كل همه تحصيل اللذات...كل باله منصب على تمتيع الذات...عاش مدة ليست بالقصيرة ذاق خلالها الويلات ذاق المرارة و الحلاوة ذاق الحزن و الطراوة وتعرض للمواقف العظام و الأحداث الجسام فصمد أمامها بشجاعة أسد جسور وعناد فيل هصور و لم يدرك و لو للحظة أنه يحترق...أن حياته تحترق...أن ماصنعه يحترق...أن أحلامه تحترق...أن كل ماكان يحلم به و يتمنى الوصول إليه مجرد أوهام و حماقات صنعتها غفلته عن الله الجبار حتى نسي أنه يوم ما
سيعود للعزيز الغفار. و هاهو اليوم بعد أن أصبح يعتلي عرش شركات كبيرة ما لبث أن سقط صريعا لمرض فتاك مرض يخبره بلسان الحال أن كل ماكان يفعله فهو قد
إحترق و لم تبقى سوى نفسه...روحه و تردد في صدره و في عقله هتافات لناس
كثيرين أمه...أبوه...زوجته...أصدقاؤه...يافلان إن العبد يصبح لا يضمن أن يمسي
و يمسي لا يضمن أن يصبح عليك بالرجوع إلى الله تعالى. فيجيبهم: هذا ليس وقت
هذه الأشياء ليس قبل أن أصل وهاهو اليوم قد وصل فإلى ماذا وصل؟ إلى نهاية
الإحتراق. و أخبره طبيبه أنه يعاني من مرض لا شفاء له...و توافد عليه محبوه
و أصدقاؤه ليواسوه و لكنه كان يشعر بتلك الغصة، غصة تخبره أن حياته منذ أن نسي خالقه كانت أشبه بورقة أشعل فيام أحد ما النار فتركها تحترق...تحترق فكذلك حياته
التقييم النهائي : 8.5
المفضلات