ثانيًا: الأساليب النصية.


لدينا أسلوبان في التعبير، الأسلوب الأدبي الإبداعي الجمالي، والأسلوب العلمي الإبلاغي، يعتمد الأسلوب الأول، أي الأدبي، تجميل النص وزخرفته بالمعاني المميزة، والانفعالات، والخيال والمجاز، بينما تقتصر وظيفة الأسلوب العلمي الإبلاغي على تقديم المعلومات إلينا فحسب.
والفوارق في ما بين الأسلوبين كثيرة، تزيد عن عشرين فارقًا، لكن ليس مطلوبًا من تلميذ الحلقة الثالثة الإحاطة بها جميعًا، بل يجب التركيز على الأساسيات فحسب، ويجب أن نمرِّن الطالب، ابتداء من صف الأساسي السابع، على التمييز ما بين الأسلوبين، وذلك بإكسابنا إياه ثلاث خصائص مميزة لكل أسلوب، ونمرِّن طالب صف الأساسي الثامن على أربع خصائص مثلًا، ونكتفي بخمس أو ست خصائص على الأكثر، لطالب الشهادة المتوسطة.

وإليكم هذا الجدول المبسط، يحتوي بعض الفوارق بين الأسلوبين الأدبي الإبداعي، والعلمي الإبلاغي، وسنكثر منها، وذلك إفساحًا في المجال أمام الطلاب، والأساتذة قبلهم، لاختيار المؤشرات البارزة التي يرونها في النص، وكذلك لتوثيق مقدرة تحليل وتحديد هذين الأسلوبين عبر أكثر من نص، فبعض المؤشرات توجد في نص ما، ولا توجد في نص آخر:
[TABLE="class: MsoTableGrid"]
[TR]
[TD]الأسلوب الأدبي الإبداعي الجمالي[/TD]
[TD]الأسلوب العلمي الإبلاغي[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]يُعبِّر فيه الكاتب عن عواطفه ومشاعره.[/TD]
[TD="width: 355"]يقدِّم فيه الكاتب إلينا معلومات وحقائق.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]يكثر فيه استخدام الخيال والمجاز.[/TD]
[TD="width: 355"]يعتمد الواقعية والكلام المنطقي المعلَّل.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]يكثر فيه الصور البيانية والمحسنات البديعية.[/TD]
[TD="width: 355"]تقل فيه الصور البيانية والمحسنات البديعية.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]يتميز بتنوع الأساليب الخبرية[1] والإنشائية.[/TD]
[TD="width: 355"]يرتكز على الأسلوب الخبري[2].[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]الحوار يضفي إليه الصبغة الجمالية.[/TD]
[TD="width: 355"]لا حوار فيه.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]يتميز بتعدد أنواعه: (قصة، مسرحية، مقالة، قصيدة شعرية، المثل الخرافي[3]،
الأسطورة
[4])...
[/TD]
[TD="width: 355"]ينحصر في نوع واحد فحسب (المقالة).[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]يعتمد الإيقاع الموسيقي.[/TD]
[TD="width: 355"]لا يعتمد الإيقاع الموسيقي.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]لغته سهلة الفهم.[/TD]
[TD="width: 355"]قد تكون لغته صعبة الفهم.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]الألفاظ سلسة مرنة.[/TD]
[TD="width: 355"]قد نجد فيه ألفاظًا ومصطلحات علمية.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]تتداخل فيه الحقول المعجمية وتتنوع.[/TD]
[TD="width: 355"]يتميز بحقل معجمي علمي مختص بالموضوع.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]توجد فيه معانٍ تضمينية[5].[/TD]
[TD="width: 355"]معانيه تعيينية[6] ولا تضمين فيها.[/TD]
[/TR]
[/TABLE]

وهذه ليست كل الخصائص، كما أوضحنا، فقد نجد في نص أدبي شاهدًا أو أكثر من الأبيات الشعرية، وقد لا نجد ذلك في نص أدبي آخر، كما أن بعض النصوص الأدبية قد يكون فيها كلمات باللغة العامية، واللغة العامية تُعتَبر من مميزات الأسلوب الأدبي، لكن غالبية النصوص الأدبية قد لا نجد فيها كلمات عامية.

والأمثال الشعبية مثلها مثل الكلمات العامية، من مميزات الأسلوب الأدبي، لكننا لا نجدها في كل النصوص الأدبية، بل إننا نجد في نصوص علمية إبلاغية مصطلحات باللغة الأجنبية، ولا نجد ذلك في نصوص علمية إبلاغية أخرى.

ومن هنا، ينبغي أن يدرك الطالب في صفوف الحلقة الثالثة، أن النص إذا ما اشتمل على كلمات عامية، أو أمثال شعبية، أو بعض الأبيات الشعرية، فإن عليه اختيارها ضمن مميزات الأسلوب الأدبي الإبداعي التي يستخرجها من النص.

[HR][/HR][1] ونقصد الأساليب الخبرية الابتدائية "غير المؤكدة"، والمؤكدة، سواء أكان توكيدها بأداة واحدة "أسلوب خبري طلبي"، أو بأكثر من أداة توكيد "أسلوب خبري إنكاري".
[2] ونلحظ في النمط التفسيري؛ مثالًا؛ الأسلوب الخبري الابتدائي، بينما يغلب في النمط البرهاني الأسلوب الخبري المؤكد "الطلبي تحديدًا".
[3] المثل الخرافي: هو القصة التي يكون أبطال شخصياتها حيوانات، (الأرنب يتكلم، الفيل يَرُد، الأسد يدعو إلى اجتماع، يعرض الغراب رأيه، يحاول الحمار الهرب)...
[4] الأسطورة: هي القصة التي يكون أبطال شخصياتها من عناصر الطبيعة (النهر يقول تعالوا خذوا ما تريدون من الماء، تشكره الأشجار، تفرح الأزهار وتغني هاتفة بحياة النهر الكريم)...
[5] مثال: (روى الجندي أرض وطنه)، (روى) هنا معنى تضميني، الأصل (افتداها)، وليس سقاها حتى أشبعها.
[6] الكلمة تحمل معناها ذاته، مثال: (روى الفلاح أرضه)، أي سقاها بعد عطشها.