نحنُ -فِي النّهايةِ- لا نجدُ سواك ربَّاه نستنجدُ به..
وما إن نخرجُ من كربتنا.. حتَّى ننساكَ وكأنَّكَ نسيتنا يومًا !
سبحانك يا إلهي.. سبحانك يا من تتقرَّبُ إلينا بالنَّعمِ ونحنُ نبتعدُ عنكَ بالمعاصي !!
ونحنُ الفقراء وأنتَ الغني.. أنتَ الرّحيم ونحن القسااآآاة!!
سبحانك ربَّاه.. سبحانك..

أرى جثَّةً هامِدةً -أمامَ عينيَّ- على الأرض.. لا حراك.. وكأن الجثّةَ ليستْ بشرًا أو شيئًا يستحقّ الاحترام.. -كان على الأقل!-
رباه.. سنصيرُ حتمًا مثلهم، فأحسن ختامنا يا الله..
نخافُ الموتَ ونهابه.. ولا نعمل لسنتعدَّ له.. سبحانك يا من خلقتنا بهذه الأنانيَّة المُفرطة.. سبحانك..

ربَّاه.. الحياة قاسية، فلا تجعلنا ولا أحبابنا نذوقُ قسوتها يومًا..

"ما سمعتي!! في العناية المركّزة من يومين!! أظن جلطة في الرئة ..."
ربَّااااااه!، كانتْ بالأمس أفضل مما يمكن أن نتصوّر.. واليوم.. بين حياةٍ أو موت..

يا رب.. يا رب..يا رب ،
.
.
-ها أنا ذي أكتبُ الآن.. على الرّغم من علمي بأنَّك لن تعلمَ حتَّى بأنني كتبتُ لكَ وعنك..-

رحِمكَ الله، يا الله.. نذهبُ لزيارةٍ ما.. لنفرحَ ونضحكَ و"ننبسط"!
لنرى عجبَ العُجابِ أمامنا.. يا الله.. يا الله..
موتٌ واحتراقٌ ودهسٌ وجثثٌ و..
دموع!
رحمك الله.. أنتَ وسائِر موتى المسلمين ..

أستغفرُك ربَّاه من كلّ ذنبٍ عظيم، تبًّا لنا.. نعصي ونعصي ونعصي ثمَّ "نتمصلح" عند الحاجة!!
أخٍّ أخ..!!
.
.
نضيِّعُ أوقاتنا في شتم النَّاس وسبّهم، وكأنَّهم سينفعونا يومًا في آخرتنا !
وربّي نحن من نخسر وليس هم! هم من كسبوا كلّ حسنةٍ أخذناها جرّاء سبابنا لهم !
ونحنُ من أخذنا ذنوبهم كلّها!
نصحيةٌ ما: بدل هدر الكثير من الوقت، وعوضًا عن كلّ حرفٍ سنُحاسبُ عليه يوم القيامة.. لنكتب ما ينفعنا "عشان نفسنا" قبل أي شيء!!
ولننظر لمساوئنا وخبايا أنفسنا، التي لو عُلم ما بداخلها لانفضَّ الناس من حولنا لسواد قلوبنا!
نحن في النهاية بشر.. لا غنى لنا عن بني جنسنا ..!
سبحانك يا من خلقتنا.. سبحاااااااااااان الله !

رفَاه.