.
.
.


كَيفَ حالُكُمْ أيُّها الأحِبَّةُ؟

عَسَى أَنْ تَكُونُوا بِخَيْرٍ وَعَافِيَةٍ..

هُنــَا -وَكَالعَادَةِ فِي بَعْضِ أَمَاكِنِ المُنْتَـــدَى- تَكُونُ (للذِّكْـــرى حَنِيــنٌ) أَتَمــَّتْ الأَلْفِيَّةَ الأُولَــى ^.^

رَغْمَ كونِهَا -الآنَ- تُعَالِجُ وَعْكَةً "صِحِّـــيَّةً" إنْ صَحَّ التَّعــْبِيْرُ (دَعَوَاتُكُمْ وَشُكرًا لِكُلِّ مَنْ سَأَلَ أَوْ دَعَــى)



كَثِيْرُونَ هُمْ مَنْ أَعْرِفُهُمْ هُنا، باخْتِلافِ دَرَجَةِ المَعْرِفَةِ تِلْكَ.. وَكَثِيْرُونَ هُمْ مَنْ جَرَحَتْهُم (للذِّكْـــرى حَنِيــنٌ) بِلَا قَصْدٍ

رُبَّمــَا..

لِذَا سَأَعُدُّ هــَذَا المَوْضُوْعَ: شُكْرًا، وَاعتِذَارًا، وَإِهْدَاءً، وَنُقْطَةَ تَحَوُّلٍ.. (بالطبع ليس موضوع إهداء محض)





سَيَحْوِي المَوْضُوْعُ:

* تَوطـــِئَةً

* وَقِصَّــةً

* وَشَيْئًا مِنْ شُكْرٍ لَكُمْ..

\
/


فَــتَفَضَّلُوا





هَــذِهِ القِصَّةُ تَحْكِي عَنْ نَوْعِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ مِنَ البَشَرِ، يَلُومُكَ أَهْلُكَ أَحْيَانًا؛ لِتَعَلُّقِكَ بِهِمْ..

وَتَشْعُرُ ألَّا غَضَاضَةَ فِي الأمْرِ وَقْتًا، ثُمَّ تَتَبَيَّنُ لَكَ بَعْضُ الأُمُورِ التِي تُغَيــِّرُ مَوقِفَكَ مِنْهُمْ..

لَكنَّ مَوْقِفَكَ ذَاكَ ليْسَ كُرْهــًا بالضَّرُورَةِ أَوْ حُــبًّا، بَلْ شُعُورًا يُشبِهُ التَّوَسُّطَ بيْنَهُمــَا

أَرَى أَنَّ هّذَا النَّوْعَ بالضَّرُورَةِ سَيَمُرُّ فِي حيَاتِكَ، كَصَدِيقٍ، أوْ قَرِيبٍ، أوْ حَتَّى رئيسِ عَمَلٍ..

(هِيَ -أيْ القِصَّــةُ- نِصــْفُ حقِيقِيَّةٍ، نِصْــفُ خَيَالِيَّــــةٍ)


لِذَا سَأَنْتــَظِرُ رَأْيَكُــمْ، اقْتِرَاحَاتِـكُمْ، تَسَاؤُلَاتِكُمْ، نَقْدَكــُمْ البَــنَّاءَ بِكُلِّ شَــوْقٍ


::






¦¦¦ !لَا أُحِبُّهَا، وَلَا أَكْرَهُـهَا ¦¦¦


"الجميعُ صُنعوا من نفس العجين، ولكن لم يُخبزوا في نفس الفرن!" مثلٌ ألماني..
* تقديمٌ قصيرٌ جدًا، أليمٌ جدًا:
سلامٌ إليكم.. سلامًا لا يليقُ إلا بهؤلاء الذين يقرؤون قلبي، كونوا قريبًا بكل الود..
ماذا يمكنني أن أقول حال كتابةِ حوادث تزرع أقصوصةً أليمةً دون أن أصرخ؟ ودون أن أبكي حتى، لكن لا تظنوا أنني شبحٌ صحا للتــو، فأنا أستمعُ لصادح سماعات الحاسوب مرتفع الصوت؛ كيما أجد متنفسًا بعد بكاء أمي الطويل!
لي فلسفتي المتفردة كما للكل، لكنني الليلة لا أريدُ ذلك، أريدُ أن أكون بشرًا كالجميع! تحيتي: للذكرى حنين

جلستُ متوترةً عند طابور النساء الطويل في المشفى، أهزُّ ركبتي اليمنى؛ إشارةً لتوتري، وتلك عادةً اعتدتُها طوال سنواتٍ، وما زالت تخرجُ بلا شعورٍ رغم كوني لا أطيقُ أن يراها أحد.. لستُ مريضةً نفسيًا، ولا أعاني من مشاكل في الفهم.. لكنني اعتدتُ هز الركبةِ كلما جلستُ أنتظرُ الغد، وكلما انتظرتُ انتهاء وقت درسٍ ممتع أو غير ممتع، أو كنتُ أنتظرُ شخصًا مــا سيلوحُ قريبًا..
دقائقُ الانتظار مرهقة، تلك التي تفصلني عنها، ورحتُ أقلّبُ هاتفي بحثًا عن الرسالةِ الأخيرة لأقرأها للمرة الخمسين بعد المائة!
تساءلتُ: كيف سيكونُ شكلها الآن؟ بعد سبع سنواتٍ من البعد؟ بعد أن أصبحتُ أطول وأكثر شبهًا بأمي؟ أستكونُ نسخةً عن أمي كما كانوا يقولون؟ أم أنها ستكون حقًا ابنةَ زوجة خالي التي أهابها بلا سبب؟
لو أردتُ أن ينقلني الهواء للماضي لما تمنيتُ رؤيتها، لستُ أكرهها ولا أحبها.. هــه شعورٌ محايدٌ لكل شعور.. فبكل الهدوء و بكل الدموع جرّبتُ معها كافة مشاعر الكره والحب، الحقد والشفقة، البسمة والاستهجان، وحتى التفكير فيها ليلًا حين أكون ساخطة.. رغم أني متأكدةٌ من شيء واحد: روحها ليست بتوأمي قط!
ومع الزمن تكوّمت في خلدي المشاعر ونسيتُ الأمر، نسيتُ شكلها وبقي طيفُ فتاةٍ أطول مني، وأعرض كثيرًا بما يكفي لأن تحملني بكل سهولة.. تطردني لئلا ألعب معها ومع أختي، وأركض باكيةً لجدتي لتحذرني قائلة جملةً تكررها أمي دومًا: أخبرتكِ ألا تلعبي معها، سواءً كنتُ حيةً أو ميتة لا تقربيها!
وكلما سمعتُ أمي تردد ذات الجملة أيقنتُ أن جينات جدتي تستيقظ متفاعلةً في حنايا والدتي لتردد ذات الجملة كلما جاء ذكرها.. وأقول في نفسي: سبحان الله! رحمكِ الله يا جدتي..
رغم ذلك كله، عشتُ في سلامٍ معها، قد تجدُ نفسك راغبًا أن تُضرب خلف رأسك لتفيق من حلمٍ تمارسه يوميًا، وتريدُ أن تجرب شيئًا محرمًا لا يريده أحبابك.. تقول لنفسك: أمن حقهم أن تكون علاقتي مع آخر بنفس إطارهم؟ وتحاربُ كل هذه الأقاويل، ثم.. تنتحب ذات مساء.
شاركتها عدة مناسبات، لقيتها كل أربعاء خلف مبنى المركز المتهرئ، ضحكتُ معها على التفاهات، وأخبرتني عن أمور عديدة، وتحدثنا كثيرًا، كذا لعبتُ معها طوال الوقت، طفلةً و مراهقة، رغم أن قلبي كان يسمع، ويحس بدمدمات العاصفة خلف هذا القرب المهيب..
في قلبي تنبؤ ملهم أني سأكون متألمة، أو شبه نادمة لتلك الأوقات.. ومثلما يبتدئ الحلمُ جميلًا وتكون فيه رائعًا، ستخبو غدًا اللحظات، وستتذكرُ ذات الشخص مع صورةٍ ضبابيةٍ تكاد أن تكون خاطئة.
كنا مختلفتين كليًا، الشكل والصوت، اللون والدراسة، الصفات وطريقة التعامل، الأمرُ الذي يجعل كل من عرفنا يدهش حقًا حين يعلم أننا قريبتان، أو أننا عشنا في بيتٍ واحدٍ زمنًا..
لم نكن نحسنُ أن نرسل شعورنا لبعضنا، ولا أتذكرُ يومًا أنني أخبرتها بأنها يفترضُ أن تكون عدوتي لتصرفاتها، ولي أن أتخيل مستقبلًا مع فتاةٍ أبكت جدتي، وجعلت أمــي تسهر الليل بكاءً ونحيبًا يقطع الفؤاد.. ودعوات أرسلت للسماء بقلوبٍ راجفة، والكثير الكثير.. لكن الحياة علمتني أن أنتظر، أن أعي لعبة الزمن بلا نظرٍ للخلف..
حاولتُ جاهدةً أن أنسى كل ما حصل، أن أغفر للجميع، وأن أقتات للغد فقط، فنحن أبناء اليوم!
يلوحُ لي سرابٌ من الأمس، أمس قريبٌ بعيد، حادثةٌ منهكة، حين أخذتها ليلةً لنتمشى، لنرى النجوم في ساحة بيتهم، كانت مضطربة جدًا، متوجسةً منــي، وللمرةِ الأولى في حياتي رحمتُها رحمة من رأى طريدته تبكي صغارها، لم تكن نزوةً من شفقة حين ابتدأت كلامي معها بقولي: أنا لا أكرهكِ، بل أحبكِ وأريدُ لكِ الخير..
أتسخرُ مني الآن لأجل هذه الكلمة يومًا، أم أنها تتمنى أن لم أعلم بسريرتها تلك الليلة؟
تململتُ على الكرسي مجددًا، وعدتُ لأهزّ ركبتي، بينما تطلعتْ نحوي امرأةٌ بعجب، فأصلحتُ جلستي وأمسكتُ ركبتي رغمًا، وقرأتُ الرسالة مجددًا: (مرحبًا صفاء، أيمكننا أن نلتقي اليوم في المشفى؟ أنتظركِ)، زفرتُ: لمَ المشفى؟ هل هي (حركة) لتبدي لي فخرها كما تتوقع أمي؟
رفعتُ نظري أقلبه في وجوه الحاضرات.. وأحدث نفسي: معادلةٌ مرة، أن تقضي مع شخصٍ ما وقتًا لتكون حالتك أشبه بالامتزاج، ثم تقضي بقية عمرك ملقى على رصيف النسيان..
وعدتُ أستحضرُ بقية ذاكرتي، أريدُ أن أتذكر آخر وجود فعلي لها، كان ذلك في العيد، ملتقى الأحزان لا الأفراح عند والدتي، مضحكٌ جدًا أن نجعل من أفراحنا مآتم في غمضة عين.. كل شيء حصل سريعًا، بعض كلماتٍ من فتيات صغيرات، وبعضُ أحقادٍ ظهرت من الخفاء، وقليلٌ من كثير، أحال الأعياد بعدها إلى قطيعة..
في جزعٍ مترف بكت أمي أخاها الذي ابتعد ذات صباح، ونعت الصاحب الرقيق الذي كان يومًا يبتسم ويضاحكها.. والذي لم تكد تراه على مدى خمس سنوات سوى هنيهات، والسبب كان أن فتياتٍ اجتمعن صبيحة عيد، فاشتعلت نارٌ لا قبل لنا بها مساء العيد..
أرادت أمي أن يعتبر الجميع ما حصل كبوة جواد أو هفوة صغيرات، فما ذنبها وهي لم تشهد شيئًا؟ وتألم الجميع.. وتطاول الجميع.. وتباعد الجميع، و سكت القمر ليلتها على نحيب أمي..
وامتصت الأيام طويلًا دعوات أمي، وأحزان الهزيمة الملتاعة في جنباتها، وغضبًا وراء غضب على موقفٍ مــا قلب كيان العائلة أجمعين..
وكنتُ أحمل على أكتافي ذلك الشجن، وأهتف لأمي ترديدًا لمحاضرات تطوير الذات: أحسني الظن يا أمي، ربما كان الأمر على خلاف ما ظننا..
كنتُ محبطة، مليئة بالأمل الواهي، عاجزة عن فعل أي شيء يكفكف الدموع.. فآلام الكبار أعظم من أن نقتسمها نحن الصغار كحلوى.. أردتُ أن أمنحها أجنحتي لتبتسم.. وأردتُ كثيرًا أن أتحدث مع خالي..
هل نُجزى نحنُ الصغار بجريرةٍ لم نأتِها؟ لأن أولئك الذين يحبون ذواتهم لا يريدون أن يقفوا لأجل الغد ولأجلنا وقفة حق؟
لاحقًا، علمنا أنها خُطبتْ لابن خالي، لم أفرح ولم أحزن، فقط قلتُ: وفقهم الله.. بشعورٍ محايدٍ أيضًا.. وبرغبةٍ أن أعرف بم تشعر الآن.
ففي جميع المواقف التي مرت في تلك الخمس سنوات، كانت حديث اللحظة، سماح قالت وسماح فعلت، وكأنها كانت هبة من الله وسببًا للاجتماع الأسبوعي الذي تلوك فيه والدتي وخالتي سيرتها ساخطتين.. ونتابعهما عن كثب.
يخبرونني أنها أصبحتْ أكثر غرورًا، وأنها وأنهــا…، وأمارسُ التخيل عند الظهيرة بعد زيارة خالتي، كما تفعل المخابرات اليابانية عند التحقيق عن طفلة مخطوفة منذ عشر سنوات، يطيلون الوجه، يغيرون الملامح، ويتوقعون ما سيحصل، لتظهر صورة تقريبية لتلك التي يُتوقع أنها هي..
وفي ليلة خطبتها، بكت أمي بكاء السنوات التي قضتها بعيدًا عن أخيها أجمعين، دعت كثيرًا، وعانيتُ من الصداع ولم أقوَ على مواصلةِ النوم.. ولم نفلح في رسم الابتسامة بالنكات السخيفة لإضحاك أمي..
لم تبكِ أمي لأنها حزينة ولا لأنها تكره الفتاة، بل لأنها كأخت لم ترَ أخاها ولم تسمع دعوةً أخوية لسعادةٍ يتشاركانها بعد أعوام.
تزوجت وأنجبت بنتــًا، أراد والدها أن يجعل من زواجها شيئًا رائعًا، وكنت ولا زلتُ أقول: وفقها الله!
لم أعرف شكل ابنتها أيضًا، ولم أحاول ذلك، ووددتُ لو تغير الزمن بها ولو قليلًا، وأن أعلم بمَ تشعر نحوي.. وفكرتُ بأنها قد تكون نسيت خطانا تحت التماع النجوم ذات مساء.
وظللتُ أنتقي الفلسفة المثالية للحياة والبشر كأفلاطون في مدينته، وأرتلها لأمي المسكينة، التي تقول مرارًا: صفاء، أنتِ لا تفهمين الدنيا مع مثالياتكِ..
كم كان غريبًا أن أتصفح دفتر الذكريات الذي تدون فيه الفتيات مشاعرهن للأخريات، وأن أرى أنها كتبت أنها تحبني لأجل كوني ابنة عمة عزيزة عليها، هتفتُ: لو نعملُ بما نكتب!
الآن فقط عرفتُ لمَ تم اختراع عادة الكتابة تلك، لكي تدرك يومًا وأنت تسلي نفسك أن ثمة مشاعر كانت يومًا لك، وسُلبت عند المكان الآخر، وأن ذات الشخص قد لا يعلم أنك تغفر له لأجل كلمته تلك، أو أنك تتألم ألمًا مضاعفًا لأنه كتب ذلك ثم أخلفه!
إن كان الحب يعني التذكر فأنا أقرُّ بأن ما أحسه هو حب مشوبٌ بلا شعور، لا أستطيعُ أن أصدق المثل القائل: بعيدٌ عن العين بعيدٌ عن القلب، لكن به قليلًا من صحة إن أخذت بعين الاعتبار أن ذلك الشخص ليس ممن تمكنوا في سويداء قلبك.
الحقيقة أنني أتذكرها كلما سنح لي الوقت لأتذكرها، وإلا فالدربُ مختلف، الصفات مختلفة، الحنايا أيضًا مختلفة، وكذا حديثي معها موضوعي صرف، جاف من المشاعر عدا بضع تعليقات تمس الأخرى مباشرةً وبقصد التعريض.
ومن يرانا قد يظننا عدوتين مبتدئتين تحاولان الاعتياد على الغد، لا نُرى في مكانٍ واحد، لا نعرف ما شكلُ الأخرى بعد آخر مرة، ولا نتوقع أن نلتقي قريبًا..
إلى أن جاء اليوم الذي صفحت فيه النفوس عن بعضها، ذلك اليوم نسجته في مخيلتي طويلًا كطفلٍ يتخيل السلام وقد حلّ بالأرض فجأةً، كان سريعًا جدًا، كما بدأ الحزن والكره، لكن أهلنا لم يعودوا كما كانوا، ولم نعد كما كنا، عاد بعضُ ما كان، اللقاء بين خالي وأمي، حضور بعض مناسبات والحديث العادي، شرطَ ألا يرى الأبناء بعضهم!
لم أرها يوم خُطبت، ولا حين احتفلت بولادتها، وأريدُ أن أصــدق أن تلك التي تتهادى أمامي حاملةً طفلةً صغيرة هي تلك التي كانت يومًا: سماح..
أتذكرُ أنني أعطيتها عنوان بريدي فدســّته على مضض متمللة، وأيقنتُ أنها لن تضعني في القائمة المضافة لديها، لا لسبب لكن لحاستي المتمرسة على تحركات البشر، وبقية من إحساس بيومٍ مضى.. قامت فيه بخيانةِ ظني بها.
ثم علّمتني أن التفاهات المتعبة، وكل البسمات المجاملة، وحديث المساء، والركض على طول المنزل، والنظر إلى رقصها في العيد، والتملل من حديثها مع الصغيرات، كانت إيحاءات تلزمني أن أتعلم بصبرٍ وحكمة من تكون هي، ومن أكون أنا.
رأيتُ ابنة خالي الأخرى آمال، والتي زودتني برقمها وأخبرتني أنها ستوصل رقمي إليها في محاولةٍ لترميم ما انقطع، وفي محاولةٍ لرفع الهموم والآلام التي ظلت زمنًا تقبع في عواطفنا..
ولأن من الســمو أن تنسى، وأن أعود لمدينتي المثالية التي كانت أمي تقول أنها لن تفيدني، لم أعترض على الأمر، فقد أردتُ أن أحيل كل دمعةٍ لأمي إلى عاطفةٍ جديدة تولد فيّ كمثل ما سيخرج عما قريب..
و أوجستُ في نفسي خيفةً حين وردت رسالتها، نظرتُ بحيرةٍ وقرأتُ الرسالة بتأنٍ، ثم ببطء شديد جدًا، حرفًا فكلمة، ورحتُ أنازعُ أفكاري المسكينة..
استخرتُ واستشرتُ كما لو كنتُ البكر التي تخشى الموافقة على الزواج بشيخٍ غني.. وتراءت لي أمي، وجدتي، وأختي، وكل شيء عدا أن أتخيل صورتها التي أراها الآن..
رفعتْ النقاب ونظرت إليّ، نهضتُ وقتها كمن مسها شيء، وأدركتُ أن ركبتي توقفت عن الاهتزاز حالما شاهدتُ طيفًا يدخل، وبدأتُ أقيّمُ الصواب من الخطأ في تخيلاتي لوجهها.
إنها الآن أعرض، أشبه بأمها عنها بأمي، وطفلتها مزيج من ملامحها وملامح ابن خالي، تبدو كما تركتها كروح، ولا تشبه نفسها يوم افترقنا.
صافحتها بهدوء، بلا شدٍ للأكف دلالةً على الشوق، وبلا نظرٍ مفعمٍ بالحنين.. تأملتْ قوامي الذي أثقل بصغيريّ، تعلمُ أنني حاملٌ بطفلين أنتظرُ خروجهما بعد شهرٍ ونصف، بدوتُ ضعيفةً كما كنت، مع إضافة بطنٍ منتفخٍ ومتجهٍ للأسفل علامةَ قرب الولادة..
حيتني قائلة: من زمنٍ لم أركِ صفاء.. وحاولتْ أن تبدو نبرتها طبعية.
استجمعتُ شجاعتي، وتذكرتُ فلسفة أبناء اليوم، ونظرتُ لطفلتها قليلًا، ثم تذكرتُ أمنية أمي أن تعود المياه لمجاريها بشكلٍ هادئ، وسألتُ الله العون في سري.. وتكلمتُ: أهلًا سماح، كيف حالكِ؟
وتحادثنا، في كل شيء عدا أنفسنا، داعبتُ طفلتها،
ثم افترقنا، وحينها علمتني أمرًا واحدًا فقط: لا أحبها ولا أكرهها!


تمّتْ


::




هَذِهِ بَعْضُ حُرُوفٍ لِمَنْ اسَتَطاعَ ذهْنِي البَشَرِيُّ حَصْرَ أَلْقابِهِمْ (غَالبُهُمْ لَا أَعْرِفُهُم شَخْصِيًّا بَلْ أَرَاهُمْ هُنَــا أَوْ

أَحْتَرِمُهُمْ، أَوْ أُقَــدِّرُ نَشَاطَهُمْ)


وآســـفةٌ جِدًا لِمَنْ عَرَفْتْــهــ/ـا وَلَمْ أُرْسِــلْ إِلَيــهـ/ــا شُكْرًا أَوْ سَلَامًا.. ذَكِّرُوا إِنْ لَمْ تَجِدُوا أَلقابَكُمْ..

وأَهــْلًا بالجَمِيْعِ، عَرَفْتُهُمْ أَوْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ..

(لا يُوْجَدُ فَرْقٌ إِنْ وَضَعْتُ لَقَبــًا قَبْلَ آخــَرَ ^^)

******

سَأَبْــدَأُ بِالإِنَاثِ:

وبــ الرّائِعَةِ Beautiful Bird ؛ بِسَبَبِ وَعْدٍ وَعَدْتُهَا فِي مَوضُوعٍ وَلَمْ أَحْضُرْ، فَلَكِ مِنِّي التَحِيَّةُ والاعتِذَارُ




::

وللعَزِيْزَةِ Irma رُوحُ مُدَوَّنَتِي وَريْحَانَتُهــَا




::

والرَّقِيْقَة Snow عَلَى لُطْفِهَا مَعِي








وَلِكَثـــْرَةِ الأَلْقابِ آثــَرْتُ وضْعَهَا ثُمَّ إِهدَاءَ الجميعِ تَصْمِيمًا وَاحِدًا ..

وَمَــنْ أَرَادَ/تْ تَصْمِمًا خَاصًّا للإِهْدَاءِ خَاصَّتــِهــ/ـا فَلَا بَأْسَ، ضَعُوا طَلَبَكُمْ فِي الرَّدِّ

\
/

shooog
folla

صديقتانِ عزيزتان، الأولى غابت عن المنتدى وجاءت الثانيةُ بعدها، وهبني الله قلبيهما ، فأدامهما الله لي..

KaYeRa
غاليةٌ وعزيزة، أستاذتنا المترجمة وأخيتي اللطيفة، أدامكِ الله يا مبدِعة

نااامي سوان
لم أعرفها شخصيًا، لكنها دومًا تتحفُ صندوقي بإهداءاتٍ وتهنئات، شكرًا لكِ دومًا

Yuzuyu _ chan
فتاةٌ رائعةٌ بحق، ومترجمةٌ محترفة، على الرغم من كوننا كنا معًا لفترة إلا أنني أشعر بالحنين لها كلما رأيتُ لقبها..
وبصراحة لديها ذائقة المحترفين من حيثُ جودة ترجمتها، بالتوفيقِ لكِ يا عزيزةُ

فاطمة الزهراء
لم أتعرف إليها عن قرب، لكن فاطمة هي من أوائل الأعضاء الذين رأيتُ ألقابهم فور تسجيلي، فتاةٌ تحب العلم كما أراها
ومتميزة بموضوعاتها، بالتوفيق لكِ

WHITE MUSK
قريبةٌ للقلب والمكان ^^، لي معها علاقةٌ جميلة وتعاونٌ رائع، يا غالية جزيتِ الخيرات على تواصلكِ اللطيف

secret_88
متميزة جدًا، وفتاةٌ أجد لها في كل بستانٍ زهرة، أدامكِ الله نعمةً يا حلوة

رد روز
التقتني مرةً في مجلة مسومس للفتيات الأولى، كانت فعلًا لطيفة وجيدة في التعامل، شكرًا لكِ و إلى إبداعٍ قادم

MAISONA
مصممة رائعة، أدام الله لها الإبداع نعمةً

Lara_300
كاتبةٌ لروايةٍ هنا، روايتها قرأتها مع أختي وأتذكرُ أنني (نخلتُها) تدقيقًا، بالتوفيقِ لكِ مستقبلًا عزيزتي

Keiru
K A I T A

عرفتُ الثنائي معًا، ما شاء الله كلتاهما أكثر من ممتازتين في الفصحى رغم المشاكسات لي عن الفصحى على البريد ><
أحس أن علاقتهما كأخوات مدهِشة وتستحق أن نُشيد بها في زمنٍ يقل في الوصل بين الأقارب
أدامكما الله لبعضكما في طاعة

يومي
امم يومي أعرفها حقيقةً وتعرفني، لم أكن أعرف أنها من نفس المدينة والمدرسة التي كنتُ أدرسُ بها، فتاةٌ من عائلة أحترمها بحق
تحيةً لكِ يومي

Blue_Sky
فتاةٌ مميزة، رغم قلة مشاركاتها "مثلي " ، أجدها شعلةً في وقتٍ ما في القسم، إلى الأمام يا عزيزة

AnimeAngel
مترجمةٌ أحترمها جدًا، لم ألتقِها أو أعرفها، لكنني أحرص على تحميل ما تترجمه؛ لدقة ترجمتها وندرة أخطائها، أدعو لكِ بدوام التميز أخيتي

آي-هايبرا

أعتبرها أختًا كبرى وأحترمها، آي لا أعرفها كتعامل شخصي بل كتعامل مع فريق و لكنني لم أحس يومًا بفارقٍ بيني (كعضوة فريق) وبينها
(كمديرةٍ له)، وأظن أن الغالب يوافقني في هذا، أعانها الله وأعادها لنا

محبة الربيع
مشرفةٌ سابقة ، أختٌ عزيزة، عملتُ معها قلبًا وقالبًا ، وفقها الله في حياتها

@QUEEN_MOON@
قيادية، أعتقدُ أن تميز المجلة بعد توفيق الله من تعبها وتعب الأعضاء معها، إلى مزيدٍ من التقدم

-•(HANOoOo)•-
مصممة متميزة جدًا، بالتوفيق لكِ

ღ ريـ م ـي ღ
تميزتْ في الشظايا أيضًا، أتمنى لها المزيد من العطاء

rain bird
التوأم الشهير ^^، لم أتعرف إليهما عن قربٍ، لكنهما متميزتان حسب شهرتهما

أكيمي
ناقشتني وتميزتْ في الرواية، بصراحة لحضوركِ تشجيع خاصٌ لي فدومي هكذا

Dragonier
مترجمة ومدققة مترحفة جدًا، أحترمها كثيرًا، جزيتِ الخيرات وكوني بخير

lulu66611

تفاعلت مع قسم الشظايا كثيرًا وأنارتنا بإبداعها، أتمنى أن تستمر في العطاء، ولها التحية

Miss.Holmes
أتعبتُها معي في تصميم بعض الفواصل والبنرات، وظلت روحها رائعة معي، شكرًا من الأعماق

داكوتا
الفتاة التي تشاكسني في القسم، افتقدنا حضوركِ أخية ^^

Demor
تزورنا في القسم على فتراتٍ، أهلًا بها دومًا ودامت مُبدعة، ديمور لها سمعةٌ طيبة في أرجاء المنتدى عامةً ^^

~ MissCloud ~
صديقةٌ لذيذة ^^، النقاش معها لا يُمل بأي وقتٍ وشكل ، وفقكِ الله حبيبتي

Lavendar
رغم تسجيلها المتأخر، إلا أن تميزها سبقَ مشاركاتها ^^، بالتوفيق لكِ فلكِ أسلوبٌ رائع..

،،سيجان،،
رقيقة تُطل قليلًا، كل التحية لكِ وبانتظار إطلالتكِ..

smart-girl
أخيتي والعزيزة التي تجعلني (حنين-سينباي) ^^ أشتاقكِ يا حلوة

Ash~
لم أعرفها إلا قليلًا، مهذبةٌ وأتمنى أن تثق بنفسها أكثر، كل التوفيق لكِ









مِنَ الذُّكُورِ :


hocine-hussein
عضوٌ قدِمَ وبقوة، أشكره شكرًا جزيــــلًا على تفاعله في نقاش روايتي، وجد له مكانًا مناسبًا في أشهر فريق ترجمةٍ في المنتدى، فهنيئًا لهم به، وهنيئًا له بهم، بالتوفيق لك

aboalwleed
الإدراي الذي أجزمُ أنني أُتعبه بطلباتي، موفقٌ بإذن الله وجزيتَ الخيرات على جهدك

وحي القلم
كان عضوًا فاعلًا وأصبح مشرِفًا جيدًا، أتمنى له التوفيق دنيا وآخرة

USB 3.0
مشهورٌ جدًا بالأيقونات الخاصة به، ردوده نيّرة، وفقك المولى

رونقة الحياة
مترجِم متميز، أشكره كثيرًا على الإضافات التي يضعها إذ أحرصُ على تحميلها، سواءً كانت أناشيد أو خلفيات أو تلاوات، لا حُرمتَ الأجرَ

Uchiha_Sasuke
لفلسفته نكهةٌ جميلة، عمومًا أستمتع حين أقرأ له، أثابه الله على الخير..

Hercule Poirot
أحترم الأخ هيركول كثــــــــيرًا؛ لغزارة معرفته وقوة علمه باللغة، زادك الله علمًا ونفع بك

المسلم
عضوٌ معطاء، أتمنى له أن يرتقي في المراتب في جميع مجالات الحياة

Kais
خدمني كثيرًا في أمور كثيرة، دعواتي لك بالتوفيقِ في الدنيا والآخرة

كـلـهـم ضـدي
مع أنني لا أعتقدُ أن الجميع ضده ^^، عضو مشاكسٌ في القسم -بصراحة- لكن ردوده لها صدى جيد ومهم بالنسبة لي فهو يمثل
الرأي الآخر غالبًا

الثغر المبتسم
أستاذ المسابقات الدينية هنا، متميز جــــــــــدًا في الطرح وسريع و لديه حس المسؤولية، موفقٌ دومًا

(HISOKA)
أخٌ كريمٌ، وله في المنتدى سمعةٌ طيبة كما أرى، وفقه الله لكل خير

عثمان بالقاسم
ما شاء الله وتبارك، القسم بوجوده يشع نشاطًا، زادكم الله

إسلام2006
مثابِر ونشيط، زاده الله ووفقه

jawad
إنسان قيادي، بارع، ويتحمل الكلمة التي يُعطيها -كما أرى- ، هو عمود فريق الحقيقة ونحنُ الفروع ^^

sharloc holmez
مناقِشٌ جيد، وأخ كريمٌ يحرصُ على كسبكَ كأخ قبل أن يقنِعك، جزيت الخيرات

hossams
لو كتبتُ سطورًا وسطورًا ما وفيتُ الأخ حسامز ما يفعله وما يتحمله مني، ولما رددتُ له شيئًا من حقه عليّ، ما أقولُ إلا
رزقكَ الله الفردوسَ وما تتمنى طوال حياتك

Shining Tears
أخٌ متعاوِن، أتعبته بتأخري الشديد، قد أو قد لا يخرج موضوعٌ معه، لكني لا أُنكرُ أن الجزء الأكبر من التكاسل هو مني، فاعذرني
أخي الفاضل، ولا حُرمنا حرصكَ

عاشق_كونان
عضو حريصٌ جدًا على تميز موضوعاته، ويعجبني حرصه ذاك، كل التحية لك

tamaki Suou
متميزٌ في غالب المنتدى، زادكَ اللهُ وأنار بك البصائر..

Abo Jamil
مُراقبٌ مُجتهِدٌ، وفقــكَ المولى في الدراين

albalasi
لي معهُ نقاشٌ سيكونُ وكانَ، إنسانٌ يحبُّ البحثَ للوصول لقناعةٍ ما -كما أرى-

تروكي
من أوائل المترجمين الذين تابعتُهم، من إبداعٍ لآخر -بإذن الله-

HaJoUnI
تعاملتُ معه بشكلٍ غير مباشر في فريق هوشي، كل التحيةِ لكَ

وبالطبع :

محمد شريف
لم أتعامل أيضًا معه مباشرةً، لكنني أشهدُ ان حريصٌ على منتداه كحرصه على شيءٍ هامٍ له









أَسْأَلُ اللهَ العَلِيَّ القَدِيْرَ أَنْ يَجْعَلَهَا أَلْفــًا مُبَارَكَةً، وأَنْ يَبَارِكَ فِيْكُم أَجْمَعِيْنَ..

وَبــانْتِظَارِكُمْ..

وَلَكُمْ خَالِصُ تَحِيَّتِي وَمَوَدَّتــِي



.
.
.