الخليفة الراشد والإمام العادل معاوية بن أبي سفيان.

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 20 من 94

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية متقصي الحق

    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المـشـــاركــات
    1,647
    الــــدولــــــــة
    الكويت
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي الخليفة الراشد والإمام العادل معاوية بن أبي سفيان.

    بسم الله الرحمن الرحيم ..

    مرحبا بالمسومسيين والمسومسيات !!

    إخواني الكرام .. من أصول مذهب أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم .. لأصحاب رسول الله .. صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ..
    واعتقادهم بأن الله تعالى زكاهم واعد لهم جنات تجري تحنها الأنهار .. ورضي عنهم .. وأمرنا باتباعهم .. فهم قدوتنا بعد رسول الله .. عليه السلام ..

    وسأحاول في موضوعي هذا أن أسلط الضوء على أحد أصحاب رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. مبيناً شيئاً يسيراً من سيرته .. متوكلاً في ذلك على الله رب العالمين ..

    خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان

    هو معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبدشمس بن عبدمناف بن قصي بن كلاب .. أمير المؤمنين .. أبو عبدالرحمن القرشي الأموي المكي ..
    ولد قبل البعثة بخمس سنين .. على الرأي الراجح ..

    أما إسلامه .. فقد بُعث رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. ومعاوية فتىً صغير .. وكان أبوه أبو سفيان متزعماً .. المعارضين من قريش لرسالة محمد
    صلى الله عليه وسلم .. لذلك كان من الطبيعي أن يتأخر إسلامه .. ويروى عن معاوية رضي الله عنه أنه قال ( أسلمت يوم القضية ـ عمرة القضاء بعد صلح
    الحديبية ـ ولكن كتمت إسلامي من أبي ، ثم علم بذلك . فقال لي : هذا أخوك يزيد وهو خير منك على دين قومه .. فقلت : لم آل نفسي جهداً .. وقد دخل
    رسول الله مكة في عمرة القضاء وإني لمصدق به .. ثم لما دخل عام الفتح ..
    أظهرت إسلامي .. فجئته فرحب بي وكتبت بين يديه .. )

    وشهد معاوية مع رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ وأعطاه مئةً من الإبل وأربعين أوقية من الذهب ..

    فضائل معاوية رضي الله عنه

    (1) من القرآن الكريم :

    فقد اشترك معاوية في غزوة حنين مع رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. قال الله تعالى ( ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً
    لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ) ومعاوية رضي الله عنه من الذين كانوا في حنين وأنزل الله عليهم السكينة .. كما أنه ممن وعدهم
    الله الحسنى .. قال تعالى ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعدُ وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى )

    (2) من السنة النبوية .

    دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقال : ( اللهم اجعله هادياً مهدياً واهدبه ) .. وقال : ( اللهم علمه الكتاب وقهِ العذاب )
    وكلا الحديثين بإسناد صحيح ..
    وأخرج البخاري عن أم حرام بنت ملحان .. رضي الله عنها .. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : ( أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ) ـ أي
    وجبت لهم الجنة ـ وفي هذا الحديث منقبة لمعاوية .. لأنه أول من غزا البحر ..

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    وقد كان معاوية بن أبي سفيان .. كاتبا ً لرسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. يكتب بين يديه الوحي .. وكان ملازماً له مصاحباً .. وهو صهر رسول الله
    صلى الله عليه وسلم .. وأخو أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان .. ونال شرف الرواية عن رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. وروى عن رسول
    الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مئتي حديث ..

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    معاوية بن أبي سفيان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

    في عهد الصديق عليه السلام .. كان لمعاوية بلاء كبير في قتال المرتدين ،، ويروي المؤرخون أن معاوية بن أبي سفيان كان ممن قتل مسيلمة الكذاب ..
    وكان له نصيب عظيم في فتوحات الشام تحت قيادة أخيه يزيد بن أبي سفيان ..

    وفي عهد الفاروق رضي الله عنه .. ولى عمر معاوية إمارة الشام .. ذلك أن الفاروق وهو الخبير بمعادن الرجال .. يدرك أكثر من غيره ما يتمتع به معاوية
    من صفات تؤهله للقيادة .. وكان عمر لا يخفي إعجابه بمعاوية .. فيقول عن معاوية : ( هذا كسرى العرب ) .. لِما رأى منه من عبقرية في القيادة والإمارة
    وحسن سياسة في تصريف أمور ولايته على الشام ..
    ويروي ابن كثير في البداية والنهاية .. أنه ذات يوم ذكر معاوية عند عمر .. فقال : ( دعوا فتى قريش وابن سيدها .. إنه لمن يضحك في الغضب .. ولا ينال منه
    إلا على الرضا .. ومن لا يؤخذ من فوق رأسه إلا من تحت قدميه .. ) وقال عمر رضي الله عنه يوماً لجلسائه : ( تذكرون كسرى وقيصر ودهاءهما وعندكم معاوية .. )
    وقد برهن معاوية أنه كان عند حسن ظن عمر به .. فله في ولايته على الشام أعمال جليلة .. وإدارة فريدة .. وأذاق الروم مرارة الهزيمة في وقائع كثيرة ..
    فكان بحق أميراً فريداً .. وإماماً عظيماً ..

    وفي عهد عثمان كان معاوية .. رجل الدولة الأول .. وذراع عثمان الأيمن .. وأقره عثمان على ولاية الشام .. وزاد له .. وجعله على إقليم الشام أميراً .. له كامل
    الصلاحية في تعيين العمال وعزلهم دون الرجوع للخليفة .. وتنظيم وضبط أمور الدولة حسب ما يراه .. وهذا يدل على ثقة عثمان رضي الله عنه المطلقة في
    معاوية .. رضي الله عنه ..
    واستأذن معاوية بن أبي سفيان خليفة المسلمين عثمان بغزو البحر .. فأذن له على أن يخير الجند أيقاتلون أو لا .. فخرج معاوية مجاهداً في سبيل الله يغزو
    البحر متوكلاً على الله مؤمناً بنصره .. ففتح قبرص في أول غزوة بحرية في تاريخ المسلمين .. فكان أول من أنشأ أسطولاً بحرياً في تاريخ المسلمين ..
    وفي ذلك فضيلة لمعاوية .. بقيادته للجيش الذي بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ..

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    وفي أواخر خلافة عثمان حدثت فتنة عظيمة للمسلمين .. ذهب ضحيتها الخليفة عثمان شهيداً .. قتله الخوارج .. واستمرت الفتنة إلى عهد علي
    رضي الله عنه .. فقتله الخوارج وحاولوا قتل معاوية بن أبي سفيان .. غير أنه رضي الله عنه .. تفادى الطعنة القاتلة .. فأصابت فخذه .. وعالجه الطبيب..
    غير أن معاوية لم يطمئن .. فأمر الطبيب أن يأخذ شيئاً من لحمه .. لأنه خمن أن في السيف الذي طعن به سماَ .. فصبر رضي الله عنه ونجا ..

    وبعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .. خلا منصب الخلافة فبايع أهل الشام .. معاوية بن أبي سفيان خليفةً للمسلمين .. و بايعته بقية الأمة
    .. واجتمعت عليه .. خليفةً عدلاً وإماماً راشداً ..

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    أهم صفات معاوية بن أبي سفيان التي جعلته أهلاً لخلافة المسلمين ..

    ( 1 ) العلم والفقه

    لملازمته النبي صلى الله عليه وسلم .. ومكانته .. وأنه كان كاتباً للوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
    وروى البخاري .. عن ابن عباس .. أنه قال في حق معاوية ( إنه فقيه ) ..
    وكيف لا يكون فقيهاً عالماً وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ) ..

    ( 2 ) الحلم والعفو

    اشتهر أمير المؤمنين معاوية بالحلم والعفو .. فكان مضرب المثل في الحلم والدهاء والعفو واصطناع الناس ..
    ويروى أن رجلاً دخل على معاوية بن أبي سفيان فقال : ( يا معاوية لتستقيمن أو لأقومنك ) فقال معاوية : ( كيف تقومني؟ ) .. فقال الرجل : ( بالخشب ) ..
    فقال معاوية : ( إذن أستقيم ) ..
    وأسمع رجل معاوية كلاماً سيئاً شديداً .. فقيل له : ( لو سطوت عليه ) .. فقال : ( إني لأستحيي أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي ) ..
    وقال معاوية : ( العقل والحلم أفضل ما أُعطي العبد .. فإذا ذُكِر ذكر .. وإذا أعطي شكر .. وإذا ابتلي صبر .. وإذا غضب كظم .. وإذا قدر غفر .. وإذا أساء استغفر .. وإذا وعد أنجز ) ..

    ( 3 ) الدهاء والحيلة ..

    وذكاؤه ودهاؤه وحيلته يضرب بها المثل .. وحروبه ضد الروم تشهد بذلك .. وسياسته بين رعيته تنبئ بذلك ..

    ( 4 ) عقليته الفذة وقدرنه على الاستيعاب

    يقول الشيخ الخضري : ( أما معاوية نفسه .. فلم يكن أحد أوفر منه يداً في السياسة .. صانعَ رؤوس العرب .. وكانت غايته في الحلم لا تدرك .. وعصابته
    فيه لا تنزع ) ..


    ( 5 ) تواضعه وزهده


    يروي أحمد بن حنبل .. عن علي بن أبي حملى عن أبيه قال : ( رأيت معاوية بدمشق يخطب بالناس وعليه قميص مرقوع ) ..


    ( 6 ) بكاؤه من خشية الله


    يروى بسند صحيح .. أنه قد ذُكر في مجلسه أن أول من تسعر بهم النار ثلاثة .. رجل ذهب يقاتل في سبيل الله فقتل .. ما خرج يقاتل إلا ليقال شجاع ..
    ورجل حافظ للقرآن يقرأه .. ما يفعل ذلك إلا ليقال قارئ .. ورجل آتاه الله مالاً كثيراً .. يتصدق به و يصل رحمه .. ما يفعل ذلك إلا ليقال جواد كريم ..
    فعندما سمع معاوية ذلك .. قال : ( قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس ) .. ثم بكى بكاءً شديداً حتى ظن من حوله أنه هالك .. ثم أفاق
    ومسح عن وجهه وقال : ( صدق الله ورسوله ) .. ثم تلا قوله تعالى : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفِ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون .
    أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) ..
    وفي أواخر حياة معاوية .. سقطت مقدمة أسنانه .. فقال محتسباً عند الله كل ابتلاء : ( الحمد لله الذي لم يُذهب سمعي ولا بصري ) ..

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ثناء العلماء على معاوية بن أبي سفيان

    . قال ابن عمر : ( ما رأيت أحداً أسود من معاوية ) ـ أي من السيادة .. فقيل له : ( ولا أبوبكر ) .. فقال : ( كان أبو بكر وعمر وعثمان خيراً منه .. لكني ما رأيت
    بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية ) ..

    . قال ابن عباس : ( ما رأيت رجلاً كان أخلق بالملك من معاوية ) .. وقال : ( لله در ابن هند .. ما أكرم حسبه .. وأكرم مقدرته ) ..

    . قال سعد بن أبي وقاص : ( ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحق ٍ من صاحب هذا الباب ) يعني معاوية ..

    . قال أبو الدرداء : ( ما رأيت أحدا ً أشبه صلاة ً برسول الله من أميركم هذا ) .. يعني معاوية ..

    . قال سعيد بن المسيب : ( من مات محباً لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي .. وشهد للعشرة بالجنة .. وترحم على معاوية .. كان حقيقاً على الله ألا يناقشه
    الحساب ) ..

    . قال ابن كثير : ( وأجمعت الرعايا على بيعته سنة 41 هجرية .. فلم يزل مستقلاً بالأمر في هذه السنة التي كانت فيها وفاته .. والجهاد في بلاد العدو
    قائم .. وكلمة الله عالية .. والغنائم ترد عليه من أطراف الأرض .. والمسلمون معه في راحة .. وعدل وصفح وعفو ) .. وقال : ( كان حليماً وقوراً سيداً في
    الناس .. كريماً .. عادلاً .. شهماً .. حسن التجاوز .. جميل العفو .. كثير
    الستر .. رحمه الله تعالى ) ..

    . قال مجاهد : ( لو أدركتم معاوية لقلتم هذا المهدي ) ..

    ______________

    ثم أقول سيرة معاوية بن أبي سفيان بحر عظيم من الفضائل والمكرمات .. حاولت .. أن أقدم لكم شيئاً يسيراً من سيرته رضي الله عنه وأرضاه ..
    وهذه حدود استطاعتي .. ولا يؤاخذ الإنسان إلا بقدر استطاعته ..
    أجل .. لا يمكنني أن أحيط بكل جوانب سيرة خال المؤمنين معاوية
    .. لكن يكفي ما ذكرته عبرةً لنا .. أن نتبع آثار أصحاب رسول الله
    صلى الله عليه وسلم ..

    _____________

    وفاة الإمام العادل والخليفة الراشد معاوية

    حكم معاوية المسلمين عشرين سنةً أميراً .. ومثلها خليفةً .. ولكن لا تدوم الدنيا لحي .. كذلكم قضاء الإله الحق .. فقد قضى على معاوية الموت ..
    وليس يبقى إلا الإله الواحد .. رب السماوات والأرض وما بينهما .. ومات معاوية في رجب سنة ستين للهجرة .. وصلى عليه الضحاك بن قيس الفهري ..
    ثم ارتقى المنبر فقال : ( إن معاوية كان عود العرب .. وحد العرب .. قطع الله تعالى به الفتنة وملكه على العباد .. وفتح به البلاد .. ألا إنه قد مات .. فهذه أكفانه .. فنحن مدرجوه بها .. ومدخلوه قبره .. ومخلون بينه وبين عمله .. ثم هو البرزخ إلى يوم القيامة .. )

    ..

    توفي رضي الله عنه عن عمر يناهز الثامنة والسبعين ..

    وأنشد معاوية إذ حضرته الوفاة أبياتاً من الشعر فقال :

    لعمري لقد عُمِرتُ في الدهر برهةً .. ودانــت لي الــدنيا ببوقـع الـبواتر ِ

    وأعطيت حمر المال والحكم والنٌهى .. ولي سلمت كل المــلوك الجبابر ِ

    فأضحى الذي قد كان مما يسرني .. كحكم مضى في المزمـنات الغوابر ِ

    فيا ليتني لم أُعنَ في الملك ساعةً .. ولم أسعَ في لذات عيش نواضــر ِ

    وكنت كذي طمرين عاش ببلغــةٍ .. فلم يك حتــى زار ضــيق المقابــر ِ



    رحم الله معاوية بن أبي سفيان على ما قدم للإسلام والمسلمين .. جزاه الله عنا خيراً كثيراً .. وجمعنا به في جنات النعيم .. والحمد لله رب العالمين ..
    التعديل الأخير تم بواسطة متقصي الحق ; 23-12-2009 الساعة 06:29 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...