منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 10 من 12 الأولىالأولى 123456789101112 الأخيرةالأخيرة
النتائج 181 إلى 200 من 236
  1. #181


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ التاسع و الثلاثون : اختصر و لا تجادل ..
    يقول الشيخـ :::: يقولون : إن الناصح كالجلاد ..
    وبقدر مهارة الجلاد في الجلد .. يبقى الألم ..
    أقول : مهارة الجلد .. لا قوة الجلد !!
    فالجلاد العنيف الذي يضرب بقوة ..
    يتألم المضروب وقت وقوع السياط .. ثم ما يلبث حتى ينساها ..
    أما الجلاد الأستاذ في صنعته ..فقد لا يضرب بقوة ..
    لكنه يعلم أن يوقع السوط ..
    كذلك الناصح .. ليست العبرة بكثرة الكلام .. ولا طول النصيحة ..
    وإنما بأسلوب الناصح ..
    فاختصر قدر المستطاع .. إذا أردت أن تنصحه فلا تلق عليه محاضرة ..!!
    خاصة إذا كان الأمر متفقاً عليه .. كمن تنصحه عن الغضب ..
    أو شرب الخمر .. أو ترك الصلاة .. أو عقوق الوالدين .. الخ ..
    تأملت النصائح النبوية الشخصية المباشرة ..
    فوجدتها لا تزيد الواحدة منها عن سطر واحد .. أو سطرين ..
    اسمع : يا علي .. لا تتبع النظرة النظرة ..
    فإن لك الأولى وليست لك الثانية ..
    انتهى .. نصيحة باختصار ..
    يا عبد الله بن عمر .. كن في الدنيا كأنك غريب .. أو عابر سبيل .. انتهى ..
    يا معاذ .. والله إني أحبك .. فلا تدعن في دبر كل صلاة ..
    أن تقول : اللهم أعني على ذكرك .. وشكرك .. وحسن عبادتك ..
    يا عمر .. إنك رجل قوي .. فلا تزاحمن عند الحجر ..
    وكذلك كان العقلاء بعده ..
    لقي أبو هريرة رضيـ الله عنه الفرزدق الشاعر فقال :
    يا ابن أخي إني أرى قدميك صغيرتين .. ولن تعدم لهما موضعا في الجنة ..
    يعني فاعمل لها .. ودع عنك قذف لمحصنات في شعرك ..
    وعمر رضيـ الله عنه .. كان على فراش الموت .. فجعلوا الناس يثنون عليه ..
    وجاء شاب ..
    فقال : أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    وقدم في الإسلام ما قد علمت .. ثم وَلِيت فعدلت .. ثم شهادة ..
    فقال عمر : وددت أن ذلك كفاف لا علي ولا لي ..
    فلما أدبر الشاب .. فإذا إزاره يمس الأرض .. مسبل ..
    فأراد عمر رضيـ الله عنه أن يقدم النصيحة للشاب ..
    فقال : ردوا علي الغلام ..
    فلما وقف الشاب بين يديه ..
    قال : يا بن أخي .. ارفع ثوبك .. فإنه أنقى لثوبك .. وأتقى لربك
    انتهى .. باختصار .. الرسالة وصلت .. واترك الجدال قدر المستطاع ..
    خاصة إذا شعرت أن الذي أمامك يكابر .. فالمقصود إيصال النصيحة إليه ..
    وقد ذم الله الجدال : ( ما ضربوه لك إلا جدلاً ) ..
    وقال صلى الله عليه وسلمـ : ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه .. إلا أوتوا الجدل ..
    وقال : أنا زعيم لبيت في ربض الجنة لمن ترك الجدال وإن كان محقاً ..
    أحياناً يقتنع الشخص بالفكرة .. لكن أكثر النفوس فيها أنفة وكبر ..
    ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً ) ..
    فالغاية عندك أنت أصلاً أن يعرف الخطأ ليتجنبه في المرة القادمة ..
    وليس الغاية أن تنتصر أنت عليه ..
    فلستما في حلبة مصارعة ..
    دخل النبي صلى الله عليه وسلمـ على علي وفاطمة رضيـ الله عنها .. ليلاً ..
    فقال لهما : ألا تصليان .. أي ألا تقوما الليل ..
    فقال علي : أنفسنا بيد الله .. متى شاء أن يبعثنا .. بعثنا ..
    فولاهما النبي صلى الله عليه وسلمـ ظهره ..
    ومضى وهو يضرب بيده على فخذه ..
    ويقول : وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً ..
    وأحياناً قد يذكر المنصوح .. كلاماً يعتذر به ..
    وهو ليس عذراً مقنعاً لكنه يقوله ..ليحفظ ماء وجهه ..فكن سمحاً ..
    ولا تغلق عليه الأبواب بل أبقها مفتوحة أمامه وأنت تنصح ..
    وحتى لو تكلم بكلام خاطئ ..
    فيمكن أن تعالج خطأه من حيث لا يشعر ..
    كأن تقول : صحيح ..
    وأنا معك أن الإنسان يفقد أعصابه غصباً عنه ..
    وأثن عليه ..
    ثم قل : ولكن .. ثم انسف كلامه إن كان خاطئاً ..

    :: وجهة نظر ::
    نبه على الخطأ .. ولا تلق محاضرة ..

  2. #182


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الأربعــــــــون : إغـــــــراءاتــــــ ..
    يقول الشيخـ :::: قرأت أن شاباً مسلماً في بريطانيـــــــا ..
    اطلــــع علـــى قرأ إعـــلان لإحدى الشركاتــ
    حول حاجتها إلى موظفينـــــ يعملونـــ في الحراساتـــــ ..
    أقبل إلى اللجنــــة المختصـــــة بمقابلـــــة المتقدميــن ..
    فإذا جمع كبيـــــــر من الشبابــــ .. ما بين مسلمينـــ وغير مسلمينــ ..
    كلما خرج شخص من المقابلـــــــة سأله الواقفونــ ..
    عـــن ماذا سألوكــ ؟ وبماذا أجبتـــ ؟
    كانــ من أهمــ أسئلتهم : كم كأســــاً تشربـــ من الخمــــر يوميـــــاً ؟!
    جاء دور صاحبنــــا .. فدخـــل .. وتتابعـــــت عليــه الأسئلـــة ..
    حتى سألوه : كم تشـــــرب مـــــن الخمــــر ؟
    فقال :أنا لا أشرب الخمـــــــر ..
    قالوا : لماذا !! هل أنــــــت مريـــــــض ؟!
    قال :لا .. لكني مســــــلم .. والخمــــــر حـــــرام ..
    قالوا : يعني لا تشربها حتى في عطلـــــة آخــــر الأسبوع ؟!!
    قال : لا ..
    فنظـــر بعضهم إلى بعض متعجبينــ ..
    فلما ظهـــــــرت النتائــــــــج .. فإذا اسمـــــــــه في أوائل المقبولينــ ..
    بدأ عملــــــه معهم .. ومضــــــى عليه أشهـــــــــر ..
    وفي يوم لقي أحد المسئوليــــــــن في تلكـــ المقابلــــــة ..
    وسأله : لمــاذا كنتم تكـــررون سؤالـــي عن الخمـــر ؟!
    فقال : لأن الوظيفــــــــة المطلوبة هي في الحراسات ..
    وكلما توظف فيها شاب .. فوجئنا به يشرب الخمر ويسكر ..
    فيضيع مكانه .. ويهجم على الشركة من يسرقها ..
    فلما وجدناك لا تشرب الخمر عرفنا أننا وقعنا على مبتغانا ..فوظفناك هنا !!
    ما أجمل الثبات على المبادئ وإن كثرت الإغراءاتـــ ..
    المشكلة أننا نعيش في مجتمعاتـــ قلَّ أن تجد فيها من يتمسك مبادئه ..
    يعيش من أجلها ويموت من أجلهــــــا ..
    ويثبت على الالتزام بهــــــا .. وإن كثرت الإغراءاتــــ ..
    إذا مشيت على الصحيــــــح .. والتزمت بالصـــــراط المستقيــــم ..
    فأصحاب المبادئ الأخرى لن يتركوكـــ ..
    فعدم قبولك للرشوة يغضب زملاءك المرتشيـــــن ..
    وامتنعاك عن الزنا .. يغضب الفاعليـــــــــن !!
    ذُكر أن عمر بن الخطاب رضيـ الله عنه .. كان يعِسّ ليلة من الليالي ..
    يراقــب وينظــــر ..
    فمر بأحــد البيوت في ظلمة الليل .. فسمـع فيه رجال سكارى ..
    فكره أن يطرق عليهم الباب ليــــلاً .. وخشي أن يكون ظنــــه خاطئاً ..
    وأراد أن يتثبــت من الأمــر ..
    فتنـــــــاول كسرة فحم من على الأرض .. ووضع بها علامــــة على الباب ..
    ومضى .. سمع صاحب الدار صوتاً عن الباب .. فخرج .. فرأى العلامـــة ..
    ورأى ظهر عمر مولياً .. ففهم القصــــة ..
    فكان الأصل أن يمسح العلامة وينتهي الأمــــر ..
    لكنن الرجل لم يفعــــل ذلكــــ ..!!
    وإنما أخذ كسرة الفحـــم وأقبل إلى بيوت جيرانــــه ..
    وجعل يرسم على أبوابها علامـــــات !!
    وكأنه يريد أن ينزل الناس إلى مستــواه .. ويكونون مثلـــه ..
    ولا يريد أن يرتفع إلى مستواهـــــم ..!!
    وفي المثل : ودت الزانية لو أن النســــاء كلهن زنين ..
    من التجارب في حياتنا .. أن تجد زوجــــة كثيرة الكذب على زوجها ..
    تربت على ذلك .. وتعودت عليه .. فإذا رأت من تنكـــر عليها ..
    وتنصحها بالصدق .. حاولت أن تجرها إلى مستنقعـــها ..
    فكررت عليها : الرجال ما يصلح معهم إلا كــذا ..
    ما تمشي أمورك معه إلا بالكــــذب ..
    فلا تزال بها حتى تتنازل عن مبادئــه وتتغير .. أو ربما تثبت .. ولعلها ..
    وقل مثل ذلك في مسئول حسن الخلــق مع موظفيه ..
    ويرى أن هذا مما يفيد العمل .. ويزرث الراحـــــة في قلوبهم .. ويزيد الإنتاج ..
    فيلقاه مسئول سيء الخلق .. مبغوض من قِبَــــــل موظفيه ..
    فيحسده .. ربما .. أو يريد أن يقنعه بأسلوب آخــــــــر في التعامل ..
    فيقول له : لا تفعل كذا .. وافعل كذا .. ولا تبتســــم .. ولا ..
    أو صاحب بقالة لا يبيع السجائر .. فيحـــول أن يقنعه ..
    فكن بطــــــلاً واثبت على مبادئكـــ ..
    وقل بأعلى صوتكــــ : لاااااا .. مهما أغروكــــ ..
    وقديماً حاول الكفار مع رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    أن يتنـازل عن مبادئـه .. فقال الله له : ( ودوا لو تُدْهن فيدهنون ) ..
    يعني أنهــم لا مبادئ عندهم أصلاً ليحافظوا عليها ..
    وبالتالي لا مانـــــع عندهم من التنازل عن مبادئهم ..
    فانتبه أن يغروكــ بتركــ مبادئكـ ..
    :: قال تعالى ::
    " فلا تطع المكذبين * ودوا لو تدهن فيدهنون "

  3. #183


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الحادي و الأربعــــــــون : أشعرهم أنك تحب الخير لهم ..
    يقول الشيخـ :::: كلما كان قلبك مملوءاً بالمحبــــة والنصح للآخريـــن ..
    كلما صـــرت صادقـــــاً في مهاراتكــ في التعامــل معهــــمـ ..
    وكلما أحـس الناس بحبك لهم .. ازدادوا هم أيضاً لك محبـــة وقبـولاً ..
    كانت إحدى الطبيبات تمتلئ عيادتها الخاصة دائماً بالمراجِعات ..
    وكانت المريضات يرغبن في المجيء إليها دائماً وكل واحدة تشعر أنها صديقة خاصة لهذه الطبيبة..
    و كانت هذه الطبيبة تمارس مهارات متعددة تسحر بها قلــوب الآخريـــــنـ ..
    من ذلك .. أنها اتفقت مع السكرتيرة أنها إذا اتصلت إحدى المريضات تــــــــــــريد ..
    أن تتحدث مع الطبيبة أو تسألها عن شيء يخص المرض فإن السكرتيرة تسألها عن اسمها ..
    وترحب بهــا .. ثم تطلب منها التكرم بالاتصال بعد خمـس دقائـــق ..
    ثم تأخذ السكرتيرة الملف الخاص بهذه المريضة .. وتناوله للطبيبة ..
    فتقرأ الطبيبة معلومات المرض .. وتنظر إلى بطاقتها الخاصة ..
    ومعلوماتها الكاملة بما فيها وظيفتها وأسماء أولادها ..
    فإذا اتصلت المريضة .. رحبت بها الطبيبة .. وسألتها عن مرضها .. وعن فلان ولدها الصغير ..
    وأخبار وظيفتها .. و .. فتشعر المريضة أن هذه الطبيبة تحبها جداً لدرجة..
    أنها تحفظ أسماء أولادها وتتذكر مرضها .. ولم تنس مكان عملها ..
    فترغب في المجيء إليها دائمــــاً ..
    أرأيت أن امتلاكـ القلوب وأسرها سهـــل جداً ..
    ولا بأس أن تعبر عن محبتك للآخرين بكل صراحة .. سواء كانوا أباً أو أماً ..
    أو زوجة أو أبناء .. أو زملاء وجيران .. لا تكتم مشاعرك نحوهم ..
    قل لمن تحبه : أنا أحبك .. أنت غالٍ إلى قلبي ..
    حتى لو كان عاصياً قل له : إنك أحب إلي من أناس كثيييير ..
    ولم تكذب فهو أحب إليك من ملايين اليهود .. أليس كذلك ..كن ذكيـــاً ..
    أذكر أني ذهبت مرة لأداء العمرة .. وكنت خلال طوافي وسعيي أدعو للمسلمين جميعاً ..
    بالحفظ والنصر والتمكين .. وربما قلت : اللهم اغفر لي واغفر لأحبابي وأصحابي ..
    وبعد انتهائي من شعائرهـــا .. حمدت الله على التيسيــــر ..
    ثم اكتريت فندقاً لأبيت فيه .. فلما وضعت رأسي على وسادتي ..
    كتبت رسالة عبر الهاتف الجــــــوال أقول فيهــا :
    "الآن أنهيت العمرة وتذكرت أحبابي وأنت منهم فلم أنسك من الدعاء الله يحفظك ويوفقك " ..
    انتهت الرسالة .. أرسلتها إلى الأسماء المخزنة في ذاكرة الهاتف .. كانت خمسمائة اسم ..
    لم أكن أتصور التأثير العجيب لهذه الرسالـــة في قلوب الآخريـــــن ..
    منهم من أرسل إليّ : والله إني أبكي وأنا أقرأ رسالتك .. أشكرك أنك ذكرتني بدعائك ..
    وآخر كتب : والله يا أبا عبد الرحمن ما أدري بم أرد عليك ! ولكن جزاك الله خيــراً ..
    والثالث كتب : أسأل الله أن يستجيب دعاءكــ .. ونحن والله لا ننساكــ ..
    نحن في الحقيقة نحتاج بين الفينة والأخرى أن نُذَكّر الناس بأننا نحبهــم ..
    وأن كثرة مشاغل الدنيا لم تنسنا إياهم .. ولا بأس أن يكون ذلك بمثل هذه الرسائــــــل ..
    يمكن أن تكتب إلى أحبابك : دعوت لكم بين الأذان والإقامة .. أو في ساعة الجمعة الأخيرة ..
    وإذا كانت نيتك صالحة فلن يكون في هذا إظهار للعمل أو رياء ..
    وإنما زيادة ألفة ومحبة بين المسلمين ..
    أذكر أني ألقيت محاضرة في مخيم دعوي صيفي في مدينة الطايــــــف ..
    في جبال الشفـــاء وهي متنزه يجتمع فيه أعــــداد كبيرة من الشبــاب ..
    كان أكثر الحاضرين هم من الشباب الذين يظهر عليهم الخير والصلاح ..
    أما الشباب الآخرون فقد بقوا في أطراف المتنزهات ما بين لهو وطرب ..انتهت المحاضــــرة ..
    أقبل جمع من الشباب يسلمون ..
    كان من بينهم شاب له قصة شعر غريبة ويلبس بنطال جينز ضيق ..
    أقبل يصافح ويشكـــر .. فسلمت عليه بحــرارة ..
    وشكرته على حضوره وهززت يده وقلت : وجهك وجه داعية .. تبسم وانصرف ..
    بعدها بأسبوعين تفاجأت باتصال يقول : هاه ما عرفتني ..
    يا شيخ أنا الذي قلت لي وجهك وجه داعية .. والله لأصبحن داعية إن شاء الله ..
    ثم صار يشرح لي مشاعره بعد تلك الكلمات ..
    أرأيت كيف يتأثر الناس بصدق العبارة .. والمحبـــة ..!
    أما رسول الله صلى الله عليه وسلمـ فقد كان ياسر قلوب الناس بروعة أخلاقه ..
    وقدرته على إظهار محبته الصادقة لهم .. كان أبو بكر وعمر .. أجلّ الصحابة ..
    وكانا يتنافسان في الخير دوماً ..
    وكان أبو بكر يسبق غالباً .. فإن بكر عمر للصلاة وجد أبا بكر سبقه ..
    وإن أطعم مسكيناً وجد أبا بكر سبقه .. وإن صلى ليلة .. وجد ابا بكر قبلـــه ..
    وفي يوم أمر النبيـ صلى الله عليه وسلمـ الناس بالصدقة لسد حاجة نازلة نزلت
    بالمسلمين .. وافق ذلك الوقت أن عمر عنده سعة من المال ..
    فقال : اليوم أسبق أبا بكـــــر .. إن سبقته يوماً ذهب عمر فجاء بنصف ماله ..
    فدفعه إلى رســول الله صلى الله عليه وسلمـ فما أول كلمة قالها صلى الله عليه وسلمـ ..
    لعمر لما رأى المـــال ؟
    هل سأله عن مقدار المال ؟ أم سأله عن نوعه ذهب أم فضـة ؟
    لا .. بل لما رأى صلى الله عليه وسلمـ كثرة المال ..
    تكلم بكلمات يستنتج منها عمر أنه محبوب عند رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    قال لعمر : ( ما أبقيت لأهلك يا عمر ؟ ) ..
    قال عمر :يا رسول الله .. أبقيت لهم مثله " ..
    ويجلس عمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلمـ منتشياً .. ينتظر أبا بكر ..
    فيأتي أبو بكر رضيـ الله عنه بمالٍ كثير فيدفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    وعمر واقف مكانـــــه ..
    يرى العطــــــاء ويسمع الحـــــــوار ..
    فإذا بالنبيـ صلى الله عليه وسلمـ قبل أن يلتفت إلى ما يحتاجه من مــــــال ..
    يسأل أبا بكر : ( يا أبا بكر .. ما أبقيت لأهلكــ ؟ ) ..
    نعم فهو يحب أبا بكر .. ويحب أهله .. ولا يرضى بالضرر عليــــه ..
    قال أبو بكر :يا رسول الله .. أبقيت لهم الله ورسوله .. أما المال فقد أتيت به جميعــــــاً ..
    لم يأت بنصفه .. ولا بربعه .. وإنما أتى به كلـــه ..
    فما كان من عمر رضيـ الله عنه إلا أن قال :" لا جرَم .. لا سابقت أبا بكر أبداً " ..
    كان الناس يشعرون أنه صلى الله عليه وسلمـ يحبهم ..
    فكانوا يهيمون به حباً .. صلى بهم صلى الله عليه وسلمـ إحدى الصلوات ..
    فكأنه عجل بصلاته قليلاً حتى بدت أقصر من مثيلاتهـــــا ..
    فلما انقضت الصلاة .. رأى صلى الله عليه وسلمـ تعجب أصحابـــــه ..
    فقال لهم : لعلكــم عجبتم من تخفيفي للصــــلاة ؟
    قالوا : نعم ! ..
    فقال صلى الله عليه وسلمـ : إني سمعت بكاء صبي فرحمت أمـــــه ..!!
    أرأيت كيف يحب الآخرين .. ويظهر لهم هذه المحبة من خلال تعاملــــه ..

    :: لست وحدك ::
    أظهر عواطفك .. كن صريحاً : أنا أحبك .. فرحت بلقياك .. أنت غال إلى قلبي ..

  4. #184


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الثاني و الأربعــــــــون : الرصيد العاطفي
    يقول الشيخـ :::: تصورات النـــــاس عنا نحـــن الذينـ نصنعها ..
    فلو لقيكـــــ شخص في الســـوق فعبــس في وجهكــ ..
    ثم لقيكــ في بقالــة .. فعبس في وجهكـ أيضاً ..
    ثم صادفتــــــه في عرس .. فلقيكــــ عابساً ..
    لرسمت عنـــــه صورة قاتمـــة في مخيلتكــ ..
    فإذا رأيت صورتــه أو سمعــــت اسمه في مكـــان تبادر إلى ذهنك ذاك الوجه العابــــس ..
    ولو لقيكــــ شخـــــص بابتسامة في موقـــف .. ثم ابتســـم في لقاء آخر ..
    وثالث .. لانطبع في ذهنك عنه صورة مشرقـــة ..
    هذا فيمن لا يكون بينك وبينه علاقة دائمة وإنما هي لقاءات عابرة ..
    أما الأشخاص الذي نلقاهم دائماً كزوجــــــة وأولاد .. وزمـــــــــلاء في مكتب ..
    وجيران في حارة .. فإن تعامـــلنا معهم لن يكـــون بأســلوب واحــــد دائماً ..
    نعم هم سيروننا ضاحكين لطيفيــــن .. لكنهم حتماً سيروننا تارة غاضبيـــن ..
    وتارة عابسين .. أو مخاصمين .. أو شاتمين .. لأننا بشـــــر ..
    وبالتالي فإن محبتهم لنا تتحدد على حسب طغيــــان حسناتنا عندهم أو سيئاتنـــا ..
    أو قـــــــل بعبارة أخرى : تتحدد محبتهم لنا بحســـب..
    مقدار الرصيــــد العاطفي الذي في حسابنــــا عندهم .. كـــيــــف ؟!
    عندما يقع لك موقف جميل مع إنسان فإنك تضيف إلى سجل ذكرياته ذكـــــرى جميلة عنك ..
    أو بعبارة أخرى تفتح لك في قلبه حساباً تودع فيه محبة لك واحتـــراماً ..
    ثم تتولى بعد ذلك زيادة رصيدك العاطفي أو السحب منـــــــــه ..
    فكل ابتســــــامة تقابله بها .. تزيد من رصيدك العاطفي عنــــده ..
    وكل هديــــة .. تزيد رصيدكـــ العاطفي ..
    وكل مجاملـــــــة .. تزيد رصيدكـــــ العاطفي ..
    وكل إهانة تقع منـــك له .. أو مسبة .. أو شتم .. فإنك تسحــــب من رصيدكــ العاطفي ..
    وبالتالي إذا كان رصيدكــــ العاطفي عنده كثيــــــراً ..
    ووقعت يوماً ما في موقـــــف أغاظه فسحبت من رصيدكــــ العاطفي مقداراً معيناً ..
    فإن هذا لن يؤثر كثيراً لأن رصيدك العاطفي عنده كثيـــــر ..
    وإذا الحبيب أتى بذنب واحد *** جاءت محاسنه بألف شفيع
    أما إن لم يكـــــن عنده لكــ رصيد عاطفي وجعلـــــــت تسحب من الرصيد
    وليس فيه شيء أصلاً .. فإن حسابكـــ عنده سيكـــون بالناقــــــص !!
    وبالتالي قد يقع في قلبـــــــه لك كره .. أو استثقال ..
    لأنك تسحب من رصيدكــــ العاطفي ولا تـــــودع ..
    ألم تسمع يوماً عن زوجــــــة طلقــــــــها زوجها ..
    فإذا سئلت عن سبب الطلاق قالت : السبــــب تافه ..
    طلب مني الذهاب معه لزيارة أخته فرفضـــــــت ..
    فغضـب وجعل يسبني ويشتمني ثم طلقنـي !!
    ولو تأملـــــت بذكاء في سبــــب الطلاق ..
    لما وجدت السبـــب هو هذا الموقــــف التافه ..
    وإنما هذا الموقف هو القشة التي قصمـــــت ظهر البعيــــــر ..
    فقد ذُكر أن رجلاً كان له جمل جلــــد قوي .. فأراد سفـــراً ..
    فجعل يحمل متاعه عليه .. ويربطـــه على ظهره .. والجمل متماسكـــ ..
    حتى كوم على ظهره ما يحمله أربعــــــــة جمال ..
    فبدأ البعير يهتز من ثقل الحمل والنـــاس يصيحــــون بالرجـــل : يكفي ما حملت عليه ..
    فأخذ حزمة من تبن وقال : هذه خفيفـــة وهي آخر المتـــاع ..
    فلما طرحها على ظهره سقط البعيـــــر على الأرض .. فقيــــل : قشـة قصمت ظهر بعير !!
    ولو تفكرت لرأيت أن القشة مظلومة فليست هي التي قصمت ظهر البعيــــر ..
    وإنما انقصم ظهر البعير بسبب تراكمات كبار صبــر البعير على أولها .. وصبر .. وصبر ..
    حتى لم يطق صبـــــــراً .. فانقصم ظهره بشيء صغيـــــر ..
    وهكذا المرأة التي طلقـــها زوجـــــها ..
    أجزم أن السبـــب ليــــس هو تركـــها زيـــارة أختــــــه فحســـــب ..
    وإنما تراكمات قبله .. من عصيان لطلباته .. عدم تحقيق لرغباته .. عدم تحببها إليــــه ..
    تكبرها عليـــه .. عدم احترام رأيــــه ..
    فهي تسحـــب دوماً من رصيــــدها العاطفي عنده دون أن تـــــتودع فيه شيئاً ..
    وتجـــــــــــرح ولا تـــــــــــــداوي ..
    وهو يحتمل ويحتمل .. حتـــى جاء هذا الموقــــف فقصــــم ظهر البعيـــــــر ..
    ولو أنها اعتنت بكثرة الإيداع في رصيدها العاطفي .. من حسن لقــــــــاء له ..
    وتغنج ودلال .. وتحبـــــب إليه .. وممازحـــة وخفــــــة ظل .. وعنايــــــة بطعامه ولباسه ..
    واحترام لرأيه .. لصار رصيدها العاطفي كبيراً .. وملكت مليارات في قلبــــــه ..
    وبالتالي لن يضر لو وقع موقــــف سحبت به من رصيدها العاطفي ..
    وقل مثل ذلك في الطالب المشــــــاكس الذي يقع منه موقف صغير فيغضب المدرس غضباً..
    شديداً .. وقد يضربه ويطرده من الفصـــل .. و ..
    ثم يقول الطالب أنا ما فعلت شيئاً هي مجـــرد نكتة أطلقتــها من غير استئذان ..
    ولا ينتبه إلى أن هذه النكتة هي القشة التي قصمت ظهر البعيــر ..
    قل مثلـــــــــه في زملاء تخاصمـــوا .. أو جيـــران تنازعوا ..
    إذن .. نحـــن نحتاج دائماً إلى نــــودع في قلب كل واحـــد نلقاه رصيداً عاطفياً ..
    الزوج يتحين الفرص ليودع في قلـــب زوجتــه ..
    ويسجل نقاطاً أكثر وأكثـــــر ..
    والزوجة تحتاج أيضــــــاً ..
    والولد يحتاج أن يودع في قلـــــب والده ..
    والمدرس مع طلابه ..والأخ مع أخيـــــه ..
    بل حتى المديرمع من هم تحت إدارتـــه .. يحتاج إلى ذلكـــ ..

    :: باختصار ::
    وإذا الحبيب أتى بذنب واحد .. جاءت محاسنه بألف شفيع

  5. #185


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الثالث و الأربعــــــــون : لا تتكلف ما لا تطيق !!
    يقول الشيخـ :::: كان صاحبي من خيار النـــــاس .. خلقاً .. وديناً .. وعقلاً ..
    كان إمام مسجـــــد بجانب بيتـــــــه ..
    لكني كنت أسمع ذمه على ألسنة أنـــــــاس كثيرينــ ..
    كنت أتعجــــــب من ذلك .. ولا أجد له جوابـــــــــاً ..
    حتى جاءني يومــــــــاً جاره .. قال : يا شيخ .. صاحبكـــ .. لا يصلي بنا .. ولا معنـــــــا !!
    قلت : لــــــم ؟!!
    قال : لا أدري .. لكنـــــه هو الإمـــــام .. ومع ذلكــ يغيب كثييييراً عن المسجــد ..
    فجعلت ألتمس له الأعذار .. فقلت :لعله مشغول بأمر ضروري .. لعله غير موجود بالبيت ..
    قال : يا شييييخ .. سيارته واقفة عند الباب .. وأنا متأكد أنه في بيته ..
    جعلت أتقصى السبب لنصح صاحبي ..
    حتى وجـــــــدت السبب ..
    الرجل بحكم إمامته للمسجد .. يأتي إليه الناس ويلتمسون منه الإعانة في حاجاتهمـ ..
    هذا عليه دين يريد أن يبحث له عمن يســـدده ..
    وهذا متخرج من الثانويـــــــة ويريد شفاعـــــــة لدخول الجامعـــــــة ..
    وهذا مريض يريد إعانته على دخول المستشفى الفـــلاني ..
    وهذا عنده بنــــــــات كبار ويريد لهــــــــن أزواجـ ..
    وهذا عليه أيجـــــــــار لبيته لم يســــــــدده ..
    وهذا أعطاه ورقة استفتــــــــاء في طلاق ليذهـــب بها للمفـــــتي العـــــام ..
    وهو رجل عادي ليس له قدرات كبيرة ولا علاقات الواسعة .. ولا وجاهة متميّزة ..
    وكان المسكين يغلبه الحياء والخجل من كل أحد .. فلا يقدر أن يعتذر من أحد أبداً ..
    بل يأخذ معروض هذا ويعده بسداد دينه ..
    ويكتب رقم هاتف الثاني .. ويعده أن يقبـــــل في الجامعة ..
    ويقول للثالث : تعال بعد يومين وتجد ورقة دخــــول المستشفى جاهزة ..
    فيأتونه على المـــوعد .. ويعتذر .. ويعطيهم مواعيد أخرى ..
    حتى صار يتهرب منهــم .. ولا يرد على هاتفــه .. بل وأحياناً لا يخرج من بيتـــه ..!!
    وصار من يلقاه منهم .. إن وجده .. يسبه ويصرخ به ..
    ويردد : طيــب لماذا تعدنـي .. لماذا تجعلني أبنــي الآمــال عليكــ ..
    والثاني يقول : لم أكلـــم إلا أنت .. وتركـــت غيركــــ لما وعدتنــــــي ..
    لما عرفت حاله .. أيقنت أنه حفر لنفسه حفـــرة .. ثم تردى فيـــــها ..
    سمعته مرة يعتذر من أحدهم .. ويقول : آسف .. لم أستطع أن أفعل شيئاً في موضوعك ..
    وذاك يقول بكل قوة : طيب أنـــت ضيعــت الوقت عليَّ .. ليتك أخبرتني من قبـــل ..
    تذكرت عندها قول الحكيم : الاعتذار في البداية خير من الاعتذار في النهاية ..
    ما أجمل أن يعرف المرء قدراته .. ويتحركـــ في حدود الدائرة المرسومة حوله ..
    ولقد جربت ذلك بنفسي ..
    أذكر أني ألقيت محاضرة في أحد المجمعــــات العسكرية بالرياض ..
    وبعدها جاءني أحدهم وقال : يا شيخ أريدك في موضـــوع ضروري جداً ..
    قلت : تفضل .. ما هـــــــو ؟
    قال : لا .. ما يصلح أن أذكــــــــره الآن .. لا بدّ أن أقابلك في وقت واسع ..
    جعل يُعَظّم حجم الموضوع وأنا أستــمع له بلطف ..
    لكني قد علمتني الحياة أن أكثر الناس يعطون الأمور أكبر من حجمها ..
    وصاحـــــب الحاجة مجنون بها حتى تقضى ..
    قال لي : أظن لك محاضرة غداً في مدينة كذا .. وهي مدينة على بعد 200كم من الرياض ..
    قلت : صحيــــــح ..
    قال : سآتي إليك هناكــ .. وأقابلك بعد المحاضرة ..تعجبت من حرصه ..
    وفعلاً .. خرجت بعد المحاضــرة فخرج الرجل وراءي مسعاً حافي القدمين ..
    يحمل ورقة صغيرة في يـــــده ..
    وقفت معه جانباً .. قلت : تفضــــل .. شكر الله حرصكـ .. ما حاجتكـ ؟
    قال : يا شيخ .. عندي أخ يحمل الشهادة الابتدائية .. وأريدك أن تدبر له وظيفـــة ..
    قلت : بس ؟!! .. قال : بس ؟!!
    كان الرجل متحمساً .. ومنظره يثير الشفقة .. ويبدو أن أخاه يمر بظروف صعبة فعلاً ..
    أيقنت أني لو وعدته سأخلف .. فنحن في زمن لا يكاد حامل البكالوريوس أن يجد وظيفة ..
    فضلاً عن حامل الابتدائية .. وأنا أعرف حدود قــــدراتي ..
    قلت : يا أخي .. والله أتمنى أن أساعدك .. وأخوكــ أخي .. وأنا أتألم له كما تتألم ..
    لكني لا أستطيع مساعدتك أبداً .. أتمنى أن تتكـــرم عليَّ وتعفيني ..
    قال : يا شيخ .. حاول .. قلت : لاااا أقدر ..
    فناولني الورقة التي في يده .. وقال : طيب .. يا شيخ خذ هذه الورقة فيها أرقام هواتفنا ..
    إذا وجدت له وظيفة فاتصل بنــــا ..
    أدركت أنه يريد أن يربطني بحبل أمــــل .. وسيظل ينتظر الاتصال ..
    فقلت : بل دع الورقة معك .. وخذ رقمي أنـــــــت .. وإن وجدت له وظيفة فاتصل بي ..
    لعلي أن أكتب لك شفاعـــــة للمسئول فيهـــــا ..
    سكت الرجل قليلاً .. انتظرت أن يودعنـي ..
    لكني تفاجأت أنه قال لي : بيض الله وجهكـــ .. والله يا شيخ ..
    سبق أن كلمت الأمير فلان في موضوع أخي منذ سنة فأخذ الورقة ولم يتصل بي إلى الآن
    ومرة كلمت اللواء فلان .. فأخذ الورقة أيضاً .. ولم يتصل ولم يهتم ..
    هؤلاء أناس ما يهتمون بالضعفاء .. الله ينتقم منهم .. الله .. وبدأ يدعو عليهم ..
    فقلت في نفسي .. الحمد لله .. لو أخذت الورقة لصــــرت ثالثهم ..
    نعم .. الاعتذار في البداية خير من إخلاف الوعد ..
    ما أجمل أن نكون صرحاء مع الآخرين .. عارفين لحدود قدراتنـــا ..
    أحياناً عند خروجك من البيت .. تصرخ بك زوجتك ..
    أحضر معك حليباً .. وسكراً .. وحفائظ .. وعشاء ..
    فانتبه .. لا تردد : طيب .. طيب .. وإنما اصرخ بها أنت أيضاً وقل :
    مااااااا أقدر .. !! فهي خير من الاعتذار عند العودة .. ضاق وقتي ..
    أقفلت المحلات .. نسيت ..
    وكذلك مع زملائك .. وإخوانك .. أرجو أن تكون الفكرة وصلت ..

    :: تجربة ::
    الاعتذار في البداية .. خير من الاعتذار في النهاية ..

  6. #186


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الرابع و الأربعــــــــون : انظر بعينين ..
    يقول الشيخـ ::::نحن نبدع في أحيان كثيرة في رؤية أخطاء الناسـ ..
    وملاحظتهــا .. وربما في تنبيههم عليهــا ..
    ولكننا قلما نبدع في رؤية الخير الذي عندهــم ..
    والانتباه إلى الصواب الذي يمارسونه .. لنمدحهم بــه ..
    قل ذلك في المـــــدرس مع طلابــه ..
    فكل المدرسين يذمون الطالب البليد المهمــل في واجباتــه ..
    الكسول المتأخر في الحضور دائماً .. لكن قليلاً منهم من يمدح الطالــب المجــد ..
    الذي يحضر مبكراً وخطه حســن وكلامه جيـــد ..
    كثيراً ما ننبه أولادنا إلى أخطائهـم .. لكنهم يحسنون ولا ننتبـه إلا قليلاً ..
    مما يجعلنا أحياناً نفوت فرصاً كثيرة كنا من خلالها نستطيع أن ننفذ إلى قلـوب الناس ..
    فمن أبدع مهارات الكــلام .. أن تمتدح الخير الذي عند النـــاسـ ..
    كان قوم أبي موسى الأشعـري رضيـ الله عنه لهم اهتمام بتلاوة القرآن وحفظــه ..
    وربما فاقوا كثيراً من الصحابة في كثرة تلاوته وتحسين الصوت بــه ..
    فرافقوا النبي صلى الله عليه وسلمـ يوماً في سفـــر ..
    فلما أصبح النــاس .. واجتمعوا قال عليه الصــلاة والسلامـ :
    إني لأعرف أصــوات رفقة الأشعرييـــن بالقرآن حين يدخلون بالليـل ..
    وأعرف منازلهم .. من أصواتهم بالقرآن بالليــل ..
    وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهـــار ..
    فكأنك بألشعريين وهم يستمعون هذا لاثناء أمام الناس ..
    يتوقدون حرصاً بعدها على الخير ..
    وفي ذات صبـــاح .. لقي النبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    أبا موسى .. فقال لـــه :
    لو رأيتني البارحة وأنا أستمع لقراءتك .. لقد أوتيت من مزاميــــر آل داود ..
    فقال أبو موسى : لو علمت أنك تستمع لقراءتي .. لحبرتها لك تحبيــــراً ..
    وكان عمرو بن تغلب رضيـ الله عنه رجلاً من عامــــة الصحابــــة ..
    لم يتميز بعلم كما تميز أبو بكر .. ولا بشجاعة كما تميز عمــر ..
    ولا بقـــوة حفظ كأبي هريرة .. لكن قلبه كان مملوءاً إيمــاناً ..
    وكـان صلى الله عليه وسلمـ يلحظ ذلكــ فيــه ..
    فبينما النبــي صلى الله عليه وسلمـ جالسـاً يومـــاً ..
    إذ جيء إليـه بمال فجعل يقسمــه بين بعض أصحابـــه ..
    فأعطى رجـــالاً .. وترك رجـالاً ..
    فكأن الذين تركهــم وجدوا في أنفسهـــم .. وعتبوا .. لماذا لم يعطنـــــا ..
    فلما علم صلى الله عليه وسلمـ بذلك .. قام أمام الناس ..
    فحمد الله تعالى ثم أثنى عليه .. ثم قـــال :
    أما بعد .. فــوالله إني لأعطي الرجـــل .. وأدع الرجـــل ..
    والذي أدع أحبُّ إلــيَّ من الذي أُعطـــي ..
    ولكني أعطي أقواماً لما أرى في قلوبهـــم من الجــزع والهلـع ..
    وأَكِلُ أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخيــر .. منهم : عمرو بن تغلب ..
    فلما سمع عمرو بن تغلب هذا الثنـــاء على الملأ .. طار فرحــاً ..
    وكان يحدث بهذا الحديث بعدهـــا ..
    ويقول : فو الله ما أحب أن لي بكلمة رســول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    حمــر النعــــمـ ..
    وفي يــوم آخــر ..
    أقبـــل أبو هريرة رضيـ الله عنه.. فسأل النبيـ صلى الله عليه وسلمـ ..
    قائلاً : من أســـعد الناس بشفاعتكـــ يـوم القيامـة ..
    فقال صلى الله عليه وسلمـ .. مشجعاً ..
    لقد كنت أظن أن لا أحد يسـأل عن هذا قبلكــ ..
    لما رأيت من حرصـــكـــ على العلـــم ..
    أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامـة .. من قال : لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ..
    وسلمان الفارسي .. كان مـن خيار الصحابــــة ..
    لم يكن من العرب .. بل كان ابناً لأحد كبـار فـارسـ ..
    وكان أبوه يحبه ويقربه .. لدرجة أنه كان يحبسه في البيت خوفاً عليــه ..
    أدخل الله الإيمـــان في قلب سلمــان رضيـ الله عنه ..
    خرج من بيت أبيـته .. سافر إلى الشام باحثاً عن الحـــــق ..
    احتال بعض الناس عليه وباعوه إلى يهـودي على أنه عبد مملوكــــ ..
    وحصلت له قصة طوييييلة .. حتى وصل إلى رسـول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    فكـــان النبي صلى الله عليه وسلمـ يقــدر له ذلكــــ ..
    فبينما كان صلى الله عليه وسلمـ جالسـاً بين أصحابه يومـاً ..
    إذا أنزلت عليه سورة الجمعـــــة ..
    فجعل صلى الله عليه وسلمـ يقرؤها على أصحابـه .. وهم يستمعــونـ ..
    وهو يقرأ :"هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
    وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ "..
    فلما قرأ :"وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّايَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " ..
    قال رجل من الصحابة : من هؤلاء يا رســــول الله ؟
    فسكت النبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    فأعاد الرجل السؤال .. من هؤلاء يا رســــــول الله ؟
    فلم يرد عليه ..
    فأعاد .. من هؤلاء يا رســــول الله ؟
    فلتفت النبيـ صلى الله عليه وسلمـ إلى سلمـان ..
    ثم وضع يده عليـه ..
    وقال : لو كان الإيمان عنـد الثريا .. لناله رجال من هـؤلاء ..

    :: وجهة نظر::
    تفاءل وأحسن الظن بالناس .. وشجعهم .. لينطلقوا أكثر

  7. #187


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الخامس و الأربعــــــــون : فن الاستماع ..
    يقول الشيخـ ::::مهارات جذب الناس وكسب قلوبهــــمـ ..
    بعضها يكون بفعل الشــــيء ..
    وبعضها يكون بتركه ..فالابتسامة تجذب ..
    كما أن ترك العبوس يجذبــــهم ..
    والأحاديث الجميلة والنكات واللطائف تجذب الناس ..
    كما أن الاستماع إليـــــهم والتفاعل مع أحاديثهم ..
    يجذبهم .. فما رأيك أن أتكلم معك هنا عن : الهدووووء الجــــــذاب !!
    نعم .. بعض الناس لا يتكلم كثيراً .. ولا تكاد تسمع صوته في المجالس والمتجمعات ..
    بل لو راقبته في جلسة أو نزهة .. لرأيته لا يتحرك منه إلا رأسه وعيناه ..
    نعم قد يتحركـــــ فمه أحياناً بالتبســـــــم .. لا بالكـــــــلام !!
    ومع ذلك يحبه النــــــاس .. ويأنسون بمجالستـــــــــــه ..
    تـــــــــدري لمـــــــاذا ؟!
    لأنه يمارس الهدووووء الجذااااب ..
    فن الاستماع له مهـــارات متعــددة ..
    بل حدثني أحد المهتمين أنه حضر أكثر من خمس عشرة ..
    دورة تدريبية في مهارات الاستماع ..
    قارن بين اثنين :
    رجل إذا تكلمــــت بين يديه بقصة وقعت لكـــــ ..
    قاطعكـــــ في أولــــها .. وقال : وأنا أيضاً وقــــع لي شيء مشابه ..
    فتقول : له اصبـــر حتى أكمــــل ..
    فيسكت قليلاً .. فإذا انسجمـــــت في قصتكــــ ..
    قاطعك قائلاً : صحيح .. صحيح .. نفس القصة التي وقعت لي ..
    وهو أنني ذات مرة ذهبت ..
    فتقول له : أخي انتظر .. فيسكت ..
    ثم ما يصبر فيقاطعك قائلاً : عجل .. عجل .. هذا الأول .. الثاني ..
    كان وأنت تتحدث معه أو معهــــم .. يتلفت يميــــــناً ويســــاراً ..
    وقد يخرج جهاز هاتفه من جيبه .. ويكتب رســــالة أو يقرأ شيئاً مـــــن الرســـائل ..
    أو من يدري لعله يلعب بالألعـــــاب الالكتــــرونية الموجودة فيـــــه !!
    أما الثالث .. فيملك مهارات الاستماع .. تجد أنك تتحدث وقد ركز عينيه برفق ينظر إليك ..
    وتشعر بمتابعته .. فهو تارة يهز رأسه موافقاً .. وتارة يتبســــــم ..
    وتارة يضمّ شفتيه متعجباً .. وربما ردد : عجيب .. سبحـــــــــان الله ..
    أي هؤلاء ستكون راغباً دائماً في مجالسته .. وتفرح بزيارتــــــــه ..
    وتنبلج أساريرك في الحديث معه ..؟ .. لا أشك أنه الأخيــــــــر ..
    إذن جذب قلوب الناس .. لا يكون فقط بإسماعهم ما يحبون ..
    بل وبالاستماع منهم لما يحبون ..
    أذكر أن أحد الدعاة البارزين ممن أوتي منطقاً ولساناً ..
    كان يتنقل متحدثاً دائماً ..
    ما بين منبر جمعة .. وكرسي فتوى .. ومحاضرة في جامعة ..
    فهو دائماً يتكلم .. ويتكلم .. ويتكلم ..
    وكان الناس يرونه على المنابر والقنوات الفضائية ..
    ويحبونه ويرغبون في استماع حديثه .. إلا زوجته .. فهو معها في البيت دائماً ..
    ولا يكاد يستمع منها حديثاً أو قصة .. بل على عادته يتكلـــم .. ويتكلــم ..
    كانت كثيرة التذمر منه دون أن ينتبه إلى سبــــب ذلكــ ..
    كان كل الناس يكرمونه ويمدحــــونه إلا هي ..
    فقرر أن يصطحبها معه يوماً إلى إحدى محاضراته لترى ما لم تر ..
    قال لها يوماً : ترافقيني ؟
    قالت : إلى أين ؟ قال : محاضرة لأحد الدعاة .. نستفيد منها ..
    ركبت معه في سيارته .. مشيا .. وقفا عند المسجد ..
    كانت الجماهير غفيرة .. كلهم جاؤوا يستمعون إلى هذا المحاضر الفذ ..
    دخلت هي إلى قسم النساء .. ودخل هو وسط جمهرة الناس ..
    واعتلى الكرسي وبدأ محاضرته ..كان الناس ينصتون معجبين ..
    حتى زوجته يبدو أنها كانت معجبة ..! انتهت المحاضرة ..
    خرج إلى سيارته وسط نشوة النجاح .. وأقبلت زوجته وركبت السيارة بجانبه ..
    .لم يدع لها فرصة .. بدأ يتكلم فوراً عن زحمة الناس .. وجمال المسجد ..
    و .. ثم سألها : ما رأيك في المحاضــــرة ؟
    فقالت : كانت جميلة ومؤثرة ..ولكن من المحاضــــر ؟
    قال : عجباً لم تعرفي صوته .. قالت : مع زحمة الناس ..
    وضعف سماعات الصوت لم أنتبه كثيراً ..فقال .. منتشياً .. : أنا .. أنا المحاضــــر ..
    فقالت : آآآ .. وأنا أقول في نفسي طوال جلوسي : ما أكثر كلامــــه ..
    إذن .. الاستمــــاع إلى الناس فن ومهـــــارة ..
    بعض الناس ينسى أن الله جعـــل لك فماً واحداً وأذنين .. ليستمع أكثر مما تكلم ..
    وأظنه لو استطاع لقلب المعادلة .. من شدة محبتــــــه للحديث ..
    فعود نفسك على الإنصات .. حتى لو كان لك على الكلام ملاحظـــة ..
    في أوائل بعثة النبي صلى الله عليه وسلمـ .. كان عدد المسلمين قليلاً ..
    وكان الكفار يكذبونه ونفرون الناس عنه ..
    ويشيعون أنه صلى الله عليه وسلمـ كاهن وكذاب ..
    وربما أشاعوا أنه مجنون أو ساحر ..
    في يوم من الأيام قدم إلى مكة رجل اسمه ضماد ..
    وهو حكيم له علم بالطب والعلاج .. يعالج المجنون والمسحور ..
    فلما خالط الناس سمع سفهاء الكفار ..
    يقولون عن رسول الله صلى الله عليه وسلمـ : جاء المجنون ورأينا المجنون ..
    فقال ضماد : أين هذا الرجل ؟ لعل الله أن يشفيه على يدي ؟
    فدله الناس على رسول الله .. صلى الله عليه وسلمـ فلما لقيه ..
    قال ضماد : يا محمد .. إني أرقى من هذه الرياح ..
    وإن الله يشفي على يدي من شاء ..
    فهلم أعالجك .. وجعل يتكلم عن علاجه وقدراته ..
    والنبيـ صلى الله عليه وسلمـ ينصت إليه .. وذاك يتكلم ..
    والنبيـ صلى الله عليه وسلمـ ينصت ..
    أتدري ينصت إلى ماذا ؟ ينصت إلى كلام رجل كافر ..
    جاء ليعالجه من مرض الجنون !!
    آآآه ما أحكمه صلى الله عليه وسلمـ ..
    حتى إذا انتهى ضماد من كلامــه ..
    قال صلى الله عليه وسلمـ بكل هدوووء : إن الحمد لله ..
    نحمده ونستعينه .. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ..
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..
    فانتفض ضماد وقـــــال : أعد علي كلماتكـ هؤلاء ..
    فأعادها صلى الله عليه وسلمـ عليــــه ..
    فقال ضماد : والله لقد سمعت قول الكهنة ، وقول السحرة ، وقول الشعراء ،
    فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات .. فلقد بلغن ناعوس البحر ..
    فهلم يدك أبايعك على الإسلام ..
    فبسط النبي صلى الله عليه وسلمـ يده ..
    وأخذ ضماد يخلع ثوب الكفـــــر ..
    ويردد : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
    فعلم صلى الله عليه وسلمـ أن له عند قومه شرفاً ..
    فقال له : وعلى قومكــ ؟ أي تدعوهم إلى الإسلام ؟
    فقال ضماد : وعلى قومي .. ثم ذهب إلى قومه هادياً داعيــــاً ..
    إذن لتكون مستمعاً ماهراً ..أنصت .. هز رأسك متابعــــاً ..
    تفاعل بتعابير وجهك كتقطيب الجبين حيناً .. ورفع الحاجبين حيناً آخـــــر ..
    والتبســــم .. وتحريك الشفتين بتعجـــــب ..
    وانظر إلى أثر ذلك فيمن يتكلم معك .. سواء كان صغيـــــراً أو كبيــــراً ..
    ستجد أنه يركز نظره عليكــ .. ويقبل بقلبــــه إليكــ ..

    :: نتيجة ::
    براعتنا في الاستماع إلى الآخرين .. تجعلهم بارعين في محبتنا والاستئناس بنا ..

  8. #188


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ السادس و الأربعــــــــون : اقطع الطريق على المعترضين ..
    يقول الشيخـ :::: من أكثر ما يوغر صدور بعض النـــــاس ..
    على بعـــض ما يجنيه اللسان من مفاســـد ..
    ومن ذلك استعـــــجال بعض النـــــــاس ..
    بالاعتـــراض على الحديث ومقاطعة المتكلم دون تروٍّ ونظر ..
    فيثــور عند ذلك جـــــــدال عقيم يوغر الصدور ويفســـد النفـــوس ..
    لن تستطيع إصلاح جميع الناس وتأديبهم بالآداب الشرعية ..
    أو تدريبـــهم على مهــــارات متميـــــزة ..
    ودعنا نتجـــــاوز مرحلة التنظير التي تحلو لبعض النــــاس ..
    أن يدندن عليها دائماً بقوله : المفروض الناس يفعـــلون كذا ..
    والمفروض يتعـــودون على كذا .. دعكــ من هذا ..
    وأدِّ الصـــلاة على الميت الحاضـــــر .. كما يقـــال ..
    أعني أننا ينبغي عند تعاملنا مع الأخـــطاء أن لا ننشغــــل ..
    ببحث ما يجب على الآخرين أن يفعلوه بل ماذا يجب علينا نحن أن نفعله ..
    عندما تريد أن تتكلم بشيء غريب قد يستعجل الآخرون الاعتراض عليه ..
    ينبغــي عليك أن تغلق عليهم أبواب الاعتراض بمقــــدمات ..
    تجيبهم فيها عن أسئلتهم قبل أن يطرحوها .. بل وتزيل بها استغرابهم قبل أن يتكلموا به ..
    وبعض الناس يحسن فعلاً أن يغلق الأبــــواب ..
    على المعترض قبل أن يشعره باعتراضه ..
    أذكر أن شيخاً كبير السن جلــــــس ..
    في مجلس فتكلم عن حادثة خصومة رآها بين اثنين في محطة وقود ..
    وكيف أن شجارهما زاد واشتد حتى حملا إلى مخفـــر الشرطة ..
    فقفز أحد الجالسين .. من الثرثارين .. مشاركاً في القصة ..
    فقال : نعم صحيح .. وحصل بينهما كذا .. وفلان هو المخطئ ..
    وبدأ يذكر تفاصيل لم تحدث .. فالتفت إليه الشيخ وكأني به يكاد ينفجر ..
    لكنه تماسك وقـــــــــــال بكل هدووووء :
    أنت هل حضرت الحادثة ؟ قال : لا
    قال : فهل حدثك أحد ممن حضروها ؟ قال : لا
    قال : فهل اطلعت على محاضر التحقيق ؟ قال : لا
    عندها صاح الشيخ وقال : طيب يا ... كيف تكذبني وأنت لا تــدري عن شيء ..
    فأعجبتني مقدماتـــه قبل اعتراضه ..
    ولو أنه اعترض دون أن يذكر مقدمات يغلق بها الأبواب على صاحبه ..
    لكان لصاحبه مجال واسع للخروج من الموقف ولو بالكذب ..
    فنحــــن أحياناً نحتاج عندما نريــــــد ..
    أن نقرر أشياء أن نقدم بمقدمات نقنع بها المخالفين قبل أن يعترضوا ..
    لما خرجت قريش لقتال النبيـ صلى الله عليه وسلمـ وأصحــابه في بدر ..
    كان بعض العقلاء فيها لا يريدون الخروج .. لكن قومهم أكرهوهم عليه ..
    فعلم النبــيـ صلى الله عليه وسلمـ بهم ..
    وتأكد أنهم وإن حضروا المعركة فلن يقع منهم قتال للمسلميــــن ..
    فلما اقترب صلى الله عليه وسلمـ من ميدان المعركة .. أراد أن ينبـه أصحابه لذلك ..
    وأن ينهاهم عن قتلهم .. لكنه يعلم أنه سيقع في قلوب بعض الناس ..
    سؤال : كيف لا نقتلهم وهم خرجوا لحربنا !! لماذا استثنى هؤلاء بالــذات ؟!
    فقدم مقدمة أزال بها الاعتراضــات ثم ذكر التوجيه ..
    قام صلى الله عليه وسلمـ في أصحابه وقال : إنـــي قد عرفت ..
    أن رجالاً من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرهاً لا حاجة لهم بقتالنا ..
    انتهـــى هذه مقدمة ..
    ثم قال : فمن لقي منكم أحداً من بني هاشم فلا يقتله ..
    ومن لقي أبا البختري بن هشام بن الحارث بن أســـد فلا يقتله ..
    ومن لقي العباس بن عبد المطلب .. عم رســــول الله صلى الله عليه وسلمـ فلا يقتله ..
    فإنه إنما خرج مستكــرها ..
    فمضى الصحابة على ذلك .. وبدؤوا يتحدثون في مجالســهم بذلك ..
    فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة :
    أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا ونتــــرك العباس ..
    والله لئن لقيته لألحمنــــه بالسيف ..
    فبلغت الكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    فالتفت إلى عمر فقال : " يا أبا حفـــــص " ..
    قال عمر : والله إنه لأول يوم كنانـي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلمـ بأبي حفص ..
    قال صلى الله عليه وسلمـ يا أبا حفص :( أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف ! ) ..
    فاستبشع ذلك .. وانتفض ..
    كيف يرد أمر رســـول الله صلى الله عليه وسلمـ .. أليس مسلماً .. فصاح قال :
    يا رسول الله دعنـي فلأضرب عنقه بالسيف .. فوالله لقد نافق ..
    فندم أبو حـــذيفة رضيـ الله عنه .. على ما تكلم به .. وقال :
    ما أنا بآمــــن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ..
    و لا أزال منــــها خائفاً إلا أن تكفرها عني الشهــــادة ..
    فقتل يوم اليمامــة شهيداً رضيـ الله عنه..
    :: نصيحة ::
    كن ذكياً وتغدَّ بهم قبل أن يتعشوا بك !

  9. #189


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ السابع و الأربعــــــــون : انتظر .. لا تعترض ..!!
    يقول الشيخـ :::: أذكر أن محاضراً كان يتكلم عن فن الحــــوار ..
    فعرض شيئاً من قصة يوســـف عليه الســـلامـ ..
    فلما وصل إلى قوله تعالى :
    ( ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً
    وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه ) ..
    جعل يتأمـــل في الحاضــرين ثم سألهم :
    ودخل معه السجن فتيان ؟! أيهما دخل قبل الآخــر .. يوسف أم الفتيان ؟
    فصاح أحدهم : يوسف ..
    فصاح آخر : لا .. لا .. الفتيان ..
    فانطلق ثالث : لا .. لا .. بل يوسف .. يوسف ..
    فاستذكى رابع وقال : دخلوا مع بعض !!
    وتكلم خامس .. وارتفع اللغط .. حتى ضاع الموضوع الأساســي ..
    ويبدو أن المحاضـــــر قصد ذلك ..
    فجعل يتأمل وجوههم .. والوقت يمضــــي ..
    ثم ابتسم ابتسامة عريضة .. وأشار لهم بخفــــض الأصوات وقال :
    وما المشكلة !! دخل قبلهم أو دخلوا قبله !! هل تستحق المسألة كل هذا الخلاف ؟!
    فعلاً .. لو تأملت واقعنا لوجدت أننا في أحيان كثيرة نكون ثقلاء على الآخرين
    بكثرة اعتراضنا على ما يقولون فيكون أحدهم متحمساً في قصة يحكيــــــها ..
    ثم يفاجأ بمن يعترض ويفسد عليه متعة الحديـــث ..
    بالاعتراض على أشيــاء لا تؤثر في القصة شيــــــئاً ..
    نعم .. لا تكن ثقيلاً تعتــــرض على كل شيء ..
    أذكر أن أخي الأصغر سعود لما كان طفلاً في السابعة .. دخل المسجد لصلاة العشاء ..
    ويبدو أنه كان مستعجلاً وتأخر الإمام في المجيء لإقامة الصـــلاة ..
    فلما ضاق بذلك ذرعاً توجه نحو المؤذن وكان شيخاً كبيراً ضعيف السمع ووقف خلفه ..
    ثم قال محاولاً تغيير صوته : أقم الصلاة .. وكان قد قبض على طرف أنفــــه بيده ..
    ثم ولى هارباً ..أما المؤذن فما كاد يسمع ذلك حتى تحرك ناهضاً ليقيم الصلاة ..
    فنبهه بعض المأمومين .. فجلــــس ..
    كان موقفاً طريفاً .. لكني لم أورده لطرافتــــه ..
    وإنما لأني جلست بعدها في مجلس فذكر أحد الجالسين القصة ..
    وقال في أثنائها : وكان سعود مستعجــلاً لأنه سيذهب إلى البحر مع أبيه ..
    مع العلم بأن الرياض في صحـــراء ولا تقع على ساحل بحر ..
    فتحيرت هل أفسد عليه قصته وأعترض .. أم أن المعلومة ..
    غير مؤثرة في القصة فلا داعٍ للاعتراض واكتساب العداوات .. فآثرت الثانـي وسكتـ ..
    وأحياناً قد تعترض على شيء أنت غير فاهمــــه أصلاً ..
    لعل له عذراً وأنت تلـــــوم ..
    كان زيـــاد لطيفاً حريصاً على نصح النـــاسـ ..
    وقف يوماً عند إشارة مرور فإذا به يسمع صوتاً عالياً لأغانـــي غربية ..
    تحير من أين هذا الصوت وأخذ يتلفت يبحث عن مصدره .. فإذا هو من السيارة المجاورة له ..
    وإذا صاحبها قد زاد صوت المذياع إلى أعلى درجاته .. حتى أسمع البعيد والقريب ..
    جعل صاحبي يضرب على منبه سيارتــــه ..
    ويحاول أن ينبه ذاك الرجل إلى خفض صوت مذياعــــه ..
    لكن الرجل لا يلتفت ولا يرد .. يبدوا أنه لشدة انسجامه مع ما يسمع صار لا يدري عما حوله ..
    حاول زياد أن يتبين وجه السائق الذي أســــــدل غترته على جانبي وجهه ..
    وبعد جهد رآه فإذا لحيته تملأ وجهـــــه !!
    ازداد العجب .. شخص بهذه الهيئة بدل أن يستمع إلى القرآن يستمع الأغاني !!
    لا وبصوت عــــالٍ أيضاً !!
    أضاءت الإشارة خضراء .. ومشى الجميــــع ..
    أصرّ زياد على مناصحة الرجل فجعل يمشي وراءه .. وقف الرجل عند دكــــــــــــان ..
    ونزل ليشتري منه حاجـــــة ..
    أوقف زياد سيارته وراءه وصار يتأمله وهو يمشي فإذا الثوب قصير .. واللحية تملأ عارضيه ..
    تسابقت إلى قلبه الوساوس .. أظنـــه نزل ليخرج الآن بعلبة سجائر !!
    خرج الرجل فإذا في يده مجلة إسلاميـــــة !!
    لم يصبر زياد .. وأخذ ينادي بلطف : يا أخـي .. لو سمحت .. هيه ..
    لم يرد عليه الرجل ولم يلتفـــت ..
    رفع صوته : هيه .. هيه .. لو سمحت .. يا أخي .. اسمع ..
    وصل الرجل سيارته وركبها .. ولم يلتفـــت ..
    نزل زياد وقد غضب وأقبل إليه .. وقال : يا أخي .. الله يهديك .. ما تسمـــع ..
    نظر الرجل إليه وابتسم وشغل سيارته .. فاشتغل المذياع مباشرة بصوت مزعج جداً ..
    فثار زياد .. وقال : يا أخي حرام عليك .. أزعجت النــــاس ..
    تريد تسمع الأغاني اسمعها لوحدك .. بدل ما تسمع قرآن تسمع أغـــانٍ ؟!
    فجعل الرجل يزيد ابتسامته .. والأغاني بأعلــى صوت ..
    ثار زياد أكثر .. وجعل وجهه يحمرّ .. وصار يرفع صوته ليســــمعه ..
    فلما رأى الرجل أن الأمر وصل إلى هذا الحــــــــد ..
    جعل يشير بيديه إلى أذنيــــه وينفضـــهما ..
    ثم أخرج دفتراً صغيراً من جيبه ومكتـــوب على أول ورقة منه :
    أنا رجــل أصم لا أسمـــع .. فضلاً اكتب ما تريـــــد !!

    :: لمحة ::
    قال الله تعالى : "وكان الإنسان عجولاً " فانتبه لا تغلب عجلتك تؤدتك ..

  10. #190


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الثامن و الأربعــــــــون : ليس مهماً أن تنجح دائماً ..
    يقول الشيخـ :::: كان فهد يمشــي مع صاحبه .. العنيد المكابــــر ..
    في صحراء فرأيا سواداً رابضاً على التراب .. تخفيه الريح تــارة وتظهره تــــارة ..
    التفت فهد إلى صاحبه وسأله : تتوقع .. ما هـــذا ؟!
    فقال صاحبه : هذه عنــــز !!
    قال فهد : بل غـــراب ..
    قال صاحبه : أقول لك : عنز .. يعني عنـــــز ..
    قال فهد : طيب نقتـــــرب ونتأكد ..
    اقتربا .. وجعلا يركزان النظر أكثر وأكثــــــر ..
    كان واضحاً أن الذي أمامهما غـــــراب !!
    قال فهد : يا أخـــــي .. والله غـــــراب ..
    هز صاحبه رأسه بكل حزام وقال : عنــــــززززز ..
    سكت فهد .. واقتربا أكثر .. فشعر الغراب باقترابهما فطااار ..
    فصاح فهد : الله أكبر .. غراب .. أرأيت غراب .. طار ..فقال صاحبه : عننننـز .. لو طــــار !!
    لمــــــاذا أوردت هذه القصــــــة ؟
    أوردتها لأجل أن أبين : أن هذه المهارات التي تقدمت فيما مضى من صفحات ..
    تصلــــح مع النــــاس عمومـــاً ..
    لكن مع ذلك يبقى أن بعض الناس مهما مارست معه مهارات لا يتفاعل معك ..
    فلو مارست معه مهارة اللمح .. فقلت : ما شـــاء الله ما أجمل ثيابكـــــ ..
    كأنك عريس .. وأنت تتوقع منه أن يتبسم ويشكركـــــ على لطفكـــــ ..
    فإنه لا يفــــعل ذلكــ .. وإنما ينظر إليك شـــزراً ..
    ويقول : طيب .. طيب .. لا تجـــامل .. لا تستخف دمكـ ..
    ونحو ذلك من العبارات السامجة التي تدل على عدم خبرته في التعامل مع الناس ..
    ومثله المرأة التي قد تمارس مع زوجها مهارات .. كمهـــــارة التفاعل مثلاً ..
    فيحكي نكتــــة باردة .. فتتفاعل معه ضاحكـــــة ..
    فيقول : طيب .. لا تغصبــــي نفسك على الضحكـــــ ؟!!
    إذا واجهت هذه النوعيات من الناس فاعلم أنهم لا يمثلون المجتمع ..
    ولقد جربت هذه المهــــارات بنفسي ..
    نعم والله جربتها بنفسي فرأيت آثارها في الناس ..
    كباراً وصغاراً .. بسطاء وأذكياء .. وأصحــــاب مناصب عليا ..
    وطلاب عندي في الكلية .. ومع أولادي .. فــــرأيت لها أعاجيب ..
    بل جربتها مع مختلف الأجنـــــاس والجنسيــــات .. فـــرأيت آثارها ..
    والله إني لكـــــ ناصـــــح ..

    :: باختصار::
    هل أنت جاد في التغيير ؟

  11. #191


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ التاسع و الأربعــــــــون : أشعرهم أنك تحب الخير لهم ..
    يقول الشيخـ :::: وهذا من الاهتمام بالناس ..
    ما أجمل أن تقابل شخصاً ما في موقف عارض ..
    كلقاء عند بنك .. أو في طائرة .. أو في وليمة عامة ..
    فتتعرف على اسمـــه .. ثم تراه في موقف آخر ..
    فتقبل عليه قائلاً : مرحباً يا فلان ..
    لا شك أن ذلك يطبع في قلبه لك محبة وتقديراً ..
    حفظك لاسم الشخص الذي أمامك يشعره باهتمامكـــ به ..
    فرق بين المدرس الذي يحفظ أسماء طلابه .. والذي لا يحفـــــظ ..
    قولك للطالب : قم يا فلان .. أحســن من : قم يا طالـــب .. حتى في الرد على الهاتف ..
    أيهما أحب إليك .. أن يجيبك من تتصل به بقوله : نعم ..أو ألو ..
    أو يقول محتفياً : مرحباً يا خالد .. هلا أبـو عبد الله ..
    بلا شك ان استماعك لاسمك له في القلب رنة قبل الأذن ..
    جرت العادة بعد المحاضرات العامة أن يزدحم علي بعض الشباب يصافحون ويشكــــرون ..
    كنت أحرص على ترديد كلمة : الاسم الكريم ؟ حياك الله من الأخ ؟ ..
    أقولها لكل واحد أسلم عليه لأبدي له اهتمامي به ..
    فكان كل واحد يجيبني مستبشراً : أخوك زياد .. ابنكــــ ياسر ..
    وأذكر يوماً أنه بعدما سلم عدد كبير منهم ومضوا .. عاد أحدهم ليسأل ..
    فأول ما أقبل عليَّ قلت له : حياك الله يا خالد .. فابتهج وقال : ما شاء الله !! تعرف اسمي !!
    النـــــــــاس عمومــــــاً يحبون مناداتــــــهم بأسمائهــــــــم ..
    من المعروف أن الموظف العسكري يعلق لوحة صغيرة على صدره فيها اسمه ..
    فأذكر أني ألقيت محاضرة في إحدى المناطق العسكرية ..
    فازدحم أكثرهم مسلماً بعد المحاضرة .. كان أحدهم يقترب ويبتعد ..
    وكأنه يريد السلام لكنه يخجل من مزاحمة الآخرين ..
    التفت إليه ولمحت لوحة اسمه .. فمددت يدي إليه وقلت : مرحباً فلان !!
    فتغير وجهه وتعجب ومد يده مصافحاً وهو يتبسم ويقول : هاه !! كيف عرفت اسمـــي ؟
    فقلت : يا أخي الذين نحبهم .. لازم نعرف أسماءهم .. فكان لهذا تأثير كبير عليـــه ..
    كثير من النـــاس يقتنع بهذا ويتمنى لو استطــــاع حفظ أسماء الآخريــــن ..
    أما أسباب عدم حفظ الأسماء .. فهي كثيرة .. منها .. عدم الاهتمام بالأشخاص أثناء مقابلتهم
    ومنها .. التشاغل وقت التعارف وعدم التركيز أثناء استماع الاسم ..
    ومنها .. موقفك تجاه الشخص المقابل ..كاعتقادك بأنك لن تقابله مرة أخرى ..
    فتقول في نفسك : لا داعي لحفظ الاسم .. أو كان إنساناً بسيطاً لا يستثير اهتمامكـ ..
    أو عندما لا تسمع الاسم جيداً وتشعر بحرج من طلب إعادة اسمه ..
    فهذه أسباب تجعل الناس لا يحفظون الأســـــماء ..
    أما العلاج لحفظ الأسماء .. فله طرق .. منها :
    الاقتناع بأهمية تذكر الاسم واستشعارك أنك بسماعك له ستسأل عنه بعد دقائق ..
    ومنها .. التركيز على وجه الشخص أثناء الاستمــــاع إلى اسمه ..
    حاول أن تلاحظ الشخص المقابل وطبيعة حديثه وابتسامته لينطبع في ذاكرتك ..
    أثناء حديثك معه ناده باسمه مراراً .. صحيح يا فلان ..؟ سمعت يا فلان ..؟
    أنت معي يا فلان ..؟ وكرره أكثر من مـــرة ..

    :: باختصار ::
    أشعرني باهتمامك بي .. بحفظك اسمي .. ونادني به .. لأحبك ..

  12. #192


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الخمســـــون : الترقيـــــــــــع !!
    يقول الشيخـ :::: أحياناً عند ممارستنا لبعض المهارات مع الآخريـــنـ ..
    نكتشف بأننا أخطأنا تقدير المهارة المناسبــــة للشخـــص ..
    أو قد نكون وضعناها في غير موضعـــها .. مثل من رأى شاباً وسيـــماً ..
    فأراد أن يمارس معه مهارة " كن لماحاً " فقال له : ما شاء الله ما هذه الثياب الجميلة ..
    والرونق البهي والوجه المسفـــر .. ثم بدل أن يقول : ما أسعد زوجتك بك..
    قال : يا ليتك بنتاً حتى أتزوجكــ !!!
    مزحة ثقييييلة جداً .. أليس كذلك ؟!
    قال أحد الزملاء : في الجامعة
    كان لدي طالب بليد لكن الله تعالى عوضـــــــــه عن بلادته بشيء من الوسامة ..
    وكان يجلس في آخر القاعة دائماً .. ويســــرح بفكره بعييييداً ..
    كنت أطلب منه دائماً أن يجلس في الأمام ليتابع .. وهو يتغافـــل عن ذلك ..
    كنت أتجنب إحراجه أو إحراج غيره من الطلاب فهم كبار في المرحــلة الجامعية ..
    دخلت يوماً فإذا هو منشغل آخر القاعة كعادته ..
    فلما جلســــت على الكرسي قلت له : يا عبد المحسن ..
    تعال في الأمام.. فقال : يا دكتور مكاني مناسب وسأنتبه معكـــ ..
    فقلت : " يا أخي اقترب قليلاً خلنا نشوف خدودك الحلوة "..
    التفت بعض الطلاب إليه معلقين .. فانقلب وجهه أحمر ..
    شعرت أني وقعت في حفرة .. فقلت .. مرقعاً : " الله يا هي بتنبسط البنت اللي بتتزوجك ..
    أما هؤلاء فسيتعبون ليجدوا من توافق على الزواج بهم !!"..
    ثم بدأت في شرح الدرس فوراً دون أن أترك فرصة لأحد ليفكر في الموقـــف أصلاً ..
    تبسم الطالب وانبلجت أساريره وجلس في المقدمــــة ..
    وإن كانت هذه الأخطاء قد تقع في بداية التــــدرب ..
    على ممارسة المهارات لكنها ســـــرعان ما تــــــزول ..
    وأحياناً يكون تصرفك المحرج للآخرين أو المحزن لهم ليس خاطئاً ..
    لكن الموقف يفرضه علينا ..
    مثل أن يختلف اثنان من زملائك .. فترى أن الحق مع أحدهما فتقف معه ..
    وقد تعاتب الآخر ..أو قد يقع ذلك بين اثنين من أولادك أو طلابك أو جيرانك .. أو غيـــرهم ..
    فما الحل ؟ .. هل نسمح لهذه المواقف أن تفقدنا الناس واحداً تلو الآخــــــر ..
    ونحن نتعب في استقطابهم والتحبب إليهم ..
    كــلا .. إذن ما التصرف الصحيـــــح ؟
    الجواب : أنك إذا أحسست أن أحداً ضاق صدره من كلمة منك ..
    أو تضايق من تصرف معين فسارع فوراً إلى مداواة الجرح قبل أن يلتهب ..
    باستعمال أي مهارة أخرى مناسبة ..
    كيــــــف ؟! خــــذ مثـــــالاً ..
    كانت مكة قبل أن يفتحها المسلمون تحت قبضة كفار قريـــــش ..
    وكانوا قد ضيقوا على المسلمين المستضعفين فيها ..
    وسيطروا على أبناء المسلمين الذين هاجروا ..
    ولم يستطيعوا أخذ أبنائهم معهم .. فعلاً كانت حال المسلمين عصيبة ..
    أقبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة معتمراً فردته قريـــــش ..
    وكان ما كان من قصة الحديبية .. وكتب صلى الله عليه وسلمـ ..
    بينه وبين قريش صلحـــــاً .. واتفق نعهم أن يرجع إلى المدينة من غير عمرة ..
    على أن يأتي في العام القادم ويعتمر ..
    ومضى صلى الله عليه وسلمـ إلى المدينة ..
    وبعد سنة أقبل صلى الله عليه وسلمـ مع الصحابة محرمين ملبين ..
    ودخلوا مكة .. واعتمــــروا .. لبث صلى الله عليه وسلمـ فيها أربعة أيام ..
    فلما توجه خارجاً منها إلى المدينة ..
    تبعته طفلة صغيرة هي ابنة حمزة رضيـ الله عنه ..
    وكان قد قتل في معركة أحد ..
    وبقيت ابنته يتيمة في مكـــــــــة ..
    أخذت الصغيرة تنادي رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    تقول : يا عم يا عم .. وكان علي يسير بجانب النبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    مع زوجته فاطمة بنت رســــول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    فتناولها علي رضيـ الله عنه فأخذ بيدها وناولها لفاطمة وقال : دونك ابنة عمك ..
    فحملتها فاطمة ..فلما رآها زيد رضيـ الله عنه ..
    تذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    قد آخى بينه وبين حمزة لما هاجر إلى المدينة ..
    فأقبل زيد إليها ليأخذها وهو يقول : بنت أخي .. أنا أحــق بها ..
    فأقبل جعفر وقال : ابنة عمي وخالتها تحتي .. يعني أسماء بنت عميس زوجته ..
    وأنا أحق بها .. فقال علي : أنا أخذتها وهي ابنة عمــــــي ..
    فلما رأى صلى الله عليه وسلمـ اختلافهم ..
    قضى بها لخالتها ودفعها إلى جعفر ليكفلها .. وقال : " الخالة بمنزلة الأم " ..
    ثم خشي صلى الله عليه وسلمـ أن يجد علي أو زيد في نفسيهما .. لما نزعها منهما ..
    فقال مواسياً لعلي :" أنت مني و أنا منك " ..
    وقال لزيد : " أنت أخونا و مولانا " ..
    ثم التفت إلى جعفر وقال : " أشبهت خلقي وخلقي " ..
    فانظر كيف كان صلى الله عليه وسلمـ حكيماً ماهراً في غسل قلوب الآخرين وكسب محبتهم ..
    طيب ما رأيك أن نعود إلى قصة صاحبنا الذي قال : يا ليتك بنتاً حتى أتزوجك !! كيف يرقع ما خرّق ؟!!
    بين يديه عدة أبواب للهرب ..
    منها أن يدخل في موضوع آخر مباشرة .. لئلا يترك للسامع فرصة ليفكر في الجملة الجارحة..
    التي سمعها منه .. فيقول مثلاً : الله يرزقك حورية أجمل منك .. قل : آميــــنـ ..
    أو يطرح موضوعاً بعيداً تماماً .. كأن يسأله عن أخيه المسافر .. أو سيارته الجديدة ..
    أو نحوها .. لئلا يترك له أو لغيره من السامعين حوله أي فرصة للوقوع في الحرجـ ..


    :: تجربة ::
    ليس العيب أن تخطئ إنما الخطأ أن تصر عليه

  13. #193


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الحادي و الخمســـــــين : انتبه .. كن لمّـّاحاًًًً للجمال فقط ..
    يقول الشيخـ :::: بعض الناس يتحمس كثيراً لأنْ يكون لماحــــاً ..
    فلا يكاد يسكـــت عن الملاحظة والثنـــــاء ..
    لكنهم قالوا قديماً : الشيء إذا زاد عن حده .. انقلب إلى ضـــده ..
    ومن تعجل الشيء قبل أوانه .. عوقب بحـــرمانه ..
    فكن لماحاً للأشياءالجميلة الرائعة .. التي يفرح الشخص برؤية النـــاس لها ..
    وينتظر ثناءهم عليها .. ويطرب لسماع ألفـــاظ الإعجاب بها ..
    أما الأشياء التي يستحي من رؤيتها .. أو يخجل من ملاحظتها فحاول أن تتعامى عنها ..
    مثـــــلاً : دخلت بيت صاحبك فرأيت الكراسي قديمـــــة ..
    فانتبه من أن تكون من الثقلاء الذي لا يكفون عن تقديم اقتراحات لم تطلب منهم ..
    انتبه من أن يفرط لسانك بقول : لماذا ما تغير الكراســــي ؟!
    الثريات نصفها ما يشتغــــل .. !!
    لماذا لا تشتري ثريــــات جديــــدة !!
    دهان الجــــدار قديييييم .. لماذا ما تدهنـــــه بألوان جديـــــدة !!
    يا أخي هو لم يطلب منك اقتراحـــــات ..
    ولست مهندس ديكور اتفق معك على أن يستفيد من آرائك .. ابق ساكــــتاً ..
    لعله لا يستطيـــــع تغييرها .. لعله يمر بضـــائقة ماليـــــة ..
    لعلــــــه .. ليس أثقل على الناس ممن يحرجهم بالنظر إلى ما يستحـــون منه ..
    ثم يثيره ويبدأ في التعليق عليــــه ..
    ومثل ذلك .. لو كان ثوبه قديماً .. أو مكيف سيارته متعطل .. قل خيراً أو اصمت ..
    ذكروا أن رجلاً زار صاحباً له فوضع له خبزاً وزيتاً ..
    فقال الضيف : لو كان مع هذا الخبز زعتر !!
    فدخل صاحب الدار وطلب من أهله زعتراً للضيف فلم يجــــد ..
    فخرج ليشتري ولم يكن معه مـــال ..!
    فأبى صاحب الدكان أن يبيعه بالآجل ..
    فرجع وأخذ مطهرته ( وهي الإناء الذي يضع فيه الماء ليتوضأ منه ) ..
    فخرج بها ودفعها إلى صاحب الدكان .. رهناً ..
    حتى إذا لم يسدد له قيمة الزعتر يبيع صاحب الدكان المطهرة ..
    ويستوفي الثمن لنفسه .. ثم أخذ الزعتر ورجع به إلى ضيفه .. فأكــــل ..
    فلما انتهى الضيف من الطعام قال : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا .. وقنعنا بما آتانا ..
    فتأوَّه صاحب الدار تأوُّه الحزين وقال : لو قنّعَك الله بما آتاك .. لما كانت مطهرتي مرهونة !!
    وكذلك لو زرت مريضاً فلا تردد عليه :
    أووووه .. وجهكـــ أصفر .. عيناك زائغتــــان .. جلدك يابـــــس ..
    عجباً !! هـــل أنـــــت طبيبــــه ؟ قــــل خيراً أو اصمت ..
    ذكروا أن رجلاً زار مريضاً .. فجلس عنده قليلاً ..
    ثم سأله عن علته .. فأخبره المريض بها .. وكانت علة خطيرة ..
    فصــــــــرخ الزائــــــــر :
    آآآآ .. هذه العلة أصابت فلاناً صاحبي فمـــات منها ..
    وأصابت فلاناً صديق أخي ولا يزال مقعداً منها أشهـــراً ثم مات ..
    وأصابت فلاناً جار زوج أختــي ومــــات ..
    والمريـــض يستمع إليه ويكـــاد أن ينفجر ..
    فلما أنهى الزائر كلامه وأراد الخروج التفت إلى المريض
    وقال : هـــاه .. توصيني بشـــــــيء ؟
    قال المريض : نعم .. إذا خرجت فلا تـــرجع إلي َّ ..
    وإذا زرت مريضاً فلا تذكر عنده الموتى ..
    وذكروا كذلك أن امرأة عجوزاً مرضــــت عجوز صديقة لها ..
    فجعلت هذه العجــــوز تلتمــــس من أبنائها واحداً وَاحداً
    أن يذهبوا بها لتلك المريضة لزيارتها وهم يتعللون ويعـــــــتذرون ..
    حتى رضي أحد أبنائها على مضض .. وذهب بها بسيارته ..
    فلما وصل بيت العجوز المريضة نزلت أمه وجعل ينتظرها في سيارته ..
    دخلت الأم على المريضة فإذا هي قد تمكّن منها المرض .. فسلـــــمت عليها ودعت لها ..
    فلما مشت خارجة مرت ببنات المريضة وهن يبكين في صالـــــة البيت ..
    فقالت بكل براءة : أنا لا يتيسر لي المجيء أليكن كلمـــــا أردت ..
    و أمكم مريضة ويبدو لي أنها ستموت .. فأحسن الله عزاءكــــــم من الآن ..!!
    فانتبه يا لبيب .. كن لماحاً لما يفرح ويسر .. لا لما يحــــــزن ..


    :: مشكلة ::
    إذا اضطررت للمح سيء .. كوسخ ثوبه .. أو رائحة سيئة .. فأحسن التنبيه .. كن لطيفاً ذكياً ..

  14. #194


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الثاني و الخمســـــــين : أقنعه بخطئه ليقبل النصح ..
    يقول الشيخـ :::: بعض الناس يشغل الآخرين بكثرة التوجيهات والملاحظات ..
    حتى يوصلهم إلى مرحلة الملل والاستثقال .. خاصة إذا كانت النصائح والتوجيهات ..
    مبنية على آراء وأمزجة شخصية .. كمن ينصحك بعد وليمة دعوت الناس إليها وتعبت في إعدادها ..
    وتعب معك أهلك ومالك ! ثم يقول لك هذا الناصح ..
    يا أخي الوليمة ما كانت مناسبة .. وتعبك ذهب هدراً ..
    وكنت أظن أنها ستكون بمستوى أعلى من هذا .. فتقول لماذا ؟
    فيقول : يا أخي أكثر اللحم كان مشوياً .. وأنا أحب اللحم المسلوق !!
    والسلطات كانت حامضة بسبب اللليمون .. وأنا لا أحب ذلك ..
    وكذلك الحلويات كانت مزينة بالكريمة .. وهذا يجعل طعمها غير مقبول ..
    ثم يقول لك : وعموماً أكثر الناس أيضاً تضايقوا ..
    وما أكلوا إلا مجاملة .. أو لأنهم اضطروا إليه ..
    فقطعاً .. أنت هنا ستنظر إلى هذا الناصح نظرة ازدراء وإعراض ..
    ولن تقبل منه نصيحته ؛ لأنها مبنية على آراء وأمزجة شخصية ..!!
    قل مثل ذلك فيمن ينصح آخر حول طريقة تعامله مع أولاده ..
    أو مع زوجته .. أو طريقة بنائه لبيته .. أو نوع سيارته .. بناء على ذوقه الخاص ..
    انتبه دائماً أن تكون هذه النصائح والانتقادات مبنية على مجرد أمزجة شخصية ..
    نعم لو طلب رأيك .. أبده له واعرضه عليه ..
    أما أن تتكلم معه وتنصح كما تنصح المخطئ ..
    فلا .. وأحياناً .. المنصوح لا يشعر أنه مخطئ ..
    فلا بد أن تكون حجتك قوية عند نصحه ..
    جلس أعرابي صلف مع قوم صالحين .. فتكلموا حول بر الوالدين ..
    والأعرابي يسمع ..فالتفت إليه أحدهم وقال : يا فلان .. كيف برك بأمك ..
    فقال الأعرابي : أنا بها بار .. قال : ما بلغ من برك بها ؟
    قال : والله ما قرعتها بسوط قط !!
    يعني إن احتاج إلى ضربها .. ضربها بيده أو عمامته ..
    أما السوط فلا يضربها به .. من شدة البرّ!!
    فالمسكين ما كان ميزان الخطأ والصواب عنده مستقيماً ..
    فكن رفيقاً لطيفاً .. حتى يقتنع الذي أمامك بخطئه ..
    كان في عهده صلى الله عليه وسلمـ امرأة من بني مخزوم تستلف المتاع من النساء ..
    وتتغافل عن رده فإذا سألوها عنه جحدته .. وأنكرت أنها أخذت شيئاً ..
    حتى زاد أذاها في الجحد والسرقة فرفع أمرها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    فقضى فيها أن تقطع يدها ..
    فشق على قريش أن تقطع يدها وهي من قبيلة من كبار قبائل قريش ..
    فأرادوا أن يكلموا النبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    ليخفف هذا الحكم إلى حكم آخر .. كجلد أو غرامة مال .. أو نحو ذلك ..
    وكلما توجه رجل منهم لنقاش النبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    في هذا الأمر .. تردد ورجع ..
    فقالوا لن يجترئ على رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    إلا أسامة بن زيد .. حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلمـ .. وابن حِبِّه ..
    تربى هو وأبوه في بيت النبي صلى الله عليه وسلمـ حتى صار كولده ..
    فكلموا أسامة .. أقبل أسامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    فرحب به وأجلسه عنده ..
    جعل أسامة يكلم النبي صلى الله عليه وسلمـ ليخفف الحكم ..
    ويبين أن هذه المرأة من أشراف الناس ..
    وأسامة يواصل الكلام والنبي صلى الله عليه وسلمـ يستمع ..
    كان أسامة يحاول إقناع النبي صلى الله عليه وسلمـ برأيه ..
    نظر النبي صلى الله عليه وسلمـ إلى أسامة .. فإذا هو يحاول ويناقش ..
    بكل قناعة .. ولا يدري أنه يطلب منه ما لا يجوز ..!!
    فتغير النبي وغضب صلى الله عليه وسلمـ .. وكان أول كلمة قالها ..
    أن بين له خطأه فقال : أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة ؟
    فكأنه يبين سبب غضبه لأسامة .. وأن حدود الله تعالى التي ..
    أوجب على عباده إقامتها لا تجوز الشفاعة فيها .. فانتبه أسامة..
    وقال فوراً : استغفر لي يا رسول الله ..
    فلما كان الليل .. قام صلى الله عليه وسلمـ ..
    فخطب في الناس وأثنى على الله بما هو أهله ..
    ثم قال : " أما بعد .. فإنما أهلك الذين من قبلكم :أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ..
    وإذا سرق فيهم الضعيف .. أقاموا عليه الحد .. وإني والذي نفسي بيده ..
    لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها .."
    ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقطعت يدها ..
    قالت عائشة رضيـ الله عنها : فحسنت توبتها بعدُ .. وتزوجت ..
    وكانت تأتيني بعد ذلك .. فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    أسامة رضيـ الله عنه له مواقف متعددة مع رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    كلها تفيض بالرحمة والتعامل الراقي ..
    قال أسامة بن زيد : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    إلى الحرقات من جهينة ..
    فهزمناهم وخرجنا في آثارهم .. فلحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم ..
    فلاذ منا بشجرة ..فلما أدركناه .. ورفعنا عليه السيف .. قال : لا إله إلا الله ..
    فأما صاحبي الأنصاري فخفض سيفه ..
    وأما أنا فظننت أنه يقولها فرقاً من السلاح .. فحملت عليه فقتلته ..
    فعرض في نفسي من أمره شيء ..
    فأتيت النبي صلى الله عليه وسلمـ .. فأخبرته ..
    فقال لي : أقال لا إله إلا الله .. ثم قتلته ؟!
    قلت : إنه لم يقلها من قِبَلِ نفسه .. إنما قالها فرقاً من السلاح ..
    فأعاد علي : أقال لا إله إلا الله .. ثم قتلته ؟!
    فهلا شققت عن قلبه .. حتى تعلم أنه إنما قالها فرقاً من السلاح ..
    سكت أسامة .. فهو لم يشق عن قلب الرجل فعلاً ..!!
    لكنه كان في ساحة حرب .. والرجل مقاتل !!
    فأعاد عليه صلى الله عليه وسلمـ السؤال مستنكراً ..
    أقال لا إله إلا الله .. ثم قتلته ؟!
    يا أسامة قتلت رجلاً بعد أن قال لا إله إلا الله !! كيف تصنع بلا إله إلا الله يوم القيامة ؟!
    فما زال يقول ذلك حتى وددت إني لم أكن أسلمت إلا يومئذ ..
    فتأمل كيف تدرج معه ببيان الخطأ وإقناعه به .. ثم وعظه ونصحه ..
    ولأجل أن يقتنع المنصوح بما تقول .. ناقشه بأفكاره ومبادئه هو قدر المستطاع ..
    نعم فكر من وجهة نظره .. بينما رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    في مجلسه المبارك .. يحيط به أصحابه ألأطهار ..
    إذ دخل شاب إلى المسجد وجعل يتلتفت يميناً وشمالاً كأنه يبحث عن أحد ..
    وقعت عيناه على رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..فأقبل يمشي إليه ..
    كان المتوقع أن يجلس الشاب في الحلقة ويستمع إلى الذكر .. لكنه لم يفعل ..!
    إنما نظر الشاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    وأصحابه حوله .. ثم قال بكل جرأة ..
    يا رسول الله .. ائذن لي بـ .. بطلب العلم ؟! لا .. لم يقلها .. ويا ليته قالها ..
    ائذن لي بالجهاد .. لا .. ويا ليته قالها .. أتدري ماذا قال ؟
    قال : يا رسول الله .. ائذن لي بالزنا .. عجباً !! هكذا بكل صراحة ؟!!
    نعم .. هكذا : ائذن لي بالزنا ..
    نظر النبي صلى الله عليه وسلمـ إلى الشاب ..
    كان يستطيع أن يعظه بآيات يقرؤها عليه ..
    أو نصيحة مختصرة يحرك بها الإيمان في قلبه ..
    لكنه صلى الله عليه وسلمـ سلك أسلوباً آخر ..
    قال له صلى الله عليه وسلمـ بكل هدوء : أترضاه لأمك ؟
    فانتفض الشاب وقد مرَّ في خاطره أن أمه تزني .. فقال : لا .. لا أرضاه لأمي ..
    فقال له صلى الله عليه وسلمـ بكل هدوء : كذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم ..
    ثم فاجأه سائلاً : أترضاه لأختك ؟!
    فانتفض الشاب أخرى .. وقد تخيل أخته العفيفة تزني ..
    وقال مبادراً : لا .. لا أرضاه لأختي ..فقال صلى الله عليه وسلمـ ..
    كذلك الناس لا يرضونه لأخواتهم .. ثم سأله : أترضاه لعمتك ؟! أترضاه لخالتك ؟!
    والشاب يردد : لا .. لا .. فقال صلى الله عليه وسلمـ ..
    فأحب للناس ما تحب لنفسك ..واكره للناس ما تكره لنفسك ..
    أدرك الشاب عند ذلك أنه كان مخطئاً .. فقال بكل خضوع ..
    يا رسول الله .. ادعُ الله أن يطهر قلبي ..
    فدعاه صلى الله عليه وسلمـ .. فجعل الشاب يقترب .. ويقترب ..
    حتى جلس بين يديه .. ثم وضع يده على صدره ..
    وقال : اللهم اهد قلبه .. واغفر ذنبه .. وحصن فرجه ..
    فخرج الشاب وهو يقول : والله لقد دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    وما شيء أحب إليَّ من الزنا .. وخرجت من عنده وما شيء أبغض إليَّ من الزنا ..
    ثم انظر إلى استعمال العواطف .. دعاه .. وضع يده على صدره .. دعا له ..
    يعني استعمل جميع الأساليب لإصلاح من أمامه ..
    بعدما جعله يقتنع بشناعة الفعل ليتركه عن قناعة .. فلا يفعله أبداً .. لا أمامه ولا خلفه ..

    :: قاعدة ::
    إذا شعر المخطئ ببشاعة خطئه اقتنع بحاجته للنصيحة .. وصار قبوله أكثر .. وقناعته أكبر ..

  15. #195


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الثالث و الخمســـين : تأكد من الخطأ قبل النصيحة ..
    يقول الشيخـ :::: كان واضحاً من نبرة صوته لما اتصل بي ..
    أنه كن غضباناً يكتم غيظه قدر المستطاع ..
    ليست هذه هي النبرة التي تعودت عليها من فهد ..شعرت أن عنده شيئاً ..
    بدأ كلامه .. متحدثاً عن الفتن وتعرض الناس لها ..
    ثم احتدت النبرة .. وجعل يكرر : أنت داعية .. وطالب علم .. وأفعالك محسوبة عليك ..
    قلت : أبا عبد الله ليتك تدخل في الموضوع مباشرة ..
    قال : المحاضرة التي ألقيتها في .. وقلت ..تعجبت ..
    قلت : متى كان ذلك ؟ قال : قبل ثلاثة أسابيع ..
    قلت : لم أذهب لتلك المنطقة منذ سنة .. قال : بلى .. وتحدثت عن كذا ..
    ثم تبين لي أن صاحبي .. بلغته إشاعة فصدقها .. وبنى على أساسها مناصحته ..
    وموقفه .. وكلامه .. صحيح أنني لا أزال أحبه .. لكن نظرتي إليه قصرت ..
    لأنني اكتشفت أنه متسرع .. ومثل ما يقولون ( يطير في العجّة ) ..!!
    كم هم أولئك الذين يبنون مواقفهم ونظراتهم على إشاعات ..
    قليل منهم من يأتيك مناصحاً .. ليكتشف بعدها أنه كان يجري وراء إشاعة ..
    وكثير منهم من تنطبع هذه الإشاعة في قلبه .. ويكوّن على أساسه تصوره عنك ..
    وهي كذبة ..أحياناً يشاع أن فلاناً فعل كذا وكذا ..
    فلأجل أن تحتفظ بقدرك عنده .. تأكد من الخبر قبل الكلام عنه ..
    وهذا منهج النبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلمـ. .
    فنظر النبي صلى الله عليه وسلمـ إليه ..
    فإذا رجل رث الهيئة .. مغبر الشعر .. فأراد صلى الله عليه وسلمـ ..
    أن ينصحه ليصلح من هيئته .. لكنه خشي أن يكون الرجل فقيراً أصلاً .. ليس ذا مال ..
    فقال له : هل لك من مال ؟ قلت : نعم .. قال : من أي المال ..؟
    قال : من كل المال .. من الإبل .. والرقيق .. والخيل .. والغنم ..
    قال : فإذا آتاك الله مالاً .. فليُر عليك .. ثم قال : تنتج إبل قومك صحاح آذانها ..
    فتعمد إلى الموسى .. فتقطع آذانها .. فتقول : هذه بحيرة .. وتشقها ..
    أو تشق جلودها .. وتقول :هذه صرم .. فتحرمها عليك وعلى أهلك ..
    قال : نعم .. قال : فإن ما أعطاك الله لك حل .. موسى الله أحد ..
    وفي عام الوفود .. كان بعض الناس يأتي مسلماً ..
    ويبايع النبي صلى الله عليه وسلمـ .. وبعضهم يأتي كافراً .. ويسلم أو يعاهد ..
    فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلمـ مع أصحابه يوماً .. إذ جاء وفد الصّدِف ..
    وهم بضعة عشر راكبا .. فأقبلوا إلى مجلس النبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    فجلسوا و لم يسلموا .. فسألأهم : " أمسلمون أنتم ؟ "
    قالوا : نعم .. قال : " فهلا سلمتم ؟ " ..
    فقاموا قياماً فقالوا : السلام عليك أيها النبيـ ورحمة الله وبركاته ..
    فقال : " وعليكم السلام .. اجلسوا " .. فجلسوا .
    ثم سألوه صلى الله عليه وسلمـ عن أوقات الصلوات ..
    وفي عهد عمر رضيـ الله عنه.. توسعت بلاد الإسلام ..
    فعين عمر سعد بن أبي وقاص أميراً على الكوفة ..
    كان أهل الكوفة حينذاك مشاغبين على ولاتهم ..
    أرسل نفر منهم رسالة إلى الخليفة عمر رضيـ الله عنه .. يشتكون إليه من سعد ..
    وذكروا عيوباً كثيرة .. حتى إنهم قالوا : ولا يحسن أن يصلي !!
    فلما قرأ عمر الكتاب .. لم يتسرع باتخاذ قرار .. ولا كتابة نصيحة ..
    وإنما أرسل محمد بن مسلمة إلى الكوفة معه كتاب إلى سعد ..
    وأمره أن يسير مع سعد ويسأل الناس عنه ..
    جعل محمد بن مسلمة يصلي مع سعد في المساجد .. ويسأل الناس عن سعد ..
    ولم يدع مسجد إلا سأل عنه .. ولا يذكرون عن سعد إلا معروفاً ..
    حتى دخلا مسجداً لبني عبس ..
    فقام محمد بن مسلمة .. وسأل الناس عن أميرهم سعد ؟؟
    فأثنوا عليه خيراً ..
    فقال محمد : أنشدكم بالله .. هل تعلمون منه غير ذلك ؟
    قالوا : لا نعلم إلا خيراً .. فكرر عليهم السؤال ..
    عندها قام رجل في آخر المسجد .. اسمه أسامة بن قتادة .. فقال :
    أما إذ نشدتنا بالله .. فاسمع : إن سعداً كان لا يسير بالسوية .. ولا يعدل في القضية ..
    فعجب سعد وقال : أنا كذلك ؟
    قال الرجل نعم ..
    فقال سعد : أما والله لأدعون بثلاث :
    اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً .. وقد قام رياء وسمعة ..
    اللهم فـ أطل عمره .. وأطل فقره .. وعرضه للفتنـ ..
    ثم خرج سعد من المسجد ..
    ومضى إلى لمدينة ومات بعدها بسنوات ..
    أما ذلك الرجل فلا زالت دعوة سعد تلاحقه ..
    حتى كبرت سنه ورق عظمه واحدودب ظهره وطال عمره
    حتى مل من حياته واشتد فقره ..
    فكان يجلس وسط الطريق يسأل الناس .. وقد سقط حاجباه على عينيه من شدة الكبر ..
    فإذا مرت به النساء مد يده يغمزهن ويتعرض لهن ..
    فكان الناس يصيحون به .. ويسبونه .. فيقول ..
    وماذا أفعل !! شيخ كبير مفتون .. أصابتني دعوة الرجل الصالح سعد بن أبي وقاص ..


    :: حديث ::
    بئس مطية الرجل زعموا .. وكفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع ..

  16. #196


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الرابع و الخمســـــــين : اعترف بخطئك .. لا تكابر ..
    يقول الشيخـ :::: كثير من المشاكل التي ربما تستمر العداوة بسببها ..
    سنة وسنتين .. وربما العمر كله .. يكون حلها ..
    أن يقول أحدهما للآخر : أنا أخطأت .. وأعتذر ..موعد أخلفته ..
    أو مزحة ثقيلة ..أو كلمة نابية .. سارع إلى إطفاء شرارها قبل أن تضطرم النار بسببها ..
    أنا آسف .. حقك عليَّ .. ما يصير خاطرك إلا طيب ..
    ما أجمل أن نتواضع ونسمع الناس هذه العبارات ..
    وقعت خصومة بين أبي ذر وبلال .. رضي الله عنهما .. وهما صحابيان .. لكنهما بشر ..
    فغضب أبو ذر .. وقال لبلال : يا ابن السوداء ..
    فشكاه بلال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    فدعاه النبي صلى الله عليه وسلمـ فقال : أساببت فلاناً ؟
    قال : نعم .. قال : فهل ذكرت أمه ؟
    قال : من يسابب الرجال .. ذُكر أبوه وأمه يا رسول الله ..
    فقال صلى الله عليه وسلمـ : إنك امرؤ فيك جاهلية ..
    فتغير أبو ذر .. وقال : على ساعتي من الكبر ..؟ قال : نعم ..
    ثم أعطاه النبي صلى الله عليه وسلمـ منهجاً يتعامل به مع من هم أقل منه ..
    فقال : إنما هم إخوانكم .. جعلهم الله تحت أيديكم .. فمن كان أخوه تحت يده ..
    فليطعمه من طعامه وليلبسه من لباسه .. ولا يكلفه ما يغلبه ..
    فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه .. فماذا فعل أبو ذر رضيـ الله عنه؟!
    مضى أبو ذر حتى لقي بلالاً .. ثم اعتذر .. وقعد على الأرض .. بين يدي بلال ..
    ثم جعل يقرب من الأرض حتى وضع خده على التراب وقال : يا بلال .. طأ برجلك على خدي ..
    هكذا كان الصحابة رضيـ الله عنهمـ في حرصهم على إطفاء نار العداوة قبل اشتعالها ..
    فإن اشتعلت منعوها من الامتداد .. وقعت بين أبي بكر وعمر رضيـ الله عنه محاورة. .
    فأغضب أبو بكر عمرَ .. فانصرف عنه عمرُ مغضباً ..
    فلما رأى أبو بكر ذلك .. ندم .. وخشي أن يتطور الأمر ..
    فانطلق يتبع عمر .. ويقول : استغفر لي يا عمر .. وعمر لا يلتفت إليه ..
    وأبو بكر يعتذر .. ويمشي وراءه حتى وصل عمر إلى بيته .. وأغلق بابه في وجهه ..
    فمضى أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلمـ مقبلاً من بعيد .. رآه متغيراً ..
    فقال : أما صاحبكم هذا فقد غامر .. جلس أبو بكر ساكتاً .. فلم تمض لحظات ..
    حتى ندم عمر على ما كان منه .. وكانت قلوبهم بيضاء ..
    فأقبل إلى مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلمـ..
    فسلم وجلس بجانب النبي صلى الله عليه وسلمـ .. وقص عليه الخبر ..
    وحكى كيف أعرض عن أبي بكر ولم يقبل اعتذاره ..
    فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلمـ .. فلما رأى أبو بكر غضبه ..
    جعل يقول : والله يا رسول الله .. لأنا كنت أظلم .. أنا كنت أظلم ..
    وجعل يدافع عن عمر ويعتذر له ..
    فقال صلى الله عليه وسلمـ : هل أنتم تاركون لي صاحبي ؟
    هل أنتم تاركون لي صاحبي ؟ إني قلت : يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ..
    فقلتم : كذبت .. وقال أبو بكر : صدقت ..
    وانتبه أن تكون ممن يصلح الناس ويفسد نفسه .. يدور بها كما يدور الحمار في الرحى ..
    فإذا كنت في موضع توجيه أو اقتداء .. كمدرس مع طلابه ..
    وأب مع أولاده .. أو أم .. وكذلك الزوجان مع بعضهما ..
    وزع عمر رضيـ الله عنه ثياباً على الناس .. فنال كل واحد قطعة قماش تكفيه إزاراً أو رداءً ..
    ثم قام يخطب الناس يوم الجمعة ..
    فقال في أول خطبته : إن الله كتب لي عليكم السمع والطاعة ..
    فقام رجل من القوم وقال : لا سمع لك ولا طاعة ..
    فقال عمر : لمه ؟ قال : لأنك قسمت علينا ثوباً .. ثوباً .. وأنت تلبس ثوبين جديدين ..
    أي إزارك ورداؤك .. كلاهما نلحظ أنه جديد ..
    فقال عمر : قم يا عبد الله بن عمر .. فقام .. فقال : ألست دفعت لي ثوبك لأخطب به ..؟
    قال : نعم .. فقعد الرجل وقال : الآن نسمع ونطيع .. وانتهت المشكلة ..
    عزيزي لا تعجل عليَّ .. أنا معك أن أسلوب الرجل لما اعترض على عمر .. غير مناسب ..
    لكن العجب هو من قدرة عمر على استيعاب الموقف .. وإطفاء النار ..
    وأخيراً .. إذا أردت أن يقبل الناس منك ملاحظتك .. ونصحك .. أياً كانوا .. زوجة .. ولداً .. أختاً ..
    فكن أنت متقبلاً للنصح أصلاً .. غير متكبر عنه ..
    كان كثيراً ما يقول لها : اعتن بأولادك أكثر .. اطبخي جيداً .. إلى متى أقول : رتبي غرفة النوم
    وكانت تردد دائماً بكل أريحية : أبشر .. إن شاء الله .. أمرك ..
    قالت له يوماً .. ناصحة .. الأولاد في أيام اختبارات ويحتاجون وجودك بينهم ..
    فلا تتأخر إذا خرجت لأصحابك .. فما كاد يسمع منها ذلك حتى صاح بها ..
    لست متفرغاً لهم .. أتأخر أو لا أتأخر .. ليس شغلك .. ليس لك دخل فيَّ ..
    فبالله عليك قل لي : كيف تريدها أن تقبل منه نصحاً بعد ذلك !!
    وأخــــيراً ..
    الذكي .. هو الذي يسد الفتحات في جداره حتى لا يستطيع الناس أن يسترقوا النظر ..
    بمعنى : أن لا تفتح مجالاً لشك الناس فيك ..
    أذكر أن إحدى الجمعيات الدعوية استدعت مجموعة من الدعاة لعقد محاضرات في ألبانيا ..
    كان رئيس المراكز الدعوية في ألبانيا حاضراً الاجتماع ..
    نظرنا إليه .. فإذا ليس في خديه شعرة واحدة ..
    فنظر بعضنا إلى بعض مستغرباً ..!!
    فقد جرت العادة أن يكون الداعية ملتزماً بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلمـ معفياً لحيته..
    ولو بعضها .. فكيف برئيس الدعاة ؟!
    فلما ابتدأ الاجتماع قال لنا ضاحكاً : يا جماعة .. أنا أمرد .. أصلاً لا ينبت لي لحية ..
    لا تعملوا لي محاضرة إذا انتهينا ..
    تبسمنا وشكرناه .. وإن شئت فارحل معي إلى المدينة ..
    وانظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    وقد كان معتكفاً في مسجده في ليالي رمضان ..
    فأقبلت إليه زوجه صفية بنت حيي رضيـ الله عنها زائرة ..
    فمكثت عنده قليلاً ..ثم قامت لتعود لبيتها ..فلم يشأ النبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    أن تعود في ظلمة الليل وحدها ..
    فقام معها ليوصلها .. فمشى معها في الطريق .. فمر به رجلان من الأنصار ..
    فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلمـ والمرأة معه .. أسرعا ..
    فقال صلى الله عليه وسلمـ لهما : على رسلكما إنها صفية بنت حيي ..
    فقالا : سبحان الله يا رسول الله أي : أيُعقل أن نشك فيك أن يكون معك امرأة أجنبية عنك ..!!
    فقال صلى الله عليه وسلمـ : إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ..
    وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً .. أو قال شيئاً ..

    :: شجاعة ::
    ليست الشجاعة أن تصر على خطئك .. وإنما أن تعترف به .. ولا تكرره مرة أخرى ..

  17. #197


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الخامس و الخمســـــــين : فَـكِّك الحزمة ..!!
    يقول الشيخـ :::: إذا كان الخطأ واقعاً من مجموعة .. فالأصل أن تنصحهم وهم مجتمعون ..
    ولكن قد تحتاج أحياناً أن تفكك الحزمة .. أعني ..
    أن تكلم كل واحد على حدة .. وتنصحه. .
    مثال :مررت بمجلس منزلكم .. وسمعت أخاك يتحدث مع أصدقائه ..
    وكانوا ضيوفاً عنده .. ويخططون أن يسافروا إلى بلد كذا ..
    وهذا البلد لا يسلم من يذهب إليه غالباً من التعرض للمحرمات الكبار ..
    كالزنا وشرب الخمر .. أردت أن تنصح ..
    من الأساليب أن تدخل عليهم وتنصحهم بكلمتين .. وتخرج ..
    لكن نتيجة ذلك قد لا تكون ناجحة كثيراً ..
    فما رأيك أن تفكك الحزمة .. وتكسر كل عود على حدة ..
    كيف ؟!
    إذا تفرقوا اجلس مع من تظنه أعقلهم .. وقل : يا فلان .. بلغني أنكم ستسافرون ..
    وأنت أعقلهم .. وتعلم أن هذا البلد لا يسلم المسافر إليه من البلايا والفتن ..
    وقد يعود مريضاً أو مبتلى .. فما رأيك أن تكسب أجرهم ..
    وتقترح عليهم أن يسافروا إلى بلد آخر .. تستمتعون فيه بالأنهار والبحار ..
    واللعب والأنس .. من غير معصية .. لا شك أنه إذا سمع منك هذا الكلام بالأسلوب الحسن
    .. سيقل حماسه إلى النصف .. اذهب إلى آخر .. وقل له مثل ذلك ..
    ثم قل للثالث مثله .. دون أن يشعر كل منهم بحديثك لصاحبه ..
    فتجد أنهم إذا اجتمعوا .. وتشجَّع أحدهم واقترح تغيير البلد .. وجد من يعاونه ..
    أو لو اكتشفت يوماً أن أولادك يجتمعون في غرفة أحدهم ..
    وينظرون إلى شريط فيديو خليع .. أو مقاطع ( بلوتوث ) فيها صور خليعة .. أو نحو ذلك ..
    فقد يكون من المناسب أن تنصح كلاً منهم على حدة .. لكيلا تأخذهم العزة بالإثم ..
    هل لهذا شاهد من السيرة ؟ نعــم ..
    لما اشتد الخلاف بين رسول الله صلى الله عليه وسلمـ وبين قريش ..
    اجتمعت قريش وقاطعت النبي وجميع أقاربه من بني هاشم ..
    وكتبت صحيفة أن بني هاشم لا يُشترى منهم .. ولا يُباع عليهم .. ولا يُزوَّجون .. ولا يُتزوَّج منهم ..
    وحُبس النبي صلى الله عليه وسلمـ مع أصحابه في وادٍ غير ذي زرع ..
    واشتدت الكربة على الصحابة حتى أكلوا الشجر ..
    بل مضى أحدهم يوماً ليبول .. فسمع صوتاً تحته ..
    فنظر فإذا قطعة من جلد بعير .. فأخذها .. وغسلها وشواها بالنار .. ثم فتّـتَـتها ..
    وخلطها بالماء .. وجعل يتموَّن بها ثلاثة أيام !!
    فقال صلى الله عليه وسلمـ يوماً لعمه أبي طالب .. وكان محبوساً معهم في الشعب ..
    يا عم إن الله قد سلط الأَرَضة على صحيفة قريش ..
    فلم تدع فيها اسماً هو لله إلا أثبتته فيها . ونفت منها الظلم والقطيعة والبهتان ..
    أي إن دابة الأرضة أكلت صحيفة قريشس فلم يبق منها إلا عبارة : باسمك اللهم !!
    فعجب أبو طالب وقال : أربك أخبرك بهذا ؟ قال : نعم ..
    قال : فوالله ما يدخل عليك أحد .. حتى أخبر قريشاً بذلك ..
    ثم خرج إلى قريش فقال :
    يا معشر قريش .. إن ابن أخي قد أخبرني بكذا وكذا .. فهلمَّ صحيفتكم ..
    فإن كانت كما قال فانتهوا عن قطيعتنا وانزلوا عنها ..
    وإن كان كاذباً .. دفعت إليكم ابن أخي فافعلوا به ما شئتم ..
    فقال القوم : قد رضينا .. فتعاقدوا على ذلك ..
    ثم نظروا فإذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلمـ .. فزادهم ذلك شراً ..
    وظل بنو هاشم وبنو المطلب في واديهم .. حتى كادوا أن يهلكوا ..
    وكان من كفار قريش رجال رحماء ..
    منهم : هشام بن عمرو .. وكان ذا شرف في قومه ..
    فكان يأتي بالبعير قد حمله طعاماً .. وبنو هاشم وبنو المطلب في الشعب ليلاً ..
    حتى إذا بلغ به فم الشعب .. خلع خطامه من رأسه ثم ضرب على جنبه فدخل الشعب عليهم ..
    ومضت اليام ورأى هشام .. أنه لا طاقة له بإطعامهم كل ليلة .. وهم كثير ..
    فقرر أن يسعى لنقض الصحيفة الظالمة .. ولكن أنى له ذلك وقريش قد أجمعت عليها ..
    فاتبع أسلوب تفكيك الحزمة ..
    مشى إلى زهير بن أبي أمية .. وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب ..
    فقال : يا زهير أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء ..
    وأخوالك حيث علمت ؟ لا يباع لهم ولا يبتاع منهم .. ولا يُنَكَّحون ولا يُنكحُ إليهم ؟!
    أما إني أحلف بالله لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام .. يعني أبا جهل ..
    وكان أشدهم عداوة للمؤمنين وتعصباً للمقاطعة .. ما تركهم على هذا الحال ..
    قال : ويحك يا هشام .. فماذا أصنع ؟
    إنما أنا رجل واحد والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها ..
    قال : قد وجدت رجلاً ..
    قال : من هو ؟
    قال : أنا ..
    قال زهير : أبغنا ثالثاً ..
    قال هشام : فاكتم عني ..
    فذهب إلى المطعم بن عدي .. وكان رجلاً عاقلاً .. فقال له : يا مطعم ..
    أرضيت أن يهلك بطنان من بني عبد مناف .. وأنت شاهد على ذلك .. موافق لقريش فيه ؟!
    قال : ويحك فماذا أصنع ؟ إنما أنا رجل واحد ..
    قال : وجدت لك ثانياً ..
    قال : من ؟ قال : أنا ..
    قال : أبغنا ثالثاً ..
    قال : قد فعلت .. قال : من هو ؟
    قال : زهير بن أبي أمية ..
    قال : أبغنا رابعاً ..
    قال : فاكتم عني ..
    فذهب إلى أبي البختري بن هشام .. فقال له ما قال لصاحبيه ..
    فتحمس لذلك .. وقال : وهل تجد أحدا يعين على هذا ؟
    قال : نعم ..
    قال : من هو ؟
    قال : زهير بن أبي أمية والمطعم بن عدي وأنا معك ..
    قال : أبغنا خامساً ..
    فذهب هشام إلى زمعة بن الأسود .. فكلمه وذكر له قرابتهم وحقهم ..
    فقال له : وهل على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد ؟
    قال : نعم .. فلان وفلان ..
    فاتفقوا جميعاً على هذا الرأي .. وتوعدوا عند "حطم الحجون " ليلاً بأعلى مكة ..
    فاجتمعوا هنالك ..وأجمعوا أمرهم وتعاقدوا على القيام في الصحيفة حتى ينقضوها ..
    وقال زهير : أنا أبدؤكم فأكون أول من يتكلم .. ثم تقموا أنتم فتتكلمون ..
    فلما أصبحوا غدوا إلى مجالسهم حول الكعبة .. حيث يجتمع الناس ويتبايعون ..
    وغدا زهير بن أبي أمية عليه حلة ..
    فطاف بالبيت سبعاً .. ثم أقبل على الناس وصرخ :
    ياااا أهل مكة أنأكل الطعام ..؟ ونلبس الثياب ..؟ وبنو هاشم هلكى !!
    لا يباع لهم ولا يبتاع منهم .. والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة ..
    فصرخ أبو جهل ..وكان في مجلس مع أصحابه .. قال : كذبت .. والله لا تشق ..
    فقام زمعة بن الأسود وصرخ : بل أنت والله أكذب .. ما رضينا كتابتها حين كتبت ..
    فالتفت إليه أبو جهل ليرد عليه .. ففاجأه البخترى قائماً يقول : صدق زمعة ..
    لا نرضى ما كتب فيها ولا نقر به .. فالتفت أبو جهل إلى البخنري ..
    فإذا بالمطعم بن عدى يصرخ : صدقتما وكذب من قال غير ذلك ..
    نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها .. وقام هشام بن عمرو وقال مثل قولهم ..
    فتحير أبو جهل .. وسكت هنية ثم قال : هذا أمر قُضِي بليل .. تشوور فيه بغير هذا المكان ..
    ثم انطلق المطعم بن عدي إلى الكعبة .. وتوجه إلى الصحفية ليشقها ..
    فوجد دابة الأرضة قد أكلتها .. إلا باسمك اللهم ..

    :: كن ذكياً ::
    الطبيب الحاذق يتلمس أولاً بأصابعه .. فيختار الموضع المناسب قبل غرز الإبرة ..

  18. #198


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ السادس و الخمســـــــين : جلد الذات !!
    يقول الشيخـ:::: من الذكريات ..
    أنا خرجنا مرة للبر .. وكان معنا أبو خالد .. صديق لنا نظره ضعيف جداً ..
    كنا نخدمه .. نقرب إليه الماء .. التمر .. القهوة .. وهو يردد : لا بد أن أساعدكم ..
    أريد أن أشتغل معكم .. كلفوني بأي عمل ..
    ونحن ننهاه عن ذلك ..
    ذبحنا شاة معنا .. وقطعناها ووضعناها في القدر .. تمهيداً لطبخها ..
    ولم نشعل النار بعد ..وانشغلنا بنصب الخيمة .. وترتيب الأغراض ..
    تحركت الشهامة في أبي خالد .. ويا ليتها لم تفعل .. فقام وتوجه إلى القدر ..
    فرأى اللحم .. فأدرك أن أول شيء سنفعله هو أن نصب الماء على اللحم ..
    فتوجه إلى الأغراض في السيارة .. وجعل يتلمس الأغراض .. مولد كهرباء ..
    أسلاك .. مصابيح .. أربع مطارات بلاستيك فيها ماء .. وبنزين .. وأغراض أخرى ..
    فالتقط أقرب مطارة إليه .. وأقبل بها مبتهجاً إلى القدر .. وأفرغ نصفها فيه ..
    لمحه أحدنا .. فصرخ به .. لا .. لا .. أبو خالد ..
    وهو يردد : خلوني أشتغل .. خلوني ..
    فسحبنا المطارة منه فوراً .. وغرقنا في الضحك الذي يغالبه البكاء ..
    لأننا اكتشفنا أنها مطارة البنزين .. وليست مطارة الماء ..!!
    وتغدينا على خبز وشاي .. لم تفسد الرحلة .. بل كانت من أمتع الرحلات ..
    ولماذا نعذب أنفسنا بأمر قد انتهى ..
    وأذكر أيضاً :لما كنت في الثانوية خرجت مع بعض الزملاء في رحلة ..
    تعطلت بطارية إحدى السيارات .. أقبلنا بسيارة أخرى وأوقفاناها أمامها ..
    لنوصل ببطاريتها البطارية المتعطلة ..أقبل طارق ووقف بين السيارتين ..
    وشبك الأسلاك في بطارية السيارة الأولى .. ثم شبكها في البطارية المتعطلة ..
    ثم أشار لأحد الشباب .. شغل السيارة ..
    ركب صاحبنا .. وكان ناقل الحركة ( القير ) على رقم واحد ..
    فما إن شغل السيارة حتى قفزت السيارة إلى الأمام وصكت ركبتي طارق ..
    بين صدامي السيارتين .. ووقع على الأرض مصاباً ..
    وصاحبنا في السيارة يردد : أشغل مرة ثانية ؟!!
    أبعدنا السيارتين .. وساعدنا طارق على المشي .. كان يعرج ويتألم من ركبتيه بشدة ..
    لكنه أعجبني أنه لم يزد ألمه بصراخ أو سبّ .. أو توبيخ .. بل ابتسم وأظهر الرضى ..
    وما فائدة الصراخ ؟ والأمر قد انتهى .. وصاحبنا أدرك خطأه ..
    إذا أردت أن تستمتع بحياتك .. فاعمل بهذه القاعدة ..
    لا تهتم بصغائر الأمور ..نحن أحياناً نعذب أنفسنا .. ونجلدها ..
    ونضيق ونتألم .. والألم لا يحل المشكلة ..
    افرض أنك دخلت إلى حفل عرس .. وقد لبست ثوباً حسناً ..
    ووضعت فوق رأسك غترة وعقالاً .. حتى صرت أجمل من العريس !!
    وبدأت تصافح الناس واحداً واحداً .. وفجأة أقبل طفل من ورائك ..
    وتعلق بطرف غترتك .. وسحبها فسقطت الغترة والعقال .. والطاقية ..
    وصار شكلك مضحكاً .. كيف تتصرف؟
    كثير منا يتعامل مع هذه المشكلة بأسلوب هو ليس حلاً لها ..
    يركض وراء الصغير .. يصرخ .. يسب .. يلعن ..
    والنتيجة : أنه حقق ما كان يريده الطفل من جذب انتباه .. وضجة .. وأضحك الناس عليه ..
    وربما صوره بعضهم وصار بلوتوثاً يتناقلونه ..!!
    أنت هنا .. حقيقة .. لا تعذب الطفل إنما تعذب نفسك ..
    أو افرض أنك ..لبست ثوباً جديداً .. ربما لم تسدد قيمته بعد ..
    وذهبت إلى شركة لتقدم على وظيفة .. مررت بأحد الأبواب كان مدهوناً بالطلاء للتوّ ..
    وبجانبه لوحة تحذيرية لم تنتبه لها ..
    وفجأة مسحت نصف الطلاء بثوبك .. وطفق عامل الطلاء يصرخ بك ساباً غضباباً ..
    كيف تتعامل مع هذه المشكلة ؟
    نحن في كثير من الأحيان أيضاً نتعامل معها بأسلوب ليس حلاً لها ..
    نثور ..نسبُّ العامل .. لِمَ لم تضع لوحة واضحة .. فيرد عليك بغضب ..
    وقد تكون النتيجة أن تتلطخ بتراب الأرض أكثر مما تلطخت بطلاء الباب !!
    على رسلك .. تدري أنت الآن ماذا تفعل ؟! إنك تعذب نفسك .. تجلد ذاتك ..
    وقل مثل ذلك لو تزينت وذهبت خاطباً .. فمرت بك سيارة وأنت خارج من البيت ..
    ورشت عليك من ماء كان مجتمعاً على الأرض ..
    هل ستعذب نفسك فتصرخ وتزعق بالسيارة وركابها .. وهي قد ولَّتك ظهرها ..
    وكذلك .. لا داعي لنتذكر دائماً الآلام التي مستنا في حياتنا ..
    محمد صلى الله عليه وسلمـ مرت به لحظات حزينة في حياته ..
    حتى جلس يوماً مع زوجه الحنون عائشة رضيـ الله عنها .. في لحظة ساكنة .. فسألته :
    هل أتى عليك يوم أشد عليك من يوم أحد ؟
    مرَّت تلك المعركة في ذاكرة النبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    آآآه .. ما أقسى ذلك اليوم .. يوم قُتل عمه حمزة وهو من أحب الناس إليه ..
    يوم وقف ينظر إلى عمه وقرة عينه .. وقد جُدع أنفه .. وقطعت أذناه ..
    وشُقَّ بطنه .. ومُزِّق جسده ..
    يوم كسرت أسنانه صلى الله عليه وسلمـ .. وجُرح وجهه .. وسالت منه الدماء ..
    يوم قتل أصحابه بين يديه ..
    يوم عاد صلى الله عليه وسلمـ إلى المدينة .. وقد نقص سبعون من أصحابه ..
    فرأى النساء الأرامل والأطفال اليتامى .. يبحثون عن أحبابهم وآبائهم ..
    فعلاً .. كان ذلك اليوم قاسياً ..
    كانت عائشة تنتظر الجواب .. فقال صلى الله عليه وسلمـ :
    ما لقيت من قومك كان أشد منه .. يوم العقبة .. إذ عرضت نفسي ..
    ثم ذكر لها قصة استنصاره بأهل الطائف .. وتكذيبهم له ..
    ورمي سفهائهم له بالحجارة حتى أدموا قدميه ..
    ومع وجود هذه الآلام في تاريخ حياته صلى الله عليه وسلمـ ..
    إلا أنه كان لا يسمح لها أن تنغص عليه استمتاعه بالحياة ..
    لا تستحق الالتفات إليها .. وقد مضت آلامها وبقيت حسناتها ..
    إذن لا تقتل نفسك بالهمّ ..
    وكذلك لا تقتل الناس بالهم واللوم ..
    نحن أحياناً نتعامل مع بعض المشاكل بأساليب هي في الحقيقة ليست حلاً لها ..
    كان الأحنف بن قيس سيد بني تميم ..
    لم يكن ساد قومه بقوة جسد .. ولا كثرة مال .. ولا ارتفاع نسب ..
    وإنما سادهم بالحلم والعقل ..حقد عليه قوم ..
    فأقبلوا إلى سفيه من سفهائهم وقالوا له :
    هذه ألف درهم على أن تذهب إلى سيد بني تميم .. الأحنف بن قيس ..
    فتلطمه على وجهه .. مضى السفيه ..
    فإذا الأحنف جالس مع رجال .. محتبياً بكل رزانة ..
    قد ضم ركبتيه إلى صدره .. وجعل يحدث قومه ..
    اقترب السفيه منه .. ودنا .. ودنا .. فلما وقف عنده ..
    مدَّ الأحنف إليه رأسه ظاناً أنه سيسرّ إليه بشيء ..
    فإذا بالسفيه يرفع يده ويلطم الأحنف على وجهه لطمة كادت تمزق خده !!
    نظر الأحنف إليه .. ولم يحلّ حبوته .. وقال بكل هدوووء :
    لماذا لطمتني ؟!!
    قال : قوم أعطوني ألف درهم على أن ألطم سيد بني تميم ..
    فقال الأحنف .. آآآه .. ما صنعت شيئاً .. لست سيد بني تميم ..!
    قال : عجباً !! فأين سيد بني تميم ..
    قال : هل ترى ذاك الرجل الجالس وحده .. وسيفه بجانبه ؟
    وأشار إلى رجل اسمه حارثة بن قدامة .. امتلأ غضباً وغيظاً ..
    لو قُسِّم غضبه على أمةٍ لكفاهم ..
    قال : نعم أراه .. الجالس هناك ..
    قال : فاذهب والطمه لطمة .. فذاك سيد بني تميم ..
    مضى الرجل إليه : واقترب من حارثة .. فإذا عينا حارثة تلتمع شرراً ..
    وقف السفيه عليه .. ورفع يده ولطمه على وجهه ..
    فما كادت يده تفارق خده حتى التقط حارثة سيفه .. وقطع يده ..!!
    وقديماً قيل : الفائز هو الذي يضحك في النهاية !!

    :: قناعة ::
    التعامل مع المشكلة بأساليب ليست حلاً لها .. يعذبك .. ولا يحل المشكلة !!

  19. #199


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ السابع و الخمســـــــين : ماذا سنتعلم ؟
    يقول الشيخـ :::: يشترك الناس غالباً في أسباب الحزن والفرح ..
    فهم جميعاً يفرحون إذا كثرت أموالهم .. ويفرحون إذا ترقوا في أعمالهم ..
    ويفرحون إذا شفوا من أمراضهم ..ويفرحون إذا ابتسمت الدنيا لهم ..
    فتحققت لهم مراداتهم .. وفي الوقت نفسه ..
    هم جميعاً يحزنون إذا افتقروا .. ويحزنون إذا مرضوا ..
    ويحزنون إذا أُهينوا ..فما دام ذلك كذلك ..
    فتعال نبحث عن طرق نديم فيها أفراحنا .. ونتغلب بها على أتراحنا ..
    نعم .. سنة الحياة أن يتقلب المرء بين حُلوةٍ ومُرةٍ .. أنا معك في هذا ..
    ولكن لماذا نعطي المصائب والأحزان في أحيان كثيرة أكبر من حجمها ..
    فنغتم أياماً .. مع إمكاننا أن نجعل غمنا ساعة ..
    ونحزن ساعات على ما لا يستحق الحزن .. لماذا ..؟!
    أعلم أن الحزن والغم يهجمان على القلب ويدخلانه من غير استئذان ..
    ولكن كل باب هم يفتح فهناك ألف طريقة لإغلاقه .. هذا مما سنتعلمه ..
    تعال إلى شيء آخر ..كم نرى من الناس المحبوبين ..
    الذين يفرح الآخرون بلقائهم .. ويأنسون بمجالستهم ..
    أفلم تفكر أن تكون واحداً منهم ..؟
    لماذا ترضى أن تبقى دائماً معجَـباً ( بفتح الجيم ) ولا تسعى لأن تكون معجِـباً ( بكسرها ) !!
    هنا سنتعلم كيف تصبح كذلك ..
    لماذا إذا تكلم ابن عمك في المجلس أنصت له الناس وملك أسماعهم ..
    وأعجبوا بأسلوب كلامه .. وإذا تكلمت أنت انصرفوا عنك ..
    وتنازعتهم الأحاديث الجانبية ؟! لماذا ؟ ..
    مع أن معلوماتك قد تكون أكثر .. وشهادتك أعلى .. ومنصبك أرفع ..
    لماذا إذن استطاع ملك أسماعهم وعجزت أنت ؟!!
    لماذا ذاك الأب يحبه أولاده ويفرحون بمرافقته في كل ذهاب ومجيء ..
    وآخر لا يزال يلتمس من أولاده مرافقته وهم يعتذرون بصنوف الأعذار ..
    . لماذا ؟! أليس كلاهما أب ؟!! ولماذا .. ولماذا ..
    سنتعلم هنا كيفية الاستمتاع بالحياة .. أساليب جذب الناس .. والتأثير فيهم ..
    تحمل أخطائهم ..التعامل مع أصحاب الأخلاقيات المؤذية .. إلى غير ذلك .. فمرحباً بك ..

    :: كلمة ::
    ليس النجاح أن تكتشف ما يحب الآخرون .. إنما النجاح أن تمارس مهارات تكسب بها محبتهم ..

  20. #200


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    الموضوعـ الثامن و الخمســـــــين : لا تنتقد !!
    يقول الشيخـ :::: ركب سيارة صاحبه .. فكانت أول كلمة قالها : ياااه !! ما أقدم سيارتك !!
    ولما دخل بيته .. رأى الأثاث فقال : أووووه .. ما غيرت أثاثك ؟!
    ولما رأى أولاده .. قال : ما شاء الله .. حلوين لكن لماذا ما تلبسهم ملابس أحسن من هذه !!
    ولما قدّمت له زوجته طعامه .. وقد وقفت المسكينة في المطبخ ساعات ..
    رأى أنواعه فقال : ياااا الله .. لماذا ما طبختي رزّ ؟ أوووه ..
    الملح قليل ! لم أكن أشتهي هذا النوع !!
    دخل محلاً لبيع الفاكهة .. فإذا المحل مليء بأصناف الفواكه ..
    فقال : عندك مانجو ؟ قال صاحب المحل : لا .. هذه في الصيف فقط ..
    فقال : عندك بطيخ ؟ قال : لا .. فتغير وجهه وقال : ما عندك شيء ..
    ليش فاتح المحل ! وخرج .. ونسي أن في المحل أكثر من أربعين نوعاً من الفواكه ..
    نعم ..بعض الناس يزعجك بكثرة انتقاده .. ولا يكاد أن يعجبه شيء ..
    فلا يرى في الطعام اللذيذ إلا الشعرة التي سقطت فيه سهواً ..
    ولا في الثوب النظيف إلا نقطة الحبر التي سالت عليه خطئاً ..
    ولا في الكتاب المفيد إلا خطئاً مطبعياً وقع سهواً ..
    فلا يكاد يسلم أحد من انتقاده .. دائم الملاحظات .. يدقق على الكبيرة والصغيرة ..
    أعرف أحد الناس .. زاملته طويلاً في أيام الثانوية والجامعة .. ولا تزال علاقتنا مستمرة ..
    إلا أني لا ذكر أنه أثنى على شيء .. أسأله عن كتاب ألفته..
    وقد أثنى عليه أناس كثيراً وطبع منه مئات الآلاف ..
    فيقول ببرود : والله جيد .. ولكن فيه قصة غير مناسبة ..
    وحجم الخط ما أعجبني .. ونوعية الطباعة أيضاً سيئة ..
    وأسأله يوماً عن أداء فلان في خطبته .. فلا يكاد يذكر جانباً مشرقاً ..
    حتى صار أثقل علي من الجبل .. وصرت لا أسأله أبداً عن رأيه في شيء لأني أعرفه سلفاً
    قل مثل ذلك فيمن يفترض المثالية في جميع الناس ..
    فيريد من زوجته أن يكون بيتها نظيفاً 24ساعة 100% ..
    ويريدها أيضاً أن يبقى أطفالها نظيفين متزينين على مدى اليوم ..
    وإن زاره ضيوف افترض أن تطبخ أحسن الطعام ..
    وإن جالسها افترض أن تحدثه بأجمل الأحاديث ..
    وكذلك هو مع أولاده .. يريدهم 100% في كل شيء ..
    ومع زملائه .. ومع كل من يخالطه في الشارع والسوق .. و ..
    وإن قصّر أحد من هؤلاء أكله بلسانه وأكثر عليه الانتقاد وكرر الملاحظات ..
    حتى يمل الناس منه .. لأنه لا يرى في الصفحة البيضاء إلا الأسودَ ..
    من كان هذا حاله عذب نفسه في الحقيقة .. وكرهه أقرب الناس إليه واستثقلوا مجالسته..
    إذا أنت لم تشرب مراراً على القذا **** ظمئت , وأي الناس تصفو مشاربه؟!
    إذا كـنت فـي كل الأمور معاتباً **** رفـيقك لن تلـق الـذي ستعاتبه
    قالت أمنا عائشة رضيـ الله عنهاوهي تصف حال تعامله صلى الله عليه وسلمـ معهم :
    ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلمـ طعاماً قط .. إن اشتهاه أكله وإلا تركه..
    نعم ما كان يصنع مشكلة من كل شيء ..
    وقال أنس رضيـ الله عنه : والله لقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلمـ تسع سنين ..
    ما علمته قال لشيء صنعته : لم فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب عليّ شيئاً قط ..
    ووالله ما قال لي أفَّ قط .. هكذا كان .. وهكذا ينبغي أن نكون ..
    وأنا بذلك لا أدعو إلى ترك النصيحة أو السكوت عن الأخطاء ..
    ولكن لا تكن مدققاً في كل شيء .. خاصة في الأمور الدنيوية .. تعود أن تمشّي الأمور ..
    لو طرق بابك ضيف فرحبت به وأدخلته غرفة الضيوف فلما أحضرت الشاي تناول الفنجان ..
    فلما نظر إلى الشاي بداخله قال : لـمَ لم تملأ الفنجان ؟ فقلت : أزيدك ؟ قال : لا .. لا .. يكفي
    فطلب ماء فأحضرت له كأس ماء فشكرك وشربه .. فلما انتهى قال : ماؤكم حار ..
    ثم التفت إلى المكيف وقال : مكيفكم لا يبرّد !! وجعل يشتكى الحر .. ثم ..
    ألا تشعر بثقل هذا الإنسان .. وتتمنى لو يخرج من بيتك ولا يعود ..
    إذن الناس يكرهون الانتقاد .. لكن إن احتجت إليه فغلفه بغلاف جميل ثم قدمه للآخرين ..
    قدمه في صورة اقتراح .. أو بأسلوب غير مباشر .. أو بألفاظ عامة ..
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلمـ إذا لاحظ خطئاً على أحد لم يواجهه به ..
    وإنما يقول : ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا .. يعني : إياكِ أعني واسمعي يا جارة ..
    في يوم من الدهر أقبل ثلاثة شباب متحمسين .. إلى المدينة النبوية ..
    كانوا يريدون معرفة كيفية عبادة النبيـ صلى الله عليه وسلمـ وصلاته ..
    سألوا أزواج النبيـ صلى الله عليه وسلمـ عن عمله في السر ..
    فأخبرتهم زوجات النبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    أنه يصوم أحياناً ويفطر أحياناً .. وينام بعضاً من الليل ويصلي بعضه..
    فقال بعضهم لبعض : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلمـ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه ..
    ثم اتخذ كل واحد منهم قراراً ..!
    فقال أحدهم : أنا لن أتزوج .. أي سأبقى عزباً .. متفرغاً للعبادة ..
    وقال الآخر : وأنا سأصوم دائماً .. كل يوم ..
    وقال الثالث : وأنا لا أنام الليل .. أي سأقوم الليل كله ..
    فبلغ النبي صلى الله عليه وسلمـ ما قالوه ..فقام على منبره ..
    فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما بال أقوام !! ( هكذا مبهماً ، لم يقل ما بال فلان وفلان ) ..
    ما بال أقوام قالوا : كذا وكذا .. لكني أصلي وأنام .. وأصوم وأفطر .. وأتزوج النساء ..
    فمن رغب عن سنتي فليس مني وفي يوم آخر .. لاحظ النبي صلى الله عليه وسلمـ
    أن رجالاً من المصلين معه .. يرفعون أبصارهم إلى السماء في أثناء صلاتهم ..
    وهذا خطأ فالأصل أن ينظر أحدهم إلى موضع سجوده ..
    فقال صلى الله عليه وسلمـ : ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم ..
    فلم ينتهوا عن ذلك واستمروا يفعلونه .. فلم يفضحهم أو يسمهم بأسمائهم ..
    وإنما قال : لينتهُنَّ عن ذلك .. أو لتخطفن أبصارهم..
    وكانت بريرة جارية أمةً مملوكة في المدينة .. أرادت أن تعتق من الرق ..
    فطلبت ذلك من سيدها .. فاشترط عليها مالاً تدفعه إليه ..
    فجاءت بريرة .. إلى عائشة تلتمس منها أن تعينها بمال ..
    فقالت عائشة : إن شئت أعطيت أهلك ثمنك .. فتعتقين .. لكن يكون الولاء لي ..
    فأخبرت الجارية أهلها فأبوا ذلك .. وأرادوا أن يربحوا الأمرين .. ثمن عتقها .. وولاءها !!
    فسألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلمـ ..
    فعجب صلى الله عليه وسلمـ من حرصهم على المال .. ومنعهم للمسكينة من الحرية !!
    فقال لعائشة : ابتاعيها .. فأعتقيها .. فإنما الولاء لمن أعتق ..
    أي الولاء لك ما دام أنك دفعت المال .. ولا تلتفتي إلى شروطهم فهي ظالمة ..
    ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلمـ على المنبر فقال :
    ما بال أقوام ( ولم يقل آل فلان ) .. يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله ..
    من اشترط شرطاً ليس في كتاب الله .. فليس له .. وإن اشترط مائة شرط ..
    نعم هكذا .. لوّح بالعصا من بعيد ولا تضرب بها ..
    فما أجمل أن تقول لزوجتك المهملة في نظافة بيتها : البارحة تعشينا عند صاحبي فلان ..
    وكان الجميع يثني على نظافة منزله .. أو تقول لولدك المهمل للصلاة في المسجد ..
    أنا أعجب من فلان ابن جيراننا ما نكاد نفقده في المسجد أبداً ..!!
    يعني .. إياك أعني واسمعي يا جارة !! ويحق لك أن تسأل : لماذا يكره الناس الانتقاد ؟
    فأقول : لأنه يشعرهم بالنقص .. فكل الناس يحبون الكمال ..
    ذكروا أن رجلاً بسيطاً أراد أن يكون له شيء من التحكم ..
    فعمد إلى ترمسي ماء أحدهما أخضر والثاني أحمر .. وعبأهما بالماء البارد ..
    ثم جلس للناس في طريقهم .. وجعل يصيح : ماء بارد مجاناً ..
    فكان العطشان يقبل عليه ويتناول الكأس ليصب لنفسه ويشرب ..
    فإذا رآه صاحبنا قد توجه للترمس الأخضر ..
    قال له : لا .. اشرب من الأحمر .. فيشرب من الأحمر ..
    وإذا أقبل آخر .. وأراد أن يشرب من الأحمر .. قال له : لا .. اشرب من الأخضر ..
    فإذا اعترض أحدهم .. وقال : ما الفرق ؟!
    قال : أنا المسئول عن الماء .. يعجبك هذا النظام أو دبر لنفسك ماءً ..
    إنه شعور الإنسان الدائم بالحاجة إلى اعتباره والاهتمام به ..

    نحلة .. وذباب !!
    كن نحلة تقع على الطيب وتتجاوز الخبيث .. ولا تك كالذباب يتتبع الجروح !!

صفحة 10 من 12 الأولىالأولى 123456789101112 الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...