مرحباً جميعاً...
أخيراً دق جرس إنتهاء الفترة الرابعة بعد عناء طويل وجلوس المتواصل على كرسي غير مريح البتة..
أوووووف لقد كدت أنسى كيفية المشي من جديد!!
نظرت لمن حولي نظرة فاحصة..
الجميع يشمر عن أكمامه..تعلوا وجههم أمرات جوع قاسي..
يخرجون سريعاً من الفصل نزولاً إلى الدور الأخير..
ليبدأ شجار لا نهاية له إلا جرس إنتهاء فترة الإفطار..
كل يوم..نفس الشاجر..
كل يوم..نفس السبب..
كل يوم..نفس الجوائز..
لدرجة أنك تذهب لتتشاجر ولا تعلم هل ستقابل ذلك الذي تشاجرت معه البارحة أم ان أحداً سيحل محلاً
غيره!!
شروط الشجار بسيطة والجميع يستطيع الدخول فيه بلا إستثناء..
تدخل وسط كومة بشرية متحركة..
تقاتل بكل شجاعة من يقف في وجهك إلى أن تصل إلى نافذة ذات قضبان..
تتشبث بقوة في قضبان النافذة خوفاً من الإنزلاق إلى الهاوية وتقول لاهثاً وأنت تمد (ريالين) من
الإصدار الجديد:
_ من فضلك..كروسان وعصير محلى!!
تبقى الآن المرحلة الأخيرة..وهي ان تمسك كنزك بكل قوة وتحاول الخروج إلى نقطة البداية..
وهذه اصعب مرحلة في العبة..فكما يقولن أصعب الأمور النهاية<<لم أسمع بهذا من قبل -_-
أوه أجل..إنه شجار المقصف!!
سأضمن لك مجرد أن ترى أشكاهلم ستتخلى نهائياً عن حصتك من الكروسان والعصير!!
هذه تشمر أكمامها..وهذه تدفع أخرى إلى آخر المدرسة!!
بل نادراً ماترى خروج إحداهن بشكلها الطبيعي..
نظرت ذات يوم متأملة إلى هذا المشهد..فلم أستطع التمييز بين هذه وتلك!!
أخذت أراقب إحدى الزميلات وهي تخوض هذه التجربة..
فوجدتها قد وصلت إلى النافذة وحصلت على كنزها..لكن..لكن..
من سيخرجها من وسط هذه الكومة؟!
إختفت عن ناظري لبرهة..ولم أعد أراها..بعد بحث ليس بطويل بين البشرية المتكدسة هناك..
وجدت يد تطلب الحياة..تريد الحياة وبقوة..
أسرعت بسحبها نحوي..فخرجت فتاة..لم أرى مثلها قط!!
شعر مشعث..تتطاير كل شعره في إتجاه مختلف..
رثة الثياب..فلم تكن هذه ثيابها قبل قليل من الآن..
لكنها بدت سعيدة وهي تحمل كنزها الرائع..
كروسان..وعصير محلى!!
جلست على الرصيف واخذت تأكل بسعادة!!
حدث ذات مرة أنني اردت تجربة شعور إمساك كنزي الثمين بقبضتي!!
دخلت بين الحشود وبحكم أنني لا أستطيع التراجع الآن مضيت قدماً في طريقي أتخبط بين هذه وتلك (مجبر
أخلك لا بطل)..
مددت يدي و بحثت عن القضبان إلا أن لامستها _كان أجمل شعور قد صادفته في ذلك اليوم_
أمسكت بها بقوة كعاشق يمسك حبيبته يوم الفراق وأخرجت الريالين:
_ من فضلك..كروسان..وعصير..عصير محلى!!
بعد جهد جهيد خرجت من هذه المصيبة وشاهدت شعري في المرآة..
أوه تذكرت فورا شخصية مشهورة(عبسي)فقد كنت نسخة أخرى حية منه!!
لكنهم للأسف لم يكتفوا بتخريب شعري وحسب..بل صدف ان إحداهن دفعتني إلى كرسي _حديد_
فإصدمت ركبتي به!!
ينبغي أن أخبركم أنني نسيت عندها المشي والسجود مدة اسبوع كامل!!
هه
هذا ماحصل عندما أردت ان اكون شجاعة..
^___________^
(أتقبل الإنتقادات بصدر رحب مع بعض من المدح أيضاً^^)
المفضلات