كفارة الشاعر هي النشيد الثاني عشر من قصيدة المعلوف الطويلة "على بساط الريح" التي تضمنت أربعة عشر نشيداً تميزت بتماسكها و تلاحمها. و فيها يصور الشاعر نفسه ممتطياً صهوة طائرة، محلقاً بها بين الطيور و النجوم، حيث تحررت روحه، و لو إلى حين، من الجسد، و من أدران المادة، و الرذيلة، و من الحضارة الكاذبة، لتتسامى إلى عالم المثالية بعيداً عن الواقعية الملوثة و القاتلة.
و تجلت روح على القرب مني
رمقتني
بلا غضبْ
خلتها أقبلت تدافع عني
صح ظني
و لا عجبْ
هي روحي جاءت تخلصني من _________ غضب العالم الفخور بشمسهْ
طوقتني بكل عطف و صاحت _________ "أخواتي رفقاً به و ببؤسهْ"
هو بالرغم عنه من عالم الأرض ____________ تَزَيَّا بشكلِ ابناءِ جنسهْ
سكن الأرض مرغماً و هو لو ____________خُيِّرَ، ما اختار غير ظلمة رَمْسِهْ
إن بين السرير و النعش خطواتٍ _____________ دَعَوْها الوجودَ و هي بعكسهْ
عمْره ليس غير قطرة حبرٍ _____________ و مضت من يراعه فوق طرسهْ
يتلاشى كالشمع -كي يعطي النور - _____________ على هيكلِ الخلود و قدْسهْ
غده مثلُ يومه تلعب الأقدارُ _____________ فيه، و يومه مثلُ أمسهْ
غسلتْ عينُهُ، بما سكبتْهُ _____________ من ندى الدمع، كل أدرانِ نفسهْ
و التظى قلبه فطهر، بالآلامِ _______________ ما دنستْهُ شهوة حِسِّهْ
جاء من أرضه يفتش عني _____________ يائساً فاخشعوا احتراماً ليأسهْ
و دعوه معي ففي قبلاتي _____________ شهْدُ عطفٍ ينسيهِ علقم كأسهْ
فوزي المعلوف - على بساط الريح
في أمان الله
أختكم
ღ أفنان ღ
المفضلات