قال لي دثرني بالغطاءِ فأنا أخافُ الموت
قال لي أنَّ الغطاء سيخفي الموتَ عنه
قال لي بأنْ أضمه إلى صدري كي أحول بينه وبين الموتِ..
..
وبكى ثم نحب عالياً عالياً
إنه يخافُ الموت.. يرهبه..
..
حدقتُ في عينيه.. إنّهما تزغيانِ بشدة
نظرتُ لحال مضجعه.. كل شيءِ مبعثر..
..
هو والموتُ في خطٍ واحد
لكنه يرهبُ التحركُ خطوة واحدة.. فالموتُ قد يركه..
..
سألته عن حاله.. فتلعثم.. سألته عن حال قلبه.. عن حاله مع ربه.. فكأنما أطلقتُ كلمة الإعدام
..
هو غير جاهزٍ للموت بعد.. فعلّق حياته على مخاوف لا تكاد تنتهي..
ربتُّ على شعرهِ مواسياً له.. فإذ بدموعه الحارة تنهمر.. همسَ مرتجفاً "كم وددتُ لو سجدتُ سجدةً فقط"
.. " ربما كنتُ سأحيا وقتها ؟! "
شهقَ.. شهقة الموتِ وأسدل الجفون المتعبة.. وانطفأ القلبُ المضطرب.. وغادرت الروح الجسدَ المهترئ..
نزلتْ دمعةٌ من نبعيّ عينيّ وانهمر السيلُ.. هوَ عاشَ عيشةً ذليلة.. لم يهدأ له بالٌ يوماً.. لمَ لمْ يسجدُ في الوقتِ الذي اقتدر عليه.. والآن هو.. مع الأمواتِ.. ماتَ لا يصلي.. جاحداً منكراً..
..
المفضلات