ما الشكرُ منّي لمَا أوْليتَني ثمناً
وإنْ أطَلْتُ به بين الورى لَسَنا
هيهاتَ لا تَعْسُرُ الأوصافُ من فَطنٍ
رَحْب المقالة منك الطَّوْلَ والمِنَنا
|
|
نَفسي بِرَغمِ الحادِثاتِ فَتِيَّةٌ
عودي عَلى رَغمِ الكَوارِثِ مورِقُ
|
|
هنا باقون
كأننا عشرون مستحيل
هنا .. على صدوركم، باقون كالجدار
وفى حلوقكم
كقطعة الزجاج، كالصبار
وفى عيونكم
زوبعة من نار
هنا .. على صدوركم، باقون كالجدار
نجوع .. نعرى .. نتحدى
ننشد الأشعار
ونصنع الأطفال .. جيلًا ثائرًا.. وراء جيل
.
إنا هنا باقون
فلتشربوا البحرا
نحرس ظل التين والزيتون
ونزرع الأفكار، كالخمير فى العجين
برودة الجليد فى أعصابنا
وفى قلوبنا جهنم حمرا
إذا عطشنا نعصر الصخرا
ونأكل التراب إن جعنا .. ولا نرحل
وبالدم الزكي لا نبخل .. لا نبخل
.
(أي شعر في غير فلسطين فهو باطل)
|
لكنّ شعبي برغم الهجرة اشتعلت
أيّامه ثورةً مشبوبة الّلهب
ستّون عاما وماكلّت عزيمتهُ
والأهل أجرأ من نار على حطب
هم الذين غدا استشهادهم مثلا
وشمًا على جبهة التاريخ لم يغب
النسلُ والنصلُ والأذكارُ عُدّتنا
مدَّ السّنين بلا وهن ولا تعب
جاؤوا لفيفًا وجئناهم على قدرٍ
وعدٍ،نسوء وجوه المحفل الخرب
للهدم ماشيَدو للموت مانسلوا
للنّار ماصيغ من زيف ومن كذب
وليسألوا طائر الفينيقَ أن به
شوق الحياة ودفق الماء في السُّحب
|
بل عشقناها دويّاً وصليلًا
وغبارًا في سبيل الله يُسفى، وصهيلًا
وسطورًا بل فصولًا في كتاب المجد تكتبْ
ألف كلا، ثم كلا
ما عشقناها كيانًا مستقلا
جلّه يحكم بالتلمود مضمونًا وشكلا
وبقايا ما تبقى يرفع الراية تسليمًا وذلا
ألف كلا
ما عشقناها لفيفًا من لصوصٍ
تسرق الحب نهارًا
تخطف الخبزة من أيدي يتامانا اتِّجارا
ما عشقناها شعارًا أو قرارًا
بل عشقناها شبابًا لذرى المجد تبارى
هكذا تبقى فلسطين ضميرًا،
وكيانًا في دمانا يتلهَّبْ
|
بلادي الحزينه سوف تعود
إلينا ويشرق فجر جديد
سرقتم دياري وضوء نهاري
فصارت فلسطين شعباً شريد
وتحتفلون بيوم دماري
أيوم دماري احتفال سعيد؟!
إذًا تفرحون! إذًا ترقصون!
وشعبي تلف يديه القيود!
ففي كل بيت لدينا دموع
وصار النواح نشيداً وحيد
فلسطين أرضي، وتسكن قلبي
أحب وأفدي ثراها المجيد
ستبتسم الشمس فوق دياري
وتملأ أرض بلادي الورود
فلا تفرحوا أيها الغاصبون
فمن سوف ينسى تراب الجدود
بلادي ستفديك هذه العيون
وتغرس ارضك هذى الزنود
ففي السلم نحن حمام السلام
وفي الحرب سوف نكون الأسود
سنطرد من أرضنا الغاصبين
وحيفا ويافا إلينا تعود.
|
دعنا نسافر في دروبِ إبائنا
ولنا من الهمم العظيمة زادُ
ميعادنا النصرُ المبينُ فإن يكن
موتٌ فعند إلهنا الميعادُ
دعنا نمت حتى ننال شهادةً
فالموت في درب الهدى ميلادُ
|
|
دمت يا أقصى لنا
يا وصيَّة الرسول
وعد ربي قد دنى
والظلامُ لن يطول
يا شباب قُدسنا
فيكم انقضى الألم
فليحيد الغاصبون
عن منالنا الأهم
|
مَنَعْتِ ذِئابَ السُّوءِ عن غِيلِ حُرَّةٍ
سَمَتْ في الضّواري الغُلْبِ جِذمًا ومَحْتِدا
لها من ذويها الصّالحين عزائمٌ
تَفُضُّ القُوى فضًّا ولو كُنَّ جلمدا
إذا صدمت صُمَّ الخُطوبِ تَطَايرتْ
لدى الصّدمةِ الأُولى شَعاعًا مُبدَّدا
لكِ اللهُ من مظلومةٍ تشتكِي الأَذَى
وتأبَى عوادِي الدّهرِ أن تبلغَ المَدَى
جَرَى الدّم يسقِي في ديارِكِ واغِلًا
من البَغْي لا يَرْضَى سوى الدّمِ مَوْرِدا
|
دعني وحالي لا تسلني، ربَّما
بعثَ الجراحَ الساكناتِ السائلُ
أنا لن أُجيبكَ، كم سؤالٍ دونهُ
وخزٌ من الألم المُبرِّح قاتِلُ
عذرًا إذا ما قلتُ إنَّ سعادتي
بالعيدِ يَرصدها الأسى ويُخَاتِلُ
عيديَّتي فكُّ الحصار ونُصرةٌ
تأسو الجراح، فهل لديك بدائلُ؟
|
لكِ اللهُ من مظلومةٍ تشتكِي الأَذَى.. وتأبَى عوادِي الدّهرِ أن تبلغَ المَدَى
جَرَى الدّم يسقِي في ديارِكِ واغِلًا.. من البَغْي لا يَرْضَى سوى الدّمِ مَوْرِدا
تجرَّعه نارًا وكان يظنُّه.. رحيقًا مُصَفَّى أو زُلالًا مُبرَّدا
كذلك يُشقِي وعدُ بِلفورَ مَعْشرًا.. مناكيدَ لاقوا منه أشقى وأنكدا
|
دعني فإنّكَ غافلٌ متشاغِلُ
والسَّرج فوق حصان عزمك مائل
أنا لا أراك لأن دمعي كُلَّما
حاولتُ أن أرنو إليكم هاطلُ
عندي جراحي والأنين ودمعتي
وتسلط الباغي، وظلمٌ هائلُ
في غزة الأبطال خطوي مسرع
أملاً، وخَطْوُ مواجعي متثاقلُ
|
لهم من فِلسطينَ القُبورُ ولم يكن.. ثراها لأِهلِ الرِّجسِ مَثوىً ومرقدا
أقمنا لهم فيها المآتِمَ كُلَّما.. مَضَى مَشهدٌ مِنهُنَّ أَحْدَثْنَ مَشهدا
فَقُل لِحُماةِ الظُّلمِ من حُلفائهم.. لنا العهد نحميهِ ونمضِي على هُدَى
نَرُدُّ على آبائنا ما تَوَارَثَتْ.. قَواضبُهم لا نَتَّقِي غارةَ العِدَى
|
دَوَائِرُ الضَّوء في عينيَّ بَارِقَةٌ
تُداعِبُ الموتَ حيناً تَرْسِمُ الصُّوَرَا
رُوْحُ الشَّهَادَة وَحدي قد خُلِقْتُ لها
ما زلتُ أَقْطُفُ مِنْ طفلي لها ثَمَرا
سبعونَ عاماً وما زالتْ خناجرهم
مغروسَةً خَلْفَ ظهري تَنْخَرُ الأَثَرَا
|
رموها بخطبٍ هدَّ مِن أهلِها القُوَى
وغَادَرَهُمْ مِلءَ المَصارعِ هُمَّدا
أَيُمْسِي عبيدُ العجلِ للنّاسِ سادةً
وما عرفوا منهم على الدّهر سيّدا
لهم من فِلسطينَ القُبورُ ولم يكن
ثراها لأِهلِ الرِّجسِ مَثوىً ومرقدا
أقمنا لهم فيها المآتِمَ كُلَّما
مَضَى مَشهدٌ مِنهُنَّ أَحْدَثْنَ مَشهدا
|
دَلالاً في مَياديِنِ الجِهادِ
وتيهاً بالجِراحِ وبالضِّمادِ
وَعبّاً مِن نميرِ الخُلد يَجري
لِمُنْزَفَةٍ دِماؤُهم صَوادي
وبذلاً للنفيِس مِن الضحايا
فَأنْفَسُ منهم شَرفُ البلاد
حُماةَ الدارِ مسَّ الدارَ ضُرٌّ
ونادى بافتقادكُمُ المُنادي
|
دَعا الوَطَنُ الذَبيحُ إِلى الجِهادِ
فَخَفَّ لِفَرطِ فَرحَتِهِ فُؤادي
وَسابَقتُ النَسيمَ وَلا اِفتِخارٌ
أَلَيسَ عَلَيَّ أَن أُفدي بِلادي
حَمَلتُ عَلى يَدي روحي وَقَلبي
وَما حَمَّلتُها إِلّا عَتادي
وَقُلتُ لِمَن يَخافُ مِنَ المَنايا
أَتَفرَقُ مِن مُجابِهَةِ الأَعادي
أَتَقعُدُ وَالحِمى يَرجوكَ عَوناً
وَتَجبُنُ عَن مُصاوَلَةِ الأَعادي
فَدونَكَ خِدرُ أُمِّكَ فَاِقتَحِمهُ
وَحَسبُكَ خِسَّةُ هذا التَهادي
فَلِلأَوطانِ أَجنادٌ شِدادُ
يَكيلونَ الدَمارَ لِأَيِّ عادي
يُلاقونَ الصِعابَ وَلا تُشاكي
أَشاوِسُ في مَيادينُ الجِلاد
تَراهُم في الوَغى أُسداً غِضاباً
مَعاويناً إِذا نادى المُنادي
بَني وَطَني دَنا يَومُ الضَحايا
أَغَرُّ عَلى رُبا أَرضِ المعادِ
فَمَن كَبشُ الفِداءِ سِوى شَبابٍ
أَبِيٍّ لا يُقيمُ عَلى اِضطِّهادِ
وَمَن لِلحَربِ إِن هاجَت لَظاها
وَمِن إِلّاكُمُ قَدحُ الزِنادِ
فَسيروا لِلنِّضالِ الحَقِّ ناراً
تُصَبُّ عَلى العِدى في كُلِّ وادِ
فَلَيسَ أَحَطَّ مِن شَعبٍ قَعيدٍ
عَنِ الجُلّى وَمَوطِنُهُ يُنادي
بَني وَطَني أَفيقوا مِن رُقادٍ
فَما بَعدَ التَعَسُّفِ مِن رُقادِ
قِفوا في وَجهِ أَيٍّ كانَ صَفّاً
حَديداً لا يَؤولُ إِلى اِنفِرادِ
وَلا تَجِموا إِذا اِربَدَّت سَماءٌ
وَلا تَهِنوا إِذا ثارَت بِوادي
وَلا تَقِفوا إِذا الدُنيا تَصَدَّت
لَكُم وَتَكاتَفوا في كُلِّ نادي
إِذا ضاعَت فِلِسطينُ وَأَنتُم
عَلى قَيدِ الحَياةِ فَفي اِعتِقادي
بِأَنَّ بَني عُروبَتِنا اِستَكانوا
وَأَخطَأَ سَعيَهُم نَهجَ الرَشادِ
المفضلات