معجزة الحديد








قال تعالى : } أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ {[ فاطر : 27 ] .أشار القرآن الكريم إلى العناصر التي لابد منها في كل اختراع من ناحية الاختلاف بينها في التركيب من اللبنات الثلاث التي خلق الله منها كل عنصر ، أعني : الإلكترون ، والبروتون ، والنيوترون .. كما يسميها الإفرنج ، أو الكهيرب والأبيب والعويطب كما ينبغي أن تُسمى في العربية . كما أشار إلى تلك العناصر من ناحية مواطنها وألوان خاماتها في الجبال وأهم تلك العناصر كلها من حيث دخوله في كل اختراع هو الحديد ، وقد صرح به القرآن وخصّه بالذكر ؛ لأهميته البالغة في حياة الإنسان ، في سورة سميت باسمه ( سورة الحديد ) .





الحديد مُنّزل من السماء :






قال I : }... وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ { [ الحديد : 25 ] .




اضغط على الصورة لمشاهدة الفيديو :










حقيقة علمية // في قوله تعالى :}وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ{ معجزة قرآنية علمية .. لأن التحليل الطيفي قد أثبت أن الحديد عنصرٌ من عناصر النجوم ومنها الشمس التي انفصلت عنها الأرض انفصالاً أشار إليه القرآن في قوله Y : } أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا{[ الأنبياء : 30 ] . فإن الله سبحانه وتعالى أنزل الحديد من الشمس مع الأرض لينتفع به الإنسان في اختراعاته ، كما يُنتفع به في دمه ، وهذا مثلٌ عجيبٌ من أمثلة الإعجاز القرآني .

أشهر علماء وكالة ناسا الأمريكية .. يُحيره الحديد // قال العالم ( أستروخ ) أشهر علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء في مؤتمر الإعجاز العلمي للقرآن الكريم : لقد أجرينا أبحاثاً كثيرةً على المعادن ( معادن الأرض ) وأبحاثاً معملية ، ولكن المعدن الوحيد الذي يُحير العلماء هو الحديد ، ذرات الحديد لها تكوين مميز .. إن الإلكترونات والنيوترونات في ذرة الحديد .. لكي تتحد فهي محتاجة إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية ، ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكوّن على الأرض ، ولابد أنه عنصرٌ غريبٌ وفد إلى الأرض ولم يتكون فيها ، قال تعالى : }وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ{.






استخراج الحديد وتلينه :







قال U : } أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ{ [ الرعد : 17 ] .
وقال أيضاً : }وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ [10] أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [11]{ [ سبأ ] .


حقائق علمية // لقد أصبح الحديد العمود الفقري للمنشآت الهندسية وللحضارة ، وتشير كل المؤشرات الجيولوجية والميتالوجية إلى أنه سيظل كذلك إلى ما شاء الله في هذا الكوكب الأرضي .
والحديد في خاماته أكثر العناصر الفلزية القابلة للاستخلاص انتشاراً . لا توجد خامات الحديد نقية في الطبيعة بل تختلط كغيرها من الخامات الفلزية بالعديد من الشوائب ، ولاستخلاص الحديد نقياً يتم أولاً تركيز خاماته لفصل العديد من الشوائب ، بغسلها بالماء والمحاليل المائية أو غير ذلك .. لتطفو الشوائب على السطح ، وتُفصل بعيداً عن الخام المُركز ويستكمل الاستخلاص بعد ذلك بتسخين الخام مع مادة مختزلة وإضافات مناسبة حتى ينصهر الخليط ، فتُفصل الشوائب كطبقة من الخبث الذي يطفو فوق الفلز المصهور ، ثم يُكسب الخبث ليبقي الفلز نقياً ، وقد صوّر القرآن العمليتين ( غسل الشوائب ، وفصل الخبث عن الفلز ) تصويراً صحيحاً معجزاً لمَن نزل فيهم بادئ الأمر ، وشبّه العمليتين تشبيهاً جميلاً بفعل ماء السيل في إزالة الشوائب من وجه الأرض .
وينفرد الحديد عن سائر الفلزات في التنوع الشاسع في خواصه ، وخواص سبائكه ، تبعاً لنسبة الكربون ، وعناصر الإذابة ، والمعالجة الحرارية ، والميكانيكية التي تجري عليه ، من لُدونة وسهولة في التشكيل ألواحاً وأنابيب وأعمدة ومسامير وغيرها . من مرونة كالزنبرك .. إلى صلابة كالدروع ، وكلها}وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ{ آية بليغة معجزة من علم الله يتحدى بها المكابرين منذ عصر البعثة إلى عصرنا الحديث ..
بمعالجات حرارية معينة تكتسب سبائك الحديد والصلب لُدونة وسهولة في التشكيل ، وإذا كان Q تعالى ألانَ لداود u الحديد – معجزة – بغير نار . كما في الآية الكريمة :}أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا{ تعليمٌ ضمنى لغير داود u أن يُلين الحديد بالنار حتى يستطيع أن ينتفع به في اختراعاته المضروب لها هنا المثل بعمل الدروع السابغة .






سبائك الصلب :







قال البارئ مخبراً عن ذي القرنين : }آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا [96] فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا [97] {[ الكهف ] .


حقيقة علمية // سبائك الصلب خليط من الحديد مع عنصر أو أكثر ، هذه العناصر المضافة تُغير صفته الداخلية فتجعله أكثر صلادة ومقاومة للصدأ والتآكل ، وغير ذلك من خصائص نافعة مطلوبة .. ويُشير القرآن إلى ذلك الفن بوضوح في قصة ذي القرنين عندما هداه الله إلى إضافة النحاس المصهور ( القطر ) إلى الحديد فأصبح صلداً مُستعصياً .
وقد استُخدمت هذه الطريقة حديثاً في تقوية الحديد ، فوُجد أن إضافة نسبة من النحاس إلية تضاعف مقاومته وصلابته .
في هاتين الآيتين إشارة إلى جانب من أهم جوانب التعدين من ناحية ، وإلى الاختراعات من ناحية أخرى ، فإن الحديد النقي ليس قوياً كبعض سبائكه ، فأنواع الفولاذ كلها هي من سبيكة الحديد مع قليل من الكربون أو المنجنيز أو غيره .. وفي الآية إشارة إلى باب السبائك كلها بذكر مَثَلٍ منها ، مثل سبيكة النحاس والحديد معاً .. إذا القطرُ هو النحاس المذاب . (( فسبحان الخالق جلّت قدرته )) .







المصدر : كتاب [ الموسوعة الذهبية في إعجاز القرآن الكريم والسنة والنبوية ]