[إبداع] المقـــامـــة الهــنــديــة .... من تأليفي

[ شظايا أدبية ]


النتائج 21 إلى 26 من 26

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية hishamu

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    476
    الــــدولــــــــة
    اليابان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي [إبداع] المقـــامـــة الهــنــديــة .... من تأليفي

    كتبت هذه المقامة وأنا أتأمل أوضاع بلادنا...، آمل أن تنال إعجابكم ^^

    المـــقـــامــــة الهنـــديـــــة


    قيل أن الهندَ أصابها زلزال، ذهب ضحيتهُ آلافَ النساءِ والرجال، أمريكا أرسلتْ معوناتٍ طبيةٍ ومال، وأستراليا أرسلتْ أغذيةً عاجلةً للأطفال، والإمارات أرسلت هنوداً كاستبدال!

    هذا هو الواقعُ المؤلم المرير، الهنودُ منتشرونَ هنا ومنهم نستجير، وأصبحوا يؤثِّرون على لغتنا فالوضع خطير، وإلا فما معنى هازا نفر غير نمونة يلا سير، وين سامان مال أرباب انتا مافي تفكير؟، فللأسف أصبح عدد الهنودِ هنا أكثر من المواطنين، ومَن يأتِ إلى بلادنا سيضع اليد على الجبين، وسيظن أن بلادنا جزء من الهند أو هذا يقين.
    بعض الهنود يدخلون إلى بلادنا بدون تأشيرة دخول، وهذا في أعراف الدول غير مقبول، فيا ترى من المسؤول؟

    نحن لا نمنع خلق الله من أن يأتوا إلى البلاد، ولكن هناك شروط و ضوابط معروفة بين العباد، فما بال الهنود هنا يمكثون بلا إقامة، وأكثرهم في بني ياس والشهامة.

    كم نسمع عن حوادث ولا نلقي لها بال ، بين هندي يقوم بالاحتيال، وآخر يهرب خارجاً بالأموال، وبين تشويه للغة أجيال وأجيال، ولا يخفى عليكم قلة النظافة في المنطقة الصناعية والإهمال.

    فذات يوم ذهبت إلى مطعمٍ هندي ، وقلت لأجرب من الحظ ما عندي، على الرغم من أنه قال لي جدي : يا ولدي، أكل الهنود فيه الموت والتردِّي، ولكني أصررت على التجربة والعناد والتحدِّي!.
    دخلت المطعم وسمعت لصوت الباب صرير ، قلت لنفسي لا أدري إن كان هذا ترحيب أم تحذير ، هرولَ إليَّ صاحب المطعم مرحباً وظننت أنه سيعاملني كأمير ، وإلا رأيته يقول لي تفضل على كرسي خشبي حقير ، خابت آمالي وجلست على الكرسي وأنا أستخير ، هل أخرج أم أرى إلى أين الأمر سيصير ، صرت أمنِّي نفسي، إن لم يكن عاملني كأمير ، فلربما سيعاملني على الأقل كوزير!.
    ذهب للحظة ثم أتاني وقال ماذا تريد؟ ، اطلب وستحب طعامنا بالتأكيد، قلت له: ما اسمك؟ قال : رشيد ، قلت حسناً يا أخ رشيد ، ألديكم ثريد؟ ، قال : ليس هناك رويد ، قلت له ليس رويد! بل ثريد ثريد ، قال وما الثريد؟ ، قلت في نفسي: وما أدراه بالثريد والعصيد، حسناً، اسمع يا ابن الأجاويد، أين قائمة الطعام؟، قال ليس عندنا قائمة طعام، أنا سأذكر لك كل أطعمتنا حتى الختام ، قلت له متضايقاً : قل، نسمعك ونحن جلوس ، قال: عندنا برياني لحم ودجاج ومجبوس ، وفلافل وبراطا مع جبن ودقوس ، وبيض عيون ومسلوق ومهروس ، قلت له أحضر لي المجبوس، فأنا به مهووس ، ذهب فوراً وقلت له : وأحضر لي ماء ، ولكنه أعطاني الأذن الصماء ، انتظرت وانتظرت وقد جف حلقي من العطش ، وصار صوتي كصوت الجحش ، ناديت عليه: أين الماء؟؟! لم يرد وكأن طلبي هذا هراء ، ردَّدت طلبي كالببغاء ، أين الماء؟! رد يا ابن الحمقاء!، لم أنتبه إلى أنه كان رافعاً صوت المذياع ، ويسمع أغنية هندية وللصوت ارتفاع ، والمغنية الهندية تمد صوتها بالأنين والتأوه والأوجاع، ذهبت إليه ووقفت عنده ناظراً إليه شزراً ، وعندما رآني امتلأ ذعراً ، يا هذا قلت لك أمراً ، طلبت منك الماء ولم تأتني به أشراً وبطراً؟! ، قال : أقسم بالله لم أسمعك ، ولو سمعتك لم أخدعك ، قلت له إذاً ناولني الماء ، أخذ كوباً وملأه من الحنفية ، وقال لي خذ.. وعساها شربة هنية! ، وقفت متأملاً وقلت له ما هذا؟، قال لي ماذا؟ ، قلت: الويل لك والثبور!، أتعطيني ماءً من الصنبور؟ ، قال لي: وما به؟ نحن نشرب منه دائماً ولم يحدث فينا شيء! ، قلت له : يا لك من جريء، أعطني قارورة ماء يا بذيء، فتح الثلاجة وأعطاني قارورة وقد ألقى ماء الحنفية ، بعد فراغي من الشرب قال لي واحد روبية ، قلت له أتحسب أيضاً الماء؟ ، قال لي هذا ماء قوارير فيه شفاء وهناء ورواء ، لو كان من الصنبور لكان لي عزاء ، قلت له: قاتلك الله ما أطمعك ، خذ الروبية ودعها تنفعك.
    بعد ذلك أحضر لي الطعام ، ومنظر المجبوس ولا في الأحلام ، قد جعل لعابي يسيل ، وجلست أخاطب المجبوس وأقول له لن أرضى عنك بديل ، أين أنت يا جدي حتى تكف عن التضخيم والتهويل ، إن قلت لك طعامهم شهي لقلت لي مستحيل ، لذلك أتمنى وجودك هنا حتى ترى الدليل ، آه يا جدي لو كنت تعرف الإيميل ، لأرسلت لك الآن رسالة بالهوتميل!.
    بدأت بأكل المجبوس اللذيذ ، وأقطع بيدي اللحم الساخن الحنيذ ، حتى إذا شارفت على الانتهاء من الصحن ، ويدي مليئة بالدهن ، رأيت شيئاً أغبر اللون ، مغموسٌ في الأرز ومدفون ، مددت يدي إليه وليتني لم أمد ، وأحمد الله أنه لم يكن هناك أحد ، فقد صرخت صَرْخة ، والصرخة تلتها دُوارٌ ودَوْخة ، فقد كان ذلك الشيء فأر صغير ، ميت وشكله قبيحٌ ونكير، لا أدري كيف أتى إلى الصحن ، هل سقط في القدر ومات في الأرز واندفن؟ ، وامصيبتاه أكلت طعاماً ملوثاً بفأر ، لا بد من الثأر الثأر ، يا صاحب المطعم القذر! ، يا بشير! يا بعير! يا ابن الحمير! ، واستمررت في الصراخ والصياح ، وصرت أفوق الكلاب في النباح ، ذهبت لمطبخه ولم أجد له أثراً ، كان يعلم بفعلته وفعل ذلك غدراً ، لقد هرب من المطعم وعاش بعدها طليقاً حراً ، وأنا خرجت مكسور الجناح ، لا أتقن سوى البكاء والنواح ، لماذا فعل ذلك بي ما الدافع وما النية؟ ، أهذا كله لأنني رفضت الشرب من الحنفية؟ ، هو فعل بي هذا فكيف إذاً البقية؟ ، هل الخطأ علينا أم على البلدية؟ ، آه ليتني سمعت لنصحك يا جدي ولم أتصرف بعنجهية.

    ومن بعد ذلك اليوم مرضت مرضاً شديد، مرضٌ سيلين من حرارته الحديد ، وسيذوب من سخونته الجليد، ظن الأهل أن ساعة الأجل ليست ببعيد ، فكانوا يكررون علي دوماً كلمة التوحيد ، ولكني شفيت بفضل الله العزيز الحميد ، وعادت إلي صحتي وزالت عن وجهي التجاعيد ، وهلَّلتْ والدتي وأكثرَتْ من الزغاريد ، وقام إخوتي بالرقص وإلقاء الأناشيد ، واستغرب الأطباء كيف تم شفائي وقالوا هذا شيءٌ فريد ، خصوصاً أنهم ذكروا أن مرضي يُسمَّى بالتيفوئيد ، ولكن الحمد لله فصحتي الآن حديد ، وقد أكملت بامتياز سنوات التجنيد ، وأخذت دورات في روما وبرلين ومدريد.

    وها أنا أكتب لكم قصتي هنا للتنبيه ، كي يكونَ لكم إرشاداً وتوجيه ، فأكثر مطاعم الهنود فيها من القذارة الشيء الكريه ، ويجب معاقبتهم والتبليغ عنهم والتنويه ، حتى لا تكون بطون المواطنين تسلية لهم وترفيه ، ولا يعلم هذا الأمر إلا من كان فطناً نبيه.

    ولكن هناك من الهنود من هم لنا أحبة ورفاق، فهم مثال للطيبة وحسن الأخلاق، كصاحبي حسين الحلاَّق، وصاحب دكاننا حنيف عبد الرزاق، ولكن هناك فئة من أهل الخبث والنفاق، ويلاحقون الخادمات في الأحياء والزقاق، بعضهم من السيك فلهم الإحراق ، وبعضهم للأسف من المسلمين قد سقطوا في الضلال والانزلاق.

    فيا إخوان جدوا في المسير ، فالأمر خطير ، المسلمون من الهنود إخواننا ، فعلينا بتوعيتهم فهم أشقائنا ، أما بعض الهنود المحتالين ، وكذلك اللصوص والمجرمين ، فيجب أن نكون لهم بالمرصاد ، ويتم ترحيلهم على غير ميعاد ، حتى يرتاح من شرهم العباد والبلاد.

    والله الله في لغتنا فبها التباهي ، لا تستبدلونها بالكلام الركيك الواهي ، ككلمات جلدي وتيكا وكيساهي ، أعظكم فأنا الناصح المشفق الناهي ، إن قتل اللغة بأيدي أهلها هي أم الدواهي.

    هذا وتحياتي لكل هندي أحب الإمارات وأهلها ، وأدعو الله أن يأخذ كل من أراد الشر لها ولأهلها. فأنت يا رب حاميها ومن يقوم بحفظها.


    التعديل الأخير تم بواسطة hishamu ; 26-9-2007 الساعة 02:50 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...