- المَسـاءُ وطنٌ لِي , يُرسلني إلى الأرضِ ؛ لأخلعَ وَجهك , لأتخلّص منْ شعُور المنفَى, المنفَى المُميتِ,
الأحْـلام الوّردية, وَ رائحَة عِطركِ, وَ الأمَاني المُتشبّثة برقَابنـا !
ليسَ ذَنبِي أنّني أبدُو كَيعقوب الحُزن, وَ أنّني بَاهتة فِي قَلبك,
وَ لوْ أنّي نظرتُ إليّ باخْتلاسٍ لبَكيتُ !
استفهاماتٌ عُظمَى تُلصقني فِي السمـاءِ, تُرسلنِي إلَى جَميع الأشيَـاء التِي تَخطفنِي جهرًا .
كيفَ تمكّنتِ منْ أخذِي رهينَةً لديكِ؟
أيّ قوّة تمتلكينَ جَعلتنِي أبدُو بعدكِ طفلًا حزينًـا ؟
أبدُو كَعطرِ أمّي القديمِ ؟ وَ شُبّاك جَارنـا العجوزِ؟
كيفَ لتلكَ القوّة أنْ تُرغّبني فِي أنْ أكُونَ حلُمًا, بؤسًا, شِعرًا ؟ أنْ أعودَ كاتبةً حزينةً ؟
أنْ أكُون عصفورًا يُغنّي فِي القفصِ الذِي ينَـام عندَ حُجرتكِ ؟
حتّى إذَا مَا رأيتكِ أُمنيةً زَائلة, تعلّقتُ فِي فمِ اللّقاءاتِ التِي لا تسَتطيع الهُروب منْ رَائحتكِ !
دَعينِي أمحُوكِ منْ علَى خطايَا الغيابِ, المَسافات الشّاسعة, النّهايَة التِي لمْ تَكن إلّا حُزنًا جرّ بعضَهُ,
لا تَجلعنَـا نَغفُو بِراحةٍ فِي أحضانِ الوَطنِ .
أعلمُ أنّ حدِيثِي هذَا يُشبهُ الخَيبَة, الخَيبَـة التِي تسْخرُ منِ اجتمَاعنَـا كلّ مرّة ،
التِي تُحدّث لنَـا حكايَا حَزينَة ؛ لنَسقط معًا ..
إلَى أنْ نبكِي ..*!
- ؟؟ -
المفضلات