الخطأ في توصيف الفعل المعلوم والفعل المجهول

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 1 من 1
  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي الخطأ في توصيف الفعل المعلوم والفعل المجهول



    بداية لي أن أعبِّر عن سعادتي برجوعي إلى هذا المنتدى الكبير الطيب
    بعد سنوات طوال من الغياب ولي كل الشرف بمشاركتي في أرجائه

    والآن
    بعد التوكل على الله تعالى
    أتناول موضوعًا نحويًا يتعلق بالخطأ في ما نسميه بــ(الفعل المعلوم) و(الفعل المجهول)
    الخطأ الأول في التسمية نفسها، فالفعل ليس هو المعلوم أو المجهول، بل الفاعل


    قد نعلم الفاعل وقد لا نعلمه، مع التحفظ على كلمة (مجهول) هذه، ولكن ليس الفعل هو المجهول،
    سواء أقلنا: كَسَر الولد الإبريق، أم قلنا: كُسِرَ الإبريق، ففعل (التكسير) معلوم في الحالتين.

    إذًا، الفاعل هو الذي قد لا نعلمه (ولن أسميه بالمجهول)، فقد يُحذَف الفاعل في اللغة العربية لأننا لا نعلمه، وقد يُحذَف لأسباب أخرى تُعلَم من السياق، فالحذف في اللغة العربية علم بلاغي، وقد يُحذَف الكلام في علم البلاغة لوجود ما يدل عليه، أو لأنه يُعلَم من السياق، كما في قوله تعالى:
    {الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر}، هنا الحذف، والتقدير (ويقدر الله الرزق على من يشاء)،
    لم يُحذَف الفاعل فحسب، بل حُذِف المفعول به وما يليه من متممات الجملة، فلماذا حين نصل إلى حذف الفاعل وحده نعتبره مجهولًا؟!
    قد يكون مجهولًا وقد لا يكون كذلك!
    .
    في حال أخذنا بالمذهب البصري الذي يمثله سيبويه، فإنه ينظر إلى الفعل الذي نعلم فاعله، والفعل الذي لا نعلم فاعله، وهذا السائد في مناهجنا التعليمية... أما إن نظرنا إلى المذهب الكوفي، شامل النظرة في هذا الموضوع، والذي ينظر إلى أن الفاعل لا يُحذَف بسبب جهل المتكلم به فقط، ليرفض أصحاب هذا المذهب استخدام لفظ المجهول، وكانت تسميتهم إياه: "باب ما لم يُسَمَّ فاعله"...أو "باب من لم يُسَمَّ فاعله"، ومن ذلك قول الله تعالى في القرآن الكريم: {وأوحي إليَّ هذا القرآن لأنذركم به}، و{قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن}، في الحالتين، الفاعل هو الله عز وجل، وليس من الأدب وصف الفاعل ب(المجهول)! والأنسب؛ كما قالوا؛ "باب من لم يُسَمَّ فاعله"...

    أيًا كان الأمر، وإذا ما أخذنا بالمذهب البصري، فإننا؛ عودًا على بدء؛ نذكر بالخطأ الذي أشرنا إليه في مقدمة كلامنا: "الفعل المعلوم، والفعل المجهول" خطأ، فالفعل معلوم، والفاعل (قد) لا نعلمه لسبب ما، إما جهلنا به وإما سبب آخر، ومن هنا الصواب أن نقول: "فعلُ المعلوم" و"فعلُ المجهولِ"، أما القول "الفعل المعلوم" و"الفعل المجهول" فهذا من باب التجني في النحو العربي...

    نلقاكم بمعلومة أخرى إن شاء الله تعالى، ودمتم في أمان الله تعالى وحفظه ورعايته.



  2. 2 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...