الموضوع تشعب الى حيث لا أريد ... أنا استدليت بقصة هذا الصحابي (الذي يبدو أن انكرت انه صحابي في البداية أو ربما أسأت أنا الفهم لأني جاهل) لتبيين أنه من الممكن أن يرتد الصحابي أو أن يكون إسلامه مزيفاً أساساً (أقول من الممكن و ربما)... من سيحكم ؟ لا تقل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا لما كان أئتمنه على كتابة الوحي من بداية الأمر...(مصيبة..... يبدو أنني تجرأت على الرسول مرة أخرى)
دعني أوضح لك أمراً .. من أسلم ظاهراً وهو يبطن الكفر .. هذا لا يطلق عليه لفظ صحابي .. لأنه
كافر .. أما إن كان آمن وصدق باطنه ظاهره .. مؤمناً مصدقاً متيقناً .. فذاك صحابي .. وحيث أننا لا
نعتقد بعصمة أحد .. أجل قد يرتد الصحابي .. فيكفر فلا يسمى صحابياً .. فإن عاد مؤمناً تائباً
فيعود صحابياً .. ولا يترتب على ردته فقدانه عدالته أو شرف صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وقد ائتمنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لأنه مؤمن .. عدل .. وحيث أنه غير معصوم فقد
ارتد ونافق وكفر .. فلا يقال في هذه الحالة أنه صحابي .. ثم لما تاب ومات مؤمناً .. فهو
صحابي لا يفقد عدالته .. وله شرف صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وأعلم أن عثمان قد تشفع فيه .. لكن دور عثمان كان إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه تاب وعاد .. وقد قبل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. من عبدالله ليس
حرجاً من عثمان بل لأن الإسلام يجب ما قبله .. ولا يحل دم امرئ مسلم ..
ثم قد قلت لك .. لا مجال للاستشهاد في هذه الواقعة .. هنا نتحدث عن ردة ..
وفي الفتنة اجتهد الصحابة في أمر يسوغ فيه الاجتهاد .. فقد أخطأ بعضهم
لأنه غير معصوم .. وله أجر لأنه اعتقد أنه على الحق .. وما اجتهاده إلا للإصلاح
لا لمآرب شخصية .. وهذا ما قرره معاوية أنه ما اختلف مع علي إلا في أمر قتلة
عثمان .. فالفتنة أشعلها الغوغاء قتلة عثمان .. فاختلف الصحابة منهم من اعتزل
لأنه لم يستطع ترجيح رأي على آخر .. ومنهم من تمسك برأيه واجتهاده .. معتقداً
أنه الحق .. ولا بد من العمل بالحق ..
ثم قد قلت أنت لن يغفر لمعاوية التاريخ قتاله وعلي .. أنت بقولك هذا إما تشكك بنية
معاوية ( مع العلم أن معاوية ما ابتدأ القتال ) .. أنه قاتل لتحقيق طموحات شخصية ..
أو أنك تعتقد أن علياً معصوم .. ومخالفه في الاجتهاد ضال معتد أثيم لا يغفر التاريخ له
ذلك أبداً ..
فإن كنت أردت التشكيك بنية معاوية .. إذن اقرأ أحداث وقعة صفين لتعرف .. كيف كان
القتال بين الصحابة .. واعلم أن جيش الشام كان يسيطر على الماء .. فأتى رسول
من جيش علي .. أيا أهل الشام اتقوا الله سيهلك ألوف من المسلمين عطشاً
فأذن معاوية لجيش علي أن يدخل على أهل الشام ليلاً لأخذ الماء يرتوون
ويأخذون زادهم .. ويكون القتال في النهار .. قل لي بربك أيفعل هذا من كان
يهدف لدنيا يصيبها .. أم هذا فعل من أراد الآخرة ..
وإن كنت ترى أن علياً معصوم ومن خالفه ضال .. لا يغفر له .. إذن فلا كلام لي
معك .. وأولى بك قبل أن تتبرأ من معاوية أن تتبرأ من الزبير وطلحة وعبدالله
بن الزبير .. وأم المؤمنين عائشة .. وخلق كثير من الصحابة ممن خالفوا علياً
في أمر قتلة عثمان !! إن أمرك لعجييب !!
...
أما أولئك الذين أهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمهم .. وقال : ( اقتلوهم
ولو وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة ) .. ولم يقل حتى لو ادعوا الإسلام ..
ذلك أن عبدالله بن أبي السرح وعكرمة بن أبي جهل كانا ممن أهدر رسول
الله صلى الله عليه وسلم دمهم .. لكنهما أسلما فعصما نفسيهما من القتل ..
فكما قلت لك سبب عفو رسول الله صلى الله عليه وسلم .. عن عبدالله
أنه أسلم .. لا أن عثمان كان شفيعاً .. واعلم أن قولك أن رسول الله عفا
عنه محرجاً .. فيه اتهام لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يحكم
بالهوى لا بحكم الله .. نعوذ بالله .. عجباً أليس هو من أقام الحد على
المخزومية التي سرقت .. رغم شفاعة أحد أصحابه .. لم لم يعفُ
عنه حرجاً .. ما لكم كيف تحكمون !!!
....
أما ما بقي من كلامك .. فإني محتار .. إن رددت على الجاهل
إني إذن مثله .. لكني أقول : ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ) ..
والسلام ..
المفضلات