قد بدأت حياتي كبيضة على ورقة وظللت على هذه الحال شهرا حتى جاء الربيع, فصل عنوانه الحياة والاستمرارية وهو عيد ميلاد جميع الفراشات, عندما أخرجت رأسي من تلك البيضة التي حيوتني إلى العالم الخارجي ,كنت أتضور جوعا وبطريقة تلقائية بدأت ألتهم بيضتي بنهم شديد ثم عرجت على الورقة التي حملتني بدون شبع او توقف , ومضيت على هذه الحال عدة أيام إلى أن شعرت بضيق شديد كأنما جلدي صار سجنا لي, ولكنّ جلدي القديم تشقق وصار لي جلد جديد واسع,


في الصباح الباكر وبينما كنت أشرب من الندى ظهرت دودة أخرى تشابهني, فناديتها: وقلت يا دودة! فردت علي: إني لست بدودة ولكني يسروع وبعد أسابيع قليلة سأصبح فراشة لي جناحان وأطير في الأجواء ,وأنت كذلك ولكني سأسبقك ثم مضت, نزلت لأسفل الشجيرة التي كانت بيضتي عليها فإذا بي أرى يراسيع أخرى لونها غير ,وبعضها لديها أشواك فوق ظهورها فكانت بعض اليساريع تشابهني في لوني الأحمر وبعضها تخالفني إلى اليوم البرتقالي وبعضها غير ذلك ولكن جميعها ألوان دافئة جميلة؟,بعض مضي أربعة أسابيع من خروجي من البيضة كنت قد بدلت جلدي حوالي الخمس مرات,فعرفت أنه آن الآوان لأبدأ بغزل بيتي وأستقر فيه لأسبوعين حتى أصبح فراشة كما قالت لي أول يسروع قابلته, بدأت بغزل خيوطي الحريرية حول نفسي ثم ألصقت نفسي في ساق الشجيرة التي ولدت عليها ثم غططت في نوم عميق..


أيقظتني أشعة الشمس الدافئة, فرأيت نفسي بداخل الشرنقة التي صنعتها وقد تبدل شكلي إلى شكل آخر فبدأت بقضم الشرنقة التي صنعتها, فخرجت ورأيت كيف صار شكلي وكيف صارت لي أجنحة , ولونها البرتقالي والأسود, ووفقت بضع ساعات حتى جف جناحاي وطرت إلى الجو الفسيح والتقيت بصديقاتي الفراشات ورأيت أشكالهن الجميلة وألوانهن البديعة, ثم ذهبت إلى الزهر لكي أشرب من رحيقه الصافي فقد عطشت بعد ذاك النوم الطويل, وتنقلت بين الزهرات الحمراء والصفراء والبيضاء, وكلما دونت من زهرة دنت مني كأنها ترحب بي وتدعوني لكي آخذ من رحيقها, وبعدما ارتويت رحلت لكي أسهم ببناء جيل يحكي لكم قصة ميلاد اليسروع من جديد.

تمت