الموسوعه الشاملة – تاريخ الخلفاء
الخليفة المأمون والشاعر أبو نواس
أنشد الخليفة المأمون قصيدة بين مدعويه وحاشيته وكان جالسًا بينهم الشاعر أبو نواس .
وبعد أن انتهى الخليفة من إلقاء القصيدة نظر إلى الشاعر أبو نواس وسأله :
هل أعجبتك القصيدة أيها شاعر ؟ هل هي بليغة ؟
فأجابه الشاعر: لا أشم بها أي رائحة للبلاغة .
فغضب الخليفة المأمون وسرها في نفسه ومال على حاجبه وقال له :
بعدما ينفض المجلس احبسوا شاعرنا في الاصطبل مع الخراف والحمير.
وقد كان هذا .. وظل ابو نواس محبوسًا في الاصطبل شهرًا كاملًا.
ولما أفرج عنه وخرج من الاصطبل عاد إلى مجلس الخليفة وعاد الخليفة الى إلقاء الشعر.
وقبل أن ينتهي الخليفة من إلقاء الشعر نهض أبو نواس وهم بالخروج من المجلس لمحه الخليفة وسأله :
إلى أين أيها شاعر؟؟
فأجابه أبو نواس : إلى الاصطبل يا مولاي ..
.
من طرائف الطفيليين
إن إلهكم واحد
قال بنان الطّفيلي: دخلتُ يوماً على بعض بني هاشم فإذا أمامه لَوْزِينجَ من النَّشا وبياض البيض
حشوة اللوز المقشّر مع السكر والعسل الأبيض، ومندّى بالماورد، إذا أُدخِلَ الفم سُمِعَ له نَشِيش
كَنَشيش الحديد إذا أخرجته من النار وغمستَه في الماء. فلم يزل يأكل ولا يطعمني.
فقلت: يا سيدي: “إنّ إلهَكُمْ لوَاحِدٌ”. فأعطاني واحدة.
فقلت: “إذْ أرسلنا إليهم اثنين”. فأعطاني ثانية.
فقلت: “فَعَزَّزْنَا بثالث”. فأعطاني ثالثة.
فقلت: “فَخُذْ أربعةً من الطَّير فَصُرْهُنَّ إليك”. فأعطاني رابعة.
فقلت: “خمسةٌ سادسُهم كلبُهم”. فأعطاني خامسة.
فقلت: “خَلَق السموات والأرض في ستة أيام”. فأعطاني سادسة.
فقلت: “سبع سمواتٍ طِباقاً”. فأعطاني سابعة.
فقلت: “ثمانيةَ أزواجٍ من الضَّأن اثنين ومن المعز اثنين”. فأعطاني ثامنة.
فقلت: “تسعةُ رَهْط يُفسِدون في الأرض”. فأعطاني تاسعة.
فقلت: “تلك عَشَرةٌ كاملة”. فأعطاني عاشرة.
فقلت: “يا أبَت إني رأيت أحَدَ عشر كوكباً”. فأعطاني الحادي عشر.
فقلت: “إن عِدَّةَ الشهور عند الله اثنا عَشَر شهراً في كتاب الله”. فأعطاني الثاني عشر.
فقلت: “إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين”. فقذف بالطبق إليّ وقال: كُل يا ابنَ البغيضة!
فقلت: والله لئن لم تُعْطيِنِه لقُلتُ: “وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون”!
حسن التعامل مع المواقف .
كان يطوف في السوق رجل متكبر عليه من حسن الهيئة والزهو ما لا يعلمه إلا الله، فمرت به إمرأة تبيع السمن
فقال لها ماذا تبيعين يا امرأة ؟
فقالت :– أبيع سمناً ياسيدي . فقال لها :– أرني
وعندما أرادت أن تنزل دلو السمن من فوق رأسها إندلق منه بعض السمن على ثيابه ،
فغضب الرجل غضباً شديداً وقال لها :لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب ،
فظلت المرأة تستعطفه وتقول له :– خل عني ياسيدي :– فأنا إمرأة مسكينة …
فقال لها :– لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب .فسألته :– وكم ثمن الثوب ؟قال :– ألف درهم ،
فقالت له:- أنا إمرأة فقيره فمن أين لي بألف درهم ؟!
قال لها :-لا شأن لي فقالت له :إرحمني ولا تفضحني
وبينما هو يتهددها ويتوعدها إذ أقبل عليهم شاب فقال لها :ما شأنك يا إمرأه ؟
فقصت عليه الخبر ،فقال الفتى أنا ادفع ثمن الثوب
فأخرج الف درهم ، فعدها الرجل المتكبر ، وقبل أن يبرح المكان .
قال له الشاب :– على رسلك أيها الرجل .فرد عليه ذلك المتكبر وقال: ماذا تريد ؟
فقال له :هل أخذت ثمن الثوب ؟
قال :اللهم نعم ، فقال له الشاب:-فأين الثوب ؟
قال :ولما !؟ قال : قد أعطيناك ثمنه فأعطنا الثوب
قال الرجل المتكبر : وأسير عارياً !؟ قال الشاب :لا شأن لي .
قال الرجل المتكبر :وإن لم أعطك الثوب ؟ قال: تعطينا الثمن ،
قال الرجل المتكبر :الألف درهم ؟ قال الشاب: كلا ، بل الثمن الذي نطلبه ؟!
فقال له الرجل المتكبر :لقد دفعت لي الف درهم ،
فقال الشاب :لا شأن لك بما دفعت ..فقال له الرجل المتكبر :وكم تريد ؟!
قال الشاب :ألفي درهم ، فقال له الرجل المتكبر :هذا كثير .
قال الشاب :إذن فأعطنا ثوبنا ، قال الرجل المتكبر :أتريد أن تفضحني ؟!
قال الشاب :كما كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينه !!!
فقال الرجل المتكبر :- هذا ظلم.
قال الشاب :الآن نتكلم عن الظلم؟؟
فخجل الرجل المتكبر وأعادالمال للشاب وعفى عن المرأة
ومن فوره أعلن الشاب و الناس مجتمعين يشاهدون الواقعة أن المال هدية للمرأة المسكينة
من دهاء العرب قديماً
.
خطب المغيرة بن شعبة و فتى من العرب امرأة ، وكان الفتى جميلًا ذا منظر حسن فأرسلت إليهما المرأة وقالت :
إنكما خطبتماني ولست أجيب أحدًا منكما دون أن أراه وأسمع .كلامه ، فاحضرا إن شئتما .
فحضر الاثنان وأجلستهما المرأة بحيث تراهما وتسمع كلامهما . …
نظر المغيرة إلى الشاب فرأى شبابًا وهيئة وجمالاًا فأدرك أنه دونه في هذا جميعه ، وأيقن أن المرأة
سوف تفضل الشاب عليه إذ ليس من المعقول بعد أن شاهدت ما يتمتع به الشاب أن تفضل المغيرة عليه ،
ولكن المغيرة لم ييأس فمعه سلاحه الذي يسعفه في كل المواقف ، إنه سلاح الدهاء
فنظر إلى الشاب وأقبل عليه وقال له : “لقد أوتيتَ جمالا وحسنا وبيانا ، فهل عندك سوى ذلك ؟”
قال : نعم وعدد محاسنه ثم سكت.
فقال المغيرة : كيف حسابك ؟
قال : ما يسقط علي منه شئ وإني لأستدرك منه أدق من الخردلة .
فقال المغيرة : ولكني أضع البدرة – صرة ممتلئة بالنقود – في زاوية البيت
فينفقها أهلي على ما يريدون ، فما أعلم بنفادها حتى يسألوني غيرها .
فقالت المرأة : والله لهذا الشيخ الذي لا يحاسب أحب إلي من هذا الذي يحصي علي مثل صغير الخردل . وتزوجت المغيرة.
.
المفضلات