رايان
الجزء الأول
العالم المجنون
في ليلة اكتمل فيها القمر وساد الهدوء ذلك المختبر الصغير الموجود في قرية صغيرة نائية يسكنها العشرات من القتلة الأجورين ، وقف رجل أشيب الشعر ، قصير القامة ، يبدو من ملامحه أنه في الستينات من العمر أو أكثر أمام جهاز غريب الشكل كبير الحجم ، وفي وسطه فوهة متوسطة الحجم ، ووضع داخل الفوهة قنينة زجاجية صغيرة تحتوي على بعض الخلايا البشرية الحية وهو ينظر إليها بملامحه الشريرة ، راسماً ابتسامة عريضة على وجهه قائلاً :
- لو نجحت هذه التجربة فسأكون قد حققت أعظم انجاز في حياتي ، وسأنتج أقوى غنسام معدل جينياً عرفة تاريخ البشر ، وسيتفوق بقدراته الهائلة على أعظم القتلة المأجورين في العالم ، مما سيتيح لي أن أصبح أقوى وأغنى رجل في العالم بمساعدته .
ثم أخذ يطلق ضحكة هستيرية بصوت عالٍ ، وهو يغلق فوهة الجهاز ، ثم اتجه إلى لوحة مفاتيح الكترونية كبيرة بجانب الجهاز ، وأخذ يضغط أزرارها بسرعة ، فتوهج الجهاز بلون أخضر فاتح ، و العالم العجوز يتأمله في نشوة وسعادة .
وفي داخل الجهاز الغريب ، بدأت الخلايا تنقسم بسرعة كبيرة حتى تحولت إلى جنين صغير ناضج في أقل من 15 دقيقة .
وبعدها فتح العالم العجوز باب ذلك الجهاز الغريب وأخرج الجنين منه وحمله وهو يضحك بصوت عال وبطريقة هستيرية غريبة ، ثم هتف قائلاً :
- لقد نجحت .. لقد نجحـ
وقبل أن يكمل عبارته اخترقت رصاصة أطلقت من مسدس كاتم للصوت صدره فأطلق صرغة عالية وسقط على الأرض وهو يحدق في شاب صغير يقف وراءه ، ثم قال بصوت مرتجف :
- من أنت ؟ ... وكيف وصلت إلى هنا ؟
لم يجبه الشاب الصغير وإنما اتجه إليه بخطوات ثابتة وهو يقول بلهجة مخيفة مليئة بالكره والحقد :
- لن تعيش لتحصد ثمار تجاربك الشريرة أيها الرجل المجنون ، وستدفع حياتك ثمناً لما فعلته بعائلتي .
ولكن فجأة وما ان أنهى لك الشاب عبارته مد الرجل العجوز يده إلى جيبه وأخرج منها أداه صغيرة وضعها في فمه بسرعة ونفخ فيها بقوة ، فانطلقت منها ابرة صغيرة مسمومة اخترقت عنق ذلك الشاب الذي صرخ صرخة مكتومة ودارت عينيه في مجريهما ثم سقط قتيلاً ، والعجوز يصرخ في غضب :
- إذاً ستموت معي أيها اللعين .
ثم أطلق صرخة عالية دوت ي أرجاء المختبر وسقط رأسه على الأرض معلناً مفارقته للحياة ، بجانب الطفل الصغير الذي كان يبكي بصوت عالٍ ... عالٍ جداً
انتهى الفصل الأول
أرجو أن يعجبكم
أترككم في رعاية الله
المفضلات