الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد، بفضل الله نواصل
طرح هذه السلسلة من جديد، سائلين الله العون والإخلاص في القول والعمل.
سبق وتحدثت عن أول هذه الآداب وأوجبها على الإطلاق ألا وهو:
{ الأدب مع الله -عز وجل-}
ثم الأدب مع { رسول الله صلى الله عليه وسلم }
ثم { الأدب مع كلام الله "القرءان الكريم "}
هذا لمن يريد الرجوع إليها، وموضوع اليوم نتناول الحديث فيه عن :
النية التي يؤمن المسلم بخطر شأنهاوأهميتها لسائر أعماله الدينية والدنيوية اذ جميع الاعمال تتكيف بها وتكون بحسبها فتقوى وتضعف وتصح وتفسد تبعا لها وإيمان المسلم بضرورة النية لكل الأعمال ووجوب اصلاحها مستمد أولا من قول الله تعالى:
{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ...}( البينة5)
وقوله سبحانه : { قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ } (الزمر11)
فما هي النية ؟
النية لغة: القصد والإرادة، وقد جاء في كتاب الله بلفظ الإرادة والابتغاء قال تعالى:
{..وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ..}،
وقال تعالى: {..الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ..}
ولحديث النية: {إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى}(متفق عليه)
أصل عظيم في إسلامنا، صدر له البخاري كتابه (الجامع الصحيح)، إشارة إلى أن
كل عمل لا يراد به وجه الله فهو مردود على صاحبه.
وحديث النية ثلث العلم ويدخل سبعين بابا من أبواب الفقه كما يقول الإمام الشافعي رحمه الله. وبالنية تتميز العبادات عن العادات، وتتميز العبادات عن بعضها،
فالصيام لابد له من نية تميزه عن الانقطاع عن الطعام لأي سبب آخر من مرض أو غيره،
والصلاة لابد من نية تتميز بها الفرائض عن النوافل،وفي الصدقة لابد من النية لتتميز الزكاة عن النذر عن الكفارة وهكذا.
المفضلات