اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كونان المتحري مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم و رجمة الله و بركاته

بدايةً أعتذر حقاً عن تأخر ردودي على المواضيع التي قمتُ بقراءتها

مررتُ بظرف صحي صعب منذ شهر رمضان المبارك و لم أتمكن من كتابة أي رد منذ ذلك الحين

و كون ما قرأته يزيد كثيراً عما كتبته فهو أمرٌ يستوجب الإعتذار حقاً

بالنسبة لموضوع عضَّات الكلاب فيؤسفني إخبارك بأنَّ جزءاً ليس هيناً مما يروى عنها حقيقي

إذ أن فايروس ( السعار أو داء الكلب أو رهاب الماء ) يمكن انتقاله للبشر و الحيوانات كذلك عن طريق الحيوانات عامةً و الكلاب خاصةً عن طريق اللعاب أثناء العض

و هذا الفايروس يبسط سيطرته على جسم المعضوض تدريجياً حتى يصل للدماغ فيصبح علاجه ضرباً من المستحيل و يموت المريض

لكن إن تم تدارك الأمر في مراحله الأولى يتم الشفاء بإذن الله

أما من ناحية أنَّ المريض سيحبو و ينبح و يعض الناس في الشوارع و الدكاكين فربما يكون الأمر مبالغاً فيه قليلاً و إن كان احتمال صحته وارداً

فبعد وصول المرض للدماغ قد تحدث الهلاوس بسبب تلف بعض أجزاء الدماغ و قد يصل الأمر بالمريض لإتيان مثل هذه الأفعال

و لكن بغض النظر عن هذا المرض فعض الكلب مؤلم و قد يكون قاتلاً حتى و إن لم يكن مصاباً بهذا المرض

مع الأسف أرى الكثير ممن يقومون باقتناء الكلاب يتركون كلابهم تتجول كما يحلو لها و بعضها يهاجم الناس دون سبب

هذا غير من يستمتع بإثارة ذعر الآخرين عن طريق تخويفهم بالكلاب كهؤلاء الذين أطلقوا كلابهم عليك (و لحسن حظي لم أشهد هذا الصنف)

و بحكم أنَّ بعض هذه الأحداث قد مرَّت بك في مرحلة الطفولة فمن الطبيعي أن يترك الأمر أثراً في نفسك فتلك مرحلة تكوين الشخصية

و عن طريقة التعامل مع الكلاب فمن الصعب إيجاد واحدة لأن بعضها يقيس قوة خصمه قبل مهاجمته

فإن شاهده يعدو لائذاً بالفرار يتأكد أنه فريسة يتوجب مطاردتها و البعض الآخر يهاجم دون مقدمات أو أسباب

فإن لم تبادر بالهرب في الوقت المناسب فسيدركك لا محالة

و أذكر ذات مرة أنَّ أحد الكلاب الشاردة كان يتبعني في طريقي من المنزل لأركب الباص للجامعة

لكنه كان هادئاً فلم أظهر أي ردة فعل تجاهه (خاصةً أنني أحب الحيوانات ) و واصلت سيري دون حتى أن ينبح

و نفس الكلب تبعني مرةً أخرى من محطة الباص حتى اقتربت من البيت عند عودتي دون أن يتعرض لي

أعتقد أنَّ المسكين يشعر بالجوع و يتوقع أن يقدم له أحدهم بعض الطعام لكن ربما يلازم المنطقة لو أطعمته

و ربما يشعر الجيران بالضيق لخوفهم منه على أطفالهم و يقومو بلومي لو بقي بسببي

و لولا مسألة نجاسة الكلب شرعاً و لولا الحرص على قبول الصلاة في المنزل لاقتنيت واحداً بصراحة


لكن بشكل عام يحذر الكبار الأطفال من أمور أخرى بعضها خرافي لتخويفهم و إجبارهم على لزوم بيوتهم حرصاً عليهم من الأشرار أو التقلبات الجوبة و ربما لأجل الإجتهاد في دراستهم كذلك و نتيجةً لهذا التخويف تولد أساطير كثيرة تتناقلها الأجيال

و ربما من بين هذه الإشاعات كانت خالتي الصغرى التي تكبرني بست سنوات فقط تذهب معي إلى الدكان عندما كنتُ طفلاً و أرهقها كثيراً في الجري خلفي عندما أركض خلف أحد القطط لأنني أريد صيده و تربيته في بيتنا و ربما لهذا السبب أخبرتني أنَّ بعض هذه القطط و على الأخص تلك التي تملك خطاً طولياً في عيونها من الجن و إن خدشتني أو عضتني ستنقل إلي ذراتها الجنية (حسب تعبيرها) و أتحول إلى جني

و رغم أنني سخرت من الموضوع برمته وقتها إلا أنني صرت أحدق في عيون القطط التي أراها لأتحقق من أنها طبيعية

و عندما عضني قطٌ صغيرٌ كنتُ أطعمه بيدي عن طريق الخطأ نزفتُ و هرعت لأمي مذعوراً خوفاً من أن أتحول إلى جني

لكنها أخذت توبخني لأن القط مشرد و ربما يكون مصاباً بالجرب

بينما نفت قصة خالتي تماماً لأنها كانت مرحلة الخوف من الظلام و الوحوش الوهمية

في الختام أود شكرك على هذا الموضوع الطريف الذي كلما هممتُ بالرد عليه حدث عارضٌ يمنعني من ذلك

و نسأل الله أن يحميك من الكلاب و من شرها و عضها

صلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شفاكم الله وعافكم من كل سوء
أجارنا الله وإياكم من عضات الكلاب، سواء أكانت مصابة بالسعار أم لم تكن مصابة به
نسأل الله أن يجنبنا تلك الآلام الهائلة وأن يصلح حال كل من يطلق كلابه على الآخرين لتخويفهم بها
بالنسبة إلى طريقة التعامل مع الكلاب فأشكرك لهذا التوضيح، لم أقتنع قط أن النجاة تكمن فقط في الوقوف والتفرج على الكلب الذي يهاجمنا
وما تفضلتَ به من الكلام عن فايروس السعار ورهاب الماء، ربما يفسر تلك الحالة العجيبة التي قيل إن الشاعر ابن الرومي كان يعانيها، وتتمثل في الخوف من الماء،
ربما تعرض لعضة ما في صغره وشُفِيَ منها لكن بقي أثرها في نفسه في ما بعد، والله أعلم.
وما فعلته خالتك يشبه ما تفعله بعض النساء لدينا ويبدو أن ثقافة تخويف النساء الأطفال بأي شكل كان موجودة في كل مكان.
كل الشكر لمرورك الكريم بما فيه من المعلومات المهمة والمفيدة وكل الشكر لدعائك الطيب.