السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
فقد تجلت مناهضة علماء المغرب وفقهاء المالكية لدعوة العبيديين الشيعة الروافض في صور عديدة ، تراوحت بين التشهير بهم وإغراء العامة عليهم ومهاجرتهم ، بل الحكم بردتهم ، وأخيرا الخروج عليهم ومقاتلتهم .
وفي النقول الآتية تفصيل لجانب من تلك المقاومة الشرسة لعلماء المالكية للتشيع.
ويعد كتاب ترتيب المدارك أوسع كتاب تضمن أخبارا لمواقف العلماء من بني عبيد المجرمين .
وذكر عياض أن أبا عبد الله محمد بن العباس الذهلي المعروف بدعدع كان شديد البغض لبني عبيد كثير السب لهم، لا يخاف في الله لومة لائم . " بني عبيد هم الروافض الأشرار الذين كانوا موجودون يوما ببلاد المغرب ومصر فتم جهادهم وإسقاطهم "
وأنكر جبلة بن حمود الصدفي على عبيد الله الشيعي بالقيروان في خطبة الجمعة جهارا وخرج من المسجد "ترتيب المدارك 4-376"
وكان علماء المالكية بالمغرب يرون أن بني عبيد الشيعة زنادقة كفار ، وصرح عدد منهم بكفرهم كأبي الحسن الباهلي وأبي بكر بن مجاهد وغيرهم . بل ذهبوا إلى أنه لا يعذر أحد بالإكراه على الدخول في مذهبهم ، كما نقل عياض في ترتيب المدارك 7-277.
وذكر القاضي عياض كذلك في ترجمة جبلة بن حمود الصدفي تلميذ سحنون 4-376 أنه قال في الروافض: " جهاد هؤلاء أفضل من جهاد الشرك".
وقد ذكر القاضي عياض رحمه الله كثيرا مما عانه أهل السنة من الروافض الأنجاس المجرمين ، وحكى صورا من تهجم الروافض على الصحابة رضوان الله عليهم ، وهذا ما اضطر علماء المغرب والقيروان إلى القول بوجوب الخروج مع مخلد أبي يزيد على بني عبيد ، مع كونه خارجيا ، لأنه من أهل القبلة ، ولأن بني عبيد كفار.
وخرج مع أبي يزيد هذا علماء القيروان ، وسبحان الله مخلد أبي يزيد كان من الخوارج لكن يبقى الخوارج من أهل القبلة ليسوا كالروافض الكفرة ،حتى أن العلماء قالوا بوجوب الخروج مع مخلد أبي يزيد الخارجي ضد هؤلاء الكفرة الفجرة من العبيديين الشيعة .
وبين عياض أن رأي فقهاء القيروان وغيرهم سد الباب للعامة على هؤلاء الكفرة ، وأن بني عبيد زنادقة ، وأن الداخل في دعوتهم وإن لم يقل بقولهم كافر لتوليه الكفرة .
وكان أبو إسحاق الجبنياني الإمام الكبير يؤخر الصلاة عن وقتها إظهارا لمخالفة بني عبيد الذين كانوا يقدمونها عن وقتها حتى يظهر للناس الفرق واضح ويتبين للناس ضلالهم ."ترتيب المدارك 6-244-245"
فتأمل فقه هذا العالم يؤخر الصلاة عن وقتها لأن بني عبيد كانوا يقدمونها عن وقتها حتى يُظهر للعامة ضلالهم .
ولعلماء المغرب وفقهاءها المالكيين المواقف الكثيرة الجليلة ضد بني عبيد، ووقعت لهم محن عظيمة معهم بسبب تركهم زيادة " حي على خير العمل" في الأذان وغير ذلك . حكى بعضها القاضي عياض في ترتيب المدارك.
وفي الديباج 1-236 أن أبا القاسم بن عبد الله الشيعي الرافضي ضرب الإمام إبراهيم بن عبد الله أبا إسحاق الزبيدي المعروف بالقلانسي 700 سوط وحبسه أربعة أشهر بسبب تأليفه كتابا في الرد على الرافضة .
وكان النعمان قاضي الشيعة يسلم على أبي محمد بن الحجام المالكي فيرد عليه: حسبنا الله ونعم الوكيل " ترتيب المدارك 5-332".
تأمل جرأة هذا العالم وصدعه بالحق، مع أن الشيعة كانت حينئذ هي الحاكمة بالحديد والنار .
واستمرت حال الفتنة إلى أن كان عهد العلامة أبي علي بن خلدون، وكان شديدا على أهل البدع والروافض مغريا بهم، يستند منه أهل السنة إلى ملجأ ووزر، كما ذكر عياض في المدارك.
وهاجت العامة في عهده على الشيعة الرافضة بالقيروان فقتلوهم وطردوهم شر مطرد، حتى خاف السلطان على نفسه منهم، فعمد إلى الإمام أبي علي بن خلدون فقتله رحمه الله لأنه كان مرجع العامة " أنظر ترتيب المدارك 7-106-107".
وهكذا كان جهاد علماء المغرب دولة بني عبيد ، جهاد بالقلم والتحذير وجهاد بالسيف حتى أسقطوا تلك الدولة الفاجرة وطردوهم شر مطرد وانتقموا لدماء إخوانهم من أهل السنة .
واليوم في عصرنا ولله الحمد والمنة وقد سرني ما فعله ولي أمرنا نسأل الله أن يريه الحق حقا ويرزقه اتباعه وأن يريه الباطل باطلا ويرزقه اجتنابه بطرده سفير إيران وإغلاق السفارة الإيرانية المجوسية والمدارس التابعة لهم وقطع العلاقات نهائيا مع دولة المجوس إيران ، وتحذير الخطباء في خطبة موحدة من الروافض الأشرار .
هذا وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.
وارض اللهم عن الصحابة أجمعين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة .
وارض اللهم عن أمنا عائشة رضي الله عنها وعن سائر أمهات المؤمنين .
واخزي اللهم أعداءك أعداء الدين من الروافض المجوس وأعوانهم ورد اللهم كيدهم في نحورهم .
المفضلات