الأنماط النصية _ النمط السردي وأصول الكتابة القصصية ونقدها

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي الأنماط النصية _ النمط السردي وأصول الكتابة القصصية ونقدها



    الأنماط النصية


    أولًا: النمط السردي

    ونخصص هذا الموضوع لدراسة مؤشرات النمط السردي

    وبُنْيَة السرد العامة

    وعناصر الفن القصصي

    مع التوجيه إلى أصول الكتابة القصصية الصحيحة وكيفية النقد الصحيح

    وذلك في موضعه إن شاء الله تعالى.

    تابعونا (بعد الرجوع من المدرسة إن شاء الله)





  2. 4 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الأنماط النصية _ النمط السردي وأصول الكتابة القصصية ونقدها

    ما معنى كلمة (النمط)؟ حينما أطلب من التلميذ تحديد (نمط النص)، فما هو هذا النمط؟
    لكلمة (النمط) تعريفات متعددة في اللغة العربية، فَظِهارة الفراش يُقال لها (النمط)، وهناك نوع من البُسُط يُعرَف بــ(النمط)، كما أن كلمة (النمط) في اللغة العربية تحمل معنى الطريقة أو الأسلوب،
    أو الصنف أو النوع أو الطراز من الشيء.
    و(النمط): الجماعة من الناس أمرهم واحد. ويُقال: نمَّطه على الشيء، ودلَّه على الشيء، ونمَّط له المفردات، أي جرَّدها ورتَّبها، كما يُقال نمَّطَ له الشيء، أي جعله على نفس النوع والأسلوب، ونمط الحياة أو المعيشة هو طريقة العيش وخصائصها التي يعتمدها الإنسان في بيئته ومجتمعه وعمله، ويسير العمل على نمط واحد، أي وفق نحو رتيب لا يتغير.
    ونرى توافق تعريفات (النمط) النصي مع معنى الطريقة والأسلوب الموحَّدَين مثلًا، غير أنها لا تتوافق
    تمامًا مع السير على نحو رتيب لا يتغيَّر، فرغم أن لكل نمط مؤشرات يختص بها، إلا أن هذا بِحَدِّ ذاته برهان يؤكد كلامنا، فالمؤشر دليل، والدليل قد يأتي واضحًا قويًا، وقد يأتي باهتًا ضعيفًا، وأحيانًا لا يأتي نهائيًا، فنرى التغيير بين النصوص ذات النمط الواحد، بحسب قوة مؤشراتها وأدلَّتها، وسنشير إلى هذه المؤشرات المتغيِّرة في مواضعها، في شرحنا كلًا من النمط السردي، النمط التفسيري، النمط البرهاني.

    وننتقل إلى تعريف النمط السردي بدراسة مؤشراته دراسة مفصلة إن شاء الله تعالى.

    ملحوظة: أتينا بتعريفات (النمط) من خلال دراساتنا في معجم المعاني الجامع، مختار الصحاح، المعجم الغني، معجم اللغة العربية المعاصر، المعجم الوسيط، المعجم الرائد، إضافة إلى معاجم أخرى.

    التعديل الأخير تم بواسطة أ. عمر ; 29-9-2017 الساعة 02:20 AM

  4. #3


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الأنماط النصية _ النمط السردي وأصول الكتابة القصصية ونقدها

    النمط السردي (1):

    إذ نقول إن نمط هذا النص "سردي"، فهذا يعني أننا قد قرأنا قصة، مهما بلغ طول حجمها أو قِصَرِه، فالنمط السردي هو القصة على اختلاف أنواعها، سواء أكانت أقصوصة قصيرة أم رواية طويلة الأحداث والصفحات، سواء أحَمَلَتِ القصة عقدة واحدة وحَلًا واحدًا بعدها، أم امتلأت بالعُقَد والحلول، في كل النصوص القصصية، النمط سردي.

    ومؤشرات النمط السردي متنوعة، وكلها ثابتة فيه، عدا مؤشرٍ واحدٍ متغيِّر، قد نلحظه في النمط السردي، وقد لا نلحظه فيه.

    فأما المؤشرات الثابتة، فهي:
    أ_ الزمان والمكان: وهما مؤشِّر واحد، ولكن الأفضل؛ منهجيًا؛ أن نسجلهما منفرِدَين، فنكتب على سطر: (الزمان:....) وعلى السطر التالي: (المكان:...)، محدِّدَينِ الزمان والمكان بدقة.
    وننتبه إلى أن الزمان قد لا يكون واضحًا تمامًا أمامنا، ليست كل النصوص السردية تبتدئ بـــ"في يوم من الأيام" أو "ذات يوم"، وما أشبه ذلك من العبارات، فقد يتطلب الأمر تشغيل الذهن لإدراك الزمان، فمثلًا قد نرى في نص ما حكاية لا زمان فيها، مع تلميح إلى هذا الزمان بوصف معيَّن، مثل: "كان على الفتى اليافع أن يتحمل مسؤولية إعانة أسرته"، ومن هنا نعلم أن زمان القصة: طفولة الفتى؛ لأن كلمة "اليافع" دلَّتْنا على هذا الأمر، من معناها، فـ"اليافع" هو من كان في مرحلة الاقتراب من الاحتلام، ولكنه لم يمرَّ بالمراهقَة بعد.

    ب_ أدوات الربط المتعلقة بالزمان: وهذا المؤشر يختلف عن مؤشر الزمان، فمؤشر زمان القصة يأتينا مرة واحدة في القصة، وهو محدَّد، كما ذكرنا: (في يوم من الأيام، ذات يوم، طفولة فلان، ذات مساء، في أمسية، في إحدى الليالي، في أحد الأيام)، وما إلى ذلك، أما مؤشر أدوات الربط المتعلقة بالزمان، فهو على غرار: (فجأة، بغتة، إذ، إذا الفجائية، فاء التعقيب، ثم، حينئذٍ، عندئذٍ)، وما شابهها من الكلمات، وباختصار، مؤشر الزمان يدلُّ على زمن القصة الإجمالي، بينما مؤشر أدوات الربط المتعلقة بالزمان يدلُّ على تغيُّر أحداث القصة وتطورها، وتفاعل القارئ معها أحيانًا.

    ج_ الشخصيات: ونبتدئ بتحديدها إما وفق أهميتها، مبتدئين بالشخصية المحورية، ثم التي تؤدي دورها في الأحداث بشكل لافت، ثم الشخصيات الثانوية؛ وإما وفق تسلسل ظهورها، لكننا نبتدئ بالشخصية المحورية كذلك، أي أننا نختار الشخصية المحورية لنذكرها أول شخصية في هذا المؤشر، ثم نتابع بإحدى الطريقتين، إما الأكثر أهمية إلى الثانوية، وإما بحسب تسلسل الظهور.

    د_ تسلسل الأحداث: ونذكرها باختصار شديد، ليس مطلوبًا إعادة نسخ القصة بمحتوياتها! فمن ذلك قولنا: "طفل تموت والدته فيهمله والده لانشغاله في عمله، يتعرف الطفل رفيق سوء في المدرسة يعلمه الهرب منها والتسول، يلتقي الطفل بوالده ذات مرة، وتكون النتيجة عقابًا قاسيًا، فيكره الطفل أباه...".

    هـ_ الجمل الخبرية: وهي التي تحتمل التصديق والتكذيب، ولا علاقة هنا لاختلاف المعنى الدلالي بين الجمل الخبرية الابتدائية، والجمل الخبرية المؤكدة (الطلبية والإنكارية)، فكلها تدخل ضمن مؤشرات النمط السردي.

    و_ الأفعال الماضية: ومثلها تمامًا الأفعال المضارعة التي تحمل دلالة الماضي، كلها من مؤشرات السرد، فإن كانت صيغة الفعل لا تتغيَّر، مثلًا: (لعبَ: فعل ماضٍ) و(يلعبُ: فعل مضارع)، إلا أن الدلالة تتغيَّر بحسب موقع الفعل المضارع في الجملة، (يلعبُ: فعل مضارع)، وحمل دلالة المضارع، لكن قولنا: (لم يلعبْ، كان يلعبُ)، حوَّل الدلالة إلى الماضي، سواء الماضي المستمر، حينما استخدمنا "لم"، أو الماضي المحدَّد بوقته، حينما استخدمنا "كان"، وهنا نضع هذه الأفعال ضمن المؤشرات، لنقول إن المؤشر هو: (الأفعال الماضية) ونذكر شواهدها، ثم نرجع إلى سطر جديد لنتابع (الأفعال المضارعة التي تحمل دلالة الماضي) ونذكر شواهدها، لكن مع الأدوات التي جعَلَتْ دلالتها تتغيّر إلى الماضي، فلا نكتب (نلعبُ) مثلًا، بل نكتب (كان يلعبُ، لم يلعبْ)...

    ز_ ضمير المتكلم: وهذا في حال كانت الكاتب في القصة يتحدث عن نفسه وما حصل له من الأحداث، أما إن غاب حضور الكاتب عن القصة، فإن المؤشر هنا هو ضمير الغائب لا ضمير المتكلم.

    ويبقى لدينا المؤشر الأخير، المؤشر المتغيِّر، المتمثِّل في الحوار، إن دخل الحوارُ النمطَ السردي، فإنه يدخل ضمن المؤشرات تلقائيًا، وقد يدخل الحوارُ النمطَ الإيعازي، لكنه لا يُحتسَب ضمن المؤشرات فيه، فهو يختصُّ؛ كمؤشر على نمط؛ بالنمط السردي فحسب. (2)
    هذا، ويتميَّز النمط السردي بأنَّ له بُنْيَةً خاصة به، سنعرضها في المشاركة اللاحقة إن شاء الله تعالى.

    [HR][/HR][1] هذا النمط الذي يُعتَبَر النمط الأكثر طرحًا في الشهادة المتوسطة، وصفوف الحلقة الثالثة بشكل عام، في المناهج الدراسية اللبنانية، تراجع في المرحلة الثانوية، ليكون من أساسيات الثانوي الأول والثانوي الثاني إنسانيات، مع غيابه عن الثانوي الثاني علمي، والثانوي الثالث اجتماع واقتصاد، والثانوي الثالث علوم عامة وعلوم حياة، وحتى الثانوي الثالث إنسانيات نادرًا ما يُطرَح فيه النمط السردي!

    [2] وفي حال وُجِدَ الحوار ضمن النمط السردي، فالأفضل؛ منهجيًا؛ إذ نحدِّده ضمن المؤشرات، ألا نكتفي بذكر كلمة (الحوار) ثم نعطي شواهدها، بل نذكر طرفَي الحوار مع ذكرنا المؤشر: (الحوار بين... و...)، مع شواهد على الحوار.



    التعديل الأخير تم بواسطة أ. عمر ; 29-9-2017 الساعة 02:20 AM

  5. #4


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الأنماط النصية _ النمط السردي وأصول الكتابة القصصية ونقدها

    هذا، ويتميَّز النمط السردي بأنَّ له بُنْيَةً خاصة به، إضافة إلى ما يتميَّز به من الغنى في المؤشرات، وهي وفق الخطوات الآتية:
    أ_ الوضع الأولي. ب_ الحدث المبدِّل[1]. ج_ العقدة. د_ الحل. هـ_ الوضع النهائي.
    ومن المعلوم أنه، إذ يُطلَب من التلميذ استخراج بُنْيَة النمط السردي، فإن عليه استخلاصها وفق الأفكار الرئيسة، فلا ينسخ الجمل بأكملها، ولا يشير لنا أن الوضع الأولي؛ مثلًا؛ من هذه الكلمة إلى تلك، بل يجب أن يسجلها بأسلوبه الشخصي، وباختصار.
    ولا يكفي ما قدَّمناه، حتى الآن، للإحاطة التامة بالنمط السردي، بل لا بدَّ من إضافة مهمة، تتعلق بهذا النمط، مفهومًا اصطلاحيًا، وبعض هذه الإضافات تَمُرُّ مع تلاميذ الحلقة الثالثة كذلك، وبعضها خاصة للمرحلة الثانوية، وبالأخص صف الثانوي الثاني إنسانيات، في محور المقاربات القصصية. (وفق المناهج الدراسية في لبنان، ولا أعلم كيفية تقديمها في سائر الدول العربية، ولكن المعلومة عامة).
    وهذه الإضافة مفادها أنه من الخطأ أن نسأل التلميذ عن عناصر الفن القصصي، قاصدين بها بُنْيَة النمط السردي، فالبُنْيَة عنصر واحد من عناصر الفن القصصي، والتي يدرسها تلاميذ الثانوي الثاني إنسانيات، في محور "الفنون الأدبية: الفن القصصي"، تحت عنوان "عناصر القصة".
    فعناصر الفن القصصي، أو عناصر القصة، تستدعي من التلميذ أن يذكر موضوع القصة باختصار، ثم يعرض بناء القصة فنيًا، من خلال ذكره حوادثها بتطويل موسَّع، يتناول به كل أحداثها الأساسية، ذاكرًا كيف عرض الكاتب قصته، وهل حافظ على تراتبية بُنْيَة النمط السردي، أم أنه تلاعب بها، وفق براعته الأدبية، ويذكر التلميذ؛ بعد ذلك؛ أسلوب الكاتب في عرضه أحداث قصته، وهل هي ترجمة ذاتية أم سرد مباشَر[2]؟ أم اتبع طريقة حكاية القصة عبر عرضها كرسائل تتبادل الشخصيات إرسالها، في كل رسالة يتمُّ ذكر بعض الأحداث[3]؟
    وينتقل التلميذ، بعد ذلك، إلى دراسة شخصيات القصة، ليذكرها مقدمًا إياها بالتحليل النقدي، كاشفًا عن ملامحها، مبرزًا صفاتها[4]، ثم يبيِّن كيف قدَّمها الكاتب لنا، تحليليًا أم تمثيليًا[5]، ويتابع التلميذ بعرض عنوان القصة، ذاكرًا إيحاءاته وانسجام أحداث القصة معه مقترحًا عنوانًا آخر _ أو عناوين_ مع التبرير، ويدرس التلميذ، من بعدها، نهاية القصة، ذاكرًا نوعها[6]، وانسجامها مع الأحداث قبلها، مقترحًا نهاية أخرى[7]، ثم يدرس التلميذ بيئة القصة، ليحدِّد زمانها ومكانها[8]، وهل بيئتها واقعية أم خيالية، ونوع هذه البيئة "بيئة الكرم والجود، بيئة الحرب الأهلية..."، ويتوقف التلميذ مع أسلوب الكاتب[9]، ويختم بِذكر المغزى الذي استخلصه من القصة.
    وقد عرضنا خطوات عناصر الفن القصصي، باختصار، لنبيِّن مدى الخطأ في طرح سؤال يتطلب دراسة عناصر الفن القصصي، ونحن نريد من التلميذ أن يعرض لنا بُنْيَة النمط السردي في إجابته، كما أننا أردنا، بما ذكرناه ضمن الحواشي، تعويد التلميذ على المنهجية السليمة، في حال كتب قصة مما يحيط بواقعه وخياله، كيف يقدِّم شخصياتها، وإذ يتمرن الكاتب على المنهجية السليمة في نمط واحد، بات من السهل عليه أن يتمرن على ذلك في سائر الأنماط الأشد صعوبة، مثل النمط البرهاني، والذي قد تؤدي فيه مراعاة المنهجية إلى زيادة مؤشر مهم في مؤشراته، وغياب هذه المنهجية يؤدي إلى غياب هذا المؤشر، وسنفصل الكلام حول ذلك في موضعه.
    ونريد أن نؤكد أمرًا منهجيًا، في حال تم طلب استخراج مؤشرات النمط السردي منا، أن نُعَوِّد التلميذ، أن يذكر في شواهد كل مؤشر، أول شاهد تمَّ ذكره في النص، ثم ينوِّع في شواهده ما يشاء من بعدها، فمثلًا حين يذكر لنا التلميذ في المؤشرات "الأفعال الماضية"، فإن أول شاهد هنا يجب أن يكون أول فعل ماض ورد في القصة، وكذلك الأمر في ضمير المتكلم، والجمل الخبرية، وسواها من المؤشرات.
    ولا ننسى الإشارة إلى دور كلٍّ من الوصف والحوار والشعر في النمط السردي، وكلُّها تؤدي دورًا واحدًا، يتمثَّل بإضفاء الجمال إلى القصة، ما يبعد الرتابة والملل عنها، وزيادة تشويق القارئ؛ بالتالي؛ إلى متابعة أحداثها.
    ونذكِّر، أخيرًا، بأن الترويسة لا تدخل ضمن مؤشرات السرد وبُنْيَته، وهذه الترويسة تعني وجود راوٍ ثانوي غير الراوي الأساسي، يمهِّد لنا أحداثَ القصة، فيخبرنا؛ مثالًا؛ أنه ذهب إلى مكان ما، واستمع قصة على لسان فلان الذي قال، ........ ثم تنتهي القصة دون أن نرجع إلى الترويسة وكلام الراوي الأول، ولا نرى له علاقة بالأحداث، سوى أنه نقل لنا رواية القصة، فهنا كل ما دخل ضمن الترويسة هذه خرج من مؤشرات النمط السردي، ومن بُنْيَتِه بالتالي.

    الموضوع الثاني بإذن الله: النمط الوصفي



    [HR][/HR][1] ويمكن استخدام مفاهيم اصطلاحية أخرى، (العنصر المحرِّك أو العنصر الطارئ أو العنصر المفاجئ)، على سبيل المثال، أو استخدام هذه الصفات مع الموصوف: (الحدث) بدل (العنصر).

    [2] الترجمة الذاتية: هو مصطلح "السيرة الذاتية"، أما السرد المباشَر، فهو مرادف مصطلح "السيرة الغيرية".

    [3] ويلحظ كتاب الثانوي الثاني إنسانيات هنا، طريقة تقديم الشخصيات، ثم نرى تكرار هذه الخطوة لاحقًا، ولا داعي للتكرار، بل هو ضعف في عرض عناصر الفن الفني، ويُكتَفى بذكر طريقة تقديم الشخصيات مرة واحدة، وفي موضعه.

    [4] والبدء يكون بالشخصية المحورية، ومن بعدها نتابع مع الشخصيات، إما بحسب ظهورها في القصة، وإما بحسب أهميتها في بناء الأحداث.

    [5] الطريقة التحليلية هي التي تكشف لنا انفعالات وعواطف الشخصية، مثال: "رد وهو يرتجف، قال وقد احتقن وجهه، أجاب خائفًا..."، أما الطريقة التمثيلية فتعتمد تقديم الشخصيات من دون إبراز هذه العواطف والمشاعر، والطريقة الأولى تتوافق مع تقديم الشخصيات الرئيسة، بينما تتوافق الطريقة الثانية مع تقديم الشخصيات الثانوية.


    [6] إن أنهى الكاتب قصته وأحداثها، وتبيَّن لنا الوضع النهائي فيها، فالنهاية مغلقة؛ أما إن أنهاها بشكل لا يختم أحداثها، تاركًا الخيال إلى القارئ كيف يكمل النهاية كما يحلو له، فالنهاية مفتوحة.

    [7] على أن تكون النهاية موسعة، وكأننا نتابع الكتابة بدلًا من الكاتب الأصلي، ولا تكون النهاية على غرار: "أقترح نهاية أن يحصل كذا وكذا"!

    [8] ويذكر التلميذ نوع الزمان، هل هو مفتوح، أم أنه مقيَّد قد تم تحديده بوقت معيَّن يمكن لنا استخلاصه من القصة بوضوح.

    [9 أي هل استخدم الكاتب اللغة الفصحى أم العامية، أم مازج بينهما؟ وهل العامية؛ في حال استخدامها؛ محلية خاصة بمنطقته، أم لها أصل في الفصحى؟ وهل الألفاظ سهلة أم تحتاج الشرح والرجوع إلى المعجم؟



  6. #5


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الأنماط النصية _ النمط السردي وأصول الكتابة القصصية ونقدها

    ملحوظة:

    سأقدم نموذجين عمليين، قبل الانتقال إلى الموضوع الثاني، بإذن الله تعالى.

  7. #6


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الأنماط النصية _ النمط السردي وأصول الكتابة القصصية ونقدها

    النموذج العملي الأول:

    (نص: مناحة في الحقل، ويتداخل فيه الوصف بالسرد، للكاتب: جبران خليل جبران، طُرِحَ في دورة 2004 العادية للثانوي الثالث إنسانيات):
    ملحوظة: (لم يتم تحليل النموذج في الشهادة إلا من مؤشرات طفيفة، وأقدمها هنا كاملة بإعدادي الشخصي):


    1_ عند الفجر، قبيل بزوغ الشمس... جلستُ في وسط الحقل أناجي الطبيعة. وفي تلك الساعة المملوءة طهرًا وجمالًا، وبينما كان الإنسان مستتِرًا طَيَّ لُحُفِ الكرى تَنتَابُهُ الأحلام تارة واليقظة أخرى، كنتُ متوسِّدًا الأعشاب أستفسر كل ما أرى عن حقيقة الجمال، وأستحكي ما يُرى عن جمال الحقيقة.
    2_ ولما فَصَلَتْ تصوراتي بيني وبين البَشَرِيَّاتِ، وأزاحَتْ تخيُّلاتي بُرقعَ المادة عن ذاتي المعنوية، شعرتُ بنموٍّ روحي يقرِّبني من الطبيعة، ويبيِّن لي غوامض أسرارها، ويُفهِمني لغة مبتدعاتها.
    3_ وبينما كنتُ على هذه الحالة، مَرَّ النسيم بين الأغصان مُتَنهِّدًا تَنَهُّدَ يتيمٍ يائسٍ، فسألتُ مستفهمًا: لماذا تَتَنَهَّدُ أيها النسيم اللطيف؟ فأجاب: لأنني ذاهب نحو المدينة مدحورًا من حرارة الشمس، إلى المدينة حيث تتعلق بأذيالي النقية مكروبات الأمراض، وتتشبث بي أنفاس البشر السامة. من أجل ذلك تراني حزينًا.
    4_ ثمَّ التَفَتُّ نحو الأزهار، فرأيتُها تَذرِفُ من عيونها قطرات الندى دمعًا، فسألتُ: لماذا البكاء، يا أيتها الأزهار الجميلة؟ فَرفَعَتْ واحدةٌ منهنَّ رأسَها اللطيفَ، وقالت: نبكي لأن الإنسان سوف يأتي ويقطع أعناقنا، ويذهب بنا نحو المدينة ويبيعنا كالعبيد ونحن حرائر، وإذا ما جاء المساء وذبلنا رمى بنا إلى الأقذار. كيف لا نبكي ويد الإنسان القاسية سوف تفصلنا عن وطننا الحقل؟
    5_ وبعد هنيهة، سمعت الجدول ينوح كالثكلى، فسألته: لماذا تنوح أيها الجدول العذب؟ فأجاب: لأنني سائر كُرهًا إلى المدينة حيث يحتقرني الإنسان.. ويستخدمني لِحَمْلِ أدرانه. كيف لا أنوح وعن قريب تصبح نقاوتي وزرًا وطهارتي قذرًا؟
    6_ ثمَّ أصغَيتُ، فَسَمِعْتُ الطُّيورَ تُغَنِّي نشيدًا محزنًا يحاكي الندب، فسألتها: لماذا تندبين أيتها الطيور الجميلة؟ فاقترب مني عصفور، ووقف على طرف الغصن، وقال: سوف يأتي ابن آدم حاملًا آلة جهنمية تفتك بنا فتك المنجل بالزرع، فنحن نودع بعضنا بعضًا لأننا لا ندري من منا يتملص من القدر المحتوم. كيف لا نندب والموت يتبعنا أينما سرنا؟
    7_ طلعَتِ الشمس من وراء الجبل، وتوجت رؤوس الأشجار بأكاليلَ ذهبيةٍ، وأنا أسأل ذاتي: لماذا يهدم الإنسان ما تَبنِيه الطبيعة؟

    توظيف النمط السردي في هذا النموذج:
    لو أردنا استقراء توظيف النمط السردي في هذا النموذج، لرأينا مؤشراته ماثلة وفق الآتي:
    أ_ الزمان: الفجر. المكان: الحقل.
    ب_ أدوات الربط المتعلقة بالزمان: قُبَيلَ، تلكَ الساعة، بينما كان، كنتُ، لَمَّا، ثمَّ...

    ج_ الشخصيات: الكاتب: جبران خليل جبران، النسيم، الأزهار، الجدول، الطيور.
    د_ تسلسل الأحداث: جلوس الكاتب في الحقل، وشعوره بصفاء روحه مع الطبيعة، ثم مناجاته عناصر الطبيعة عنصرًا بعد الآخر، ليستجلي حقيقة ما أصاب طبيعة بلاده من الدمار بسبب الإنسان، ويستنكر ذلك.
    هـ_ الجمل الخبرية: عند الفجر جلستُ، كنتُ متوسدًا الأعشاب، شعرتُ بنموٍّ روحيٍّ، مرَّ النسيم بين الأغصان...
    و_ الأفعال الماضية: جلستُ، كان، فصَلَتْ، أزاحَتْ، مرَّ، أجاب، التفتُّ، رفعَتْ... والأفعال المضارعة الدالَّة على الماضي: كنتُ متوسدًا أستفسرُ وأستحكي، شعرتُ بنموٍّ روحيٍّ يقرِّبُني...
    ز_ ضمير المتكلم: جلستُ، أناجي، أستفسر، تصوراتي، يقرِّبني، لي...
    ح_ الحوار بين الكاتب وعناصر الطبيعة: "فسألتُ مستفهمًا... فأجابَ: ..."، "فسألتُ... فرفعَتْ رأسها وقالَتْ..."، "فسألتُهُ... فأجابَ..."...


  8. #7


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الأنماط النصية _ النمط السردي وأصول الكتابة القصصية ونقدها


    نموذج ثانٍ عن النمط السردي:

    (نص: العراقي والمَرْوَزي، للجاحظ من كتابه: البخلاء):
    1_ ومن أعاجيب أهل مَرْوَ، ما سمعناه من مشيختنا على وجه الدهر، وذلك أن رجلًا من أهل مَرْوَ كان لا يزال يحج ويتَّجر، وينزل على رجل من أهل العراق، فيكرمه ويكفيه مؤونته. ثم كان كثيرًا ما يقول لذلك العراقي: ليت أني قد رأيتك بِمَرْوَ، حتى أكافئك لقديم إحسانك، وما تجدد لي من البِّرِّ في كل مرة، فأما ههنا فقد أغناك الله عني.
    قال: فعرَضَتْ لذلك العراقي بعد دهر طويل، حاجة في تلك الناحية، فكان مما هَوَّن عليه مكابدة السفر ووحشة الاغتراب، مكان المروزي هناك. فلما قدم مضى نحوه في ثياب سفره، وفي عمامته وقلنسوته وكسائه، لِيَحُطَّ رَحْلَهُ عِندَه، وأَكَبَّ عليه وعانقه، فلم يره أثبته ولا سأل عنه سؤال من رآه قط. قال العراقي في نفسه: لعل إنكاره إياي لمكان القناع، فَرَمَى بقناعه، فكان له أنكر. فقال: لعله أن يكون إنما أوتي من قبل العمامة، فنزعها ثم انتسب، فَوجَدَه أشدَّ ما يكون له إنكارًا. فقال: فَلَعَلَّه أوتِي من قبل القلنسوة. وعلم المروزي أنه لم يبق شيء يتعلق به المتغافل والمتجاهل، فقال له: "اكرازبوست بارون بيائي نشناستم"، ومعنى هذا القول: "لو خرجْتَ من جلدك لم أعرفك".

    توظيف النمط السردي في هذا النموذج:
    ونستقرئ بُنْيَة النمط السردي أولًا، لوضوحها في هذا النص، وتيسير استخراجها، لنرى أنها على النحو الآتي:
    أ_ الوضع الأولي: عراقي يكرم مروزيًا ينزل عنده في تجارته.
    ب_ الحدث المبدِّل: سفر العراقي لحالة تعرض له إلى مَروَ.
    ج_ العقدة: نزول العراقي عند المروزي الذي أنكره.
    د_ الحل: تخفف العراقي من ملابسه لعل المروزي يعرفه.
    هـ_ الوضع النهائي: رفض المروزي تعرُّفَ العراقي ورَدُّه بالفارسية.

    وأما مؤشرات النمط السردي في هذا النموذج، فهي الآتية:

    أ_ الزمان: وجه الدهر. المكان: العراق، مرو.
    ب_ أدوات الربط المتعلقة بالزمان: كثيرًا ما يقول، ههنا، بعد، فلما...
    ج_ الشخصيات: المروزي، العراقي.
    د_ تسلسل الأحداث: مروزي يسافر للحج والتجارة، وكل مرة ينزل عند عراقي يكرمه، ثم يسافر العراقي مرة إلى مرو وينزل عند المروزي الذي ينكره، فيظن العراقي بأن ذلك بسبب ملابس السفر التي يرتديها فيتخفف منها، ولكن المروزي ينكره وينكر نفسه كذلك حينما ردَّ بالفارسية.
    هـ_ الجمل الخبرية: أن رجلًا كان ما يزال يحج، فعرضَتْ لذلك العراقي بعد دهر طويل حاجة، فلم يَرَه أَثبَتَه...
    و_ الأفعال الماضية: أغناكَ، عرضَتْ، قدم، مضى، أكبَّ، عانقَه، سأل، فرمى... والأفعال المضارعة الدالَّة على الماضي: كان لا يزال يحج ويتجر وينزل، كان كثيرًا ما يقول، قد رأيتك حتى أكافئك، مضى ليَحُطَّ، لم يَرَه...
    ز_ ضمير الغائب: كان، ينزل، يكرمه، قدم، مضى، عرضَتْ، نحوه، عمامته...

  9. #8


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الأنماط النصية _ النمط السردي وأصول الكتابة القصصية ونقدها

    ونتوقف، حاليًا، في هذا الموضوع للمتابعة مع أنماط أخرى...
    ولكن لنا الرجوع إن شاء الله تعالى لتقديم المزيد من النماذج العملية إن شاء الله تعالى

  10. #9


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,313
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الأنماط النصية _ النمط السردي وأصول الكتابة القصصية ونقدها

    وقد يتداخل الوصف مع السرد، لكنه لا يُعتبر مؤشِّرًا، لأن الوصف نمط قائم بِحَدِّ ذاته، وتداخل الوصف مع السرد، له القيمة ذاتها التي للحوار، من إضفاء الجمال إلى النص، وزيادة التشويق إلى المتابعة. أما القيمة المعنوية، فإننا ننظر إلى الوصف الذي بين أيدينا، هل هو في صيغة الجمل الاسميَّة أو الأفعال الماضية؟ إذًا تكون قيمته المعنوية أنه يَدُلُّ على التعريف والثبات والإيجاز (نُحَدِّدها من خلال النص الذي بين أيدينا، مثلًا: التعريف بالتلميذ الجديد في صفنا وتأكيد صفاتِ الاجتهاد والطيبة لديه، وجمع معانٍ كثيرة في ألفاظ قليلة)، وإن كان الوصف جملًا فعليةً مضارعةً فهو يدلُّ على التجدُّد والحيوية والاستمرار والنشاط (ونحدِّدها؛ كذلك؛ من خلال النص الذي بين أيدينا).
    ملحوظة: لا تدخل الترويسة ضمن مؤشرات وبنية السرد، بل إننا نحددهما من خلال أحداث القصة الحقيقية، بمعنى أوضح، حين يكون أمامنا في النص راويان، أحدهما يمهد للحكاية، والثاني يرويها، فإن الراوي الأساسي هو الراوي الثاني، وبالتالي يُعتبر التمهيد ترويسةً لا علاقة لها بالمؤشرات والبُنْيَة، كماأننا نُحَدِّد المرسِل والمرسَل إليه والغاية من المرسَلة من خلال ما يحكيه لنا الراوي الثاني.
    ولمزيد من التوضيح، نُقَدِّم أمثلة تطبيقية عبر نصين، الأول طُرح في أولى دورات الشهادة المتوسطة:
    غزالة الصحراء
    للصيادين، إذا كانوا في مجالسهم، أحاديث هي العجب العجاب. وقد كنا، البارحةَ، نُصغِي إلى أحد مشاهيرِهم _ ولَعلَّه الصياد الأول في لبنان_ يروي لنا أصناف الصيد ومآثِرَه فيها. وفجأة انقطع عن الكلام واربدَّ وجهه، ثم أجال بصَرَه فينا، وقال:_ والغزلان، لم تسألوني عنها! فلما اطمأن إلى إثارة ما يريد من فضول، قال:_ مرةً واحدةً في حياتي. كنا ثلاثةً في رحلةٍ لنا بين بيروتَ وبغدادَ. فلمَّا وصَلنَا إلى صحراءِ "الرطبةِ" إذا بِغَزَالَةٍ تَطلُعُ لَنَا عن بُعْدٍ، من النوع الظريفِ الرشيقِ الذي يألَفُ تلك الجهات. ورابَها هديرُ السيارة فَأتلَعَتْ عنقها تَتَنَصَّت، ثم ركَنتْ إلى الفرارِ. فَاندَفَعنَا وراءَهَا نَستَحِثُّ السائقَ ونُطلِقُ عليها، بلا وعي، من بنادقِنا الثلاث، وهيَ ماضيةٌ تَنهبُ الأرضَ. ثم إذا هيَ تَنكَفِئُ إلى الوراءِ انكفاءةً، فَلَمْ نَشُكَّ في أنها أُصِيبَتْ. ولكنها لم تلبثْ أنْ مَالَتْ يَمينًا فَمِلْنَا في إِثرِها، فَيَسارًا فَتَبِعنَاها، ثم أعادَتِ الكرَّة ونحن نلحقُ بها ونسدُّ عليها المنافذ. وما زلنا بها حتى أَعيَتْها الحيلُ، فَجَعَلَتْ تدورُ على نفسها كالسكرى، ثم أدركها الجهدُ وأَلَحَّتْ بها جراحها، فَوقَفَت في العراءِ لا تُبدِي ولا تُعيد. حِينَئذٍ _قالَ صاحبُنا_ أَشَرْنا على السَّائقِ وتَرَجَّلنَا ماشِينَ إليها، نريدُ أخذَها حَيَّة، وقد وَضَعْنا أصابعَنا على أزنادِ البنادق، مُتُهَيِّئينِ لإطلاقِ الرصاصِ إذا حَاولَتِ الهرب، ولكنها لم تتحرك. فلما صِرْنَا على خُطْوَتينِ منها مَالَتْ بوجهها ببطء، ورَمَتْنَا من عَليائِها بِنظرَةِ احتقار، ثم وَقَعَتْ... قال: فَكَاَدت البندقيةُ تَقَع من يَدِي. ومنذُ تلكَ اللحظةِ لم أَعُدْ إلى صيدِ الغزلان.
    توفيق يوسف عوَّاد_ العذارى.

    نلحظ وجود راوِيَينِ اثنَين في النصِّ: "
    الكاتب توفيق يوسف عواد" و"الصياد"، غير أن أحداث القصة يرويها الصياد، وبالتالي الكاتب راوٍ ثانوي، والصياد راوٍ أساسي، ومن بداية قصة الصياد نستخرج البُنْيَة والمؤشرات، وهما، في هذه القصة، كما يأتي:
    بُنْيَة السرد:
    الوضع الأولي: ثلاثة صيادين في رحلة صيد.
    الحدث المبدل: ظهور غزالة بشكل مفاجئ.
    العقدة: مطاردة الغزالة وإصابتها بالرصاص.
    الحل: موت الغزالة متأثرة بجراحها.
    الوضع النهائي: ندم الصياد وتوبته عن الصيد.

    مؤشرات السرد:
    أ_ الزمان: مرة في حياة الصياد (لم نقل "أمس" بل حددنا من خلال حكاية الراوي الأساسي).
    المكان: صحراء الرطبة (وليس مجلس الصيَّادين).
    ب_ أدوات الربط المتعلقة بالزمان: لَمَّا، إذا، فــ، ثم، ثم إذا، حينئذ...
    ج_ الشخصيات: الصياد، رفيقا الصياد، السائق، الغزالة.
    د_ تسلسل الأحداث: خروج الصيادين في رحلة صيد، وظهور غزالة أمامهم، واندفاعهم في مطاردتها حتى إصابتها وموتها، ما جعل أحدهم يشعر بالندم.
    هــ_ الجمل الخبرية: كنا ثلاثةً في رحلة، رابها هديرُ السيَّارة، فاندَفَعنَا وراءها، وما زلنا بها حتى أعْيَتها الحيل...
    و_ الأفعال الماضية: وصلنَا، رابَها، أتْلَعَت، رَكَنَتْ، انْدَفَعْنَا...
    ز_ ضمير المتكلم: حياتي، كنا، وصلنَا، لنا، نستحثُّ، ماشينَ، نريد...

    نلحظ ضرورة تنويع الشواهد لكل مؤشر، فلا نكتفي بِفعلٍ ماضٍ واحدٍ أو اثنينِ، والأمر كذلك لشواهد ضمير المتكلم إذ ينبغي التنويع بين صيغ مختلفة: (المفرد: حياتي، الجمع: كنا، الضمير المستتر: ماشين...).

    والمرسِل هنا ليس الكاتب، بل هو الصياد. وبالتالي المرسَل إليه: الصيادون. والغاية من المرسَلة: دعوتهم إلى ترك الصيد.

    تابعوا معنا بنموذج جديد
    إن شاء الله تعالى

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...