بسم الله قبل كل شيء!
سلام الله عليكم , وبعد .. ~
مريض العنصرية , يكون ضعيف الشخصية!
كيف لا وهو بنى شخصيته على مجرد "لقب" أو "جنسية" معينة !
ويأخذ من هذا افتخاره وكبريائه! بينما الافتخار يجب أن يكون في نفس الانسان .. في أعماقه!
بدون أن يستند إلى شيء , حتى لا يفقده بفقدان هذا الشيء ..
البعض يقول أن "الجنسية" أو "اللقب" لا يفقد! لأنه موجود من ولادة الشخص إلى موته ~
لكن ينسى هذا الشخص أنه قد يخرج من بلاده , ويسافر إلى بلاد أخرى لا تعترف بهكذا أمور!
وهناك يرى الويل , فهو في الأصل معتمد على جنسيته , وليس على نفسه!
وعندها يكون "لا شيء" !
ماذا لو اكتشف هذا الشخص أنه لم يكن يحمل هذا اللقب؟
ربما كان يتيماً وتم تبنيه وإخفاء الحقيقة منه , وعندما يكتشف هذا الشيء سينهار!
حياته التي بناها على أساس أنه فلان الفلاني , ستكون لا شيء!
لقد أصبح "نكرة" في - نظره هو - ولا شأن له في هذه الحياة! ~ ( قد يكون المثال مستحيلاً , لكن العبرة هنا أن نتخيل المشهد! لا أن نصدقه. )
وماذا يفعل بعد الآن؟ قد يصل به الأمر بأن ينتحر! لكن لماذا ينهار؟ حياته ألم تكن لله؟
ألم يخلق لعبادة الله؟
وهل عبادة الله تستوجب الألقاب؟
تجدهم , يفتخرون بـ جنسياتهم , وعاداتهم , وتقاليدهم!
لكن ظاهرياً , هيهات! فالناظر , لو لم يعلم أين هو .. لظن أنه في أمريكا ~ أو ربما في إحدى الحفلات الراقصة في لندن! من الأطعمة , إلى الألبسة .. وحتى طريقة تعايشهم ..
وقد جرى التقليد في شرايينهم مجرى الدم!
لأن شخصياتهم ضعيفة , مهزوزة! فهي قابلة للتمديد والتعديل!
ولو أنهم حقاً يعتزون بأصولهم .. لما وجدتهم بهكذا أشكال!
يرون تراثهم , تخلفاً! لكن يعلم الله أن التراث بريء منهم! فالتخلف لا يوجد سوى في عقولهم , وتفكيرهم القاصر!
كيف لا وهم على عادات الجاهلية!
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ : الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ ، وَالِاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ ، وَالنِّيَاحَةُ.
ولو أنهم حقاً يعتزون بأصولهم , لما رأيتهم ذليلون أمام الغرب وأمريكا! ومتظاهرين بالقوة والفخر على بعضهم البعض -فقط-!
وفي الأصل ضعفاء! لأن التشعب ضعف , والتفرق ضعف! والتحزب ضعف! من قارة , إلى دولة , إلى منطقة , إلى مدينة , إلى قبيلة , إلى .. إلى .. لكن إلى متى؟!
وقد بنى الآخرون الحضارات , بينما هم لا زالوا يتجادلون حول .. أي قبيلة أفضل؟
وقد نسيوا أن الألقاب لا تصنع الرجال! إنما الرجال يصنعون الألقاب!
وبسبب الاعتماد عليها , وعدم محاولة الوصول للقمة بالاجتهاد , فهم بنظرهم -الأفضل!- فلمَ الدخول في السباق ما دام الفائز معلوم؟ لكن ذلك لم يكن إلا سراباً! خداع لأنفسهم ~
ولهذا عاشوا , ولا زالوا يعيشون في السراب!
وبينما هم يعيشون في هذا السراب , تقدم الآخرين .. ولم يدركوا بعد هذا الأمر!
صم , بكم , فهم لا يعقلون!
فهم مثل البوالين , منتفخون .. لكن فارغون من الداخل! فارغون ~
يحتقرون الآخرين , في المعاملات لا يحترمون من هم أمامهم .. لأن ببساطة .. لم يجربوا أن يكون بينهم وبين الناس علاقة تبادل الاحترام!
فهم باعتقادهم , يجب أن يحترمهم الناس بسبب مكانتهم! فلم يحاولوا كسب احترام الآخرين .. بأخلاقهم , أو جهودهم .. أو حتى باحترامهم!
ولهذا لا بأس عندهم من احتقار الغير! مالمانع؟ فقط خُلق لكي يكون سيداً!
الم يقرأ قط قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
أم أنه لا يهتم أن يكون الأكرم عند الله! يريد أن يكون الأكرم عند الناس؟
أجد أنه نسي .. أن الناس مهما كان تصرفهم أمامه .. فسيغدرون به في أقل فرصة .. ومهما أظهروا الحب .. فسيحقدون عليه ..
فمن لا يحترم .. لا يحصل على الاحترام ~
إن الألقاب والجنسيات يا بني آدم , لا تسمن ولا تغني من جوع!
فكلنا من التراب , وإلى التراب!
وكلنا سنمشي على نفس الصراط!
ولا ترفع من شأن نفسك , وتنزل من شأن آخر .. لشيء لم تصنعه بيدك!
إنما قدرة القادر لكي يختبر عباده في الدنيا , فهل تريد الفشل في هذا الاختبار , أم النجاح؟
(لكيلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لا يُحِب كُل مُخْتَالٍ فَخُورٍ.)
فلقد اختار الله بني إسرائيل , وفضلهم على العالمين! لكن انظر مالذي فعلوه , وإلى ماذا انتهوا!
فحتى لو ظننت أن الله اختارك , فهذا ليس لكي تتعالى على الآخرين! إنما لكي تشكر ربك , والشكر لا يكون بالتعالي!
{وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً}
فما يدريك أيها الإنسان , قد يكون من تحتقره على الأرض , أفضل منكَ عند رب الأرض!
فيرفع الله عز وجل قدره ويعزه , وينزل من شأنك ويذلك!
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
فيا قوم! إذا أردتم الافتخار بشيء , فافتخروا بنعمة الاسلام!
وكما يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله)!
هذا قول عمر , قبل مئات السنين! فاعقلوا , قبل فوات الآوان! ~
ولا أستغرب الآن , عندما أرى المسلمين .. في كافة أنحاء العالم وهم في ذل! كيف لا والإسلام آخر شيء يعتزون به!
فعلى رأس القائمة , الجنسية .. والألقاب , ثم المال , والمناصب! فكم من شخص نشهده وهو عزته في الإسلام؟
ايه يا بني آدم! كلها دنيا فانية! فلا تشترِ الرخيص بالثمين!
كن مفختراً , بالإسلام .. فغيره لا يفيد مهما كان!
وولا تتمسك بحبل , سهل الانقطاع .. هذا من أجلك .. صدقني .. فأنا لا منفعة لي .. ان أريد الا الاصلاح ما استطعت ~
{ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ }
خير الكلام ما قل , حتى وإن لم يدل!
ولهذا أتوقف , يكفي ثرثرة اليوم .., هل ترون أن كلامي لم يكن قليلاً؟ إذاً أنتم لم تروا الكثير ولهذا أعذركم (:
هذا ليس بانتقاد بقدر ما هي نصيحة! نصيحة لكي لا تندموا لاحقاً ~
دمتم بالعافية بعيداً عن الأمراض ..
~
ملاحظة: تم كتابة الموضوع من قبلي في منتدى آخر من قبل وباسم مختلف!
لكن الموضوع من كتابتي .
المفضلات