الســـــــــ عليكم ورحمة الله وبركاته ـــلام
أحببت أن أطرح عليكم هذه الهمسات اللي فيها الحزن و الالم و ممتزج فيها البكاء فأرجوا و أتمنى أنها تعجبكم ....
... هكذا هي الدنيا...
يالآ هذه الدنيا الدنيئه ...
تفرحنا اياماً عديده .. و تحزننا سنواتً مديده ...
تضحكنا ساعاتً قليله .. و تبكينا ساعاتً كثيره ...
يوماً ترى نفسك فيه مبتسماً مستبشراً بالأيام القادمه و عندما يأتي يوم غدً تبتئس و تشرئب حزناً كأنما لم يمر عليك قط يوماً فيه سعادة و فرح ...
لماذا ياترى ؟! ؟! ؟!
لأن هذه الدنيا متقلبه تجعلك رفيق الحزن دائماً و عدو الفرح أبداً و كأنك و الفرح عدوان لذوذان لا تجتمعان مع بعضكما ...
و تدور الدنيا دوراتً عديده لتعطيك دروسا و جيزه ..
يأتي يوماً من الأيام .. و لحظةً من اللحظات ..و ساعةً من الساعات ..
يوماً عادي كباقي الأيام ..
و أنت تمشي في الشارع , تتعرف على شخصً بالمصادفه , فتتحول المصادفه إلى صداقه و الصداقه إلى محبه ... فتحبان بعضكما و كأنه مكتوب لكما هذا التعارف .. فيا سبحان من جمع القلوب باصبعاً واحد ...
تتواعدان للقاء و التعارف أكثر و أكثر , فتنشئ بينكما علاقة قوية و خيمه , و كأنكما تعرفان بعضكما من سنواتً طويله ...
أن اهمك هم حمله معك .. و أن اصابك كرب فرجه عنك .. و أن و قعت لك مشكلة ساعدك و وساك .. و أن غبت عنه سال عنك ..و أن اصابك مرض بذل المستحيل لشفائك بعد الله تعالى ..
تأكلان و تشربان مع بعضكما .. تجلسان مع بعضكما .. و تضحكان مع بعضكما .. و البسمة لا تفارق و جهيكما .. و كأنكما مولودان من بطن أمً واحده ..
فالفرح لزيمكما ... فالحزن لا يعرف إليكما أي طريق .. و البكاء لا يعسر عليكما أي سبيل ..
و تمر الأيام تتلوها الأيام .. و السنوات تتلوها السنوات ..
و فجأة من ومن غير مبررات ...
و يهجم على هذا الصديق الحميم ذلك المرض الخبيث , فتذهب به من مشفى إلى مشفى , و من طبيب إلى طبيب , فيخبرك الأطباء أن المرض متمكن منه و لا شفاء منه , و انه لم يبقى له في هذه الحياه إلا أياماً محدوده , و أنفاساً معدوده ...
و يعاني هذا الصديق الآلام و الأوجاع و الآهات تتلوها الآهات و أنت تنظر إليه باكياً متوجعاً لحاله مكتوف اليدين , و ليس باستطاعتك فعل شئ , أو تغير ماكُتب و قدر له , فيا سبحان من لا يحمد على مكروه سواه ...
وبعد أياماً تتلوها الأيام , و فجاه و من غير استئذان ...
يأتي و يطل مالم يكن في الحسبان ..
ضيف لم تتوقع وصوله أو مجيئه ..
انه شبح الموت , الضيف الذي لم ترسل له بطاقات دعوه , و حتى لم يكن ضمن قائمة المدعوين , ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد )
لقد جاء ليفرق بينك و بين صديقك نعم لأنه أمر الله الذي لا مفر و لا مهرب منه و لا منجى إلا إلى خالقه ...
و يأخذه منك و أمام عينك و ناظريك و الدموع تنهال على خذيك و أنت واجماً كالضخره التي تمر عليها رياح الصحاري البارده الهائجه و تفتتها قطعة قطعه من غير حركه و لا حول منها و لا قوة ..
ماذا ستفعل حينها ؟!؟!
غير وسيلة البكاء , و طريق الصراخ , و الحزن و الألم ...
ويمر أمامك شريط الذكريات ... فتذهب أيام تلك الضحكات , و تضيع تلك الأحلام , وتتبذبذ تلك الآمال و تطير مثل التراب في مهب الرياح ...
و يكون الحاجز ذلك التراب , و الفاصل تلك الظلمة السوداء ...
أين ذلك الصديق الذي كنت تضحك معه و يداعبك ؟
أين ذلك الرفيق الذي أن أهمك هماً فرجه عنك ؟
أين ذلك الحبيب الذي أن أصابتك مصيبة نفسها عنك ؟
أين و أين و أين ؟؟؟؟؟؟؟
فتتكاثر حينها الاسئله و تضيع الاجوبه ...
سبحان الله؟!
ذلك الصديق الذي لا تفارق ألابتسامه وجهه , و الضحكة ثغره ...
أصبح تحت التراب مدفوناً , و في الظلمة السوداء محبوساً , و في خرقة بيضاء رخيصة مدفوناً ...
ما شعورك حينها ؟؟؟!! و أنت واقف على قبره مذهولا ؟؟؟!!
تحس حينها انك وحيد في هذه الحياة الموحشه , فتصبح جسداً بلا روح , و دموعك تسيل فوق خذيك مثل النهر الجاري بلا توقف وبلا جفاف ...
فلا أنيس يؤنسك , و لا صديق يضحكك , ولا يوجد شخصاً تفرغ و تفضفض له همومك و أحزانك ؟.....
فالموت مفرغ الجماعات , و قاتل الضحكات , و ساجن الأحباب في الظلمة السوداء تحت التراب ...
فاذكروا هاذم اللذات , و أعدوا له ماستطعتم من العدة و الزاد ...
وصية الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلوات ...
فقد قال ربنا جل علاه ( كل من عليها فان و يبقى و جه ربك )... إلى أخر الآيه الكريمه ...
فالموت رعاك الله مصير كل إنسان في هذه الحياه , فالحياة دار عمل لا دار بقاء ...
فعش أخي القارئ رعاك الله في هذه الدنيا كأنك عابر سبيل ...
وجهز زادك فزاد المؤمن في قبره عمله الصالح و انيسه في ظلمته ووحشته ...
و في نهاية همساتي أرجو أن تعجب كل قارئ يقرئها و لا تحرموني ردودكم و انتقاداتكم ***
... تحياتي Aroojy
المفضلات