رعَايتي لطفل إجحَافٌ بحقه !


أنا أصلحُ لرعَاية طفل ! مَن المَعتوهـ الذي أطلق دُّعابَة ثقيلة الظل كهذهـ !
هَل تعلمُون بأن إرعَاب الأطفال من أكثر الهوايَات متعَة و تشويقاً بالنسبَة إلي !!
أعشق ذلك القزم اللطيف عندمَا تتغير ملامحه البريئة لمَلامح الخوف الأكثر براءَة
عندمَا يتشبث بسَاقي محَاولاً تسلقهَا كي يبتعد عَن مصدَر الخطر الذي يحيق به !

طفل تخطى السّنة منذُ فترَة تُرك تحت رعَايتي و ليت أمّه لم تفعَل !
خرجت عائلتهُ من هنا ليبدَأ التعذيب من هنا !

في بَادئ الأمر لم أكترث كثيراً لمسألة إخافته لكن كمَا يقولون " العرق لا نط مشكلة "
<~ المُشكلة لم أسمَع بهَذهـ المَقولة قبلاً XDD

فجأة بعد دقائق خرج الجميع من المنزل !
حتى الخادمَة المنوطة برعايته تحت ناظري ذهبت لتحادث خادمة الجيران ..

و بينمَا أنا أستذكر لامتحَان إحدَى لغات البرمجَة التي ندرسهَا , إذا بي أرى القزم البريء يدور حولي !

استغربت جداً !
فهُو أكثر شخص تقفز عيناه رعباً عند مجرّد سمَاع صوتي !
فلا يقترب مني إلا و معه شخص عاقلٌ بالغٌ و أهم ما في الموضوع شخصٌ يستطيع " كسر رقبتي "
إذا حاولتُ مجرد محَاولة أن أتطاول على سيادة زعيم الأقزام .. كوالدته و والدتي مَثلاً ..

عموماً التفت إليه لأرى نظرات الرجَاء في عينيه و لسان حَالهِ يقول " كل أبُوهم هجّوا و أنا يالحمَل مالي غيرك يالذيب "

بدأت أحك ذقني علامَة التفكير فبدأت استراتيجيّتي و ليتني لم أبدأهَا
بدأت باللعب معه بأي لعبة أراد أي شيء يريدهـ ينفذ مبَاشرة ..
لعبنا بالمكنسَة الكهربَائيّة لدرجَة أن صوتهَا أصبح ضعيفاً مما اضطرني لإغلاقهَا و إعادتهَا كمَا كانت
فلستُ في مزاج يجعلني حمل توبيخ على مجرّد استراتيجيّة تخويف !
بعدهَا أحضرت العُلبَة التي لا يمكن لأي طفل مهمَا كان نوعه مقاومتهَا !
علبتي التي يستجديني الكبير قبل الصّغير كي يحصل على القليل ممّا فيهَا !
فتحتهَا أمَامه و لأوّل مرّة فرأيت " سعابيله " الطاهرَة تتسَاقط ..
لم أملك إلا أن أبتسم ابتسَامة النصر فها قد بدأ هَذا القزم يثق بي من جديد كمَا هي الحَال في كل استراتيجيّة

علبتي المليئة بجميع أنوَاع الأطعمَة ! حلويات ! شوكولاهـ ! تشيبسات ! سَن توبَات XDD
رافاييللّو " ذي أجيب بهَا روص الحريم XD "
نظر إلي القزم نظرة بريئَة تحمِل جميع أنوَاع الشحذة في العَالم ..
و أشار بسبّابته عَلى " شيبس أبُو كورة صُنع في اليَابان " بالتأكيد عرفتمُوهـ ذاك الأحمر بنكهَة الرّبيَان !
عموماً لم أقصّر فتحتهُ له و بدأت أطعمهُ منه حتى تركتهُ كله له ..

و بينمَا هو منشغل بالأكل وقفتُ بكل خفة و ركضت للحجرَة المجَاورة محَاولة الاختبَاء دون أن يراني أو يشعُر بوجُودي ..
و نجحَ التسلل !!

و لكم أن تتخيّلوا أعزائي المنظر الذي سيكون عليه القزم عندمَا ينتبه لعَدم وجودي بقربه !

المنزل خَاوٍ عَلى عروشه ! أنا و هُو فقط !
أنا التي يكرههَا أكثر من ألم أسنانه عندمَا نمَت ! اضطر للجُوء إلي بنفسهِ ..
و بعدَ فترَة حتى أنا التي لا يريدني لم يجدني !
هَل لكم أن تتخيّلوا لبرهَة منظره !

.
.
.

أقسم لكم بأنني تمنيّت أن أضرب نفسي بل أقتلهَا عندمَا رأيتُ تعَابير وجهه !

ليتني لم أختبئ !
ليتني لم أحك ذقني عَلامَة التفكير !
ليتني لستُ شريرَة هكذا !
ليت خادمَة الجيرَان اعتقلت بتهمَة عدَم وجود إقامَة شرعيّة لهَا !
ليت والدتهُ لم تذهَب و تتركه في عهدة من هُم عَلى شاكلتي!!

كَان واقفاً في الصّالة الصغيرة بين حجرتي و الحجرة التي أختبئ بهَا !
عينَاه تبحثان عنّي و بشدّة ! حاجبَاه و كأن الجَاذبيّة أبت إلا أن تنزلهمَا إلى الأسفل !
ينظر إلى المَكان التي كانت تجلس فيه خادمتهُم قبل أن تذهب لملاقاة خادمَة الجيران !

في النهَاية أظهرت القليل من رأسي لينتبه لي !
فهل لكم أن تتخيّلوا للمَرة الثانيَة ماذا كان موقفه !!

لم يركض إليّ أو يبتسم لي و كأنه يقول " وجدّتكِ " !

لا لا !

ليسَ شيئاً من هَذا القبيل
بل انتظرني إلى أن أتيتُ إليه !
جلستُ بحيث أصبحت بطول قوامِهِ القصير ..
ثم عَانقني بشدّة و وضع رأسهُ عَلى كتفي !
في البدَايَة أحسستُ بالذنب !
حَاولت إبعَادهـ لأبتسم له على الأقل أعطيه القليل من الأمَان الذي سلبتهُ إيّاهـ !!
إلا أنه لم يتزحزح عن كتفي قيد أنملة !!
بل زاد التصَاقهُ بي !!

حقاً أحسستهُ يقول " لا تذهبي ! أرجوكِ "
ضممتهُ بقوّة ثم حملتهُ إلى حجرتي ..
بعد أن أحسستُ بفداحةِ خطئي و بأن دمُوعي تكاد أن تكمِل الناقص !
فكمَا تعلمُون الأطفال يبكون بمجرد أن يرون من يعتمدُون عليهم كذلك !

لم أجد بداً من مخاطبته و كأنه يفهمني " سَامحني !!! بالله سَامحني !! يا ويلي من ربّي !! يا رب سَامحني " ..

حقاً كان موقفاً لن أنسَاهـ ! و أتمنّى من الله أن لا أكررهـ أبداً
فكمَا أسلفت .. حقاً عائلتنا بهَآ عدد من المختصين بتعذيب الأطفال XDD
عسَى أن يفك الله الأطفال من شرنا XDD

و في النهَايَة أنصحكم بعدّة نصَائح ..

* إيّاكم و قبُول رعَاية أيّ طفل تحت أيّ ظرف ! إذا كان بكُم عرق الاسمتاع بتعذيب الأطفال !!

* ابتعدُوا عن حك الذقن عَلامَة التفكير فإنهَا و الله عَلامَة سوء في بعض المَواضع

* الأطفال أمثال قزمي اللطيف !
لا يبكون لسببٍ لم أكتشفه فلو بكَى لقلت المُزعج المدلل و لمَا حزنتُ عليه كل هَذا الحُزن
ما أحزنني أنه لم يبكي أو يفعل ما يفعلهُ الأطفال عادَة بل قام بمعانقتي فقط !

* حسبمَا يقولون بأن الأطفال يفهمُون و يعُون ما يرددّهـ الكبَار !
لا أظن ذلك فمَع أنني طلبتُ منه مسَامحتي إلا أنه لم يجب بل ظل ممسكاً بي بشدّة

* " العرق لا نط مُشكلة " مثل غير متعَارف عليه المَصدر يعود علي أنا و أنا فقط
و الحقوق محفوظة لي و لمن هُم مثلي فعرقنا لا نط بلوَة و ليسَت فقط مُشكلة

* أخيراً , ربمَا تجدُون الموضوع غير ذي فائدة ! أو ربمَا تنتقدون تصرفي السّابق ~
لكني وضعت الموضوع فقط لوصف حالتي وقتهَا و ليس لانتقادهآ فأنآ أعلم ما اقترفتهـ ~


و السّلام على من اتّبَع الهُدَى ~