(1) - قالوا إنني تخطيت الخمسين ببضع سنين ,,
لا .. لم يقولوها .. أنا حسبتها .. الأعداد ليست شيئاً صعباً لا يُمكن حسابه ’’.،
الأعداد وهمٌ ربما اخترعوه لمن هم مثلي .. وكان نصيبهم إبصار الألوان والأشكال .. ولعله أكثر من هذا .,!
’
بعد الصرخة الأولى في وجه الحياة .. كنت متسخاً .. وبقيتُ حياً ’,,!
رغم أني لا أفهم ماذا تعني القذارة أو النظافة ،،
إلا أن رائحة النفايات التي أمر بقربها حين أكون سائراً في الشارع تقرب لي معنى القذارة ..
ربما هي كل ما أنتن ’,!!
بقيتُ حياً ..
نعم .. لم أمت .. ولم أنتهِ .. وفتحت عينيّ أيضاً .. ومنذ لك اليوم قالوا عني (مسكين ،، مسكين) ,’
لا أدري لماذا أسموني هكذا !!’’
وماذا في الأمر .. أ لست إنساناً وبإمكانه الحياة؟ فلماذا أكون مسكيناً ,’؟!!
سألتُ أمي حين كنت صبياً .. سألتها وأنا أتلمس وجهها بأناملي .. :
- لماذا أكون مسكيناً .. وأنا حي ’’؟!!
شعرتُ بأنها تبكي وتبللت سبابتي بدمعتها الساخنة ،،.’
- الحياة جميلة يا ولدي .. وأنتَ لا تراها .. ويــا حسرتي عليك ،,’!
لم أفهمها حتى هذه اللحظه ..
ما هو الجمال فيها .. وماذا تقصدون بالجمال ,’؟!
لا تبدو لي قبيحة .. ولا تبدو لي جميلة .. لا تبدو لي شيئاً يستحق أن أكون مسكيناً ، لأني لا أبصره ’,,
كل ما في الأمر أني لا أراها ’
’
وكيف ترونها أنتم ؟!
هل تعيشون أكثر من أربع وعشرين ساعة في اليوم ’,
كيف تختلفون عني ’,.’
وكيف أكون مسكيــناً ’’؟!
المفضلات