الجملة الاسمية التي تبتدئ بالفعل... هل أخطأ سيبويه؟

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 1 من 1
  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي الجملة الاسمية التي تبتدئ بالفعل... هل أخطأ سيبويه؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تحية السلام والإسلام لكل من يتابعنا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    درس من أبسط دروس اللغة العربية ومن أولوياتها التي يتعلمها التلميذ منذ بداية دراسته اللغة

    هذا الدرس هو (الجملة الاسمية والجملة الفعلية): الجملة الاسمية هي التي تبتدئ بالفعل
    والجملة الفعلية هي التي تبتدئ بالفعل

    ولكن...
    وفق مذهب سيبويه هناك جمل اسمية تبتدئ بالفعل!

    وهذا ليس بمذهب سيبويه وحده، بل هو مذهبه وتلاميذه والمدرسة البصرية بأكملها

    وفق رأيهم: كل جملة تبتدئ بفعل ماض ناقص، هي جملة اسمية

    والسبب: إن الفعل الماضي الناقص لم يرفع فاعلًا ولم ينصب مفعولًا به!

    والأصل؛ بالتالي؛ المبتدأ والخبر اللذان تحولا اسمَ الفعل الماضي الناقص وخبره

    أما مذهب النحو الثاني، المذهب الكوفي، الكسائي وتلاميذه، فكان رأيهم مختلفًا

    لقد رفضوا كلام المذهب البصري واعتبروا هذه الأفعال أفعالًا تامة، ولكن حكمها حكم الفعل اللازم لا المتعدي

    أي أن الاسم الأول المرفوع بعدها فاعل

    فماذا عن الاسم الثاني المنصوب؟!

    لا ينظر إليه الكسائي وتلامذته على أنه مفعول به، بل قالوا إن هذا الاسم (حال) منصوب.

    مثال ذلك
    كان الطقسُ ممطرًا

    في المذهب البصري، هذه جملة اسمية، وإعرابها:
    كان: فعل ماض ناقص يدخل على المبتدأ والخبر فيرفع الأول اسمًا له وينصب الثاني خبرًا له.
    الطقس: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    ممطرًا: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والثانية للتنوين...




    بينما في المذهب الكوفي، هذه جملة فعلية، وإعرابها:
    كان: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
    الطقس: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    ممطرًا: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والثانية للتنوين.

    نحن نأخذ بالمذهب البصري في مناهجنا الدراسية، ولكن؛ في هذا الأمر؛ أرى بوجهة النظر الشخصية أن المذهب الكوفي هو الأقرب إلى الصواب...

    والأمر ليس مجرد هوى في الرأي... ولننظر مثلًا إلى الجملتين الآتيتين:
    أخذ الولد جائزة، أخذ الولد يبكي...
    (أخذ) في الجملة الأولى فعل ماضٍ، والولد فاعل مرفوع، وجائزة مفعول به منصوب...
    بينما (أخذ) في الجملة الثانية فعل ماض ناقص، والولد اسم "أخذ"، ويبكي جملة من فعل وفاعل مستتر، والجملة الفعلية (يبكي) في محل نصب خبر الفعل الماضي الناقص: (أخذ).
    فهل (أخذ) فعل ماض صحيح في جملة، وفعل ماض ناقص في جملة أخرى؟ المنطقي أن نعتبرها فعلًا ماضيًا، ويأتي بحالتين، اللزوم والتعدية...
    ولئن قال قائل إن (أخذ) في الجملة الأولى تفيد معنى الأخذ بالفعل، فالولد قد أخذ جائزة، أي نالها، بينما (أخذ) في الجملة الثانية لا تفيد معنى الأخذ بالفعل، فالولد لم يأخذ البكاء، نقول إن ما قدمناه كافٍ لتبرير رأينا، ورغم ذلك نؤكد ما ذهبنا إليه، بأن المذهب البصري ينظر إلى (أخذ) ومثيلاتها من أفعال الشروع: (بدأ، شرع، طفق، علق، جعل، نشأ) على أنها أفعال ماضية ناقصة بشروط أربعة، إحداها أن تكون بمعنى (بدأ)، فهل نعتبر (بدأ الولد يبكي) أن (بدأ) بمعنى (بدأ)؟! أرى أن هذا شطط في التقدير!!

    ثم لننظر؛ كذلك؛ إلى المثالين:
    بدأ الولد يبكي، بدأ الولد بالبكاء... وفق المذهب البصري (بدأ) في المثال الأول فعل ماض ناقص، و(بدأ) في المثال الثاني فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره! مع أن المعنى واحد لم يختلف!!



    أتمنى بالفعل أن تدخل ضمن مناهجنا التربوية لجنة نحوية تدرس الاختلافات وتأخذ بما تراه الأقرب إلى الصواب، ولا تكتفي بالمنهج البصري فحسب، فرغم احترامنا سيبويه وما قدمه للنحو، إلا أن ما ذهب إليه في هذه المسألة أمر قد لا يبدو صائبًا، على الإطلاق.

    هذا، والله تعالى أعلم


  2. 4 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...