نص (ماما ضابط مخابرات)
أيتها الأمهات، رفقًا ببناتكنَّ، قُمْنَ بتربية البنات على الثقة بهن، لا تدمِّرْنَ شخصية بناتكنَّ أبدًا، ألا تعلمْنَ أن مراقبة البنت مراقبة شديدة تدمر شخصيتها؟ عامِلْنَ بناتكنَّ كرفيقات لكنَّ، ولا تقلْنَ إن ذلك خطر عليهنَّ، وتأكدْنَ أن خداع البنت ليس سهلًا، ولا تعتقدْنَ أن مراقبة البنت ليلًا نهارًا، والاستماع إلى مكالماتها، ومعرفة أدق تفاصيلها، سيحافظ عليها، يجب أن تدركْنَ أن التنصت على مكالمات بناتكنَّ الهاتفية يثير الانزعاج، لا تضيقْنَ الخناق على البنات إذا أردْنَ الجلوس مع صديقاتهنَّ، ينبغي أن تعلمْنَ أن هذا يزعجهنَّ ويزرع في نفوسهنَّ الظنَّ بأنكنَّ لا تثقْنَ بهنَّ.
اعلمْنَ أن استجواب البنت قبل خروجها للنزهة مع رفيقتها يغرس في نفسها أنها غير جديرة بالثقة، راقبْنَ البنت، لكن من دون مبالغة في المراقبة، لا تكنَّ قاسيات عليهنَّ، لا تتسبَّبْنَ في أن تخفي بناتكنَّ أسرارهنَّ عنكنَّ، حذارِ أن تعتقد البنت أنها ستتلقى منكنَّ اللوم حتى لو لم تخطئ، إياكنَّ أن لا تُرَبِّيْنَ البنات بما يكفل لهنَّ قوة الشخصية ومواجهة صعاب الحياة بوعي وحكمة.
ليت تلك الحجة التقليدية المكررة تغيب! ليتكنَّ لا تقلْنَ، يا أيتها الأمهات، إنكنَّ تفعلْنَ ذلك لحماية البنات من الأخطار، فالأمر يقتضي أن تقمْنَ بتوعية بناتكنَّ إلى هذه الأخطار، وتأكدْنَ أن الحماية لن تكون إلا بالتوعية، ولا تعتقدْنَ أن الكلام القديم الذي عفا عليه الزمن صحيح، أو يصلح لأيامنا هذه، وإياكنَّ والظنَّ أن الرقابة الاستخبارية على الفتاة وكل تحركاتها وكلامها سيكفل لها الحماية يومًا ما.
إياكنَّ أن تصلْنَ ببناتكنَّ إلى مرحلة ارتكاب كل ما كان محظورًا عند أول بادرة حرية تسنح للفتاة، كنَّ واثقاتٍ كل الثقة أن المحروم حقوقه سيحاول نيلها بأي ثمن.
وأنتم أيها الآباء، لماذا ترضَونَ أن تميز أزواجكم بين البنات والصبيان في المعاملة؟ ألا تظنون أن الصواب صواب للجميع، والخطأ خطأ للجميع؟ ألا يخطئ الصبي في نظركنَّ أيتها الأمهات؟ هلَّا حققتُنَّ المساواة بين أولادكنَّ في التربية؟ لولا تغرسْنَ كل القيم النبيلة في نفوس البنات والصبيان على حد سواء، عليكنَّ، أيتها الأمهات، أن تكُنَّ عادلاتٍ في المعاملة بين البنات والصبيان، أدام الله المحبة بينكنَّ وبين أولادكنَّ، البنات والصبيان، وحفظ الله لكنَّ بناتكنَّ من كل سوء، ومتعهنَّ بالصحة والعافية.
الأستاذ عمر قزيحة: شباط/2018م