[تقرير] إنّـمَا الشّعـرُ حَيــاتي وَوُجودي .. والتّمَـنّي ~

[طَيْفْ]

سَلامُ اللهِ ورحمتُهُ عَليكُم وعَلى أرواحِكُم الطّاهِرةُ .،

أهلا وسَهلا بالأعزّاء ، أتمنّى أن تكُونُوا بخَير وَعَافية وسَعادَة تَغشاكُم ،

~

مَوضُوعي اليَومَ عَن شَاعر طالَما أُعجبتُ بشِعرهِ ، وألفاظهُ الرّقيقَة .. وَمَعانِيهِ الجَمِيلَةِ الّتِي تَفِيضُ بالعُذُوبَةِ والمَشَاعِر المُعبّرة .،

أحَاسِيسٌ لَذِيذةٌ تَـلُفّني حينَ أقرأ لهُ ..!

الشّاعِرُ الحَالِمُ .. الذّي أحبَبتُ الشّعرَ وأدْمنتُهُ بَـعد قِراءَتِي لِـثَلاثةِ أبْيَاتٍ لهُ ..!


كانت تلك الأبيات - التي ستبقى عالقة في جدران الذاكرة - :

أو نلتقي بعد الوفاء كأننا .. غرباء لم نحفظ عهودا بيننا

يا من وهبتكِ كل شيء إنني .. مازلت بالعهد المقدس مؤمنا

فإذا انتهت أيامنا فتذكري .. أن الذي يهواكِ في الدنيا .. أنا ..!

إنهُ ..

فـَـارُوق جُويدَة .. وَمَا أدْرَاكَ مَافَارُوقُ =') !

~

لنَأخُذ رَاحَة مِنْ تِلكَ الدُّنيَا .. وَلِنَجْعَل أرْوَاحَنا تَرتَفِعُ وَتُحَلّقُ برقّة مَع فَارُوقِنَا الْحَالِم .. وَلنسْتَمْتِع !






فاروق جويدة ، أحد أشهر الشعراء المصريين في العصر الحديث .. ولد عام 1946 م، و هو من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر ،

تمكن من امتلاك قلب وفكر الكثير من الناس وخاصة الشباب ، يجد القارئ لقصائده العديد من المعاني الجميلة التي تفيض بالمشاعر المعبرة والأحاسيس ، فتجده ينظم قصائد الحب الحالمة الناعمة إلى جانب القصيدة الوطنية الثائرة ،
وقد برع في كليهما !

فعندما تتجه قصائده للحب تجد ألفاظ شعرية رقيقة تتراقص وتنسدل مُعبرة عن حالة رائعة من الحب ،
وعندما تكون القصيدة وطنية تجد فيها ألفاظ قوية مُعبرة ثائرة تعلن عن حالة من الغضب والألم والخوف على الوطن ..

ولم يكتف جويدة بعشقه للشعر ، فهو أيضا صاحب حسّ صحفي مميز وله آراءه الجريئة التي تجده يحمل فيها الهم المصري والعربي معا ..

قال عنه أحد الشعراء : [ إن فاروق جويدة يستطيع أن يذبح بخيوط من حرير ] ..!

..



لو أعطي لنفسي هواها لوصل الموضوع لعشر صفحات كلها قصائد له ^^" .. لكن سأحاول أن أضع مُقتطفات من عدة قصائد ..

..

هذه القصيدة تثير شجوني .. وتفيض دموعي لحال أمتنا .. عسانا نستيقظ من غفلتنا ونصحوا لنعيد ما اغتصب من أراضينا ..


مرثيّة حُلم ,

أي الحكايا ستروى عارنا جلل

نحن الهوان وذل القدس يكفينا

..

ياخالد السيف لاتعجب ففي وطني

باعوا المآذن والقرآن راضينا

هم من ترابك يا ابن العاص في دمنا

ثأر طويل لهيب العار يكوينا

قم يا بلال وأذن صمتنا عدم

كل الذي كان طهرا لم يعد فينا

هل من صلاح بسيف الحق يجمعنا

بالقدس يوما فيحييها .. ويحيينا

هل من صلاح يداوي جرح أمته

ويطلع الصبح نارا من ليالينا

هل من صلاح الشعب هده أمل

مازال رغم عناد الجرح يشفينا

هل من صلاح يعيد السيف في يدنا

ولتبتروها فقد شلت أيادينا

للقصيدة بقية ،

~

لنأخذ مُنعطفا آخر .. ونرى الجانب الآخر من شعر فاروق .. الجانبُ الرقيقُ العذبُ ..

~

لأنك مني ،


فماذا أقول وقد صرت بعضي

أراك بقلبي .. جميع البشر

وألقاك .. كالنور مأوى الحيارى

وألحان عمر تجيء وترحل

وإن طال فينا خريف الحياة

فما زال فيك ربيع الزهر

..

تغيبين عني ..

فأشتاق نفسي

وأهفو لقلبي على راحتيك

،

ويمضي بي العمر في كل درب

فأنسى همومي على شاطئيك

وإن مزقتنا دروب الحياة

فما زلت أشعر أني إليك

أسافر عمري وألقاك يوما

فإني خلقت .. وقلبي لديك

..

بعيدان نحن ومهما افترقنا

فما زال في راحتيك الأمان

تغيبين عني وكم من قريب

يغيب وإن كان ملء المكان

فلا البعد يعني غياب الوجوه

ولا الشوق يعرف .. قيد الزمان

للقصيدة بقية ،

~

كان لي قلب ،


لو كنت أرجع مرة

وأشم عطر مدينتي قبل الزفاف

كانت طهارتها تشع النور في هذي الضفاف

يا ليتني يوما أراها في ثياب حيائها

لكنها .. قتلت جنين الحب في أحشائها

ومضت تعيش حياتها بين الذئاب

وعلى ضفائر شعرها نام العذاب

وبجلدها الفضي أنفاس وعطر .. واغتصاب

..

قد كان لي قلب يعيش الحب طفلا

مثله مثل البشر

قد كان لي وتر مع الأحزان ينسيني

وحطمت الوتر

قد كان لي أمل تبعثر في الليالي .. واندثر

قد كان لي عمر ككل الناس ..

ثم مضى العمر ..!

للقصيدة بقية ،

~

بقايا .. بقايا

لماذا أراك على كل شيء بقايا .. بقايا

إذا جاءني الليل ألقاك طيفا ..

وينساب عطرك بين الحنايا ؟

لماذا أراك على كل وجه

فأجري إليك .. وتأبى خطايا ؟

وكم كنت أهرب كي لا أراك

فألقاك نبضا سرى في دمايا

..

لماذا أراك على كل شيء

كأنك في الأرض كل البشر

كأنك درب بغير انتهاء

وأني خلقت لهذا السفر

إذا كنت أهرب منك .. إليك

فقولي بربكِ .. أين المفر ؟

للقصيدة بقية ،

~

كان حُلما ،

وتبكين حُبا .. مضى عنكِ يوما

وسافر عنكِ لدنيا المُحال

لقد كان حُلما .. وهل في الحياة ..

سوى الوهم - ياطفلتي - والخيال ؟

وما العمر بأطهر الناس إلا

سحابة صيف كثيف الظلال

وتبكين حُبا .. طواه الخريف

وكل الذي بيننا .. للزوال ..

فمن قال في العمر شيء يدوم

تذوب الأماني ويبقى السؤال ..

لماذا أتيت إذا كان حُلمي

غدا سوف يصبح .. بعض الرمال .؟


مُكتملة ،

~

لأن الشوق معصيتي ،

أشتاق ذنبي ففي عينيك مغفرتي .. ياذنب عمري ويا أنقى لياليه

ماذا يفيد الأسى أدمنت معصيتي .. لا الصفح يجدي ولا الغفران أبغيه

إن أرى العمر في عينيكِ مغفرة .. فقد ضل قلبي فقولي .. كيف أهديه

للقصيدة بقية ،


~

لو أستمر لن أنتهي .. في جعبتي الكثيير من أبياته التي أعشقها حقا .. لكن يجب أن أتوقف ^^"

عنواين لروائع من قصائده :

• مات الحنين .

• ما زلت أذكرها .

• ماقد كان .. كان .

• لأن الشوق معصيتي .

• عندما تُفرّقنا الأيام .

• بقايا امرأة .

• وتحترق الشموع .

• دعيني أحبك .

• كأن العمر ما كان .

• أترى يفيد الحلم ؟

• يأس الطريق .

• الحب في الزمن الحزين .

• إلى مُسافرة .

• في عينيك عنواني .

• وعشقت غيري ؟

• لقاءُ الغرباء .


وغيرها الكثير .. لكن هذه هي التي أقرأها كل يوم دون ملل ^^"


~


هُنا للمزيد من قصائده ،


~



إخلاءُ مسؤولية !

لا أخفيكم .. في بعض قصائد جويدة إعتراضات على القدر .. امممم صلاة عند قبور ، وغيرها من المخالفات الشرعية ، رجاءا .. إذا مررتم بمثل هذه الشركيّات فتجاوزوها .. كثرة المساس تميت الإحساس ،

أرجو أن تكونوا قد فهمتم ما أقصد ^^"

~

قبل أن أختم .. قرأت - وأنا أبحث عن معلومات لموضوعي - مُقابلة مع فاروق جويدة .. أنقل لكم مما أعجبني جزءا يسيرا :




السعادة : ضيفٌ عابرٌ .
الشوق : أحياناً يصبح شيئاً مؤلماً .
الصداقة : أكبرُ من الحب إن صدقتْ .
الذكريات : حقيبة نجمع فيها أوراقنا قبل أن تحترق في سراديب النسيان .
الشيخوخة : إحساس بالضجر لا يرتبط بالسن و لكن يرتبط بالإرادة .
،


أمَاتَ الحُبّ عُشّاقا .. وَحُبّكَ أنْتَ أحْيَانِي ..!


* عنوان الموضوع أحدُ أبيات فاروق =)


~



الآن .. نهبط بأرواحنا في سلام .. وصلنا للنهاية .. عسى أن أكون قد وُفّقتُ في نقل ما يحوز على استحسانكم ، ويرقى لذائقتكم ..

دمتم كما تُحبون وأكثر .،