العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين (رحمه الله)
1352 هــ - 1430هـ
هو عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين من آل رشيد
وهم فخذ من عطية بن زيد وبنو زيد قبيلة مشهورة بنجد كان أصل وطنهم مدينة
شقراء ثم نزح بعضهم إلى بلدة القويعية في قلب نجد وتملكوا هناك.
ولد الشيخ عبد الله بن جبرين سنة 1352هـ في إحدى قرى القويعية ونشأ في بلدة
الرين وابتدأ بالتعلم في عام 1359هـ وحيث لم يكن هناك مدارس مستمرة تأخر في
إكمال الدراسة ولكنه أتقن القرآن وسنه اثنا عشر عاما وتعلم الكتابة وقواعد الإملاء
البدائية ثم ابتدأ في الحفظ وأكمله في عام 1367هـ وكان قد قرأ قبل ذلك في مبادئ
العلوم ففي النحو على أبيه قرأ أول الآجرومية وكذا متن الرحبية في الفرائض وفي
الحديث الأربعين النووية حفظا وعمدة الأحكام بحفظ بعضها .
وبعد أن أكمل حفظ القرآن ابتدأ في القراءة على شيخه الثاني بعد أبيه وهو الشيخ
عبد العزيز بن محمد الشثري المعروف بأبي حبيب وكان جل القراءة عليه في كتب
الحديث ابتداء بصحيح مسلم ثم بصحيح البخاري ثم مختصر سنن أبى داود وبعض
سنن الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي .
وقرأ سبل السلام شرح بلوغ المرام كله وقرأ شرح ابن رجب على الأربعين المسمى
جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم وقرأ بعض نيل الأوطار
على منتقى الأخبار وقرأ تفسير ابن جرير وهو مليء بالأحاديث المسندة والآثار
الموصولة وكذا تفسير ابن كثير وقرأ كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد وأتقن
حفظ أحاديثه وآثاره وأدلته وقرأ بعض شروحه وقرأ في الفقه الحنبلي متن الزاد حفظا
وقرا معظم شرحه .
وكذا قرأ في كتب أخرى في الأدب والتأريخ والتراجم واستمر إلى أول عام أربع
وسبعين حيث انتقل مع شيخه أبي حبيب إلى الرياض وانتظم طالبا في معهد إمام
الدعوة العلمي فدرس فيه القسم الثانوي في أربع سنوات وحصل على الشهادة
الثانوية عام 1377هـ وكان ترتيبه الثاني بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم أربعة عشر
طالبا ثم انتظم في القسم العالي في المعهد المذكور ومدته أربع سنوات ومنح
الشهادة الجامعية عام 1381هـ وكان ترتيبه الأول بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم
أحد عشر طالبا وعدلت هذه الشهادة بكلية الشريعة .
وفي عام 1388هـ انتظم في معهد القضاء العالي ودرس فيه ثلاث سنوات ومنح
شهادة الماجستير عام 1390هـ بتقدير جيد جدا وبعد عشر سنين سجل في كلية
الشريعة بالرياض للدكتوراه وحصل على الشهادة في عام 1407هـ بتقدير ممتاز مع
مرتبة الشرف وأثناء هذه المدة وقبلها كان يقرأ على أكابر العلماء ويحضر حلقاتهم
ويناقشهم ويسأل ويستفيد من زملائه ومن مشائخهم في المذاكرة والمجالس العادية
والبحوث العلمية والرحلات والاجتماعات المعتادة التي لا تخلو من فائدة أو بحث في
دليل وتصحيح قول ونحوه.
سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى
سماحة الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى
فضيلة الشيخ عبد العزيز الشثري (أبو حبيب) رحمه الله تعالى
سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
سماحة الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله تعالى
فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله تعالى
فضيلة الشيخ عبد العزيز بن رشيد رحمه الله تعالى
وقد كان رعاه الله مدرسًا في كلية الشريعة، وفي عام 1402هـ انتقل إلى رئاسة
إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد كعضو إفتاء، إلى أن أحيل للتقاعد،
وفرغ نفسه وجاهه لخدمة الإسلام والمسلمين، ونشر العلم وإفتاء السائلين.
والشيخ -حفظه الله- من نوادر الحفاظ ومتقنيهم للمتون العلمية وجرد المطولات حتى
أثناء انشغاله وكبر سنه، وهو آية في صبره على إلقاء الدروس وتتابعها، وله ما
يقارب ثلاثة عشر درسًا في الأسبوع، وقد فرِّغ وطبع منها عدة شروح.
الشيخ -حفظه الله- ممن سخر نفسه لإلقاء الدروس الكثيرة والمطولة، فظهر بذلك
نتاج علمي زاخر فرغ وطبع أغلبه، وبعضه ألفه كتابة، ومن أشهر مؤلفاته
- رسالة في أضرار الدخان وتحريمه.
- شرح منهج السالكين للسعدي" في الفقه والذي شرحه في الدورة العلمية الثالثة
- بجامع شيخ الإسلام بالرياض.
- شرح لمعة الاعتقاد" لابن قدامة.
- شرح "كتاب التوحيد" للإمام محمد بن عبد الوهاب.
شرحه لكتاب "شرح الزركشي لمختصر الخرقي".
- شرحه "لأصول اعتقاد أهل السنة" للالكائي.
- -شرحه "لكتاب التوحيد" للإمام محمد بن عبد الوهاب.
- -شرحه "للكافي" في الفقه الحنبلي.
- شرحه "لمنار السبيل" في الفقه الحنبلي.
وغيرها كثير مما يصعب حصره واستيعابه في هذه العجالة.
والشيخ -حفظه الله- يتولى الإشراف والمناقشة لكثير من الرسائل والأطروحات
العلمية، حفظه الله وسدد على درب الخير خطاه، وأطال عمره ذخرًا للإسلام
و المسلمين.
توفي ظهر يوم الإثنين الموافق 20/ 7 / 1430هـ
وشهد جنازته حضور جموع غفيرة
رحم الله شيخنا رحمة الأبرار, وأسكنه فسيح جناته, ومَنَّ عليه بمغفرته ورضوانه,
وجزاه عما قدّم للإسلام والمسلمين خيرًا.
المفضلات