الكاتب : Manal-2007


أتعلمين يادرّةً سكنت فؤادي لفترةٍ قصيرة ، فترة كأيها من الفترات العابرة ، أتعلمين أنني أسترجعكم كل يومٍ
في الذاكرة ، وفي الذاكرةِ فقط .. أسترجع حُبّكم ، ضجيجكم ،شكواكم .. ، وحتّى بلواكم ! ، أتعلمين أنَّ القلبَ لم
يتسع لأحدٍ بعدكم أبدا ،فحبال الوثوق التي كانت في فؤادي تقطّعت ، ومحاضِنُ الأشواقِ أُُتلفت ، ولم يبقَ
سوى الهلاك والدموع فقط ، و واللهِ لن أثق بعدَ يومكم ذاك بأيِّ أحد .. أتعلمينَ ياصديقتي العابرة أنَّ الطرق
التي كنتُ أبغضها كلّ يومٍ عندَ الغروب ، الطرق التي كنّا ننعتها بالعنجهيّة كلّما لاحت شمسٌ أو هلّ قمر كي لا
تفرّقَ يدينا المتشابكتين كتشابك أسنان الأزارير عندما تُقفل .. أتعلمينَ يا ذات الروح التي لم أعد أنوي تعريفها
بأني أحببتُ الطرق ، أحببتها لأنها فرّقتنا بعدَ ما قطّعتم أيدينا وكسّرتم الأقفال ، صدّقيني لو شاءَتِ الطرق أن
أقبِّلها لقبّلتها إكراماً لأنها أبعدتني عن صدِّكم عنّا حينَ تنسابُ الدموع ، يا توأمي العابر كأيُّ زهرةٍ فاحت حتّى
ملّ شذاها قُبلةٌ لقلبكِ في كلِّ حالاته لأنّهُ علّمني درساً مِنْ دروسِ الحياةِ العابرة كنَحن ، يا صديقتي شُكراً لكِ
فقد أحببتُ الطُرق وسلكتُ نهجَ العبور ...

التقييم النهائي : 8.5