بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يكثر الكلام؛ هذه الأيام؛ عن (العيد) و(العيديات)...
أول ما نقوله في هذا الصدد: إن كلمة (العيد) هي كلمة جمع لا كلمة مفرد! ومفردها كلمة (عادة)!
ونتابع للتوكيد أنه: انطلاقًا مما سبق، يكون العيد؛ لغة؛ كل ما يَعُود الإنسان، أي كل ما يتكرر حصوله مع الإنسان، من مرض، من إحساس بالشوق والحنين، من أي أمر كان يأتي الإنسان بصفة منتظمة، حتى لو كان أحد ما يُصاب بالميغران (الصداع النصفي) مثلًا بأوقات منتظمة، فهذه الميغران تسمى؛ في اللغة العربية؛ العيد!!
إذًا: العيد؛ لغة وشرعًا؛ كل احتفال بذكرى دينية، أو ذكرى محببة إلى صاحبها...
(وهنا نقول لمن يعترض على كلمة العيد خارج نطاقي الفطر والأضحى، العيد موجود لغة، أما شرعية الاحتفال به فهذا موضوع آخر، لا نبحثه هنا، ونتركه لأئمتنا الأفاضل).
ومن هنا كلمة (العيدية) لها أصلها الفصيح، وليست عامية 100%...
ولكن السؤال، ما أصل كلمة (العيد)؟!
بما أن (العيد) هو كل (يَعُودنا) من الأمور، فأصل المصدر (عاد) وليس (عَيَدَ)، وحتى في دول الخليج يقولون للمعايدة: (عساكم من عوَّاده) وليس من (عُيَّاده) وهذا أصل المصدر (عَ...وَ...دَ)، وبالمقابل نحن نقول (هذا يوم العِيد)، ولا نقول (هذا يوم العُوْد) أو (هذا يوم العَودْ)! ومثل ذلك كلمة (الرضا) المصدر (الرضوان)، وأصل الألف واو، لكننا نأتي بالصفة بقولنا (رضي) لا (رضو)...
ومن هنا، لدينا عائلتان: (عوَّاد)، و(عَيَّاد)... وكلاهما من معاني مشتقات (العيد)، والمقصد هنا بمعاني العائلتين، من يقوم بأمر ما ثم يعود إليه دومًا بصفة منتظمة...
هذا، والله تعالى أعلم
وكل عيد وأنتم بكل الخير
المفضلات