في نهاية الأمر.. بقدر ما كان الأمر تجربةً مؤلمة بالنسبة لي بقدر ما كانت خبرة وإفادة.

    (الــــنــــهـــايـــة)

  7. #6

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حمدا لله على عودتك سالما أخى
    أسوأ نظام رأيته فى هذه الثورات هذا القرد بشار عليه من الله مايستحق هو وحزبه
    وسيكون النصر قريبا بإذن الله مثل ماحدث فى ليبيا وسيقتل شر قتلة بإذن الله
    اللهم عليك ببشار وحزبه ......اللهم عليك ببشار وحزبه ......اللهم عليك ببشار وحزبه
    اللهم آمين
    ودمت فى أمان الله وحفظه
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو رويم ; 25-10-2011 الساعة 01:14 AM

  8. #7

    الصورة الرمزية سُلوان

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    2,001
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    كتبت رد طوويل وطار !
    عموماً
    النصر قريب بإذن الله أهل سوريا الأبطال
    ولتكن نهاية القذافى سلوى لكم بأن الظالم مهما طال بقاءه فالله سيأخذه أخذ عزيز مقتدر ..
    لا أملك لكم غير الدعاء ليل نهار وجميع أهلى
    ورحمة الله ع حكام العرب !

  9. #8

    الصورة الرمزية Hope Tear

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    8,025
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    يااااهـ وأخيراً كنتُ أتلهّف للنهاية بشوق ، مكـآني ~


    بئسَ القريبُ إذا أهـَـانَ قريْبـــــَـــا
    وأذاقـــــهُ الَّتنـكيــلَ والتَّعذيْبــــــَــا

    بئـسَ النِّـظـــامُ إذا تجبَّرَ حُكْـمـُـــهُ
    فغـَــَـدا على أهلِ البِّـلادِ كئــيْــبــَـــا

    ياشَـامَـنـا يا أرضَ أسلافٍ مَضَـواْ
    مــنْ مُـسْمِعٌ فـي العالمـين لَبـيْـبـَــا

    مـَـــنْ مُبْصرٌ قـَهْرَ الطًّغـاةِ ومُبْلِـغٌ
    عــــنَّا شُـجـاعاً للـنـِّــداءِ مُجيْبــَـــا

    يا مـَـــنْ قـتـلتُـمْ دونَ قـلـبٍ أمَّـــــةً
    و ذبحتـموا صِبـيـانـَـهمْ وشَبــيْــبــَـا

    أرْهَـبْتـُمُـوْا أمَّ الْيَـتِـيْـمِ و زوْجـَـــــةً
    و أهَـنْـتُمـوْا شـيْخـــاً يدبُّ دبـِيْـبَـــــا

    يا مَــنْ أدرْتـُمْ لِلْـيهُـودِ ظُـهـورَكُـــمْ
    و رَمَـْيتُـمُـوْا بالقـاتـِـلاتِ حَبـِيـْبــــَــا

    قدْ كُـنْـتمٌـوْا صَوبَ العـدوِّ نَعـامــَـةً
    وَ عَوَيْـتـُمُـوْا نحوَ الأقـَاربِ ذِيْـبــــَـا

    يا مَــنْ قـتـلْـتـمْ بالْخِيـانـةِ حـــمْــزةً
    نَـجْـلَ الْخطِـيـبِ مُـعَـذَّباً و مَعِـيْـبـَـــا

    إنا نُـبشِّــــرُكمْ بِـشَــرِّ عـقــوبـــــةٍ
    و لـسَــوفَ تـلْـقَونَ الْـغـداةَ نَـصِـْيبَا

    قُـلْـنا لَـكُـمْ لِـيْـنُـوْا علـى إخْوانِكـُــمْ
    و لْـتـتَّـقُوْا التَّضْيِيـــقَ و التـأْلـيْـبـــَــا

    و لْـتذكروا الَأيـْـامَ فـهْـيَ تـــَــدَاُولٌ
    و لْـتسْـمعُـوْا الـَّتوبـِيْـخَ و التَّأنـِيْـبــَــا

    كُـفُّوْا عنِ التَّـقْـتِـيلِ يا ويْـلَ الــَّــذي
    لَـمْ يَخـْشَ ربَّاً للْـعـِبادِ رَقِـيْـبــــــَـــا


    =====


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    آهـ وأخيراً بعد طول انتظار أتت النهاية والحمد لله أنها كانت سارة
    كل يوم أطل على الموضوع لأرى متى تضع آخر فصل xDD

    حقيقة عشتُ مع كتابتك المواقف لحظة بلحظة
    ربما لأن لدينا الرابط المشترك وما نعيشه نحن الشعب السوري الأبيّ
    لا أعلم ما المناسب -في هذه اللحظة- كتابته أو التعبير به
    لكن ربما أعظمه تجلى في خروجك من هذا الجحيم !!
    فـ نحمد الله على خروجك سالماً من بين أنيابهم ^^

    وماذا تقول فيمن قضوا هناك الشهرين وأكثر ، ضمنهم رمضان كاملاً والعيد أيضاً ؟!
    لم يكن العيد هذه السنة عيداً مُطلقاً ، بل كان مختلفاً !!
    رمضان غير والعيد أيضاً ، وربما العيد القادم نأمله أن يكون عيد الحرية الأعظم

    يا إلهي أقرأ كل رد وأتأمل الكلمات والدموع تنهمر على وجنتيّ انهماراً
    لحظات رعب حقيقية ذكرتني برواية لأحدهم قرأتها بعنوان "
    على حافة الضوء"
    تحكي أحداث السابع والعشرين من رمضان في قلب دمشق وما حصل في كفر سوسة وجامع الرفاعي تحديداً
    حقاً وضع لا يمكن تصوره وكأنه من خيال "فيلماً" وليس بواقع نُعايشه !!
    > لتحميلها من
    هُنـــــــآ

    إن الأمر باتَ قاب قوسين أو أدنى من سقوط هذا الطاغية كما حصل مع مَن هم قبله
    نروي تراب سوريا كل يوم بدماء طاهرة لأُناسٍ طاهرون ، وأملنا يكبر يوماً بعد يوم
    ونحن نعلم أن الثورة السورية ليست كـ غيرها من الثورات حتماً
    ثورتنا سلمية ضد نظام قمعي مشبّع بالحقد والكراهية ، إن انتصرت ثورتنا فالعزة للإسلام

    أكاد أجزم أن الجيش والأمن الآن يترنّحون من شدة ما يُنهكون
    نسمع قصصاً عجيبة وللبشر طاقة بعد كل هذا !
    لكن مع أُناس كُسر لديهم حاجز الخوف والصمت ، لم يعد حتى الموت يهابونه
    ورغم أن الكثير ممن يخرجون من المعتقل وفي داخلهم آلامٌ لا تُحتمل
    لكن بتاتاً وإن فكّروا بالخضوع تأبى عقولهم التي تيقّنت أن الثورة هي الحل الوحيد للخلاص وإلى الأبد

    لا يسعني الكتابة ولا الكلمات تكفيني لأصف ما يجتاح داخلي في هذه اللحظة
    وكم أحترق أساً في داخلي على تاخذل الأقربون !!
    وما العجب إلا كل العجب أنهم أصبحوا ينتظرون أوامر تحركهم من الناتو وأمريكا وغيرهم
    والمساجد والأطفال والشبان والفتيات والبيوت وكل زهور سوريا تُحرق كل يوم !!
    عجباً لمن لم يهتز له شعرة ! وهو يرى كيف يُهينون بيوت الله وعباده هناك !
    إلا من رحم ربي

    الصمت ألجمنا بعد هذا التخاذل الذي لم يعد يفرق عندنا ولو بـ ذرة !
    فالطريق بان ومنذ بداية الثورة أن المصالح تتربع على القمة
    وبكل فخر وجوارحي تعلنها جامحة : ما لنـــآ غيرك يـــآ اللـــه
    الآن بات الشعب السوري يوقن تمام اليقين أن النصر ليس إلا من عند رب العباد
    والأمل يحذونا يومياً بالله وبفرجه القريب

    شكراً لك على مشاركتنا هذه التجربة الفريدة من نوعها
    فـ مُطلقاً لن يشعر بما شعرت إلا مجرب
    تخلّلت كتابتك الكثير من المواقف المفرحة والمحزنة
    حقاً نحن بحاجة لمثل هكذا لنبقى متيقظين دائماً وللتذكير أيضاً

    اللهم انصر أخواننا وعجل بالنصر والفرج لهم يا رب
    وتقبل شهداءهم وفك أسر معتقليهم وأرنا بـ بشار القذر وزمرته عجائب قدرته
    يا رب لم نطلب العون إلا منك فكُن أنتَ عوننا الأكبر يا رب
    http://youtu.be/05E9W0mYYPE


    <<
    القاضي السوري المنشق خالد عبد الله شبيب في الكويت يكشف معلومات لصحيفة الوطن الكويتية
    لو سحبت «العصابة الحاكمة» دباباتها وعساكرها وشبيحتها من المدن والشوارع لسقط النظام في 24 ساعة
    النظام شكل «عصابات مسلحة» من الزبالين وتجار المخدرات و«المسجلين خطر» لضرب المتظاهرين
    >>
    لم يبقَ إلا القليل فقط !
    التعديل الأخير تم بواسطة Hope Tear ; 25-10-2011 الساعة 10:36 AM

  10. #9

    الصورة الرمزية Intrax

    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المـشـــاركــات
    326
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    بإنتظاركم أصدقائي...

    سررت بالعودة وأكثر ما سررت به وجودي بينكم

  11. #10

    الصورة الرمزية هَاجر

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    762
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    فعلًا الثورة السورية ليست كأي ثورة لأن أصحاب النظام القمعي هذا يتعاملون مع الثوار و كأنهم كفار بالنسبة لهم ..
    فهم نصيرين - أعلم أن العلماء يكفرونهم - <<< لمعرفة مدى كفرهم وكراهيتهم للمسلمين شاهدوا "" تعليق الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم على مقتل القذافي "<<< إن كتبتموه في محرك البحث جوجل ستجدونه فورًا
    وهذا الشخص الذي عليه لعائن الله أجمع .. الشيطان في مسلاخ بشري .. الظالم .. أسأل الله أن ينتقم منه و يرينا فيه يومًا مشهودًا و يكون مصيرة أشنع من مصير القذافي و يقر أعيننا وأعين السوريين بمقتله
    شباب سوريا أبطال مجاهدون حقًا رغم أنهم يعلمون مصيرهم إلا أنهم يمضون في كفاحهم
    القلب يبكي و ينفطر لحالهم
    واللسان يلهج بالدعاء لهم

    قرأتُ هذه التجربة بكل كياني ..
    سبحان الله .. سبحان الله .. كم يعاني أهالي سوريا !
    ولكن النصر قادم لا محالة ..
    فلا تيأسوا و لا تخنعوا لهذا الوحش الأحمق ..
    فليبيا خير مثال نضربه في الكفاح

    ولكن شعرتُ باليأس يسري من بين السطور ! وكأنك تتمنى ألا تستمر الثورة .. ولكن أبعد هذه الضريبة الغالية التي دفعها السوريون بدمائهم يتوقف الأمر؟؟! .. لا والله سيستمر الكفاح و الغضب و النضال إلى أن نرى اليوم المنتظر فسحقًا لقائد كهذا و لكن لن يتم إلا بإخلاص النوايا لله و محاربتهم ككفار أومستعمرين حينها سيتم الأمر

  12. #11

    الصورة الرمزية Intrax

    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المـشـــاركــات
    326
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    شكراً لكِ ,..
    عذراً منكِ، إذا أردتِ معرفة كفر هذا النظام ووحشيته إتجاه المسلمين.. شاهدوا المناطق السنّية في حمص وما حصل لها.. برهان وتأكيد في وقتٍ واحد.
    قريباً بإذن الله.. نصرٌ من الله قريب ولكن.. هذا الشخص لن يحصل معه ما حصل مع القذافي، لأنه سيذوق الأمرّين.. سيعاني وسيذل وسيتم التنكيل به.. سيتم رميه وجمره.
    نحن كسوريين إستقينا منكم أنتم أبناء الثورة ونبارك لكم ونهنئكم ونحسدكم على نجاحكم فيها ونتمنى ونحن متأكدين أنكم ستصلون بمصر أم الدنيا إلى بر الأمان وترقون بها.
    أعتذر لأنني قمت بإشعاركم بشعورٍ كهذا ولكن، والله إنني لا أصطنع هذا الشعور.. وعلى العكس تماماً.. لا أعلم ماذا يمكن أن أفعل في حال عدم إستمرار الثورة ولو أن هذا الشيء مستحيل الحصول.
    وسيستمر الكفاح وتستمر الثورة وتعود الخلافة الإسلامية لتنير درب البشرية بإذن الله.
    عذراً مرة أخرى فهو ليس قائداً سوى على نفسه وطائفته.. الشعب السوري ومنذ أربعين عاماً لم يمارس حقه الإنتخابي!!

    شكراً لكِ

  13. #12

    الصورة الرمزية دمعة الشوق

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    421
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    مكآني .. لي عودة ..

  14. #13

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Intrax مشاهدة المشاركة
    بإنتظاركم أصدقائي...

    سررت بالعودة وأكثر ما سررت به وجودي بينكم

    تمت العودة فى الرد 6
    ونحن سررنا بوجودك أيضا بيننا أخى
    ودمت دائما أنت وأهل سوريا بخير


  15. #14

    الصورة الرمزية أفنانـْ

    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المـشـــاركــات
    1,125
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    السلام عليكم و رحمة الله

    في المساء بقيت مستيقظاً وحدي حتى الساعة الثالثة ليلاً.. أخشى أن أنام لأجد نفسي هناك.. لأجد نفسي عدت للذل والإهانة والتعذيب، حاولت النوم مراراً وتكراراً، حاولت النوم على السرير فلم أستطع فوضعت وسادتي على الأرض ونمت والخوف يملأ قلبي من مستقبلٍ أجهله، النوم على الأرض كنت قد إعتدت عليه في الفرع ولكن بدل الوسادة كنا نقوم بوضع أحذيتنا تحت رؤوسنا وننام.



    سلامٌ قولاً من رب رحيم !!
    الحمد لله أنك خرجت حياً سالماً ... كم تأثرت و أنا أقرأ هذه المذكرات... شيء يؤلم كثيراً و يجرح كل ما في النفس من رحمة فطرية..
    الله عليكم يا بشار و اتباعو، والله يومكم قريب خلص و الله يريح الشعب السوري من عمايلكم.
    دمت في امان الله و حفظك من كل سوء أخي، رغم صغر سنك عانيت أشياء تفوق ذلك بكثير...
    تقبل مروري مع أسفي على هذه الحال و تقصيرنا مع إخواننا هناك...

  16. #15

    الصورة الرمزية Explorer

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    197
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    اقضوا على هذه الشياطين قبل أن يقتلوا المزيد من الناس, القتال فرض لوقف سفك دماء المسلمين,, حاولوا أن تفعلوا شيئا و لو كان بتحويل الأرض إلى جحيم عليهم كالتفخيخ و لا تنتظروا أن يعتقلوكم حتى تقاوموا بل ادخلوا على معاقلهم من حيث لا يحتسبوا ثم امحوهم من بكرة أبيهم!
    تبا للمجرمين!
    من كلامك لا بد أنهم جبناء بلا أي قوة و عديمي الفهم هذه هي فرصتكم.


  17. #16

    الصورة الرمزية Explorer

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    197
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)


    <<<(((فصبرا في مجال الموت صبرا***** فما نيل الخلود بمستطاع)))>>>

  18. #17

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,621
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    الله يهلكهم ويعجل بزوالهم..

    يارب عليك بهم فأنهم لا يعجزونك..

    اللهم خلص البلاد منهم وطهرها من رجزهم..

    والله أن القلب ليعتصر ألمــاً..

    مالنــا غير الله ونعم به..

    فيارب خذهم أخذ عزيزٍ مقتدر وأرنــا بهم عجائب قدرتك..

    أخذهم الله أخذ ودمر الأرض من تحتهم..

    يا الله يا الله يا الله..

    الحمدلله أن أعــادك سالماً..

    عجل الله لكم النصر..

    وفقك الله..


  19. #18

    الصورة الرمزية Dragonier

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    2,852
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المرء منا يعجز عن قول شيء بعد قراءته لكلام يُكتت بأيدي أناس كانوا في خضم الواقع
    المر
    الذي يعيشه إخواننا في الدول العربية تحت ظلم وجبروت الحكام الذين لا يخافون الله في رعيتهم

    تريثت وتمهلت قبل قراءة قصتك أخي
    Intrax، حتى تنتهي من طرح أحداثها كلها
    الحق يقال، من الصعب أن ندخل أجواء قصة ونتركها دون معرفة نهايتها، الحمد لله الذي يسر أمر إكمالها لك بأن كانت نهاية سعيدة نسبيًا
    فبهذا شعرنا ولو بجزء يسير جدًا مما يعانيه الشعب السوري من ظلم وعدوان وقهر
    تدوينك هنا يلامس شغاف
    القلب مباشرة، وهذا ونحن نراه من منظور شخص واحد فقط

    وتتجلى عظمة الموضوع بما أن ما مررتم به أخي الكريم رغم صعوبته ومشقته، فهو غيض من فيض ليس إلا
    والقصص والحكايا المخبئة أكثر من ذلك بكثير، لا أعلم كيف يفكر البشر عندما يعاملون غيرهم بهذه الوحشية
    أوصل الحال بالإنسان لئلا يعطف ويرحم على أخيه بالإنسانية، بل على أبناء وطنه الذي يفترض أنه الأسمى في نظر الجميع
    وأنه ما يفترض به أن يوحدهم لتحقيق الاستقرار للوطن ولمواطنيه بالدرجة الأولى؟

    قرأت تدوينك وبدأت الأفكار تلوح في ذهني، سبحان
    الله الذي صبركم وأعانكم على مصابكم
    ولا بد أنه يصعب عليك إبطان شيء في قلبك، وإظهار شيء آخر لمن حولك
    قصة لقاؤك من أهلك وعائلتك هي أكثر ما أثر فيّ، فأي أم وأي عائلة كانت لتكون الحرقة في القلب قد سيطرت عليهم
    والأفكار السوداء كانت لتنال من تفكيرهم، فتكاد الحياة تتوقف وتتجمد .. ولا
    سبيل لأي شيء لإعادتها لحالها السابق ولو بالشكل اليسير

    الحمد لله الذي جمعك بهم وأفرحهم بعودتك، متأكدة بأنه موقف لا يمكن تخيله
    وبأن مشاعرَ جياشةَ قد خالجت الجميع لا يمكن لقلم أن
    يعبر عنها، ولا يمكن لورقة استيعابها

    هذا كله في كفة، وأيامكم السوداء في المعتقل في كفة أخرى
    اعتقالات لأتفه الأسباب لا تنمّ إلا عن
    الضعف والعجز والجبن الماثل في القلب
    تتجلى ذلك في تذرّعهم بظلمهم للعباد، بأنه السبب في عجزهم عن إحياء ليلة القدر؟
    أي استخفاف هذا وأي تجبّر؟ بل وسذاجة في التفكير .. أعمى الله بصيرتهم وقلوبهم

    وفوق هذا، حجج واهية لتفسير أفعالهم .. ويحيلون الصفحة البيضاء إلى سوداء بكل بساطة
    محاولةً يائسة لإضعاف شوكة الصامدين والمتظاهرين والشعب السوري أجمع

    أعانكم
    الله وقواكم على عدوكم ومكنكم منهم، لنرى نهايتهم على أيدي السوريين الأبطال
    ليحذوا حذوَ إخوانهم من الدول الشقيقة أمثال تونس ومصر وليبيا .. ولتتحروا من الظلم والقهر الذي أنتم فيه
    ولتصبح سوريا حرة تحكمها إرادة الشعب وحدها دون قمع أو استغلال للسلطة أو قيام الدولة على أكتافكم وحقوقكم

    لا نملك إلا الدعاء لكم، ولو نستطيع بذل المزيد لفعلنا
    ولكن سامحنا
    الله على تقصيرنا لعل أيدينا تتحرك كما تحركت قلوبنا حيال مصابكم

  20. #19

    الصورة الرمزية Intrax

    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المـشـــاركــات
    326
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    السلام عليكم,...
    عذراً على التأخر في الرد لظروف طارئة

    أختي Hope Tear

    أنا هنا أتكلم عن نفسي بقضائي فترة 19 يوماً
    أنتِ تتكلمين عن شهرين..
    ما بالك بالذي قضى فترة إثنا عشر سنةٍ في سجن تدمر منذ حرب النظام على الأخوان المسلمين؟!
    نأمل ونتمنى ان يكون العيد القادم عيداً حقيقياً للحرية والنصر ورفع راية الإسلام
    النصر قريب بإذن الله وما هذه الثورة إلا لتقربنا من بعضنا نحن أبناء البلد الواحد والعرب بشكلٍ عام
    وبالنسبة للخروج من معتقلٍ ما والخنوع لهم فهذا شيء من ضروب المستحيل
    لن أكذب إذا سألني أحدهم هل أنا نفس ما كنت قبل خروجي ولكن
    أن أقول لك أنني نادم على تظاهري ضد نظام كهذا فلا.. على العكس تماماً فأنا لست نادماً
    وسيستمر الشعب بالثورة..ويستمر النضال حتى نحقق النصر والحرية
    زهورُ سوريا تحرق كل يوم.. سوريا كل يوم تبكي لأجل دماء شبابها
    في سوريا.. إن أكثر مكانٍ من الممكن أن تجد فيه أعلى نسبة لحملة الشهادات الجامعية هي أفرع المخابرات
    يوماً عن يوم يزداد إيماننا بالله والنصر قريب بإذن الله


    الأخت أفنانـْ

    ما كنت قد كتبت هذه الكلمات لأثير مشاعركم وأحصل على عطف أحدكم ولكن
    ليعلم العالم أجمع.. وخصوصاً جامعة الدول العربية التي ربما تكون سبب تخلفنا
    حقيقة ما يحصل في سوريا وشعبها.. حقيقة ما يحصل منذ 40 عاماً
    والنصر حينها لن يكون لسوريا وحدها.. بل إن سوريا ولبنان ستنال حريتها
    لا أطلب منكم سوى الدعاء لإخواننا الذين ما زالوا داخل المعتقلات
    وأن نقوم بالدعاء ليل نهار للبلاد العربية والإسلامية لتحريرها من الغاصب المحتل
    شكراً لكِ

    أخي Explorer

    شكراً لك ولكن..
    الوضع في سوريا مختلفٌ تماماً
    نعم هم جبناء ومجرمين وأغبياء
    ولكن نحن في سوريا نواجه أكثر من ذلك
    من جهة فنحن نواجه الجيش العربي السوري الذي يُصرف من موارد الدولة لتمويله 70%
    من جهة أخرى شبيحة النظام كعمال المحافظة وعمال النظافة
    ومن طرفٍ أخر الفرقة الرابعة لوحدها
    أخيراً وليس أخراً حزب الله اللبناني الذي يقوم بإرسال القناصة وما تيسر له لدعم النظام
    وما لنا سوى التوكل على الله والصبر


    أختي Jomoon

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    شكراً لدعائك وأتمنى من الجميع الدعاء لنصرة إخواننا العرب والمسلمين في جميع الأماكن


    الأخت Dragonier

    بصراحة.. فقد قمت بقراءة ردك مراتٍ عديدة..
    من اللحظة التي خرجت بها من المعتقل، بتُ أنظر على وجوه من حولي، الجميع يبتسم، يضحك ويلعب..
    ألا يعلمون بما يحصل في الداخل.. ألا يعلمون ما حل بإشخاصٍ شرفاء طالبوا بحريتهم وحرية غيرهم؟!
    في مكان من الممكن أن يصبح فيه الموت أمنيةً مستحيلة..
    وبالحديث عن التفكير الأسود.. ففي الداخل يوجد مفهومٌ أخر
    ما قمت أنا وأهلي بالتفكير به هو تفكيرٌ أبيضٌ يميل إلى الرمادي مع التفاؤل بإحتمال خروجي يوماً ما
    بينما التفكير الأسود!! هناك من يعاني منه في الداخل.. كنت عندما أراهم أنسى همي ومشكلتي
    أخبرني أحد الموجودين هناك قبل أن يفقد عقله.. أن أقوم بإخبار والده بما حصل معه هناك وأن أخبره بأن يرفع رأسه بإبنه
    لا نملك سوى التوكل على الله والإستعانة به على المصائب.

    شكراً لك

  21. #20

    الصورة الرمزية Good feeling

    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المـشـــاركــات
    2,440
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: جمود معيار الحياة.. في معتقل سوري (قصة تجربة)

    لي عوووودة ~

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...