::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

[ منتدى نور على نور ]


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 26
  1. #1

    الصورة الرمزية فريق نور على الدرب

    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المـشـــاركــات
    335
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::





    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوز بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
    من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد
    أن محمداً عبده ورسوله أدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وتركنا على المحجة
    البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ....
    ثم أما بعد


    حياكم الله إخوانى وأخواتى أعضاء منتدى محمد شريف الكرماء ، المحبين لله
    ورسوله ، مرحبا بكم معنا فى موضوع دارت عنه كثير من الحوارات بين مبتدع فى دين
    الله وبين متبع لشرع الله مؤيداً لسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه ، الموضوع عن :

    " شهر الله المحرم بين الإتباع والإبتداع "

    والذي سنتناول فيه بعض ما قد قيل عن هذا الشهر وتوضيحاً لما جاء به
    من سنن ، وأحكام ، وأحاديث، بالإضافة إلي توضيح البدع التى فيه وفى
    يوم عاشوراء ونبذة عن من يقوم بها .

    فتعالوا معنا نرى ما بهذه الموضوعات ، ولنتعلم هديه صلى الله
    عليه وسلم فى هذا الشهر وذاك اليوم..



    اللهم فقهنا فى ديننا ، وارزقنا العمل به
    والاستقامة عليه ، ويسِّرنا لليسرى ، وجنبنا العسرى ، واغفر لنا فى الآخرة والأولى

    وصلّى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


    التعديل الأخير تم بواسطة فريق نور على الدرب ; 17-12-2010 الساعة 02:40 PM

  2. #2

    الصورة الرمزية فريق نور على الدرب

    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المـشـــاركــات
    335
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::



    مـاذا تعرف عـن عـاشــوراء ؟!!



    الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى ، وعلى آله وصحبه الشرفاء.
    وبـــــعــد :

    فبمناسبة اقتراب يوم عاشوراء أحببت تذكير الأحبة ببعض مسائله الهامة فأقول وبالله تعالى التوفيق :



    أولا ًـ تعريف اسم (عاشوراء) :
    كذا بالمد على المشهور وحكى القلعي قصرهما فتعقبه النووي بقوله :
    وهو شاذ أو باطل .
    وقال القاضي عياض في (مشارق الأنوار): عاشوراء اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية، لأنه
    ليس في كلامهم فاعولاء.
    ومعنى عاشوراء أي اليوم العاشر من المحرم .



    ثانياً ـ الحث على صيامه :
    وردت جملة من الأحاديث الصحيحة التي تأكد استحباب صيام هذا اليوم ومن هذه الأحاديث:
    1 ـ عن عائشة رضي الله عنها قالت :
    ثم كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية
    وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر
    بصيامه فلما فرض شهر رمضان قال من شاء صامه ومن شاء تركه .

    رواه الشيخان .

    2 ـ وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما هذا اليوم الذي تصومونه؟!) .
    فقالوا : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكراً فنحن نصومه !
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (فنحن أحق وأولى بموسى منكم) فصامه رسول الله صلى الله عليه
    وسلم وأمر بصيامه.
    رواه الشيخان .


    ثالثاً ـ أي يوم يصام في عاشوراء :
    يتعين على من صام يوم عاشوراء صيام يوم قبله أي (تاسوعاء) أو بعده (الحادي عشر) وذلك
    لما ثبت عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه
    وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا :

    ثم يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى!!
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (
    فإذا كان العام المقبل ـ إن شاء الله ـ صمنا اليوم التاسع) .
    قال :فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    رواه مسلم .



    رابعاً ـ ثواب من صام عاشوراء :
    بين ذلك ما ثبت عن أبي قتادة قال مرفوعاً:
    (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر
    السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله
    )
    .
    رواه مسلم .


    خامساً ـ الحكمة من زيادة صوم عرفة في التكفير عن صوم عاشوراء :

    ذكر بعض العلماء أن الحكمة في زيادة صوم عرفة في التكفير عن صوم عاشوراء
    أنه من شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصوم عاشوراء من شريعة
    كليم الرحمن موسى عليه السلام وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل كما لا يخفى.


    التعديل الأخير تم بواسطة فريق نور على الدرب ; 17-12-2010 الساعة 02:41 PM

  3. #3

    الصورة الرمزية فريق نور على الدرب

    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المـشـــاركــات
    335
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::


    سادساً ـ بدع لا أصل لها تتعلق بيوم عاشوراء :
    1 ـ نقل أنه من السنة الاكتحال يوم عاشوراء .
    2 ـ تخصيص يوم عاشوراء بصلاة .
    قال ابن تيمية : (وصلاة يوم عاشوراء وأمثال ذلك من الصلوات المروية عن النبى
    صلى الله عليه وسلم مع اتفاق أهل المعرفة بحديثه أن ذلك كذب عليه ولكن بلغ
    ذلك أقواماً من أهل فظنوه صحيحاً فعملوا به وهم مأجورون على حسن قصدهم
    واجتهادهم لا على مخالفة السنة وأما من تبينت له السنة فظن أن غيرها خير
    منها فهو ضال مبتدع بل كافروالقول الوسط العدل هو ما وافق السنة الصحيحة الثابتة
    عنه صلى الله عليه وسلم …
    أما من الجهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد والكذب بالكذب والشر بالشر والبدعة
    بالبدعة فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء كالاكتحال والاختضاب وتوسيع
    النفقات على العيال وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة ونحو ذلك مما يفعل في الأعياد والمواسم
    فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسماً كمواسم الأعياد والأفراح).



    3ـ الاغتسال والتعييد بالمصافحة وإعداد بعض ألوان الطعام الخاصة كأكلة (عاشوراء):

    فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ عما يفعله الناس في يوم عاشوراء من
    الكحل والاغتسال والحناء والمصافحة وطبخ الحبوب وإظهار السرور وغير ذلك إلى الشارع
    فهل ورد في ذلك عن النبى حديث صحيح أم لا ؟!
    وإذا لم يرد حديث صحيح في شيء من ذلك فهل يكون فعل ذلك بدعة أم لا ؟!

    فأجاب :
    (الحمد لله رب العالمين لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي ولا عن أصحابه
    ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم ولا روى أهل الكتب
    المعتمدة في ذلك شيئاً لا عن النبي ولا الصحابة ولا التابعين لا صحيحاً ولا ضعيفاً لا في كتب
    الصحيح ولا في السنن ولا المسانيد ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة
    ولكن روى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل : -
    ما رووا أن من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من
    ذلك العام ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام وأمثال ذلك.
    ورووا فضائل في صلاة يوم عاشوراء
    ورووا أن في يوم عاشوراء توبة آدم
    على الجودي ورد يوسف على يعقوب وإنجاء إبراهيم من النار وفداء الذبيح بالكبش ونحو ذلك.
    ورووا في حديث موضوع مكذوب على النبي أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله
    عليه سائر السنة ورواية هذا كله عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب ولكنه معروف
    من رواية سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال بلغنا أنه من وسع
    على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته وإبراهيم بن محمد بن المنتشر من أهل
    الكوفة وأهل الكوفة كان فيهم طائفتان).



    4 ـ اتخاذ يوم عاشوراء يوم حزن وعزاء :

    وهذا مسلك الروافض لأن الحسين رضي الله عنه قُتل يوم عاشوراء.
    قال شيخ الإسلام :
    (فصارت طائفة جاهلة ظالمة إما ملحدة منافقة وإما ضالة غاوية تظهر
    موالاته وموالاة أهل بيته تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة وتظهر فيه شعار الجاهلية
    من لطم الخدود وشق الجيوب والتعزي بعزاء الجاهلية … فكان ما زينه الشيطان لأهل الضلال
    والغي من اتخاذ يوم عاشوراء مأتماً وما يصنعون فيه من الندب والنياحة وإنشاد قصائد الحزن
    ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن والتعصب وإثارة الشحناء
    والحرب وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين وكثرة الكذب
    والفتن في الدنيا ولم يعرف طوائف الإسلام أكثر كذباً وفتناً ومعاونة للكفار على أهل الإسلام من
    هذه الطائفة الضالة الغاوية فإنهم شر من الخوارج المارقين
    وأولئك قال فيهم النبي:
    (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)
    وهؤلاء يعاونون اليهود والنصارى والمشركين على أهل بيت النبي وأمته المؤمنين
    كما أعانوا المشركين من الترك والتتار على ما فعلوه ببغداد وغيرها بأهل بيت النبوة
    ومعدن الرسالة ولد العباس وغيرهم من أهل البيت والمؤمنين من القتل والسبي
    وخراب الديار وشر هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام لا يحصيه الرجل الفصيح في الكلام).




    نسأل الله أن يعجل بالنصر المبين، ويتقبل منا صالح الأعمال.




    التعديل الأخير تم بواسطة فريق نور على الدرب ; 17-12-2010 الساعة 02:42 PM

  4. #4

    الصورة الرمزية فريق نور على الدرب

    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المـشـــاركــات
    335
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

    يوم عاشوراء .. أحكام وفوائد


    يُقبـل شـهـر الله المـحـرم فيدعو المسلمين للصيام؛ حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم"(1).

    وفي الوقت الذي يذكِّرنا فيه هذا الشهر بهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ بداية ظهور الدعوة وقيام دولة الإسلام ـ نـجــد فـيــه يوماً يذكِّرنا بانتصار نبي آخر هو موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ. ذلكم هو يوم عاشوراء ـ العاشر من المحرم ـ.


    ولقد
    حبا الله هذا اليوم فضلاً، فضاعف فيه أجر الصيام. ثم كان للناس فيه طرائق فأدخلوا فيه وأحدثوا وزادوا.. إما رغبة في الخير، أو مجــاراة للناس، وإما اتباعاً للهوى وزهداً في السنة.

    من هـنـا نـشـــأت الـحـاجة لبيان فضل هذا اليوم، وما يشرع فيه، وبيان أحوال الناس في تعظيمه، مع وقـفـــــات تبرز مــن خــلال الـمطالعة والبحث في هذا الموضوع، أسأل الله ـ تعالى ـ الهدى والسداد، وأن ينفع بهذه السطور.


    أولاً: خصوصية عاشوراء وفضل صومه:

    جـاء في فضل عاشوراء أنه يوم نجَّى الله فيه نبيه موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ والمؤمنين معه، وأغـــرق فيه فرعون وحزبه؛ فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المديـنـة، فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟" فـقـالـوا: هــــذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرّق فـرعـون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه . فقال رسول الله صلى الله عـلـيـه وسلم:
    "فنحن أحق وأوْلى بموسى منكم" فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه(2)، وها يحتـمل أن الله ـ تعالى ـ: "أوحى إليه بصدقهم، أو تواتر عنده الخبر بذلك"(3).


    وقـد جاء
    بيان فضل صيام يوم عاشوراء في حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم عـاشوراء، فـقــــال:

    "يكفِّر السنة الماضية
    وفي رواية: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفـــر السنة التي قبله"(4)
    وفـي حديث آخر: "ومن صام عاشوراء غفر الله له سنة"(5).
    قـال البـيـهـقـي: "وهذا فيمن صادف صومه وله سيئات يحتاج إلى ما يكفِّرها؛ فإن صادف صومه وقد كُفِّرت سيئاته بغيره انقلبت زيادة في درجاته، وبالله التوفيق"(6).
    بل إن صيامه يعدل صيام سنة، كما في رواية: "ذاك صوم سنة"(7).
    ويصور ابن عباس حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيـامـه فيقول:
    "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرَّى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشــوراء، وهذا الشهر، يعني: شهر رمضان"(8).


    ولـِمَـا
    عُرف من فضله فقد كان للسلف حرص كبير على إدراكه، حتى كان بعضهم يصومه فـي الـسـفــر؛ خشية فواته، كما نقله ابن رجب عن طائفة منهم ابن عباس، وأبو إسحاق السبيعي، والـزهـري، وقال:

    "رمضان له عدة من أيام أخر، وعاشوراء يفوت، ونص أحمد على أنه يصام عاشوراء في السفر"(9).




    ثانياً:
    حالات صوم عاشوراء:


    مرّ صوم يوم عاشوراء بأحوال عدة(10):


    الأولى: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء بمكة، ولا يأمر الناس بصومه.

    الثانية: لما قدم الـمدينة وجد اليهود يصومونه، فصامه وأمر الناس بصيامه، حتى أمر من أكل في ذلك اليوم أن يمـسك بقية ذلك اليوم. وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة؛ لأنه قدم المدينة في ربيع الأول.

    الثالثة: لمـا فرض رمضان في السنة الثانية نُسِخَ وجوب صوم عاشوراء، وصار مستحباً، فلم يقع الأمر بصيامه إلا سنة واحدة(11).

    ويشهد لـهـــذه الحالات أحاديث، منها: حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:
    { كانت قريش تصوم عـاشـــــوراء في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما هاجر إلى المدينة، صامه وأمر بصيامه، فلما فرض شهر رمضان قال: "من شاء صامه، ومن شاء تركه"(12).
    وعن الرُّبَيِّع بنت معوِّذ قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: "من كان منكم صائماً فليتمَّ صومه، ومن كان أصبح مفطراً فليتم بقية يومه فكنا بعد ذلـك نـصـومـه، ونصوِّم صبياننا الصغار منهم، إن شاء الله، ونذهب بهم إلى المسجد، ونصنع لهم اللعبة مـن الـعـهـــن، فـنـذهــب به معنا، فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم، حتى يتموا صومهم"(13).


    ومــن
    الـعـلماء من قال: إنه لم يكن واجباً أصلاً (14)؛ احتجاجاً بقول معاوية ـ رضي الله عنه ـ لما خـطــب يوم عاشوراء فقال:

    "ولم يكتب الله عليكم صيامه"(15)،
    قال الحافظ ابن حجر: "ولا دلالة فيه؛ لاحتمال أن يريد: ولم يكتب الله عليكم صيامه على الدوام كصيام رمضان، وغايتـه: أنه عامٌّ خُصَّ بالأدلة الدالة على تقدُّم وجوبه، أو المراد: أنه لم يدخل في قوله ـ تعالـى ـ:

    ((كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِكُمْ)) [البقرة: 183
    ثم فسره بأنه شهر رمضان، ولا يناقض هذا الأمر السابق بصيامه الذي صار منسوخاً،ويؤيد ذلك: أن معـاويـة إنـمــا صحب النبي صلى الله عليه وسلم من سنة الفتح، والذين شهدوا أمره بصيام عاشوراء والـنـداء بـذلـك شهدوه في السنة الأولى أوائل العام الثاني. ويؤخذ من مجموع الروايات أنه كان واجباً؛ لـثـبـوت الأمــر بصيامه، ثم تأكد الأمر بذلك، ثم زيادة التأكيد بالنداء العام، ثم زيادته بأمر من أكل بالإمــسـاك، ثـم زيـادتـــه بأمر الأمهات ألاَّ يرضعن فيه الأطفال، وبقول ابن مسعود الثابت في مسلم:
    "لما فُرِضَ رمضان ترك عاشوراء"، مع العلم بأنه ما ترك استحبابه، بل هو باق، فدل على أن المتروك وجوبه"(16).
    فكما كان واجباً أولاً فهو الآن مستحب غير واجب، كما نقل ابن عبد الـبـر الإجمـاع على هذا(17).
    واسـتـحـبـابه متأكد يدل عليه قول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ:
    "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يـتـحـــرى صـيـام يـوم فـضَّـله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني: شهر رمضان"(18).


    قال ابن حجر: "وأما قول بعضهم: المتروك تأكد استحبابه، والباقي مطلق استحبابه.. فلا يخـفـى ضـعـفــه، بل تأكُّد استحبابه باقٍ، ولا سيما مع استمرار الاهتمام به حتى في عام وفاته صلى الله عليه وسلم؛ حيث يقول:

    "لئن عشت لأصومن التاسع والعاشرولترغيبه في صومه وأنه يكفِّر سنة، وأي تأكيد أبلغ من هذا؟!"(19).


    ولا
    يشوِّش على هذا ما روي من أن ابن عمر كان لا يصومه إلا أن يوافق صيامه(20)، وأنه كان يكره إفراده بالــصــوم، فـهــــو اجتهاد منه لا تُعارَض به الأحاديث الصحيحة، وقد انقرض القول بذلك(21).




    الهوامش:
    (1) رواه مسلم، ح/ 1163.
    (2) البخاري، ح/2004، ومسلم، ح/11330، واللفظ له .
    (3) فتح الباري: 4/291 .
    (4) رواه مسلم، ح: 1162 .
    (5) رواه البزار، انظر: مختصر زوائد البزار 1/407، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 1/422 .
    (6) فضائل الأوقات، للبيهقي: 439.
    (7) رواه ابن حبان: 8/394، ح/3631. قال شعيب الأرناؤوط: إسناده على شرط مسلم.
    (8) رواه البخاري، ح/2006، ولا يعني هذا تفضيله على يوم عرفة، فإنه يكفر سنتين، ويتميز بمزيد فضل لما يقع فيه من العبادات والمغفرة والعتق، ثم إنه محفوف بالأشهر الحرم قبله وبعده، وصومه من خصائص شرعنا، بخلاف عاشوراء، فضوعف ببركات المصطفى صلى الله عليه وسلم. (انظر: بدائع الفوائد: 4/211، والفتح: 4/292، ومواهب الجليل 2/403).
    (9) لطائف المعارف، لابن رجب: 110، وأخرج أثر الزهري البيهقي في الشعب: 3/367.
    (10)انظر: اللطائف: 102 ـ 109.
    (11) انظر: الفتح: 4/289.
    (12) رواه مسلم، ح: 1125، واللفظ له، والبخاري، ح:2002.
    (13) رواه مسلم: ح 1136، 2/798 .
    (
    14) كالبيهقي، في فضائل الأوقات: 444، 445.
    (15) رواه البخاري: ح/2003، الفتح: 4/287.
    (16) الفتح: 4/290. وانظر: زاد المعاد: 2/71،72.
    (17) انظر: التمهيد: 7/203، 22/148.
    (18) رواه البخاري: ح: 2006، الفتح:4/287.
    (19) الفتح: 4/290.
    (20)
    البخاري: ح/1892، الفتح4/123، ومسلم: ح/1126.
    (21) انظر: الفتح: 4/289.



    التعديل الأخير تم بواسطة فريق نور على الدرب ; 17-12-2010 الساعة 02:43 PM

  5. #5

    الصورة الرمزية فريق نور على الدرب

    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المـشـــاركــات
    335
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

    الحالة الرابعة: الأمر بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء:



    "كان النبي صلى الله علـيـه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء"(22)، حتى أُمر بمخالفتهم، ونُهي عن موافقتهم، فعزم على أن لا يصوم عاشوراء مفرداً، فكانت مخالفته لهم في ترك إفراد عاشوراء بالصوم.


    ويشهد لذلك أحاديث منها:

    عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عـاشـوراء، وأمر بصيامه، قالوا: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فـإذا كـان العام المقبل ـ إن شاء الله ـ صمنا الـيوم الـتـاسـع".

    قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رســـول الله صلى الله عليه وسلم(23)، والمراد: أنـه عزم على صوم التاسع مع العاشر. يشهد لذلك قـول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: "أمر الرسول صلى الله عليه وسلمبصـوم عاشوراء يـوم العاشر"(24)،

    وقوله: "خالفوا اليهود، وصوموا التاسع والعاشر"(25)



    وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيام عاشوراء يوم العاشر(26).

    أما جواب ابن عباس لمن سأله عن صيام عاشوراء، فقال: "إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، وأصبِحْ يوم التاسع صائماً"(27)، فلا إشكال فيه،



    قال ابن القيم:-

    "فمن تأمل مجموع روايــات ابن عباس تـبـين له زوال الإشكال وسعة علم ابن عباس؛ فإنه لم يجعل عاشوراء هو الـيـوم الـتاسـع، بل قال للسائل: صم اليوم التاسع، واكتفى بمعرفة السائل أن يوم عاشوراء هو اليوم العاشــر الذي يعده الناس كلهم يوم عاشوراء، فأرشد السائل إلى صيام التاسع معه"(28).



    وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فـيـه اليهود، وصوموا قبله يوماً أو بعده يوماً"(29). وعلى صحة هذا الحديث فإن من لم يصم التاسع فإنه يصوم الحادي عشر؛ لتتحقق له مخالفة اليهود في عدم إفراد عاشوراء بالصوم.

    أما رواية: "صوموا يوماً قبله، ويوماً بعده" فهي ضعيفة(30).



    وعن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: كان يوم عاشوراء يوماً تعظمه اليهود، وتـتخذه عيداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فصوموه أنتم"(31).

    قال ابن رجب: "وهـذا يـدل على النهي عـن اتخاذه عيداً، وعلى استحباب صيام أعياد المشركين؛ فإن الصوم ينافي اتخاذه عيداً، فيوافقون في صيامه مع صيام يوم آخر معه... فإن في ذلك مخالفة لهم في كيفية صيامه أيضاً، فلا يـبقى فـيـه موافـقـة لهم فـي شـيء بالكلية"(32).





    ثالثاً: كيفية مخالفة اليهود في صوم يوم عاشوراء:
    يظهر مما تقدم من الأحاديث ـ والله أعلم ـ أن الأكمل هو صوم التاسع والعاشر؛ لأنه هو الذي عزم على فعله النبي صلى الله عليه وسلم.


    ومن صحـح حديث:

    "وصوموا قبله يومًا، أو بعده يومًا"

    فإنه قال بمشروعية صيام الحادي عشر لمن لـم يصم التاسع، لتحصل له مخالفة اليهود التي قصد إليها النبي صلى الله عليه وسلم؛ خاصـة أن من أهل العلم من يرى كراهية إفراد العاشر بالصوم؛ لما فيه من موافقة اليهود ومخالفة الأمر بمخالفتهم، وأيضًا خشية فوات العاشر(33).



    ومن أهل العلم مـن قــــال بأفـضـلـية صوم الثلاثة أيام: التاسع والحادي عشر مع العاشر، وحجتهم الرواية المتقدمــــة:

    "صومــوا يومًا قبله، ويومًا بعده"، وأيضًا: الاحتياط لإدراك العاشر، ولأنه أبلغ في مخالفة اليهود(34).



    والإسلام منهج وسط في الاتباع، حاديه دائماً الحق المجرد؛ ففعل المشركين لِحَقٍّ لا يسوِّغ ترك هذا الحق بدعــــوى مخـالـفـتهم، كما أن فعلهم لباطل لا يسوِّغ متابعتهم فيه بدعوى موافقتهم لتأليف قلوبهم، وعليه: تـنـتـفــي الدوافع المتوهمة للإعجاب بحال أي مبطل أو متابعته في باطله أو ترك حق لأنه فعله؛ إذ مـقــيـاس قـبــول الأحوال توافقها مع الشرع، وميزان المخالفة ما كان مــن خصائص مِلَّتهـم وشعائــر دينهــم، وبين هــذا وهــذا درجات لا مجال لتفصيلها.

    الهوامش
    (22) كما صح عن ابن عباس في البخاري: ح 5917. وانظر مبحثاً مفيداً في المسألة في اقتضاء الصراط المستقيم: 1/466 ـ 472.
    (23) رواه مسلم، ح/1134 .
    (24) أخرجه الترمذي3/128،، ح/755، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي ح/603، وانظر: صحيح الجامع، ح/3968.
    (25) أخرجه عبد الرزاق (7839)، والبيهقي (4/287)، من طريق ابن جريج عن عطاء. وهذا إسناد صحيح.
    (26) أخرجه البزار، انظر: مختصر زوائد البزار، لابن حجر: 1/406، ح 672، وقال الحافظ: إسناده صحيح.
    (27) رواه مسلم: 1133. (28) زاد المعاد: 2/ 75 ـ 76.
    (29) المسند: 1/241. وقال شاكر: إسناده صحيح. واحتج به من أهل العلم: الحافظ في الفتح (4/289)، وابن القيم في الزاد (2/76)، وغيرهما. وضعف إسناده محققا المسند، وقالا: "إسناده ضعيف .ابن أبي ليلى ـ واسمه محمد بن عبد الرحمن ـ: سيئ الحفظ، وداود ابن علي ـ وهو ابن عبد الله بن عباس الهاشمي ـ روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ، وقال الإمام الذهبي: وليس حديثه بحجة"، ثم خرجاه من مصادره، وبينا أن الثابت عن ابن عباس موقوفًا هو بلفظ: "صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود". انظر المسند ح/ 2154، 3213 (4/52، 5/280).
    (30) ذكر هذا اللفظ: الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/188، وقال: "رواه أحمد والبزار، وفيه محمد بن أبي ليلى، وفيه كلام" وذكره المجد ابن تيمية في المنتقى، وعزاه لأحمد، قال الشوكاني في نيل الأوطار: 4/330: "رواية أحمد هذه ضعيفة منكرة، من طريق داود بن علي، عن أبيه، عن جده، رواها عنه: ابن أبي ليلى". وذكره ابن رجب في لطائف المعارف: 108. والذي وقفت عليه في المسند هو اللفظ المتقدم، ـ وهو بـ (أو) وليس بالواو ـ، وقد ضعف الرواية التي بالواو الألباني في ضعيف الجامع، ح/ 3506، وذكرها محتجًا بها الشيخ ابن باز، انظر: فتاوى إسلامية: 2/169.
    (31) رواه مسلم، ح: 1131، 1/796. (32) لطائف المعارف: 112.
    (33) وهو المشهور عن ابن عباس ومقتضى كلام أحمد، ومذهب الحنفية. انظر: اقتضاء الصراط المستقيم، 1/470 ـ 471، ورد المحتار، لابن عابدين 3/336 ـ 337.
    (34) بل إن الحافظ ابن حجر (الفتح4/289) وابن القيم (الزاد2/72) جعلا المراتب ثلاثة، أفضلها صيام الثلاثة الأيام، يليها صوم التاسع والعاشر، والثالثة صوم العاشر وحده. وانظر: المغني، لابن قدامة 4/441، ولطائف المعارف، ص 109.


    التعديل الأخير تم بواسطة فريق نور على الدرب ; 17-12-2010 الساعة 02:44 PM

  6. #6

    الصورة الرمزية فريق نور على الدرب

    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المـشـــاركــات
    335
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

    رابعاً: أعمال الناس في عاشوراء في ميزان الشرع:



    الناظر في حال الناس اليوم يرى أنهم يخصصون عاشوراء بأمور عـديـدة. ومن خلال سؤال عدد من الناس من بلدان عدة تبين أن من الأعمال المنتشرة التي يحــرص عليها الناس في عاشوراء: الصيام ـ وقد عرفنا مشروعيته ـ.


    ومنها:
    إحياء ليلة عـاشوراء، والحرص على التكلف في الطعام، والذبح عموماً لأجل اللحم، وإظهار البهجة والسرور، ومنها: ما يقع في بلدان كثيرة من المآتم المشتملة على طقوس معينة مما يفعله الروافض وغيرهم.

    وحتى نعرف مدى شرعية تلك الأعمال فتكون مقربة إلى الله، أو عدم مشروعيتها لتصير بدعاً ومحدثات تُبعِد العبد عن الله؛ فإنه لا بد أن نعلم جيداً أن للعمل المقبول عند الله ـ تعالى ـ شروطاً مـنها:
    أن يكون العامل متابعاً ـ في عمله ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم(35).
    وإذا نظرنا في أفعال الناس في عاشوراء ـ سواء ما كان منها في الحاضر أو الماضي أو الماضي القريب(36) ـ

    رأينا أنها على صور عدة:
    أ -ما كان منها في باب العبادات؛ حيث خصوا هذا اليوم ببعض العبادات كقيام ليلة عاشوراء، وزيارة القبور فيه، والصدقة، وتقديم الزكاة أو تأخيرها عن وقتها لتقع في يوم عاشوراء، وقراءة سورة فيها ذكر موسى فجر يوم عاشوراء ... فهذه ونحوها وقعت المخالفة فيها في سبب العمل وهو تخصيصه بوقت لم يخصه الشارع بهذه الأعمال، ولو أراده لحثَّ عليه، كما حث عـلى الـصـيام فـيه، فيُمنع من فعلها بهذا التقييد الزمني، وإن كانت مشروعة في أصلها.
    ولأن باب البدع لا يـقف عـند حدّ فإن البدع في العبادات قد تنال كيفية العبادة، كما اختلقوا حديثاً موضوعاً مكذوباً في صلاة أربع ركعات ليلة عاشوراء ويومها، يقرأ فيها ((قل هو الله أحد)) [الإخلاص: 1] إحدى وخمـسين مرة(37)، وخرافة رقية عاشوراء، ونعي الحسين ـ رضي الله عنه ـ على المنابر يوم الجمعـة(38)، وكالمنكرات المصاحبة لزيارة القبور.


    ب -ما كان مـن باب العادات التي تـمارس في عاشوراء تشبيهاً له بالعيد، ومن ذلك:
    الاغتسال، والاكتحال، واستعمال البخور، والتوسع في المآكل والمشارب، وطحن الحبوب، وطبخ الطعام المخصوص، والـذبح لأجل اللحم، وإظهار البهجة والسرور. ومنها عادات لا تخلو من منكرات قبيحة.
    وهذه فـي أصلها نشأت وظهرت رد فعل لمآتم الرافضة التي يقيمونها حزناً على مقتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ فكان من الناصبة(39) أن أظهروا الشماتة والفرح، وابتدعوا فيه أشياء ليست من الدين، فوقعوا فـي التشبه باليهود الذين يتخذونه عيداً ـ كما تقدم ـ(40).

    وأما ما روي من الأحاديث في فضل التوسـعة على العيال في عاشوراء فإن طرقها ضعيفة، وهي وإن رأى بعض العلماء أنها قوية فإن ضعفها لا ينجبر، ولا ينهض لدرجة الحسن.
    أما الاغتسال والاكتحال والاختضاب فلم يثبت فيه شيء البتة(41)، ولمَّا أشار ابن تيمية إلى ما روي من الأحاديث في فضل عاشوراء قال:
    "وكل هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يصح في عاشوراء إلا فضل صيامه"(42).

    وبذلك تعرف أن الشرع لم يخص عاشوراء بعمل غير الصيام، وهذا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ والْيَوْمَ الآخِرَ وذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)) [الأحزاب: 12]. وكم فات علـى أولـئـك المنشغلين بتلك البدع من اتِّباع النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته!


    ج - مآتم الشيعة (الرافضة والباطنية):
    أما بالنسبة لمآتم الشيعة فإنه لا نزاع في فضل الحسين ـ رضي الله عنه ـ ومناقبه؛ فهو من علماء الصحابة، ومن سادات المسلمين في الدنيا والآخرة الذين عرفوا بالعبادة والشجاعة والسخاء ...، وابن بنت أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم، والتي هي أفـضل بناته، وما وقع من قتله فأمر منكر شنيع محزن لكل مسلم، وقد انتقم الله ـ عز وجل ـ من قتلته فأهانهم في الدنيا وجعلهم عبرة، فأصابتهم العاهات والفتن، وقلَّ من نجا منهم.
    والذي ينبغي عنـد ذكر مصيبة الحسين وأمثالهـا هـو الصبر والرضى بقضاء الله وقدره، وأنـه ـ تعالى ـ يختار لعبده ما هو خير، ثم احتساب أجرها عند الله ـ تعالى ـ.


    ولكن لا يحسن أبداً ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي يُلحَظُ التصنع والتكلف في أكثره، وقد كان أبوه عليٌّ أفضل منه وقُتل، ولم يتخذوا مـوته مأتماً، وقتل عثمان وعمـر ومات أبو بـكر ـ رضي الله عنهم ـ، وكلهم أفضل منه .. ومات سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولم يقع في يوم موته ما هو حاصل فـي مقتل الحسين. وليس اتخاذ المآتم من دين المسلمين أصلاً، بل هو أشبه بفعل أهل الجاهلية(43).

    قال ابن رجب عن يوم عاشوراء:
    "وأما اتخاذه مأتماً كما تفعله الرافضة؛ لأجل قتل الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ فيه .. فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً، فكيف بمن دونهم؟"(44).

    ولقد كانت بعض تصرفات الرافضة في مآتمهم موضع انتقاد من بعض علمائهم، مع إصرار الجميع على المآتم والحزن.
    ففي مقابلة مع أحد مراجعهم(45) سئل:
    "هناك أيضاً قضية عاشوراء التي لا تحبذها؟" فأجـاب:
    "عاشوراء لابد أن تتحرك مع الخط العاطفي، ولكن لا أوافق على الاحتفال بعاشوراء بطريقة ضرب الرؤوس بالسيوف، وجلد الأجساد بالسلاسل الحديدية، وأنا قد حرمت هذا". ثم طالب بأساليب للتعبير عن العاطفة أكثر (عصرية)، وذكر منها استخدام المسرح، حتى يكون لعاشوراء امتداد في العالم!(46).

    والملاحظ أن مآتم الرافضة في عاشوراء لم ترتبط بأصل إسلامي من قريب أو بعيد؛ إذ لا علاقة لها بنجاة موسى عليه السلام، ولا بصيام النبي صلى الله عليه وسلم، بل الواقع أنهم حولوا المناسبة إلى اتجاه آخر، وهذا من جنس تبديل دين الله ـ عز وجل ـ.


    الهوامش
    (35) ويتحقق الاتباع بموافقة العمل هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ستة أمور:
    أ - كون سبب العمل مشروعاً، فالتهجد في ليالي معينة كليلة عاشوراء دون غيرها.. سببه غير مشروع؛ لأنه لم يرد في تخصيصها به نص شرعي.
    ب - الجنس؛ فالتضحية بفرس غير مقبولة؛ لأنها لم تشرع.
    ج - القدر أو العدد، فإذا صلى المغرب أربعاً لم تصح؛ لمخالفة الشرع في العدد.
    د - الكيفية، فإذا توضأ وضوءاً منكساً لم يُقبل.
    هـ - الزمان، فلو ضحى في شعبان لما صحت منه.
    و - المكان، فلو اعتكف في بيته لما صح منه ذلك؛ لمخالفة الشرع في المكان.
    (انظر: الإبداع في بيان كمال الشرع وخطر الابتداع، لابن عثيمين: 21-22).
    (36) انظر في بدع عاشوراء: المدخل، لابن الحاج: 1/208، 209، وتنبيه الغافلين، لابن النحاس: 303، والإبداع في مضار الابتداع، لعلي محفوظ: 268-272، والسنن والمبتدعات، للشقيري: 118-121، وردع الأنام من محدثات عاشر المحرم الحرام، لأبي الطيب عطاء الله ضيف . وانظر: معجم البدع، لرائد بن أبي علفة: 391 ـ 395.
    (37) انظر: الإبداع ، لعلي محفوظ: 270. (38)انظر: السنن والمبتدعات، للشقيري: 120.
    (39) هم الذين يناصبون آل البيت العداء، في مقابل الرافضة الذين غلوا فيهم.
    (40) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم: 2/129 ـ 134، وانظر: اللطائف: 112، وشعب الإيمان: 3/367، وضعيف الجامع، ح/5873. (41) انظر: السابق.
    (42) منهاج السنة النبوية 7/39، وانظر: مواهب الجليل 2/403 ـ 444.
    (43) انظر: البداية والنهاية، لابن كثير: 8/201 ـ 203، والفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية: 25/307 ـ 314، واقتضاء الصراط المستقيـم: 2/129-131.
    (44) لطائف المعارف: 113. (45) وهو محمد حسين فضل الله.
    (46) صحيفة: الخليج، العدد 7224، الأحد 12/11/1419هـ .


    التعديل الأخير تم بواسطة فريق نور على الدرب ; 17-12-2010 الساعة 02:45 PM

  7. #7

    الصورة الرمزية فريق نور على الدرب

    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المـشـــاركــات
    335
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

    حقيقة الانتماء:

    علَّل اليهود صيامهم عاشوراء بمتابعتهم موسى عليه السلام حين صامه شكراً لله على إنجائه له من فرعون.
    وهاهنا أمران:

    أولهما: هل يكفي صيامهم عاشوراء برهاناً للمتابعة وسبباً للأولوية بموسى عليه السلام ؟
    وثانيهما: هل وقع لهم ما أرادوا من موافقة عاشر المحرم (عاشوراء) فعلاً؟


    أما الأول: فـلا يكفي صومهم عاشوراء أن يقوم دليلاً لكونهم أوْلى بموسى عليه السلام

    ؟ أبداً؛ إذ الحكم في ذلك بحسب تمام المتابعة والتزام المنهج، قال الله ـ عز وجل ـ:
    ((إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِـإبْـرَاهِـيـمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وهَذَا النَّبِيُّ والَّذِينَ آمَنُوا واللَّهُ ولِيُّ المُؤْمِنِينَ))
    [آل عمران: 68].

    ولـذا كان نبـي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم وأتباعه أوْلى بنبي الله موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ من الأمة الغضبية، فقال:
    "نحن أحق وأوْلى بموسى منكم"(57).



    وهكذا تتوحد المشاعر، وترتبط القلوب مع طول العهد الزماني، والتباعد المكاني، فيكون المؤمنون حزباً واحداً هو حزب الله ـ عز وجل ـ؛ فهم أمة واحدة، مــن وراء الأجيال والقرون، ومـن وراء المكان والأوطان .. لا يحول دون الانتماء إليها أصل الإنسان أو لونه أو لغته أو طـبقته .. إنما هو شرط واحد لا يتبدل، وهو تحقيق الإيمان، فإذا ما وجد كان صاحبه هو الأوْلى والأحق بالولاية دون القريب ممن افتقد الشرط؛ ولذا استحقت هذه الأمة ولاية موسـى دون الـيهود الـمغضوب عليهم. ((إنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)) [الأنبياء: 29].


    وأما الثاني
    : ـ وهو: هل وافقوا صيام عاشوراء فعلاً؟ ـ فقد ذكر بعض أهل العلم(58) أن حساب اليهود كان بالسنة الشمسية، والمحــرم شهر هلالي لا شمسي، وهذا يوقع الشك في إصابة اليهود يوم عاشوراء، أما المسلمون فحسابـهم بالأشـهر الـهلالـية فـأصابوا تعيين عاشوراء، وإذا ظهر خطأ اليهود تبينت أولوية المسلمين من هذا الوجه أيضاً.

    ويشـبه هـذا ضلال أهل الكتاب عن يوم الجمعة، فاختار اليهود السبت، واختار النصارى الأحد، وهُدي المسلمون ليوم الجمعة.


    عبادة الله أبلغ الشكر:
    كانت نجاة موسى ـ عليه الصلاة والـسلام ـ وقـومـه من فرعون.. منَّة كبرى أعقبها موسى عليه السلام - بصيام ذلك اليوم، فكان بذلك ـ وغيره من العبادات ـ شـاكرًا لله ـ تعالى ـ؛ إذ الـعـمل الـصالح شـكر لله كبير، قال ربنا ـ عز وجل ـ:
    ((اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)) [سبأ: 31
    وأساس الـشكـر مبني على خمس قواعد:

    {الخضوع للمنعم، وحبه، والاعتراف بنعمته، والثناء عليه بها، وألا تصرف النعمة فيما يكرهه المنعم} (59).
    "والبشر مهما بالغوا في الشكر قاصرون عن الوفاء، فكيف إذا قصّروا وغفلوا عن الشكر من الأساس"؟!(60).


    ويجب التنبه إلى أن أمر العبادة قائم على الاتباع، فلا يجوز إحداث عبادات لم تشرع، كما لا يجوز تخصيص عاشوراء ولا غيره من الأزمان الفاضلة بعبادات لم ينص عليها الشـارع في ذلك الزمـن. أما الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ فعباداتهم شرع معصوم مبني على وحي الله ـ عز وجل ـ إليهم.

    ثم اقتفاء آثار الأنبياء وتحقيق الاهتداء بهديهم والاجتهاد في تطبيق سنتهم هو الشكر بعينه.


    في التعويد على الخير تثبيت عليه:
    بلغ بالـصحابة الحرص على تعويد صغارهم الصيام أن احتالوا عليهم في تمرينهم عليه حتى يُتِمُّوه، فصنعوا لهم اللعب يتلهون بها عن طلب الطعام، ـ كما تقدم في حديث الربيِّع ـ؛ وذلك لكون تعـويـد الـصغير على فعل الخير مكمن قوة في استقامته عليه في الكبر؛ لأنه يصير هيئة راسخة في نفــسه تعسر زعزعتها.. واليوم لدينا من وسائل التلهية المباحة بقدر ما لدينا من أصناف الطعام وأشـكـالـه .
    وإذا اقتنع المربي بواجبه التربوي لم تُعْيِه الحيلة؛ فإن الحاجة تفتق الحيلة (61).



    الهوامش:

    (57) هذا لفظ مسلم: ح/1130.
    (58) انظر: اللطائف: 109، والزاد: 2/69،70، والفتح: 4/291.
    (59) انظر مدارج السالكين: 2/254. (60) في ظلال القرآن، لسيد قطب: 5/2899.
    (61) كما تقول العرب. ومعنى المثل: أن شعور الإنسان بحاجته لشيء يولد له الحيلة والطريقة التي توصله إلى حاجته.


    التعديل الأخير تم بواسطة فريق نور على الدرب ; 17-12-2010 الساعة 02:46 PM

  8. #8

    الصورة الرمزية فريق نور على الدرب

    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المـشـــاركــات
    335
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::


    .. فضل شهر الله المحرم ..




    عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ( أفضلُ الصيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم ، وأفضلُ الصلاة بعد الفريضة صلاةُ الليل ) وفي رواية: ( الصلاة في جوف الليل ) أخرجه مسلم .



    الحديث دليل على فضل صيام شهر الله المحرم ، وأن صيامه يلي فضل شهر رمضان في الأفضلية ، وفضل الصيام فيه جاء من فضل أوقاته وتعظيم الأجر فيه ، لأن الصيام من أفضل الأعمال عند الله تعالى .

    وشهر الله المحرم هو الشهر الذي تبدأ به السنة الهجرية ، كما تمَّ الاتفاق على ذلك في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب
    رضى الله عنه ، وهو أحد الأشهر الحرم التي ذكر الله في كتابه ، فقال تعالى :
    {
    إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }[التوبة/36]
    وعن أبي بكرة رضى الله عنه
    عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    (
    …السنة اثنا عشر شهراً ، منها أربعة حرم : ثلاثة متوالية ، ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجبُ مُضَرَ الذي بين جمادى وشعبان) متفق عليه.
    وقد أضاف الله تعالى هذا الشهر إليه تشريفاً وتعظيماً ، لأن الله تبارك وتعالى لا يضيف من الأشياء إليه إلا خواصُها كبيت الله ، ورسول الله ، ونحو ذلك ، وسمي محرماً تأكيداً لتحريمه ، لأن العرب كانت تتقلب فيه ، فتحله عاماً وتحرمه عاماً .

    وقوله تعالى :
    { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } أي : في هذه الأشهر المحرَّمة ، لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها ، قال قتادة :

    ( إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم
    خطيئةً ووزراً من الظلم فيما سواها ، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً ، ولكن الله يُعَظِّمُ من أمره ما يشاء ) . وقد جعل الله هذه الشهور الهلالية مواقيت للناس ، لأنها علامات محسوسة يعرف كل أحد بدايتها ونهايتها ، ومما يؤسف عليه أن كثيراً من المسلمين تركوا التاريخ الهجري ، وأخذوا بتاريخ النصارى الميلادي المبني على أشهر وهمية غير مبنية على مشروع ولا معقول ولا محسوس .
    وهذا دليل الضعف والانهزامية والتبعية لغير المسلمين ، ومن مفاسده : ربط المسلمين وناشئتهم بتاريخ النصارى ، وإبعادهم عن تاريخهم الهجري الذي ارتبط برسولهم صلى الله عليه وسلم
    وبشعائر دينهم وعبادتهم ، فالله المستعان .
    وقد دل الحديث على أن أفضل ما يتطوع به من الصيام بعد رمضان صوم شهر الله المحرم ، والظاهر أن هذا محمول على أنه أفضل شهر يُتطوع بصيامه بعد رمضان ، أما التطوع بصيام بعض الأيام منه فقد يكون بعض الأيام أفضل من أيامه كيوم عرفة ، وستة أيام من شوال .

    وظاهر الحديث فضل صيام شهر المحرم كاملاً ، وحمله بعض العلماء على الترغيب في الإكثار من الصيام في شهر المحرم لا صومه كله ، لقول عائشة رضي الله عنها :
    (
    …ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان ، وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان) أخرجه مسلم .



    اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة ، وارزقنا الاستعداد قبل النُّقلة ، وألهمنا اغتنام الزمان وقت المهلة ، ووفقنا لفعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وصلّى الله وسلم على نبينا محمد


    التعديل الأخير تم بواسطة فريق نور على الدرب ; 17-12-2010 الساعة 02:47 PM

  9. #9

    الصورة الرمزية فريق نور على الدرب

    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المـشـــاركــات
    335
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

    موعظـــة


    أيها المسلم :
    إن شهر محرم
    من الأشهر الحُرُم :-
    (ذو القعدة- ذو الحجة – محرم – رجب)
    فلا تظلم نفسك فيها بالذنوب والمعاصي ،

    وقد قال تعالى :  فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم...الآية  [التوبة:36].
    واعلم أنّ الذنوب
    يحرم اقترافها في الأشهر الحُرُم وفي غيرها ، ولكنّ الذنب يعظُمُ فى الزمان الفاضل ، والمكان الفاضل .



    قال عزالدين بن عبدالسلام:
    "وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان:
    أحدهما: دنيويٌّ..
    والضرب الثاني: تفضيل ديني، راجع إلى أنَّ الله يجود على عباده فيها بتفضيل
    أجر العاملين، كتفضيل صوم رمضان على صوم سائر الشهور، وكذلك يوم عاشوراء.. ففضلها راجع إلى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها" (قواعد الأحكام1/38).



    اغتنم الأزمنة الفاضلة ،
    كالأشهر الحرم ، ورمضان ، وعشر ذي الحجة ، في الأعمال الصالحة ؛ لأن الحسنات تتضاعف فيها ،وكذلك اغتنم الأمكنة الفاضلة - كمكة والمدينة – فى الأعمال الصالحة ؛ لأنّ الحسنات تتضاعف فيها .


    والله أعلم .

    التعديل الأخير تم بواسطة فريق نور على الدرب ; 17-12-2010 الساعة 02:48 PM

  10. #10

    الصورة الرمزية فريق نور على الدرب

    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المـشـــاركــات
    335
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

    الخاتمـــــــة


    إلى هنـا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا عن
    { شهر الله المحرم .. بين الإتباع والإبتداع }
    لذا وجب علينا أن نزيدكم من العلم حول هذا الموضوع ، ولمعرفة المزيد عنه وعن الذين ابتدعوا في دين الله ، فقط عليكم الذهاب إلى:
    "أضغط على الصورة"




    هذا و
    نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم، وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى. ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



    التعديل الأخير تم بواسطة فريق نور على الدرب ; 17-12-2010 الساعة 02:49 PM

  11. #11

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

    تم فك الحجز بعد أحد عشر شهراً هنا .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو رويم ; 28-11-2011 الساعة 09:53 PM

  12. #12

    الصورة الرمزية Mr_JaKi

    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المـشـــاركــات
    1,347
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

    يحجز،
    عدنا لكم،،
    موضوع شيق طريقة كتابة ممتعة..
    لم أدرك ما قراتو،، واضح انه متعب جدا ولكن حاز على رضاء الأعضاء

    شكراَ يا اعضاء فريقنا وشكراَ يا القائدة المثالية،،

    بوركتم
    التعديل الأخير تم بواسطة Mr_JaKi ; 19-12-2010 الساعة 02:11 PM

  13. #13

    الصورة الرمزية هالة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,808
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    ما شاء الله ما شاء الله
    موضوع شامل وكامل ..

    بارك الله فيكم

    وحتى تنسيق الموضوع كان جميلا
    قرأته كاملا دون أن أدرك ..

    ماشاء الله تبارك الله
    عمل متحوف بأتم معنى الكلمة : )

    جزاكم ربي خيرا

    .
    .

    الحمد لله الذي فتح بيصرتنا وأرنا الحق حقا ..
    ولم يجعلنا ممن يلطم وممن يبدع وممن يُحرِّف في يوم عاشوراء

    تُرى إن جاء الرسول صلى الله عليه وسلم في زماننا هذا،
    ورأى ما يفعله أهل الشيعة من لطم ونياح و... و بدع أخرى ..
    أكان سيشجعهم؟ ويبارك لهم في عملهم؟

    لا وألف لا ..

    والله لا أدري من أين يأتي هؤلاء بدينهم؟
    فعلا لا تعمى الأبصار ولكن تُعمى القلوب التي في الصدور..
    والحمد لله على نعمت العقل


    شكرا لكم على تذكريكم لنا بمناقب هذا الشهر المحرم .. جعلنا الله وإياكم من الصائمين القائمين في أيامه.

    .
    .


    لكن أتسائل أمرا ؟

    هل مازال يهود اليوم يصومون عاشوراء ويظهرون الفرح كما كان يفعل أسلافهم؟

    وكيف هي طريقة صيامهم أهي مثلنا؟ أم أنهم يصومون عن أكل الحوت فقط أو ما شابه؟



    شكرا لكم
    وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
    وأثابكم على أعمالكم.

  14. #14

    الصورة الرمزية الوعد القادم

    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المـشـــاركــات
    686
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

    بارك الله فيكم جميعًا

    التعديل الأخير تم بواسطة الوعد القادم ; 15-2-2011 الساعة 09:44 PM

  15. #15

    الصورة الرمزية ابن القلعة

    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المـشـــاركــات
    1,582
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    شكر الله لجميع اعضاء الفريق وبارك الله فيكم على مجهوداتكم

    وأعانكم الله على نصر شرعته ودعوة الناس إليها

    متسلحين بالإخلاص مستترين بكتاب الله وسنة نبيه

    على فهم من مضى من الصحابة والتابعين مقتدون

    فبارك الله فيكم جميعا رجالا ونساءا

  16. #16

    الصورة الرمزية blue star

    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المـشـــاركــات
    3,034
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

    وعليكمــ السلامــ ورحمة الله بوركاتهــ ..

    ما شاء الله ..
    موضوع مميز ورااائع ..
    زادكم الله ابداعاً فوق ابداعكم ..

    بارك الله فى كل من شاارك فى هذا العمل المميز ..
    وجعل الله عملكمــ هذا خاالصاً لوجهه سبحاانه ..

    حقاً لم اشعر بالملل وانا اقرأه ..
    فقد كاان موضوعاً سهل الفهم راائع المعنى ..
    جعله الله فى ميزان حسناتكم ..

    وبانتظاار كل عمل جديييد باذن الله ..
    وفقكم الله وسدد خطاياكم ..

    فيــ امانــ الله ..
    التعديل الأخير تم بواسطة blue star ; 20-12-2010 الساعة 07:14 PM

  17. #17

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    ما شاء الله تبارك الله ،،، ما هذا الإبداع ،، بارك الله فيكم يا أعضاء فريق النور ونور فوق نور

    أنار الله دربكم ،، وسدد خطاكم ،، وأدامكم فخراً للإسلام

    أسأل الله يرزقكم الفردوس الأعلى

  18. #18

    الصورة الرمزية FatoOom ~

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    511
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::


    , و عليكم السلام ورحمة الله ,,


    ما شاء الله ,, موضوعكم شامل و رائع يتميز ببساطة رائعة

    استمتعت بالقراءة بل و قرأته على أمي ,, ^^

    أبدعتم في إيصال المعنى ببساطة و جمال ,,

    دمتم ذخرا للأمة .. بوركتم جوزيتم الجنة ,,(:

    في حفظ المولى ~ْ




  19. #19

    الصورة الرمزية Fifa san

    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المـشـــاركــات
    6,249
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

    جزاكم الله خيرا على الموضوع المتكامل

    وجزى كل من عمل أو ساهم في هذا العمل المبارك

    حفظكم الله من كل سوء


    "وشفى الله قائدتنا وأعادها إلينا سالمة معافى"

  20. #20

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::شهر محرم ...بين الإتباع والإبتداع ::

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    موضوع يرفع فقد حان وقته الآن
    وهذا موضوع للصوتيات أيضا
    هنا
    وجزى الله خيراً كل من قد قام بالعمل فيه وبارك فيه وجعله فى ميزان حسناته
    وماشاء الله القائدة والنائب السابق حجزا منذ سنة ولم يفكا الحجز للآن

    فى أمان الله وحفظه


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...